المنشور

هل هناك ديمقراطية غير ليبرالية؟ … مُشكلة مع عدم وجود حل دلالي لفظي لها

بقلم: Jeffrey C. Isaac

ترجمة: غريب عوض

 

هل هناك أي شيء ديمقراطي في ’الديمقراطية غير الليبرالية‘؟ إن إغراء استبعاد أنصارها على أنهم غير شرعيين واضح، ولكن كما يقول جيفري إسحاق، كان من خلال الدراسة والمُعالجة العلنية، لإدعائهم أنهم يعملون من ’أجل الشعب‘ حيثُ تم فيها تحدي الحركات السياسية السُلطوية السابقة بنجاح.

شبحٌ يُطارد أوروبا والولايات المتحدة؛ شبح الديمقراطية غير الليبرالية.

          يرتبط مشروع إقامة شكل جديد من ’الديمقراطية غير الليبرالية‘ بدلاً من شكل الديمقراطية الليبرالية التي يُفترض أنها عفا عليها الزمن إرتباطاً وثيقاً برئيس الوزراء الهنغاري (المجري) فيكتور أوربان Viktor Orbán الذي أعلن مِراراً هذهِ النية. ولكن الفِكرة ترتبط عادةً بمجموعة أوسع من القادة السياسيين – جروسلاو كاتشينسكي Jarosław Karczyński في بولندا، و فلاديمير بوتين Vladimir Putin في روسيا، ورجب طيب أردوغان في تُركيا، من بين آخرين – الذين سعوا من أجل إقامة شكل غير ليبرالي من ’الديمقراطية‘. كما لا حظ ديفيد أُوست David Ost مؤخراً من القضايا المجرية والبولندية:

إلغاء المحكمة الدستورية وتطهير القضاء، والتسييس الكامل للخدمة المدنية، وتحويل وسائل الإعلام العامة إلى الناطقة بلسان الحكومة، وتقييد امتيازات المُعارَضة في البرلمان، والتغيير بالجُملة من جانب واحد للدستور أو إنتهاكاً واضح له، والتسامح الرسمي وحتى تعزيز العُنصرية والتعصب، والتأكيد الإداري على الجنسانية التقليدية، والنهوض الثقافي للتقاليد الاستبدادية، وتقديم الولاء على الكفاءة في منح وظائف الدولة، والمُراقبة دون تدقيق – وبمثل هذهِ السياسات وأكثر من ذلك، تُشارك الحكومات اليمينية في المجر وبولندا في هجوم مُباشر على مؤسسات الديمقراطية. إن الأحزاب الحاكِمة، حزب فيدز Fidesz والقانون والعدالة على التوالي، لا تدعي حتى الانضمام إلى الديمقراطية ’الليبرالية‘ على الاطلاق بعد الآن. هل هي مُلتزمة بالديمقراطية على الأطلاق؟ وكلاهما يقبل الآن بأن الانتخابات جلبت حكم الحزب الواحد غير مُحدد من طرف الحزب الذي يُمثّل الأمة. وبخلاف ذلك، يبدو أن ’الديمقراطية‘ لا تعدو أن تكون إلا مُجرد حِجة على الصواب السياسي الذي هم يبغضونه في كُلُ الأحوال.

          إن الانتصار الذي لا يزال في الآونة الأخيرة لدونالد ترامب Donald Trump في انتخابات الرأسة الأمريكية عام 2016 ربما يكون المِثال الأكثر وضوحاً لهذا الاتجاه. وقد أثارت مثل هذهِ المشاريع قلق مُعلقين سياسيين مثل داني رودريك Dani Rodrick حول ’لماذا الديمقراطيات غير الليبرالية آخذةٌ في الإزدياد.‘ وقد تلقت اهتماماً مُتزايداً من قِبَل العُلماء السياسيين المُهتمين بالحصص والتدفقات والأمواج والدلائل على ’التحوّل الديمقراطي‘ والذين لا يهتمون فقط بانتشار ’اللامُبالاة‘ في البُلدان التي كانت تُعتَبَر سابقاً ’تسير في اتجاه الديمقراطية، ولكن ظهورها في الديمقراطيات ’الأكثر تقدُماً‘ أو تجذُراً أيضاً. كما تُلاحظ ياشكا مونك Yascha Mounk:

وعبر الديمقراطيات الراسِخة في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، شَهِدَت السنوات الأخيرة صعوداً صغيراً لشخصيات التي قد لا تكون هشة جداً أو غارش كما ترامب، ولكنها تحمل تشابهاً لافتاً لهُ: مارين لوبان Marine Le Pen في فرنسا، و فروك بتري Frauke Petry في ألمانيا، و غيرت وايلدر Geert Wilders في هولندا، والعديد من كبار مناصري خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة. كما أنها تُسَخّر مستوى جديداً من الغضب الذي يختلف عن أي شيء شَهِدتهُ الديمقراطيات الليبرالية في نصف قرن. وهم يعدون أيضاً بمُساندة الناس العاديين، وبالتخلص من النُخب السياسية الفاسِدة، وبوضع الأقليات الإثنية والدينية التي هي الآن (يُفَترض أنها) تُفَضَل في مكانها الشرعي (تابِعة).وهم أيضاً مُستَعَدون للتخلص من المؤسسات السياسية الليبرالية مثل القضاء المُستقِل أو الصحافة الحُرة القوية طالما أنها تقف في طريق إرادة الشعب. وهم يبنون معاً نوعاً جديداً من النظام السياسي الذي يخرج ببطء من تلقاء نفسه: الديمقراطية غير الليبرالية.

