المنشور

المنبر التقدمي ينعي الرفيق محمد مهدي عياد

ببالغ الحزن والأسى ينعي المنبر التقدمي الرفيق النقابي محمد مهدي عياد،

أحد مؤسسي نقابة الأشغال و الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين،

التعازي الحارة والصبر وسلوان لذويه ولرفاقه

اقرأ المزيد

فخرو: المثقف الأصيل لا يلوث نفسه بأوحال التمصلح الذاتي

فخرو: المثقف الأصيل لا يلوث نفسه بأوحال التمصلح الذاتي

دعت المثقفين للتخلص من شرنقة المذهبية والطائفية والقبلية

 

مدينة عيسى – حسن المدحوب 

10 يناير 2017

قالت الأكاديمية والكاتبة أنيسة فخرو، إن «من الممكن أن يفصل المثقف بين الذات والآخر بحيث يعطي لذاته حقها وما يريد، وفي الوقت نفسه يعطي الآخر حقه، بشرط ألا يلوث نفسه بأوحال التمصلح الذاتي على حساب الآخرين، وبالطبع ليس على حساب المبادئ والقيم الإنسانية التي يؤمن بها كل مثقف أصيل».

وذكرت فخرو أن «من التحديات التي تواجه المثقفين هي القدرة على التخلص من شرنقة المذهبية والطائفية والقبلية التي تحتاج إلى وعي عال للتخلص منها».

جاء ذلك في ندوة قدمتها فخرو في جمعية المنبر التقدمي في مقرها في مدينة عيسى، مساء الأحد (8 يناير/ كانون الثاني 2017)، تحت عنوان «المثقف بين الأنا والآخر».

وأشارت فخرو في بداية ورقتها، إلى أن «هناك مئات التعريفات لمفهوم الثقافة، وتعريفي الشخصي باختصار للثقافة هي سلوك الإنسان وأفعاله، والجهل عكس الثقافة، والمثقف نقيضه الجاهل، والمتعلم عكسه الأمي، وكثير من الأحيان يكون المتعلم جاهلا، وكلاهما أي الجاهل والمثقف يعرفان من خلال سلوكهما وأفعالهما».

وأضافت «أما المثقف فهو ناقد اجتماعي يحلل ويعمل على تجاوز العوائق، للوصول إلى نظام اجتماعي أكثر عقلانية، وأكثر إنسانية، والمثقف حصيلة تفاعل مؤسسات 3 هي: المؤسسة الأسرية، والنظام السياسي، بمؤسساته الدينية والتربوية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والمخابراتية والإعلامية، والمجتمع المدني والأهلي بمختلف مؤسساته أيضا».

وتابعت «يقول أمين عام رابطة الأدباء في الكويت طلال الرميضي إن المثقف عليه تقع مسئوليه تنوير مجتمعه، فيما يقول عمرو موسى: «المثقفون هم جنرالات المعركة المقبلة وقادتها ومحددو نتائجها وبات عليهم القيام بدور محوري في معركة الدفاع عن الأمة والحضارة».

وأردفت «ولكي نخلق المثقف لابد من توفير الجو المناسب والبيئة الصحيحة لوجوده والتي من أهم سماتها الحرية، فالتفكير المرن المتفتح المبدع لا يمكن أن ينتعش في جو الاستبداد والتسلط، سواء استبداد السلطة السياسية أو الاجتماعية التي تتمثل في المعتقدات والعادات والموروث».

وواصلت «ونؤكد على أن الثقافة لها جانبان: كمي ونوعي، الجانب الكمي في الثقافة هو المتمثل في الغث والسمين فيها، فالغث يتمثل في عدد المثقفين الذين يمارسون الثقافة التجارية الاستهلاكية، والسمين يتمثل في عدد المثقفين الذي ينتجون الثقافة الراقية، أما الجانب النوعي فنعني به فقط الثقافة المتمثلة في إنسانيتها الأصيلة والتي تعطي الفن الإنساني الإبداعي الخالد».

وأكملت «ومن المعروف أن العناصر البنائية للثقافة 9 تتمثل في: اللغة، والفن، والأفعال الإنسانية، والطرائق الشعبية، والعرف، والقانون، والنظم الاجتماعية، والمعتقدات، والرموز والأساطير».

وأفادت «أما خصائص الثقافة فهي 6: الشمولية، الاستمرارية، والتعقيد، والتكامل، والانتقائية، والتغيير، الذي غالبا يحدث في العناصر المادية أولاً ثم يأخذ وقتًا أطول حتى يصل إلى العناصر اللامادية للثقافة، والعناصر المادية نعني بها كل ما يصنعه الإنسان، أما العناصر اللامادية فهي المتمثلة في: المفاهيم والقيم والأفكار المثالية».

وأوضحت أن «من أهم وسائل الثقافة هي الأجهزة الإعلامية المتمثلة في الإذاعة والتلفزيون والصحافة والكتب والمجلات والسينما، بالإضافة إلى المعارض والمتاحف والمسرح والموسيقي والفن بأنواعه وغيرها من وسائل الثقافة».

وذكرت فخرو أن «المثقفين أنواع، فالأنبياء أمثال: النبي محمد والنبي عيسى، والعلماء والفلاسفة أمثال: ابن رشد وابن سينا والفارابي وابن خلدون وأفلاطون وأرسطو وجاليلو وجان جاك روسو وفولتير وأديسون، والمثقفون الأدباء أمثال: نجيب محفوظ ونزار قباني وإحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم، والمثقفون السياسيون أمثال: جمال عبدالناصر وجورج حبش ونيلسون مانديلا وغيرهم مئات، فالمثقف هو من يترك بصماته على المجتمع كله، أمثال طه حسين ومحمد عبده وأمين قاسم الذين لولاهم لما حصلت المرأة على العلم والتعليم في الوطن العربي كله».

