المنشور

مقتطفات من نص (شجر النوم) – للشاعرة إيمان أسيري الذي القيت في المهرجان الخطابي والفني التضامني مع فلسطين بتاريخ 19 ديسمبر 2017

 

  • هناك، في تلك البلاد التي نعرفها، الرعاة والعصافير يشاهدون الحرية، في قيلولة الضحى، العصافير أكملت المشهد بتغريداتها، أعين النار غيرت المشهد بالمحو، لم الاهتمام؟

  • آلمني غناء النمل، اليوم طوى نفسه، والألم حارق، في التلفاز، الصغير يمسح الدم عن جسد أمه، بينما عشيرة النمل تغزوه.

  • بين الشاشات تُكمل الحروب حكايتها، بالقذائف تستهدف قلوبنا، فُرِضَ علينا كَتْمُ النظر، احتراماً لجنون الضباب.

  • في ملامح الجدار، شيءٌ من هندسة الوطن، لونٌ من الموت، حسرةٌ أصابت الجدار رغماً عنه، في انتفاضةِ الروح هوةُ نيزك، غربة وطن، أمنُ لاجئ استند إلى موت الجدار.

  • الكلام المضيء كثير في الثرثرة، لو كان محض أمنية، حولت الجغرافيا المتشابكة إلى حدائق افتراضية، لو كان، لرأيت الجلاد يتكاثر، في متواليات الصمت، يحفر القبور للحدائق الافتراضية.

  • ما زال اليوم قائماَ، بخفة يأخذنا إلى نهايته، بالأمس طائرات حربية أجبرتنا على تسلق الموت. الألوان في برودتها، سادها رماد مثقل بأنفاس الذين غادروا، قليلاً قليلاً، توارت عن الأنظار، أنّتْ، بكتْ، تمتمت: في أتون الحرب لا سيدَ سوى آلهة النار.

  • هؤلاء الذين نعرفهم، ما تعبوا من عدِّ قتلاهم، خلف شاشاتهم الثمينة، شريوا نخب أناقة الموت، والذين لم ينتهوا من إكمال الفقر، ما زالوا تحت الأنقاض.

  • إن الذين يضاجعون المال، فقدت دماؤهم بحرها، أخفت رؤوسها،

البحر في عريه مُرِغَت شواطئه بالجثث.

 إن الذين أماتونا، رغم صممهم، يزعجهم نشيدنا.

  • طائرته الورقية لم تقوعلى النهوض، بينها وبين يده الصغيرة، قامة شجرة، طائرة مغيرة أزاحت الشجرة عن الخيط، الطائرة بكل ألوانها، أصبحت شاهد قبره.

  • نقاط صغيرة، هي الأهداف، بين أرجلها هوة مخيفة، اللاءات التي أحببناها، في مرورها، أصابها العجز، هل نجرؤ على المرور هناك في تلك البلاد التي تعرفنا؟ هل نجرؤ لإنقاذنا؟

  • جثث منسوجة بالدم، تؤرجحها الريح، وأنا ألتقط أسماءها المنسية، توحلت قدمي بخيوطها، تسللت الرائحة طازجة، قلقة، مستغيثة، قبل أن أترك الصورالرطبة، رجوت الشمس أن تصحو.

  • لم تنته الحرب من سهرتها، ولم أنته من اعداد الطعام، كثيرا ما أفكر، ماذا لو نقص عدد المحاربين؟ هل ستكف الأمهات عن طهي الأحلام؟

  • الليل والنهار لم يكُفا عن السير، لم يتوقفا ليسألا، كيف ثَقُلا بالموت، أصبحا مُنهكيّن، شكلا تاريخاً مهلهلاً، مُدمّى، دُفعنا للعيش فيه قسراً.

  • اليومَ سأغسل هذه الأحلام الحربية، النافقة، سأرميها قطعة قطعة في الغسالة، سأستمع إلى أنينها المتصاعد من قهوتي، ومن نشرات الأخبار.

  • تؤلمني عيناي، شاشات متنمرة، مخالبها نارية، تلعب في ساحتي، لا أرضَ، لا بحرَ، لا سماءَ ثابتة، الموتُ بطل، لا يدع لي خياراً، سوى الركون إلى آلامي، والقبول بقوارب الجفاف.

  • مساكن تمطت للتوّ من النوم، جثمت عليها أنفاس الصواريخ، أعادتها للحفر مجدداَ.

  • وحدها النملة، صححت مسارها في التراب، بالقرب منها، علا صراخ طفل، ضاعت من عينيه الشمس.

  • في بيتي شجرتان، متشابهتان، إحداهما قديمة، كتاريخي، والأخرى لعصافيرها لعبة الحب، شجرتان، بعيداً عن الأرض متعانقتان،

فجأة، رأيتهما شعلة نارعلى شاشة التلفاز، بينهما علم الناتو.