وكثيراً ما يُهاجم النُقاد ترامب ولوبان وجماعتهما لكونهم غير ديمقراطيين. ولكن هذا هو سؤ فهم لكلٌ من أولوياتهم وأسباب شهرتهما. معظم الأحيان، إيمانهم بإرادة الشعب هو أمرٌ حقيقي واعتراضهم الأساسي على الوضع الراهن هو ببساطة أن الحواجز المؤسسية مثل المحاكم المُستقِلة أو المعايير مثل الاهتمام ’الصحيح سياسياً‘ بحقوق الأقليات وقف النظام عن توجيه غضب الشعب المشروع نحو السياسة العامة. إن ما وعدوا بهِ، إذن، هو عدم الابتعاد عن الحكم الشعبي بل بالأحرى تجريدهِ من شكلهِ الليبرالي الاصطناعي – بينما يجسدون في الوقت نفسهِ النسخة الحقيقية الوحيدة لإرادة الشعب.

ما الذي يجب أن نصنعهُ من هذهِ الظاهِرة، وكيف ينبغي لنا أن نردُ عليها؟

في الواقع، هل تعريفها بأنها الديمقراطية غير الليبرالية بهِ أيةَ فائدة، أم أنهُ جزءٌ من المِشكلة التي يُريد الكثير من نقادها فهما ومُحاربتها؟

          يقول جان-ويرنر مولر Jan-Werner Muller في مقال حديث بعنوان ’المشكلة مع الديمقراطية غير الليبرالية‘ هي أن تُسمي ما يجري اعتبارهِ في بولندا ’الديمقراطية غير الليبرالية‘ أمرٌ مُضلِل إلى حد بعيد – وبطريقة تُقوّض الجهود الرامية إلى كبح جِماح ما يمكن أن يكونوا اُتوقراطيين مثل كاتشينسكي Kaczyński و أوربان Orbán. وفي النهاية، يدعي مولر، ليست الليبرالية فقط التي تتعرض للهجوم، بل الديمقراطية نفسها أيضا.‘ ويؤكد مولر Muller على أن القبول بتقسيم ’الديمقراطية الليبرالية‘ مُقابل ’الديمقراطية غير الليبرالية‘ هو من الحماقة أن يَعطي مُصداقية لادعاءات كاتشينسكي وأوربان بأن يكونوا ديمقراطيين أصحاء يشعرون بالضيق بسبب الحُرية الشخصية المُفرِطة وببساطة يسعيان إلى حُرية أقل وشكل من الديمقراطية أكثر جماعية. إن ما تُقدِمهُ مثل تلك الحكومات في بولندا والمجر وتُركيا هو شيء مُختلف جداً. أن ينتقد المرء المادية والإلحاد، أو حتى الفردانية شيء. بينما أن تُحاول تقييد حُرية التعبير والتجمُع والتعدُدية الإعلامية، أو حِماية الأقليات شيء آخر تماماً. فالأول هو عدم اتفاق على فلسفات سياسية مُختلِفة التي بإمكانها تبرير الديمقراطية. والثاني هو هجوم على أُسُس الديمقراطية ذاتها. لذلك يَصِرُ مولر Muller على أن ما يُطلَق عليهِ العديد من الناس ’الديمقراطية غير الليبرالية‘ هو أفضل في الحقيقة أن نطلق عليه وصف شكل من أشكال الاستبداد الشعبوي، ونحنُ نكون على الصواب عندما نطرح جانباً مُصطلح ’الديمقراطية غير الليبرالية.‘ فبالنسبة لهُ، البُنية الأساسية ’للديمقراطية الليبرالية‘ هي الديمقراطية نفسها، وأن يُعارض المرء هذهِ البُنية معناه أنهُ يُعارض الديمقراطية بحد ذاتها. وقد ذكر الباحث الاقتصادي جانوس كورناي Janos Kornai نفس النقطة مؤخراً: ’أنا شخصياً أنظر إلى هذا المفهوم على أنهُ طريقٌ مسدود: إن الديمقراطية غير الليبرالية مثل البابا المُلحِد: إن هيكل الصِفة مُتناقض في حد ذاتهِ. في رأيي جميع الديمقراطيات ليبرالية. لقد فقدتُ تذوقي لمفاهيم الديمقراطية بِصِفة حينما كانت الدكتاتورية الشيوعية تُشيرُ إلى ذاتِها بـ ’ديمقراطية الشعب‘، من الواضح أنها تُميّز نفسها عن ما يُسمى ’الديمقراطيات البُرجوازية‘. لإعادة صياغة لصديق، وهو باحث ذي صِيت في علوم الديمقراطية إذا جاز التعبير، الذي يُعبر عنهُ بصراحة أكبر في مراسلاتنا الخاصة: ’إذا لم نتمكّن من تحديد شيء من الحد الأدنى من المُمارسات المؤسسية الديمقراطية – بمعنى أن يجب أن تعطي الناس فُرصة حقيقية لاختيار واستبدال قادتهم في انتخابات حُرة ونَزيهة – ثم لا توجد وسيلة لتجنب الوقوع في، ولا وسيلة للخروج من مستنقع الدلالي اللفظي النسبي الذي بهِ كلمة ’الديمقراطية‘ يمكن أن تعني أي شيء، ثم أي ادعاء تقريباً يجب أن يُناقَش ويؤُخذ على محمل الجد … وهل سنضطر الآن إلى إعادة النظر في الحِجج المُتَبَعة المُرعِبة مُنذُ 40-50 سنة مضت حول ما إذا كانت جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، بأيديولوجية جوتشي (العقيدة الرسمية لكوريا الشمالية) الشمولية، تُقدِم مُجرد شكلاً آخر من أشكال ” السيادة الشعبية”؟‘

          هذهِ اعتراضات قوية لمفهوم ’الديمقراطية غير الليبرالية.‘ أُشارك في النفور من الاستبداد المُتطوّر الذي يُمارَس في بولندا، وهنغاريا، وتُركيا وأماكن أُخرى، وأُشارك أيضاً بالإلتزام بالقيم والمُمارسات الديمقراطية الليبرالية. الكلمات مُهِمة فعلاً. ومن المُثير للقلق السماح لأوربان Orbán و كاتشنسكي Kaczyński و أوردوغان Erdoğan أو حتى بوتين Putin الإدعاء بالاهتمام ’بالديمقراطية.‘ وبقدر ما يعني ذلك أي نوع من التفاهم المُتعاطِف الأقل تأييداً، يبدو أنهُ من الأنسب ببساطة أن نُنكِرُ على مثل هؤلاء القادة الموافقة الرسمية على تبني ’الديمقراطية‘، وأن يضعوا استبدادهم في الأمام وفي الوسط.