  • مهملة ملامحه، مغطاةٌ بغبار دولي، نهض الموت، حزيناً، غادرته ابتسامته هذا الصباح، بحث عنها، ترجى مَنْ حوله، قادوه إلى رياض الأطفال.
اقرأ المزيد

سيمفونية فلسطينية – للشاعر عبدالحميد القائد الذي القيت في المهرجان الخطابي والفني التضامني مع فلسطين بتاريخ 19 ديسمبر 2017

هَل انكسرَ الزَمانْ
تبعثرَ في الحَنايا والمَكانْ
القدسُ هناكَ وحيدةٌ
تَنزفُ دَمَ الخِياناتِ
هَل هو المَخاضُ العَظيمُ
هل ينهضُ النورُ من غَفوتهِ غدًا
ينبثقُ حريقُ الحِكايات
الأسودُ عاشقُ الأبيض
دونَه لن يكونَ السوادُ سواداً
ولا البياضُ دونَه بياضْ
يختلطُ الطغاةُ بالطغاةِ
يَرسمونَ عُقولَنا بِطينِ الوحلِ
يُريدوننا أن نصفقَ
نرقصُ في مَهزلةِ هزٍّ الوسطِ
يَغرسونَ في صُدورِنا الصَدأ
يُوهمونَنَا بأنه المَاءَ والكَلأْ
يُغلقونَ بواباتِ القُدسِ دُونَنا
يُعلنونها نهايةَ الحكايةْ
هل بدأتْ الروايةُ
أم أنها نبوءةُ الغوايةْ
وفَلسطينُ رعشةَ الروحِ المَقتولةِ
تقيمُ عصفورةً تُجاورُ يَدي
القُدسُ فراشةٌ تَهمسُ في ليَالي الحَنينِ
لن أمدَّ يَدي
أقسمتُ
لن أمدَّ يَدي للغزاةِ
لن الطِّخَ حُروفي باسمِ الطُغاةِ
وليختلطَ الأبيضُ بالأسودِ
يقترنُ النارُ بالنارْ
الحَريقُ وحشٌ كاسرْ
المدَى شرارْ
***
العالمُ أصبحَ صَغيرًا
تضيعُ فيه الحريَّةُ
وفَلسطينُ تَكبرُ جُرحًا
تكبرُ حُلمًا
هي رُؤيا
كلنا هُنا
هناكَ نَنتظرُ
نتعاطى الكَوابيسَ ننتظرُ
أن تساقطَ السَماءُ بَنفسجْ
تتحولُ الدموعُ مَطراً
يتحولُ هوانا الفلسطيني عِطرُ
أنتَ الذي هناكَ ابتسمْ
أخبرَتني الفِراشةُ
أنها قَادمةٌ في هودجٍ
ترتدي عُقودَ ياسمينْ
سَيزُّخُ المَطرُ فَضاءاتٍ
وفي يومٍ قريبٍ ننتصرُ
يصبحُ الليلُ عروساً
ومثلَ شجرةٍ فَارعةٍ عَتيقةٍ
ستصحو فَلسطينُ شَامخةً
سَيتناثرُ الحُلمُ في كلٍ الأرجاءِ
قندًا، عَسلًا ويَاسمينْ
سَننتظرُ سِنينْ
ويعزفُ البنفسجُ سِيمفونيةَ الجَبَّارينْ
اقرأ المزيد

كلمة المنبر التقدمي للرفيق فاضل الحليبي  نائب الأمين العام للشؤون التنظيمية بمناسبة الذكرى ال 41 لاستشهاد المناضلين سعيد العويناتي و محمد بوجيري

الرفيق خليل يوسف العام الأمين للمنبر التقدمي

الرفيقات والرفاق

الحضور الكريم

نحيي هذا المساء الذكرى الواحدة والأربعين لاستشهاد المناضلين محمد غلوم بوجيري والشاعر سعيد العويناتي.

إن مما يؤسف له حقاً أن نحيي هذه المناسبة هذا العام لوحدنا كمنبر دون رفاقنا في وعد بعد القرار المؤسف بحلها. وهذا الظرف لن يحول دون هذه المناسبة مع امنياتنا الصادقة بأن تعود وعد إلى ساحة العمل الوطني، مرحبين بحضور من يشاركوننا في هذه المناسبة، أنها لمناسبة أن نقف اليوم بإجلال ومهابة مترحمين على أرواح شهداء الوطن الذين أرسوا معاني الوطنية والفداء وسطروا بطولات ستظل الذاكرة الوطنية تحتفظ بها دوماً وبكل فخر واعتزاز.

 وإذا كنا نحتفي بذكرى الشهيدين فإننا من خلالهما نستذكر كل شهداء الوطن. ونستحضر سير مشرفة في مسيرة نضالات شعبنا ونكرس في هذه المناسبة قيمة الوفاء لهم.

 كما نكرس روح العمل الوطني بكل تجلياته.  وما أحوجنا اليوم لهذه الروح وترسيخ أسسها ومقوماتها وتأكيد تمسكنا بمبادئ الوفاء والعطاء والتضحية التي تمسك بها وناضل واستشهد من أجلها الشهيدين وكل شهداء الوطن.  ولازال يناضل من أجلها كل الوطنيين الشرفاء الذين يغلبون مصلحة الشعب والوطن على أي مصالح خاصة أو فئوية أو طائفية. فلهم منا كل الاعتزاز والتقدير.

الشهيدان العويناتي وبوجيري من شهداء الوطن الذين أضاءوا الدرب، ومدّوا مسيرة النضال بأسباب قوة.  ذكراهما لن تبهت على مر السنين ولن تضيع وإنما سيبقيان مادة حية ننهل منها كما ستنهل منها أجيالنا المقبلة ونستخلص منها الدروس والعبر.

واحدٌ وأربعون عاماً مضت على اغتيال المناضلين الرفيقين محمد وسعيد في أقبية التعذيب، لم يحاسب من قتل الشهيدين لم يُنصفا حتى هذه اللحظة، ولا يُعرف أين قبر الشهيد محمد غلوم بوجيري ولا نعرف هل سوف تتحقق العدالة والإنصاف في قضيتهما.

إن إسدال الستار على تلك الحقبة السوداء في تاريخ شعبنا وحركته الوطنية هو تحقيق العدالة الانتقالية على غرار العديد من البلدان العربية والاجنبية لكي تطوى تلك الصفحة السوداء.

نحيي ذكرى الشهيدين محمد وسعيد، في هذا العام والأوضاع تتفاقم في منطقتنا من سيء إلى أسوأ صراعات وحروب وأزمات، يدفع الثمن شعوبنا وبلداننا.

تستفيد من تلك الأوضاع المزرية الامبريالية العالمية التي تستنزف خيرات ومقدرات بلدان المنطقة بالمقابل يُضيق على الحريات العامة ويتقلص الهامش الديمقراطي وحرية الرأي والتعبير والتظاهر والاعتصام.

والحدث الأهم والخطير هو قرار رئيس الطغمة المالية والاحتكارات (ترامب) بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة باعتبارها عاصمة الكيان الصهيوني الذي استنكرته العديد من دول وشعوب العالم وتزايدت التظاهرات والاحتجاجات المناهضة لذلك القرار الجائر بحق الشعب الفلسطيني الشقيق ونضاله العادل من أجل دحر الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

في الوقت الذي يستنكر فيها العديد من شعوب وبلدان العالم قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلده إلى مدينة القدس المحتلة يتفاجأ شعبنا بزيارة وفد بحريني إلى الكيان الصهيوني يدّعي تمثيل شعب البحرين في الوقت الذي تتصاعد فيه التظاهرات والاحتجاجات منددة بقرار ترامب، ويسقط الشهداء والجرحى في الأراضي الفلسطينية المحتلة برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، تأتي هذه الزيارة المشؤومة لتبارك للقرار الجائر والإجراءات القمعية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، وهي تتناغم مع العرب المهرولين من أجل التطبيع مع العدو الصهيوني، لقد رفض وأدان شعبنا تلك الزيارة الطبيعية والقائمين عليها والداعمين لها، وهي لا تمثل شعبنا الذي وقف طوال سبعة عقود مع نضال الشعب الفلسطيني لدحر الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

المجد والخلود للشهيدين محمد وسعيد

وشهداء شعبنا الابرار.

اقرأ المزيد

بلاغ صحفي للمكتب السياسي بخصوص زيارة من ادعى تمثيل البحرين في زيارة الكيان الصهيوني

لقد فوجئنا في المنبر التقدمي بما تناولته الصحافة ووكالات الانباء من اخبار عن زيارة بعض من يدعي تمثيل الشعب البحريني لدولة الكيان الصهيوني والمقابلات التلفزيونية مع تلفزيون دولة الكيان الصهيوني الغاصب. والغريب ان هذه الزيارة تأتي في وقت تتلاحم فيه الشعوب العربية وتهب مترجمة رفضها للقرار الأمريكي وتبعاته

اننا في التقدمي اذ ندين هذه الزيارة بأشد عبارات الادانة؟ ويهمنا ان نؤكد على ان مواقف شعبنا من القضية الفلسطينية ومنذ بداية المشروع الانجلو صهيوني في المنطقة العربية منحاز الى اصحاب الحق، معتبراً ان القضية الفلسطينية في اعلى سلم اولوياته الوطنية والقومية وندعو الى ادانة ورفض ومناهضة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.

لقد سبق وان جدد شعبنا البحريني بكل شرائحه وقواه ومن ضمنها المنبر التقدمي الموقف الرافض والمستنكر لكل اشكال وخطوات التطبيع مع هذا الكيان الغاصب قبل فترة قريبة، وتحديدا في مايو 2017، عندما استقبل نفر قليل وتحت يافطة فاضحة وفد تجاري صهيوني في البحرين. ليعود البعض لممارسة سقوطه الأخلاقي والوطني والمبدئي، وبكل استخفاف بضمير شعبنا ومواقفه المشرفة تجاه قضية شعبنا الفلسطيني العادلة، في الوقت الذي يواجه فيه شعبنا الفلسطيني ببسالة مخططات العدوان الإمبريالي والصهيوني، واخرها قرار الرئيس الامريكي الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لهذا الكيان الغاصب في مخالفة واضحة لكل المواثيق والقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبوضع مدينة القدس.

اننا في المنبر التقدمي لندين بأشد عبارات الإدانة الخطوات التطبيعية مع دولة الكيان الصهيوني، ونجدد تأكيد مواقف شعبنا الداعمة والمساندة للحق الفلسطيني، كما نطالب الشعوب والدول العربية وشعوب ودول العالم الوقوف الى جانب الحق الفلسطيني، ورفض العدوان والهمجية الإسرائيلية تجاهه، والتمسك بحقه المشروع في اقامة دولته المستقلة على ارضه وعاصمتها مدينة القدس.

ولتبقى القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية

اقرأ المزيد

تعزية المنبر التقدمي للحزب الشيوعي العراقي بوفاة الفقيدة الرفيقة بشرى برتو

 

الرفيق رائد فهمي                        المحترم

سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

 تحية طيبة وبعد،،

 ببالغ الحزن تلقينا نعيكم للفقيدة الراحلة والعزيزة على قلوبنا جميعا الرفيقة بشرى برتو بعد صراع مع المرض.