          وفي الوقت نفسهِ، أعتقد إنهُ من الخطأ ببساطة رفض فكرة ’الديمقراطية غير الليبرالية‘ لأنها مُعبّئة لأغراض سياسية مرفوضة. قد يكون أمرٌ مُنَفّر. وقد تتكرر الجهود السابِقة للإحتجاج ’بالديمقراطية مع صِفات‘ نيابة عن السياسات القمعية وأحياناً القاتِلة. ولكن هذا هو بالتحديد السبب الذي يتعيّن علينا أن نأخذهُ على محمل الجد باعتبارهِ خِطاباً ومشروعاً سياسياً لهُ جَذبٌ حقيقي في العالَم. صحيح أنهُ بعد عام 1989، كان من المُمكن الإعلان، كما فعل فيليب شميتر Philippe Schmitter ، وتيري كارل Terry Karl في جريدة الديمقراطية، بأن: موجة التحولات بعيداً عن الحُكم التقنوقراطي … قد انتجت تحوُلٌ مطلوب تجاه تعريفٌ مُشترك للديمقراطية. في كلُ مكان كان هناك التخلي الصامت عن الصفات المشكوك فيها مثل “الشعبية”، و “الموجهة”، و “البرجوازية”، و “الرسمي” من أجل تعديل “الديمقراطية”. وفي الوقت نفسهِ، ظهر توافق ملحوظ في الآراء بشأن الحد الأدنى من الشروط التي يجب أن تفي بها السُلطات من أجل استحقاق تسمية “ديمقراطية”.‘ ولكنهُ صحيح بنفس القدر بأن هذا التوافق على ’الديمقراطية بدون صفات‘ كان دائماً أمرٌ مُتنازع عليه، بل كان قصير الأجل، وقد تآكل مؤخراً. والتحدي الذي يواجه مؤيدي الديمقراطية الليبرالية يتمثل في اتخاذ الإجراء الكامل لهذا التآكل، حتى يمكن التصدي لهُ على نحوٍ أفضل. وبهذا المعنى، نحتاج إلى إعادة النظر في الحِجج من 40-50 سنة الماضية حول ما يجب تقديمه من الطعون غير الليبرالية إلى ’السيادة الشعبية‘ و ’الديمقراطية.‘ وأتمنى ألا يكون الأمرُ كذلك. ولكن الأمر كذلك مع الأسف. والسبب في ذلك هو أنهُ في جميع أنحاء أوروبا وفي الولايات المتحدة يعتلي القادة السُلطة، من خلال وسائل شبه ديمقراطية على الأقل، ويزعمون الوقوف مع وتأسيس شكل غير ليبرالي من ’الديمقراطية.‘ يجب أن نُعارضهم. وجزء من ذلك معناه ’التقاضي‘ حول التنافُس الأيديولوجي الذي ينتهجونه، أي، إقامة ’دعوى‘ ضدهم، وأن يأخذوا حججهم على محمل الجد وأن يُظهِروا بدلاً من مُجرد التأكيد على أن مطالبتهم ’بالديمقراطية‘ يجب رفضها.

          وفي ما يلي أودُ تلخيص نهجٌ أكثر دِقة للموضوع، وأُوضح لماذا في اعتقدي أنهُ مهم من الناحية التحليلية والمعيارية على حدٌ سواء المُضي قُدِماً في مثل هذا الأسلوب. أودُ أن أقترح أنهُ بدلاً من تجاهل فكرة ’الديمقراطية غير الليبرالية‘، يجب علينا أن نُميّز بين ثلاث طُرُق على الأقل بأن هذا المُصطلح يجب أن يُفهَم: (1) كشكل من أشكال التبرير التعويضي أو الشرعية التي تستدعي التفاهم على الرغم من عدم احتضانها، وتحديداً لأن عُنصراً أساسياً من العناصر الفاعِلة السياسية والطُرُق التي تتفق معها هذهِ الأفكار مع الجماهير، سوى أحببنا هذهِ المُصطلحات والرموز أم لا؛ (2) وكمفهوم اجتماعي عِلمي الذي يُسجّل الطموح السياسي أو مشروع ولكن لا يُقدم تصورٌ كافٍ للعواقب السياسية لهذا الطموح؛ و بالتالي (3) كالتزام معياري الذي يجب أن ينتقدهُ أُولئك الذين يأخذون قيم الاستقلال الفردي والتعددية السياسية على محمل الجد. وأُريدُ أن أقترح بأنهُ فقط من خلال التصدي الكامل لهذهِ الاستخدامات المُختلِفة، يمكننا أن نأخذ على نحوٍ كامل التحدي الذي تُمثِلهُ ’الديمقراطية غير الليبرالية‘ إلى ديمقراطية ليبرالية أكثر تعددية ومُساواة تستحق دَعمنا لها. من السهل جداً أن نرفض بكلمات خِطاب ’الديمقراطية غير الليبرالية‘ كإحتيال، وبفعلنا ذلك نحول دون الفهم السليم للظاهِرة وجاذبيتها، والنقد المعياري السليم.