باسم اللجنة المركزية وجميع رفاقنا وأصدقائنا في المنبر التقدمي في البحرين نتقدم إليكم وجميع الرفاق وإلى أهلها وذويها باحر التعازي.

 تركت الفقيدة الغالية الرفيقة بشرى برتو أطيب الذكريات لدى رفاقنا البحرينيين الذين عرفوها سواء في وطنها العراق أو في اليمن وبلدان المهجر الأخرى مع رفيق حياتها الفقيد الرفيق د. رحيم عجينة. فقد وجدوا فيها مثالا ملهما للمناضلة الحزبية والنسوية العراقية. كما كانت نصيرا لنضالات شعبنا وقريبة من قضايانا على مدى سنين.

 لتظل سيرتها الكفاحية الحافلة نبراسا للمناضلين. لها عطر الذكرى ولكم الصبر والسلوان.

اقرأ المزيد

كلمة المنبر التقدمي في الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى

 

أيها الرفاق الأعزاء؛

يطيب لي ان انقل لكم تحيات الرفاق في المكتب السياسي وجميع اعضاء المنبر التقدمي واصدقائهم التقدميين في البحرين.

ونحن نلتقي على الأرض الروسية، وفي المدينة التي انطلقت منها الثورة، مدينة سانت بطرسبورغ، لاحياء الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، بتنظيم واستضافة الرفاق في الحزب الشيوعي الروسي، اسمحوا لنا أن نتوجه بمشاعر التقدير والامتنان والتضامن مع هذا الحزب العظيم، وريث التقاليد المجيدة للشيوعيين الروس والسوفيت، منذ عهد البلاشفة، تحت قيادة الزعيم الروسي والأممي الفذ فلاديمير ايلتيش لينين، الذي كان خير من تمثل الأفكار الماركسية، ونجح في استلهامها وتطويرها في ظروف عصره، وفي الظروف الملموسة الخاصة بروسيا وتقاليدها السياسية والثقافية.

ليس غريباً أن البشرية التقدمية والحركة الشيوعية والعمالية العالمية وجماهير واسعة من الشغيلة في مختلف أرجاء الكوكب تحتفل اليوم بالذكرى المئوية لهذه الثورة التي أقامت سلطة العمال والفلاحين والكادحين في روسيا، ومهّدت الطريق لبناء الاتحاد السوفيتي، الدولة الكبرى ذات المهابة في التاريخ المعاصر، والتي رسّخت مبادئ الأخوة بين شعوب مختلفة على أسس المساواة والحس الإنساني الأممي.

وشكَّل وجود الاتحاد السوفيتي قوة حاسمة في التصدي للنازية والفاشية، وتحمّل الجيش الأحمر السوفيتي القسط الأكبر في إلحاق الهزيمة بالنازية في عقر دارها، ونشأ في نتيجة ذلك ميزان جديد للقوى على المستوى العالمي، بقيام منظومة الدول الاشتراكية وانتصار الثورة في الصين وكوبا، والنهوض العارم لحركة التحرر الوطني والاجتماعي في العالم وتنامي مكانة ودور الأحزاب الشيوعية والتقدمية والحركة العمالية والنقابية في البلدان الرأسمالية.

وأصبح الإتحاد السوفيتي سنداً متيناً لنضال الحركة العمالية والتقدمية في العالم، ولنضال حركة التحرر الوطني في البلدان المستعمرة، وداعماً قوياَ للشعوب في بناء الدول الوطنية المستقلة ذات السيادة، وردع عدوانية الإمبريالية في مناطق مختلفة من العالم.

ورغم ظروف الصراع المرير الذي فرضته الدول الإمبريالية على الإتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية وإشعال حمى سباق التسلح ودفع العالم نحو خطر المجابهة النووية ونقل العسكرة إلى الفضاء عبر برامج حرب النجوم وسواها، استطاع النظام الاشتراكي أن يحقق منجزات باهرة على الأصعدة العلمية والتكنولوجية، وان يؤمن مستويات من المعيشة الكريمة اللائقة للشعوب التي عاشت في ظله، وربى أجيالاً على المبادئ والقيم الإنسانية بفضل التنشئة التعليمية والثقافية الراقية، حيث ازدهرت السينما والمسرح والفنون والنشر الثقافي والإبداعي التي أثرت العالم الروحي للإنسان.

لقد ألقت ظروف المجابهة الحامية أعباء كثيرة على الإتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية اقتضت توجيه إمكانيات مادية كبيرة نحو تنمية القدرات الدفاعية لمجابهة النهج العدواني للإمبريالية وحماية السلم العالمي ونصرة حركات التحرر الوطني والشعوب المناضلة من أجل الحرية، واستخدمت الدول الإمريالية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، سباق التسلح وسيلة لاستنزاف الاتحاد السوفيتي، وصرفه عن توظيف إمكانياته في المزيد من النهوض في أوضاع شعوبه، وكان لذلك أثره الكبير في نشوء الصعوبات الاقتصادية.