          وجهة نظري هي ليست أنهُ من الخطأ أن نُدين أتباع ’الديمقراطية غير الليبرالية‘ بأنها ’استبدادية‘ أو أن ندعي أن هذهِ الجهات تُهدِد ’الديمقراطية‘. بالتأكيد هناك العديد من المواقف العملية حيثُ أن هذا النوع من الخِطاب يكون مفهوماً تماماً. فالسياسات الجماهيرية هي ليست حَلَقة دراسية للخرجين، كما أن خِطابات الاستنكار تلعبُ دوراً هاماً في السياسة الديمقراطية. ورأيي هو أننا ينبغي أن نمضي قُدُماً بشعور سليم من العِناية. والتأكيد على أن ما يدور تحت عنوان ’الديمقراطية غير الليبرالية‘ هو بِبَساطة العداء للديمقراطية نفسها هو أمرٌ غاية في البساطة. والواقع أننا بِحاجة إلى توضيح مُختَلَف معاني ’الديمقراطية‘ على وجه التحديد حتى يمكننا أن نُقدّر على نحوٍ أفضل نُقاط القوة والقيود المفروضة على الديمقراطية الليبرالية التي تستحق دعمنا الفكري والسياسي.

نشرة التقدمي العدد 126 مايو 2018

اقرأ المزيد

تعزية المنبر التقدمي لحزب التجمع الوطني التقدمي المصري بوفاة الزعيم الوطني الكبير خالد محيي الدين

 

 

الرفيق العزيز سيد عبد العال                المحترم  

الأمين العام لحزب التجمع الوطني التقدمي

جمهورية مصر العربية                

 

 

ببالغ الأسى والحزن تلقينا خبر وفاة الزعيم الوطني الكبير خالد محيي الدين، أحد القادة البارزين في ثورة يوليو 1952 في مصر ومؤسس حزبكم المناضل والشخصية العربية والأممية المعروفة. بوفاته خسرت القوى اليسارية والتقدمية وكل الوطنيين في مصر والعالم العربي، فارساً من الفرسان الشجعان، الذي طالب، ومنذ وقت مبكر، بإشاعة الديمقراطية وتشكيل الأحزاب السياسية وإعادة الحياة النيابية وعودة الجيش إلى الثكنات في مصر.

بهذا المصاب الجلل نتقدم إليكم، وعبركم، إلى الرفاق والاصدقاء وذوي الفقيد الغالي بخالص التعازي القلبية، راجين للعلاقات الرفاقية بين تنظيمينا ان تزداد قوة ومتانة.

 

 

خليل يوسف رضي

الأمين العام

المنبر التقدمي

اقرأ المزيد

بكين تصنع الاتفاق الكوري

 

في ظننا أنه يتعين قراءة الاتفاق الكوري – الكوري، في سياق أشمل من كونه مجرد اتفاق بين بلدين يشكلان أمة واحدة، شاءت أقدار السياسة والتاريخ أن تنقسم، وأن يكون لكل قسم نظامه الاجتماعي – السياسي المختلف عن الآخر.
صحيح القول بأن قادة الشطرين الشمالي والجنوبي تحلوا بالضروري من الحصافة وبعد النظر ما مكنهم من تفادي أحابيل الإدارة الأمريكية التي كان يروق لها استخدام الفزاعة النووية لشمالي كوريا في ابتزاز جنوبها، ولكن لا بد من الوقوف على الدور الصيني الحاسم في التوصل إلى هذا الاتفاق.
أكثر من ذلك، علينا أن نرى في الدور الصيني علامة أخرى على تبدلات النظام الدولي، وتحوله من أحادية القطب الأمريكي التي سادت نحو عقدين وأكثر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتقلص نفوذ روسيا في العالم، في اتجاه تعددية قطبية، ولا نقول ثنائية، فإضافة إلى استعادة موسكو الكثير من المهابة الدولية التي فقدتها، وعودتها للعب دور دولي مهم، على الأقل في بعض المناطق، فإن الصين بدأت تحصد ثمار سياساتها طويلة الأمد التي عملت عليها بصمت وتأنٍ ودهاء، منفذة «بروسترويكا» خاصة بها، فَطِنة ومتأنية جمعت بين مركزية النظام الاشتراكي وآليات اقتصاد السوق، على خلاف «بيروستريكا» جورباتشوف الغبية التي دمّرت القائم دون أن يكون لدى صاحبها تصور للبديل.
في الوقت الذي كانت فيه نذر المواجهة العسكرية تشتد بين كوريا الشمالية وواشنطن مع مجيء إدارة ترامب، كانت الصين تعمل بصمت على تخفيف حدة التوتر، فيما كانت في العلن توجه الرسائل التي تخدم خطتها، حين قالت إنه في حال بدأت بيونج يانج الحرب فإنها سوف تقف موقف الحياد، لكن الأمر لن يكون كذلك في حال بدأت الولايات المتحدة الحرب، فحينها ستتدخل للوقوف في وجهها.
المؤكد أن بكين لا ترغب في مواجهة عسكرية مع واشنطن بصورة من الصور، لكنها أيضاً تريد إفهام الأخيرة أنه لا يمكن تجاهل دور الصين الاستراتيجي في تلك المنطقة كون الأمر يتصل مباشرة بأمنها ومكانتها. وحسب بعض التقارير، فإن بكين تعتبر كوريا الشمالية منطقة عازلة بوجه أي تدخل خارجي يستهدفها، بالنظر إلى أنها مطوقة ببلدان ذات أنظمة موالية للغرب. وفي العلاقة مع الكوريين الشماليين فإن لدى بكين أوراق ضغط كثيرة، بينها أوراق اقتصادية مهمة، وبرعت بكين في التلويح بها أو حتى استخدام بعضها، لحمل الزعيم الكوري الشمالي على القبول بتسوية مع الجنوب، تنقذ قسمي كوريا والمنطقة كلها من مخاطر مواجهة مدمرة.
الاتفاق الكوري – الكوري هو نجاح صيني بامتياز، يحمل رسالة متعددة الاتجاهات، أهمها، على الإطلاق، أن أمور العالم ومصائره لم تعد تقرر في عاصمة واحدة، وأن بكين باتت عاصمة ثالثة، بعد واشنطن وموسكو، يجب أن يحسب لكلمتها حساب.

madanbahrain@gmail.com
اقرأ المزيد

عن اليمين الليبرالي العنصري

 

أصوات اليمين الليبرالي العنصري لن تتوقف عن بث خطاب الكراهية بهدف إشغال المواطنين في قضايا تافهة؛ كي لا يتوحدوا في الدفاع عن قضاياهم المعيشية والوطنية المشتركة، وهي أصوات عنصرية قبيحة موجودة في كل بقاع العالم، ولكن المشكلة عندما تتحول الأصوات العنصرية إلى سياسات وقرارات عامة تتبناها الحكومة!

تقوى شوكة اليمين الليبرالي العنصري ويرتفع صوته القبيح، كما ذكرنا من قبل، أثناء الأزمات الاقتصادية الرأسمالية، حيث يعمل على دغدغة عواطف الناس وتسطيح المشاكل العامة، ويفسر الأزمة الاقتصادية تفسيراً سطحياً تافهاً لا يحتاج إلى تفكير عميق، بل إنه شغل الناس في خلافات وهمية تكرس التفتيت الاجتماعي وتلهيهم عن قضاياهم المعيشية والوطنية المشتركة.

وهي خلافات تدور غالباً حول الأصول والدين والمذاهب ولون البشرة، وتشتت انتباه الناس، وتصرف أنظارهم عن الأسباب الحقيقية للأزمة في محاولة بائسة لإبعاد المسؤولية عمن تسبب فيها، وذلك مثلما حدث ويحدث في أميركا ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا منذ الأزمة الاقتصادية الرأسمالية التي انفجرت عام 2008، ويحدث هنا أيضاً في خطاب اليمين الليبرالي العنصري تجاه الوافدين، وأحياناً تجاه المواطنين أنفسهم، حيث يركز خطابه العنصري الكريه على تقسيمهم تارة بحسب أصولهم ومذاهبهم، وتارة أخرى بحسب تاريخ قدوم أسلافهم أو الجهة التي قدموا منها للكويت.

ثم يوهم هذا الخطاب بعض الناس أن أسباب مشاكلهم العامة والأزمة الاقتصادية والمالية، بل طبيعة الصراع السياسي في المجتمع كلها تعود إلى الاختلافات الطبيعية الموجودة بين الأصول والأنساب والمذاهب، في حين الصراع الأساسي، كما ذكرنا من قبل، هو في حقيقته صراع مصالح اقتصادية، أي مصالح طبقية لا علاقة لها بالأعراق والطوائف ولون البشرة.

ومن أسف أن بعض المواطنين ينساقون، بحسن نية، وراء الخطاب العنصري البغيض نظراً لبحثهم عن تفسير سهل للأزمة الاقتصادية الطاحنة من جهة، ولسيطرة دعاته ومن يرعاهم ويدعمهم ويشجعهم من كبار الأثرياء الذين تسببوا في الأزمة الاقتصادية وينبغي محاسبتهم، على وسائل الإعلام المؤثرة على الرأي العام من جهة أخرى، وذلك على الرغم من أنه خطاب سطحي وتافه مليء بالمغالطات، حيث يكشف جهل مسوقيه بتاريخ الكويت وكيفية تكونها وما حدث لخريطة الكويت بعد مؤتمر العقير الشهير بتاريخ 2 ديسمبر 1922.

إن أي شخص موضوعي وعاقل يعرف أن شعبنا متعدد الأصوال والأعراق والمذاهب والأديان أيضاً، فالدولة تكونت تاريخياً نتيجة هجرات بشرية متتالية من دول الجوار، وبالذات من الجزيرة العربية وإيران والعراق، وازدادت وتيرتها بعد اكتشاف النفط وبداية قيام الدولة الحديثة، خصوصاً بعد تهديد الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم عام 1961 بضم الكويت، وهو الأمر الذي عجّل، ضمن أسباب داخلية وخارجية أخرى بالطبع، في إصدار الدستور ووضع تشريعات وقوانين دولة حديثة من أهمها، في ذلك الوقت، قانون الجنسية، ثم البدء بنشاط سياسي ودبلوماسي جاد للبحث عن اعتراف عربي (جامعة الدول العربية) ودولي (هيئة الأمم المتحدة) بالدولة الكويتية الوليدة والصغيرة من أجل دحض مطالبات العراق المزيفة، والذي لم يكن من الممكن أن يتحقق، أي الاعتراف العربي والدولي، من دون وجود مقومات الدولة، ومن أهمها وجود شعب، إذ لا دولة من دون شعب.

وعلى أي حال، فإن أصوات اليمين الليبرالي العنصري لن تتوقف عن بث خطاب الكراهية بهدف إشغال المواطنين في قضايا تافهة؛ كي لا يتوحدوا في الدفاع عن قضاياهم المعيشية والوطنية المشتركة، وهي أصوات عنصرية قبيحة موجودة في كل بقاع العالم، ولكن المشكلة عندما تتحول الأصوات العنصرية إلى سياسات وقرارات عامة تتبناها الحكومة!

 

د. بدر الديحاني

جريدة الجريدة الكويتية العدد: 3749

 

 

 

اقرأ المزيد

التقدمي يهنئ الشيوعي العراقي بذكرى الرابعة والثمانين لتأسيسه

التاريخ: 31 مارس 2018

الرفيق العزيز رائد فهمي

 سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

تحياتنا الرفاقية

 يسرنا في المكتب السياسي للمنبر التقدمي في البحرين أن نتقدم اليكم بأحر التهاني الرفاقية بمناسبة الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس حزبكم المناضل، وأن نعبر عن اجلالنا للتضحيات الكبيرة التي قدمها مناضلو الحزب طوال هذه المسيرة الحافلة بالنضال والتضحيات ونكران الذات من اجل العراق وطناً حر وشعباً سعيد، وفي سبيل تحقيق السلم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

في هذه المناسبة اسمحوا لنا بالتعبير عن اعتزازنا بالعلاقات الكفاحية التاريخية التي تربط بين الشيوعيين العراقيين والبحرينيين، والتي توطدت على مختلف الأصعدة الفكرية والسياسية والنضال المشترك ابان ظروف العمل السري القاسية الصعبة في بلدينا وفي المهجر.