وتراكمت قصورات في مجال الحريات السياسية والممارسة الديمقراطية أدت إلى خلق صعوبات جدية، تفاقمت تحت ضغط التدخلات الخارجية والحروب الإعلامية والنفسية التي مارستها الدول الامبريالية مما أدى إلى انهيار التجربة الاشتراكية بتفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط الحكم الاشتراكي في العديد من الدول، وصعود قوى المافيا والرأسمالية الوحشية البدائية التي انقضت على ممتلكات الدولة وحققت من وراء ذلك ثروات طائلة في فترات زمنية قصيرة

.
وأدى هذا التحول الخطر في مسار الحركة الثورية العالمية إلى شيوع حالة من اليأس والإحباط والروح الانهزامية لدى الكثير من المناضلين، خاصة وأن ذلك ترافق مع حملة إيديولوجية منظمة مدعومة من الغرب بشرّت بنهاية التاريخ وانتصار الليبرالية النهائي، خاصة مع اشتداد الهيمنة الأمريكية على الوضع الدولي، وتجاهل دور المنظمات الدولية خاصة هيئة الأمم المتحدة، والاندفاع نحو شن الحروب وغزو البلدان واحتلالها والعودة إلى النهج الاستعماري في صوره المباشرة.

لكن الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى تمر وسط بوادر نهوض جديد للحركتين العمالية والثورية على المستوى العالمي، ويدرك العالم أكثر فأكثر أن الأحادية الدولية برهنت على أن مصير البشرية في خطر بسبب السياسة المدمرة للرأسمالية والعولمة المتوحشة، وها نحن نرى أفول هذه الأحادية وبزوغ عالم جديد متعدد الأقطاب، لروسيا مكانة مؤثرة فيه.

إن الملايين في العالم كله يزدادون اقتناعا إن خيار الاشتراكية والعدالة الاجتماعية والمساواة هو الطريق المفضي إلى الخلاص من كل آثام الرأسمالية وأنانيتها وعدوانها ليس على الكادحين فقط وإنما على البيئة وثروات الكوكب الآيلة إلى النفاد إن لم تتم الصحوة

.
ورغم اشتداد عدوانية الامبريالية فان شعوب العالم تحقق نجاحات ملموسة متحدية الغطرسة، كما هو جار في بلدان أمريكا اللاتينية وفي استمرار نضال الحركة النقابية في البلدان الرأسمالية، واتساع قاعدة الحركات المناهضة للعولمة والدفاع عن البيئة وحركات الشبيبة والطلبة والنساء في مختلف بلدان العالم.
ورغم ما يواجهه عالمنا العربي من تردٍ وحروب أهلية دامية وتدخلات إقليمية، وسطوة للأفكار الرجعية والظلامية، إلا أن القوى الحية في بلداننا، وفي مقدمتهم الشيوعيين واليساريين، يظلون مسلحين بالأمل والثقة في تجاوز كل هذه الصعاب، وشق الطريق نحو المستقبل.

وفي بلدنا البحرين يناضل منبرنا التقدمي والقوى الوطنية الأخرى في سبيل انجاز مهام التحول الديمقراطي وانهاء سياسة القمع ومصادرة الحريات، والدفاع عن حقوق ومصالح العمال في ظروف عمل تنعدم فيها الكثير من الحقوق بما فيها حق التنظيم النقابي في العديد من القطاعات الاقتصادية، وجنباً إلى جنب مع أشقائنا الشيوعيين والتقدميين في بلدان الخليج الأخرى، نناضل ضد الفساد، وتوجيه الثروات الوطنية نحو التنمية الملبية لحقوق شعوبنا وتطلعاتها، وإنهاء التبعية للقوى الإمبريالية التي تستحوذ على الكثير من ثرواتنا عبر صفقات التسلح العبثية وسواها.

أيها الرفاق،

رغم كل تعقيدات الوضع الدولي الراهن، فإن الرأسمالية تبرهن في كل مناسبة أنها طريق الاستغلال والجشع وتدمير البيئة وشن الحروب، وهي بين فترة وأخرى تقود العالم إلى أزمات مالية واقتصادية مدمرة بسبب سياساتها تلك، ما يعيد المزيد من الاعتبار للأفكار الماركسية، ويوسع من جاذبيتها لدى الأجيال الجديدة التي تجد فيها التعبير الصحيح عن خياراتها المستقبلية، وبديلا للاتجاهات اليمينية والفاشية والأصولية المتطرفة بمختلف أوجهها.

اليوم أكثر من أي وقت مضى تدوي الكلمات الخالدات لكارل ماركس: إن لم تكن الاشتراكية فالبديل هو البربرية. ولا يمكن للبشرية أن تخطئ الخيار.

اقرأ المزيد

ورقة الرفيق فلاح هاشم بندوة “اللاعنف طريقنا للتغيير”

كلمة لمناسبة اليوم العالمي للاعنف ….

أسعد الله مساؤكم بكل خير

جميل ان نحتفى، كجمعيات التيار الديمقراطي بهذه المناسبة العالمية، مناسبة اليوم العالمى للاعنف، لنؤكد فيها من جديد موقفنا  من اللاعنف، كنهج استراتيجي فى مجال عملنا السياسي، حيث آمنا ولازلنا وسنظل نؤمن بالسلمية ونلتزم بها، وفى هذا السياق لعله من المهم التذكير بوثيقة اللاعنف التى كانت جمعياتنا ضمن الموقعين عليها، وأكدت فيها على ان السلمية هي النهج الاستراتيجي في عملنا السياسي سلوكا وممارسة لتحقيق مطالب شعبنا من خلال مشاركته الحقيقية في صياغة قراره السياسي ورسم مستقبل بلادنا في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والأمن الاجتماعي والسلم الأهلي، وعلىأن مطالبة شعبنا بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية هي امتداد للحراك السياسي والمجتمعي في البحرين الممتد منذ قرابة قرن من الزمان، إنطلاقاً من الحق الأصيل والحرية الكاملة المكفولة إنسانيا ودوليا ووفق المبادئ الدستورية المتعارف عليها، في تحقيق المطالب المشروعة السياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر انتهاج الحراك السلمي الحضاري والتمسك بالوحدة الوطنية اللتين درجت عليهما نضالات شعبنا، وبواسطتهما حققت الاستقلال السياسي وأنتجت أول دستور وبرلمان للبلاد.