ان رفاقكم في المنبر التقدمي بمملكة البحرين وأصدقائهم يحيون نجاح حزبكم في تشكيل تحالف (سائرون) الانتخابي مع مجموعة من القوى الوطنية العراقية في سبيل مواجهة مشاريع المحاصصة وقوى الفساد التي تتبوأ صدارة المشهد السياسي حالياً في العراق، ويحدوهم الأمل في ان يحالف هذه القائمة التوفيق والنجاح.

نحن على ثقة، أيها الرفاق الأعزاء، وخاصة بعد ان تمكن الشعب العراقي بتحقيق انتصارات كبيرة على قوى الارهاب ان يحقق الانتصار في معركته على القوى المذهبية الفاسدة التي تستأثر بالمال العام، وتراكم الثروات بصورة غير مشروعة على حساب جماهير الشعب الفقيرة والمعدمة، وأن يتوج هذا النضال الذي يتصدره مناضلو حزبكم وقوى المجتمع المدني، بما يحقق لشعب العراقي حياة حرة كريمة ويتمكن من توظيف ثرواته بما يخدم تطلعاته في التنمية والعدالة الاجتماعية وبناء دولة مدنية تليق بالعراق وشعبه ودوره ومكانته في المنطقة.

عاش نضال حزب الحزب الشيوعي العراقي، عاشت الذكرى الرابعة والثمانين، والمجد والخلود لشهدائه.

خليل يوسف رضي

الأميـــن العـام

المنبر التقدمــي

اقرأ المزيد

تعزية للحزب الشيوعي العراقي بوفاة المفكر والباحث د. فالح عبدالجبار

الرفيق العزيز رائد فهمي …….المحترم

السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي

الجمهورية العراقية

ببالغ الأسى والحزن تلقينا خبر وفاة الشخصية الوطنية المرموقة، والمفكر والباحث اللامع الدكتور فالح عبد الجبار، وصاحب الحضور الفاعل والبارز بنتاجه وعطائه ومواقفه التي ستضل دوماً موضع الاعتزاز والتقدير وبهذا المصاب الجلل نتقدم إليكم، وعبركم، إلى الرفاق والاصدقاء وذوي الفقيد الغالي بخالص التعازي القلبية.

إننا نشارككم الشعور العميق بفقد هذا المفكر اليساري التقدمي والذي وصفه بحق بيان نعي حزبكم الشقيق بأنه علما من اعلام الفكر والثقافة العراقيين والعربيين التقدميين المعاصرين، وواحدا من مشاعلهما المتوهجة، وبذلك يشكل رحيله خسارة للقوى التقدمية واليسارية في العراق والعالم العربي، وتقدر مساهماته الفكرية منارة لكل المفكرين والتي ستظل بلا شك مرجعاً ومعيناً لكل الباحثون التقدميون في المنطقة العربية.

مرة أخرى، تقبلوا خالص تعازينا، معربين عن تضامننا الكفاحي معكم، راجين للعلاقات الرفاقية بين تنظيمينا ان تزداد قوة ومتانة.

خليل يوسف

الأمين العام

المنبر التقدمي

اقرأ المزيد

كويتيون في البحرين

 

محاضرات مهمة ونقاشات ثرية وقيّمة يصعب اختصارها واختزالها في مقال واحد أقيمت في المنتدى الفكري السنوي الرابع للمنبر التقدمي في مملكة البحرين الشقيقة الأسبوع الماضي، وقد سعدت كثيراً بدفء الاستقبال وحسن الاهتمام الذي حظيت به من أعضاء المنبر والحضور خاصةً، ومن الشعب البحريني بشكل عام.

حضرت المنتدى الفكري السنوي الرابع للمنبر التقدمي في مملكة البحرين الشقيقة الأسبوع الماضي، والذي تناول العلاقة بين الدولة المدنية والبنى التقليدية في مجتمعات الخليج بصورة رئيسة، وكان الحضور الكويتي بارزاً ومشرفاً، حيث شارك العديد من الكتّاب والباحثين والنشطاء السياسيين ومحركي المجتمع، كما كانت إضافاته في النقاشات غنية وعميقة. جميل هو التقاء العقول وحوارها الحر في هذه الفعاليات الثقافية التي نحن في أمسّ الحاجة إليها، خصوصاً في ظل ظروفنا الحالية.

تم طرح العديد من القضايا والتساؤلات المهمة في المنتدى، كمدى الصِدام أو التوافق– إن وجد- بين نظام الدولة الحديثة والبنى التقليدية كالقبيلة والطائفة، وناقش الدكتور محمد عبيد غباش في ورقته العلاقة بين صغر حجم الدولة واستقرارها، ومدى فعالية الأنظمة القبلية والعشائرية في الحفاظ على استقرار هذه الدول الصغيرة، مقابل تبني الأنظمة المدنية المتقدمة كالمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية، فكلما زادت الطائفية والتمييز العنصري قل الاستقرار، لا سيما في هذه الدول الصغيرة.

وتناول الدكتور خالد العزري أسباب صعوبة التحول إلى الديمقراطية في الخليج على الرغم من التطور السريع الذي شهدته المنطقة في العمران بسبب الثورة النفطية، والتمسك الشديد بالأنظمة العشائرية المتشددة والتي تتبع منهجية «أنا والآخر»، مما يهدد الاستقرار مستقبلاً في تلك الدول الريعية، وبالتالي ضرورة وجود الأنظمة الحداثية التي تكفل حقوق الجميع. ثقافة القبيلة وبنية العشيرة وجدتا في شبه الجزيرة منذ الأزل، حيث كانتا موجودتين حتى ما قبل الإسلام، وكانتا ضرورة آنذاك لتنظيم الأمور والبقاء على الحياة الكريمة في ظل الظروف القاسية. لا ضير في استمرار القبيلة كنظام عائلي متماسك، لكن المشكلة تكمن في تغلغل العصبية القبلية والطائفية في مختلف الأنظمة الحكومية المدنية، مما يعطل العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجميع في الحقوق والفرص، فلا بد أن يكون الانتماء إلى الوطن أولاً.