قد نكون اليوم فى حاجة الى التأكيد ، ربما اكثر من اي وقت مضى ، على نهج السلمية وعلى الالتزام بمبادئ ومقتضيات هذا الالتزام ، خاصة امام كل أوجه التطرف والعنف اللذين نشهدهما فى بعض بلداننا العربية وغير العربية، وفى الوقت ذاته علينا ان نؤكد فى هذه المناسبة على ضرورة توفير البيئة المناسبة التى تسمح للجميع ممارسة العمل السياسي في جو من سيادة روح التسامح والمصالحة والحوار واحترام حقوق الانسان ونبذ العنف.

أمامنا كمثال روح رجل الدولة العظيم فى الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية المهاتما غاندي، ونظيره فى جنوب إفريقيا نلسون مانديلا، وماحققاه لبلديهما من نتائج يشهد العالم بها، بل انهما أصبحا مثالاً يحتذى به في النضال من أجل السلم والعدالة فى كل أرجاء العالم. وعلينا فى هذه المناسبة وكل مناسبة التأكيد على أن نبذ العنف والسلام الدائم هما العنصران الأساسيان لضمان الاستقرار على المدى البعيد وتعزيز مستقبل مستدام، وهذه مسؤولية الجميع .

واعتقد انه من المناسب ايضاً فى هذه المناسبة الإشارة الى انه فى الوقت الذى نشهد فيه جهوداً ملموسة على صعيد دحر كافة اشكال التطرف الذى تسبب الانشطار، والدمار فى العديد من المجتمعات، بغض النظر عن المعتقدات الدينية والموقع الجغرافي، قد يوفر حلولاً قصيرة الأمد، او حلولاً آنية، إذ يظل المطلوب معالجة الأسباب الحقيقية للصراع والظلم والفساد وغياب المساواة والعدالة والديمقراطية.

الحضور الكرام

ما دمنا فى ظل العناوين المذكورة ، فلا بأس ان نمر ولو مروراً سريعاً بالمبادئ الأساسية الدولية للاعنف، والتذكير بالجذور التاريخية لهذا النهجمن النضالات، فالبرجوع إلى بدايات الكفاح الذي خاضته البشرية ، واستمرّ طوال تاريخها منذ فجر التاريخ للانعتاق من العبودية والعنصرية والتحرر من الاحتلال الخارجي وكل اشكال الاستغلال ولتحقيق العدالة،  نجد أن التاريخ يذكر انه منذ ما قبل الميلاد حدثت العديد من الاحتجاجات، وتعود أول حركة إحتجاج سلمية عرفها التاريخإلى عام 494 قبل الميلاد حين رفض العامة من الناس التعاون مع الأسياد والنبلاء الرومان وفي إحدى تلك الاحتجاجات  قام المحتجون بالانسحاب من المدينة وتركها خالية احتجاجًا على الظلم الذي طالهم، كما هدد سكان روما في إحدى المرات بالانسحاب من المدينة وتأسيس مدينة بديلة لهم.

ومع بداية العصر الحديث يسجل التاريخ العديد من الاحتجاجات الكبري التي اعتمدت  او طغى عليها الطابع السلمي،فمن التظاهرة السلمية ضد الحرب الأمريكية في المكسيك في بداية عام 1800، إلى ذكرى هايماركت ايقونة يوم العمال العالمي ومسيرة حقوق المرأة  الأميركية في القرن قبل الماضي بما تضمنته من تظاهرة الخبز والورود، وإذا كانت الوردة ترمز إلى الحب والتعاطف والمساواة فإن الخبز يرمز إلى حق العمل والمساواة، وما حفل به التاريخ البشري مع مطلع القرن العشرين من ثورات وحركات احتجاجية كالثورة الهندية والثورة الروسية عام 1905 والحركة المدنية لحقوق السود الأمريكين بقيادة المناضل مارتن لوثر كينج.  ولنا في المنطقة العربية العدديد من الامثلة الساطعة كنجاح الجماهير السودانية في اسقاط الحكم العسكري في السودان عام 1964 (حكم الجنرال ابراهيم عبود) وعام 1985 (حكم الطاغية جعفر النميري) وكذلك الانتفاضات في فلسطين المحتلة وبالأخص انتفاضة يوم الارض والانتفاضة الفلسطينة الكبرى ما بين  عام 1987 الى عام 1994 وتأثيرها الكبير على مجرى الصراع مع الدولة الصهيونية

ان تراكم الخبرة النضالية في هذا النوع من النضالات يعتبر خير معين للشعوب في تطوير أساليب نضالاتها  ويزيد من معرفتها للطرق والتكتيكات السلمية من اجل نيل حقوقها رغم ما يتعرض له هؤلاء المناضلين من جميع صنوف التنكيل والاضطهاد وما يقدمونه من تضحيات وكذلك ما تتعرض له هذه الحركات والاحتجاجات من مؤمرات لجرها لمنهج العنف المضاد الذي في النهاية وبما تملكه القوى المسيطرة من الخبرة والامكانيات تستطيع حرف هذه التحركات وجرهاإلى مواقع مضرة بالأهداف التي انطلقت من اجلها

إن ما تشهده منطقتنا العربية التي تمور في نار الحروب والفتن والانقسامات  بجميع انواعها منذ فترة ليست بالقليلة ومع اشتددها في السنوات الاخيرة، تحتم علينا التمعن في ذلك، والتمسك والاصرار على النهج السلمي في مطالباتنا بتحقيق مطالب شعوبنا بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والعمل على بناء توافق مجتمعي يقود الى الخروج من مأزق الحروب التي تتضاعف تكلفتها على الجميع ومن جميع النواحي، ما يجعل القوى والدول المستفيدة من استمرارها تواصل في تسعيرها من أجل تحقيق مطامعها في استمرار نهب خيرات هذه المنطقة واستغلال شعوبها، عبر تفتيتها واشعال التناقضات المختلفة بين مكوناتها الاثنية والسياسية.

فى الختام نؤكد  أن إيماننا بنهج السلمية ونبذنا العنف كان ولايزال حاضراً في أفكارنا وعملنا النضالي اليومي في جمعيات التيار الديمقراطي، كما نؤكد رفضنا لكافة الممارسات التي تتوخى العنف أو تحبذه، ونثق في قدرة شعبنا وحركته الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني فيه على الوفاء لتراثنا النضالي السلمي ولتقاليد وخبرات شعبنا في هذا المجال، ولما أظهرته من قدرة في تحقيق ما نصبو إليه من أهداف نبيلة، تجسد تطلعات شعبنا في حياة حرة كريمة.

اقرأ المزيد

كلمة المنبر التقدمي في إحياء الذكرى السادسة لرحيل المناضل الكبير عبدالرحمن النعيمي والذكرى السادسة عشر  لتأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي “وعد” يلقيها نائب الأمين العام للشؤون التنظيمية الرفيق فاضل الحليبي

الرفيقات و الرفاق  الأعزاء في جمعية العمل الوطني الديمقراطي وعد

الحضور الكرام

باسم المنبر التقدمي  أتقدم لكم بالشكر الجزيل على دعوتكم لنا بالمشاركة في هذا الحفل لإحياء الذكرى السادسة لرحيل المناضل الكبير عبدالرحمن النعيمي ( أبو أمل ) والذكرى السادسة عشر  لتأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي وعد.
إن في إحياء الذكرى السادسة لرحيل المناضل عبدالرحمن النعيمي، تقدير وعرفان لتضحيات هذا القائد الوطني، وسواه من القادة والمناضلين الوطنيين الذين رحلوا عنا، و تركوا بصماتهم الوطنية الواضحة   في مسيرة النضال الوطني ضد الهيمنة الاستعمارية والقوى الرجعية من أجل أن تسود في البحرين الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
إنهم  مناضلو وقادة الحركة الوطنية والديمقراطية البحرينية التي صنعت لشعبنا تاريخاً سياسياً وطنياً عابراً للطوائف والأعراق، نشرت من خلاله أفكار التقدم والإنسانية في وسط  أجيال عديدة، و بفضل أفكارهم و مواقفهم الوطنية  ترسخت مفاهيم الوحدة الوطنية والتسامح والتعايش  في وجدان شعبنا، واستطاعوا التصدي لمشروع المستعمر البريطاني ومبدأه المعروف ( فرق تسد) ومعه القوى الرجعية في الظروف الصعبة، ومن أجل انجاز مهاهم الوطنية دفعوا الثمن باهظاً بالتضحيات التي قدموها  بالاستشهاد و الاعتقال، والمطاردة  والفصل من العمل و النفي، حيث قضى العديد من مناضلي وقادة الحركة الوطنية  البحرينية عقوداً من السنيين في المنافي، ومن ضمنهم الرفيق الراحل أبو أمل الذي قضى أكثر من ثلاثين عاما في المنفى.

الرفيقات و الرفاق
الحضور الكرام

عندما نحيي ذكرى اؤلئك  القادة والمناضلين الوطنيين الذين رحلوا عنا  نستذكر تاريخا وطنياً ناصع البياض كانت عناوينه الوطنية واضحة المعالم، لهذا على هذا الجيل والأجيال اللاحقة أن تتعلم  من هذا التاريخ الجامع، وتستلهم منه الدروس والعبر   لتواصل المسيرة النضالية لتحقيق ما يصبو إليه شعبنا: وطنٍ حرٍ وشعبٍ سعيد.

نحيي الذكرى السادسة  لرحيل المناضل أبو أمل  والذكرى  السادسة عشر لتأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي وعد، وتداعيات أحداث 2011م مستمرة، يضاف إليها  الوضع الاقتصادي المتأزم، والذي أصبح على المواطن أن يدفع تكاليف وأعباء مالية بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة لم يكن شريكاً في صنعها، فما زال  الوضع السياسي يراوح مكانه  بعد أن توقف  الحوار بين السلطة والمعارضة في عام 2014 ، وتعمقت الإجراءات الأمنية على حساب المكاسب الإصلاحية التي تحققت  بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني في فبراير من عام 2001، التي نتطلع جميعاً لاستعادة زخمها، نحو  بناء  اسس الدولة المدنية الحديثة والتي من مقوماتها  الأساسية  التعددية السياسية والفكرية وإطلاق حرية الرأي والتعبير والتنظيم والإعلام، والشراكة مع منظمات المجتمع المدني وتقوية  السلطة التشريعية بمزيد من الصلاحيات لتمارس دورها الرقابي والتشريعي، وإصدار القوانين التي تجرم التمييز والكراهية في المجتمع وتعزز من الوحدة الوطنية والتسامح والتعايش.