أيضاً عقبت الدكتورة انتصار البناء في ورقتها على وجود العشائرية والعصبية القبلية حتى في تلك الدول العربية التي تزعم أنها ذات نظام جماهيري. محاضرات مهمة ونقاشات ثرية وقيّمة يصعب اختصارها واختزالها في مقال واحد.

وقد سعدت كثيراً بدفء الاستقبال وحسن الاهتمام الذي حظيت به من أعضاء المنبر والحضور خاصةً، ومن الشعب البحريني بشكل عام، فهو شعبٌ لطيف، متواضع، حلو المعشر ويتسم بالعفوية وحب المساعدة.

نشر الوعي والثقافة من خلال هذه الفعاليات ضرورة، وفتح أبواب الحوار والتعاون ما بين الدول الشقيقة ظاهرة صحية. هكذا نخلق الوعي لدى الشعوب.

دانة الراشد

الكويت

اقرأ المزيد

كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المنتدى الفكري السنوي الرابع

Screenshot_20180217-210841__01

الرئيس الفخري للمنبر التقدمي الرفيق أحمد الشملان

رئيس الحركة التقدمية الكويتية الرفيق أحمد الديين

ضيوفنا الأعزاء

الأخوة والأخوات الحضور

الرفاق والرفيقات

يسعدني باسم المكتب السياسي واللجنة المركزية لمنبرنا التقدمي واللجنة المنظمة للمنتدى الفكري السنوي أن أرحب بكم في الدورة الرابعة لهذا المنتدى الذي تكرّس كتقليد سنوي طيب ليس في نشاطنا كمنبر تقدمي فقط، وإنما في مجمل الحياة السياسية والفكرية في وطننا، يستقطب اهتمام الباحثين والدارسين والناشطين، كونه يتناول محاور على صلة مباشرة ليس فقط بما مرّت وتمر به بلدنا ومنطقتنا من تحولات اجتماعية وسياسية فحسب، وإنما هي، أيضاً، على صلة بالمهام المباشرة التي تناضل من أجلها القوى اليسارية والوطنية في المنطقة.

وجرى التقليد أن ينعقد هذا الملتقى بالتزامن مع مرور الذكرى السنوية لتأسيس جبهة التحرير الوطني في الخامس عشر من فبراير 1955، والتي يتشرف المنبر التقدمي أن يكون امتداداً سياسياً وتنظيمياً وفكرياً لها، هي التي وضعت على عاتقها منذ تأسيسها واجب نشر الوعي التقدمي والتنويري في صفوف الشعب، وأن تهتدي بالفكر العلمي مرشداً ومنهجاً لها في النضال من أجل الاستقلال الوطني والتحول الديمقراطي والتقدم الاجتماعي في وطننا البحرين، والدفاع عن حقوق الكادحين وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهي الأهداف التي نناضل من اجلها أيضاً في الظروف الراهنة.

ويسرنا في هذا العام أيضاً أن يشاركنا سواء بتقديم الأوراق أو بالمناقشة أشقاء أعزاء علينا من الدول الخليجية الأخرى، وهو ما عملنا عليه في المنتديات الثلاثة السابقة كذلك، انطلاقاً من حرصنا على أن يكون لهذا المنتدى أفق خليجي، وأن يشارك فيه، بالإضافة إلى الباحثين والناشطين من البحرين، نظراء لهم من بلدان الخليج العربي الأخرى، وعياً منا لما يجمع بين بلدان المنطقة من مشتركات، تجعل من المفيد رؤية المحلي في كل بلد على حده في سياق خليجي أشمل، الذي هو، في المحصلة، جزء من سياق عربي عام اجتماعياً وفكرياً، فاسمحوا لي أن أرحب بأشقائنا من الأقطار الخليجية الأخرى في وطنهم الثاني البحرين، شاكرين لهم حرصهم على الحضور وتحمل أعباء السفر، ومتمنين لهم طيب الإقامة بيننا.

كما يسعدني أيضاً ان أرحب بكافة الشخصيات الوطنية البحرينية من المعنيين بالشأنين السياسي والفكري وبكافة الحضور الكريم ممن لبوا دعوتنا للمنتدى، وهو ما اعتدناه منهم في المنتديات السابقة التي أغنوها بمداخلاتهم واضافاتهم، وهو ما سيفعلونه في هذا المنتدى أيضاً.

لقد حرصنا على مدار ثلاث منتديات عقدت حتى الآن، على مناقشة قضايا وخصائص تطور الرأسمالية في بلدان الخليج العربي، واستكمالاً لهذا المبحث نوقشت سمات التركيبة الاجتماعية والطبقية في بلداننا، وقبل ذلك جرى التوقف أمام دور اليسار في منطقة الخليج إزاء التطورات الجارية في العالم وفي العالم العربي وفي بلداننا نفسهاً، سياسياً واجتماعياً وفكرياً.

واستكمالاً لهذه المحاور المهمة التي جمعت أوراقها في كتابين صدرا عن المنبر التقدمي، يناقش المنتدى هذا العام واحداً من الموضوعات المهمة هو العلاقة بين الدولة من حيث هي بنية حديثة، بالبنى التقليدية في مجتمعات الخليج العربي، ويسعدنا أن يقدم الورقتين الرئيستيين في المنتدى كل من الدكتور محمد عبيد غباش الباحث والأكاديمي الإماراتي، ومن سلطنة عمان الأكاديمي والباحث الدكتور خالد العزري فيما يشارك بالتعقيب على الورقتين من البحرين كل من الناقدة والباحثة الدكتورة انتصار البناء، والمختص في الإقتصاد السياسي والوجه البارز في المنبر التقدمي الرفيق عبدالجليل النعيمي.