في هذا الحفل الوطني ومن هذا المنبر   نعبر، أيها الأخوة والأخوات، عن سرورنا لاستمرار  التنسيق بين جمعيات التيار الوطني الديمقراطي الثلاث: المنبر التقدمي والتجمع القومي ووعد،  ونتطلع إلى سرعة الإعلان عن تشكيل التيار الوطني الديمقراطي ، فالوطن في حاجة لوجود ودور تيار وطني مدني  يعمل على ترسيخ  الثقافة الديمقراطية و الوحدة الوطنية في المجتمع ، بعد ان سادت لسنوات النوازع والأحقاد الطائفية البغيضة في المجتمع عندما فسح المجال لأصحاب المشاريع الطائفية لنشر  خطابهم المفتت للوحدة الوطنية.
وتزداد هذه المهمة الحاحاً أمام  التطورات الخطيرة  على الصعيد الإقليمي، فما زالت طبول الحروب تسمع والصراعات المذهبية والعرقية تتفاقم في العديد من البلدان  العربية، حيث نتمنى أن يتغلب صوت الحكمة والعقل ويعم السلام في ربوع بلداننا العربية وتفشل المخططات  الامبريالية و الصهيونية، وأن يتم الظفر لنضال الشعب الفلسطيني العادل لدحر الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وختاماً إذ نعبر عن تحياتنا الكفاحية لرفاقنا في جمعية “وعد”، نتطلع إلى أن يكسبوا الدعوى القضائية والمطالبة بحل الجمعية، وان يصدر الحكم القضائي في 13 أكتوبر 2017 القادم  برفض الطلب،  وأن  تواصل “وعد” مسيرتها النضالية والوطنية جنباً إلى جنب  مع أطراف التيار الوطني الديمقراطي من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل.

تاريخ 13  سبتمبر 2017، في جمعية وعد
اقرأ المزيد

تعزية التقدمي إلى حزب التجمع برحيل المفكر اليساري الدكتور رفعت السعيد

الرفيق العزيز سيد عبد العال …….المحترم  

رئيس حزب التجمع  

جمهورية مصر العربية

 

ببالغ الأسى والحزن تلقينا خبر وفاة القائد اليساري الدكتور رفعت السعيد، وبهذا المصاب الجلل نتقدم إليكم، وعبركم، إلى جميع أعضاء حزبكم، وكل القوى الوطنية والتقدمية  في جمهورية مصر الشقيقة  وذوي الفقيد الغالي بخالص التعازي القلبية.

إننا نشارككم  الشعور العميق بفقد هذا المفكر اليساري والمدافع الصلب عن القيم والأفكار التقدمية والمحارب للفكر التكفيري والمؤرخ للحركة الشيوعية واليسارية في مصر، ويشكل رحيله خسارة  للقوى التقدمية واليسارية في مصر والعالم العربي، التي تقدر دوره النضالي ومساهماته الفكرية التي ستظل مرجعاً يستزيد منه المناضلون والباحثون.

مرة أخرى، تقبلوا خالص تعازينا، معربين عن تضامننا الكفاحي معكم، راجين للعلاقات الرفاقية بين تنظيمينا ان تزداد قوة ومتانة.

الأميـــن العـام

المنبر التقدمــي

خليل يوسف رضي

التاريخ: 18 أغسطس 2017

اقرأ المزيد

تعزية قطاع المرأة بالتقدمي برحيل الرفيقة فاطمة ابراهيم

الأخت الفاضلة رئيسة الاتحاد النسائي السوداني
الأخوات العزيزات في اللجنة التنفيذية للاتحاد النسائي السوداني

تلقينا بكل أسف نبأ وفاة المناضلة الرفيقة فاطمه إبراهيم فقيدة الحركة النسائية الديمقراطيه و التقدمية في السودان و العالم العربي و العالم .. صاحبة السجل الحافل بالعطاء والتضحيه والنضال ضد الديكتاتورية والظلم .. برحيلها تركت سيرة عطرة اغنت بها الحياة الفكريه والثقافيه والسياسيه وظلت على الدوام مثالا للمرإة السودانية في صبرها وقوة احتمالها وقدرتها على العطاء، هي إحدى رائدات العمل النسائي اللواتي نحتن الصخر من أجل إرساء دعائم الحركة النسوية العربيه والعالمية حتى بعد اغتيال زوجها ورفيق دربها الشهيد الشفيع احمد الشيخ. حيث بذلت الكثير من التضحيات في سبيل المرأة السودانية، في النضال السري و العلني فكانت أول سودانية تدخل الجهاز التشريعي بالبلاد وأول امرأة عربية تولت رئاسة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي برحيلها قد فقدنا رائدة وقائدة ومناضلة شرسة من رواد الحركه النسوية العربية .. نتقدم بأحر التعازي و شديد المواساة لنساء السودان والمنطقه العربية والعالم والحركه الديمقراطية والتقدمية… ستبقى ذكراها وسيرة نضالها منهاجا مشرقا يحتذي به في مسيرة الحركة النسائية ……… المجد و الخلود الفقيدة.
رئيسة قطاع المرأة
المنبر التقدمي
فهيمة درويش

التاريخ: 13 أغسطس 2017

اقرأ المزيد