ونرى أن هذا الموضوع يرتدي أهمية خاصة أمام التطورات التي تجتازها منطقتنا الخليجية، حيث يزداد الوعي بضرورة تحديث بنى المجتمع وتفكيك الكوابح المحافظة التي لا تنسجم مع روح العصر، والعائدة لمراحل فقدت مشروعيتها التاريخية منذ زمن طويل، ويجري اتخاذ خطوات مهمة في هذا السياق، وهو أمر يحظى بتأييد مجتمعي واسع.

ويبقى ضرورياً القول إن التحديث المجتمعي وثيق الصلة بتحديث البنى السياسية، وضمان مشاركة الشعوب عبر هيئاتها التشريعية والبلدية المنتخبة ومؤسسات المجتمع المدني الحديثة في رسم القرار وإدارة شؤون البلدان، ومن خلال آليات الحوكمة والشفافية والرقابة على أوجه صرف المال العام وتوجيهه توجيهاً رشيداً لخدمة أهداف التنمية المستدامة ومحاربة الفساد.

أجدد ترحيبنا بكم أيها الأخوة والأخوات، معبراً عن ثقتي بأن أفكاركم وآرائكم وإضاءاتكم ستجعل من منتدانا هذا منتدى ناجحاً.

وشكراً لكم.

اقرأ المزيد

المنبر التقدمي ينظم منتداه الفكرى الرابع فى 16 فبراير

تحت عنوان ” الدولة والبنى التقليدية فى مجتمعات الخليج العربي

المنبر التقدمي ينظم منتداه الفكرى الرابع فى 16 فبراير

 

أمين عام المنبر : شخصيات فكرية واكاديمية بحرينية وخليجية تشارك بالمنتدى

ينظم المنبر التقدمى فى 16 فبراير منتداه الفكرى الرابع تحت عنوان ” الدولة والبنى التقليدية فى مجتمعات الخليج العربي ” , وأعرب أمين عام المنبر خليل يوسف عن اعتزازه بالتعاون والحضور الكثيف المؤكد من شخصيات فكرية واكاديمية من البحرين وخارجها ، مشيراً الى ان هذه الشخصيات ذات علاقة بشئون وقضايا تطور مجتمعات الخليج وبالشأن العام والتطور الثقافى والسياسي فى دول المنطقة ، الأمر الذى سيثري المنتدى برؤى وافكار تخدم اهدافنا من وراء عقد هذا المنتدى ، وقال ان المنبر كعادته حريص على الخروج بهذا المنتدى بالمستوى المشرف كما هو حال منتدياته الثلاثة السابقة ، واشار الى لجنة قد شكلت برئاسة نائب الأمين العام فلاح هاشم لمتابعة كل الترتيبات المتعلقة بالمنتدى ، واقامة معرض الكتب المستعملة الذى سيصاحبه والذى سوف يستمر بعد ذلك فى مقر المنبر .

واشار الى ان هناك العديد من التحولات والقضايا التى تعنينا فى البحرين والمنطقة والتى تقع تحت مظلة عنوان المنتدى يحرص المنبر على تناولها ومناقشتها وسبر أغوارها من مختلف الجوانب بأفق وعمق خليجى ، وفى المقدمة منها اشكالية العلاقة بين الدولة والبنى التقليدية ، ودور هذه البنى فى واقع ومستقبل مجتمعاتنا الخليجية ، وغير ذلك من القضايا الجديرة بالطرح والمناقشة والتحليل .

والمنتدى الفكرى الرابع للمنبر التقدمي يعقد فى 16 فبراير 2018 بفندق جولدن توليب ، ورحب المنبر بحضور اصحاب العلاقة والاهتمام لحضور هذا المنتدى ، ومعرض الكتب المستعملة الذى سيقام على هامشه ويضم نخبة من الكتب المتنوعة القيمة.

اقرأ المزيد

المنبر التقدمي ينعى المناضل علوي شبر العبّار

بمزيدٍ من الحزن والأسى ينعى المنبر التقدمي أحد مناضلي جبهة التحرير الوطني البحرانية وأحد رواد العمل النقابي في سبعينيات القرن الماضي، علوي شبر العبّار الذي وافته المنية يوم أمس. نشط المناضل الذي انضمّ منذ  شبابه في صفوف جبهة التحرير الوطني في العمل الطلابي فترة دراسته في القاهرة، كما كان أحد مؤسسي نقابة العاملين في وزارة الصحة، التي كانت واحدة من أربع نقابات عمالية تأسست في مرحلة الحياة النيابية المؤودة في عام 1974، وأصبح الفقيد أحد الكوادر المتقدمة في صفوف جبهة التحرير الوطني، واضطلع بمهام حزبية مختلفة.

وإضافة إلى عمله النقابي والحزبي، فإن الفقيد علوي شبر العبّار عرف بجهوده الكبيرة في خدمة الطبقة العاملة، فبعد ان تمّ تجريم العمل النقابي وحل تشكيلاته العلنية  في مرحلة قانون أمن الدولة، اضطلع بالدور الأبرز في تأسيس وقيادة  “جمعية الصحة والسلامة البحرينية” منذ عام 1979 واستّمر دوره في الجمعية حتى آخر حياته.

والمنبر التقدمي إذ يتقدم بأحر التعازي إلى عائلة الفقيد وأبنائه، وإلى جميع رفاقه وأصدقائه، يؤكد إن ذكراه وصفحات نضاله النقابي والحزبي والتطوعي ستظل باقية في القلوب كجزء من التاريخ النضالي للتيار الوطني الذي ننتسب إليه.

25 يناير 2018

اقرأ المزيد