وأضافت «كما يوجد رجل الدين المثقف كالسلفي أو الأزهري أو الكنسي أوالمتصوف، وهناك المثقف الفنان، سواء كان في الغناء أو العزف أو الرسم أو أي مجال فني، وهناك المثقف المهني سواء كان الطبيب أو المهندس أو المحامي أو المعلم، وهناك المثقف الاقتصادي والمثقف السياسي، ولا يمكن فصل الثقافة عن أي مهنة أو مجال، بل العكس، كلما كان الشخص مثقفا كان أكثر إبداعا في مهنته ومجاله، أما السطحي أو من يدعّي الثقافة فهو لا يمكن أن يكون إنسانا مبدعا، حتى لو صقله الطغاة ولمعّه الظلاميون يبقى باهتا مظلما لا حياة فيه».

وبينت أنه «يوجد المثقف الانتهازي الذي يستغل الأحداث من أجل التحصيل المادي أو التلميع الشخصي لصورته، من أجل الشهرة، أو من أجل المنصب، والمصلحة الشخصية الخالصة وغيرها من المصالح الذاتية، ويوجد من أسميه المثقف الريشة الذي يميل مع كل ريح ويطير بحسب اتجاه الريح، وهناك المثقف الإيجابي الذي ينشر ثقافة التفاؤل والأمل، ونقيضه المثقف السلبي المتشائم الذي ينشر ثقافة التخاذل والخوف والتراجع، وهناك المثقف النقي. وعوامل النقاء عديدة، أهمها: التربية السليمة البعيدة عن الطائفية والتطرف، والقراءة، والتحليل وإعمال العقل، ونظافة القلب، وعكسه المثقف الملوث».

وأردفت «أما المثقف الموضوعي، فهو الذي لا يحّرف الحقائق من أجل مصلحته الشخصية، أو من أجل ميوله أو مذهبه أو قبيلته، ونقيضه المثقف الذاتي المُلفق والمُحرف للحقائق لأغراض شخصية، وهناك المثقف المبادر الشجاع، ونقيضه المتردد والجبان، والمثقف المتفاعل مع قضايا شعبه وأمته، وعكسه المثقف المنغلق على نفسه، يقول الكاتب أحمد فرحات: موت المثقف هو موت المجتمع، وأعتقد أن معيار حياة أو موت أي مجتمع هو بما فيه من عدد المثقفين الحقيقيين».

وشددت على أن «دور المثقف في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتربوية والدينية كُل في مجاله، لكن عليهم أن يجتمعوا على أمور ثابتة هي: الابتعاد عن الجدل من أجل الجدل، بل من أجل تغيير المجتمع إلى الأفضل عمليا، واحترام الآخر وتقبل مختلف وجهات النظر، وألا يكون للمثقف صراع مع الدين (أي دين)، والتوافق مع العروبة والاعتزاز باللغة العربية، فالمثقف لا يمكن أن يقاطع لغته وتراثه، وأن يعمل على تطوير نظم التفكير وإعادة بناء المفاهيم الأساسية، فالثقافة لا يمكن أن تكون قطرية أو سلطوية بل هي عامة».

وواصلت فخرو «وعلى المثقف القيام بالمهمات التالية: التعريف بالحقوق والواجبات للناس، وإدارة الأزمات التي تمر بها الأمة، ومقاومة الظلم، وتشجيع الإبداع، والاعتزاز باللغة العربية والآثار والتراث والمحافظة عليها، والنقد والتحليل الموضوعي للأمور، وفضح أساليب الغزو الفكري وكيفية مواجهته، والقدرة على تحليل الواقع وقراءة المستقبل بدقة، والسعي إلى التغيير دوما، على المستوى الذاتي والجماعي والمؤسسي والوطني، ونشر ثقافة التسامح والمحبة والسلام، والعمل دوما على توحيد كلمة وجهود القوى الوطنية وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني».

وتابعت «أما المعوقات التي تواجه المثقف، فهناك عوامل ومعيقات ذاتية وموضوعية تواجه المثقف، ومن أهم المعوقات الذاتية (معوقات الأنا)، فتغليب المصلحة الذاتية والسعي لها، بأشكال عدة مثل كسب المزيد من الأموال والعقارات والمنصب والوجاهة وغيرها، وممارسة النفاق الاجتماعي، والضعف في التكوين الثقافي، مما يجعله غير قادر على التحليل الصحيح وقراءة الواقع بدقة للتنبؤ بالمستقبل، ووجود الترسبات المتخلفة في عمق الذات (الأنا)، ما يجعلها تبرز وتظهر وقت الأزمات، لذا نرى القبلية أو الطائفية تتغلب على روح المواطنة، والضعف في التكوين النفسي ما يدفعه إلى التخلي عن المبادئ والأخلاق في سبيل المصالح الخاصة، فتسهل الرشوة ويزداد الفساد، وتلوث القلب بأمراض كالحسد والكراهية لكل من يفوقه إبداعا أو شهرة».

وأكملت «أما المعوقات الموضوعية (الآخر) بالنسبة للمثقف فأهمها القمع والاضطهاد والاستبداد من قبل النظام السياسي، وقمع المؤسسات السياسية المتأسلمة التي تضع الدين ستار لها، والقمع الاجتماعي من قبل بعض الأفراد والمؤسسات المجتمعية، ويقول الكاتب العراقي لطيف بولا: لقد عانى المثقفون عبر التاريخ من شرور الحكام الطغاة ومن الجهلاء والمتخلفين، وأول المثقفين هم الأنبياء والثوار الأحرار الذين قاوموا الظلم والظلام، إن الاستبداد والتخلف يحاولان دوما إيقاف عجلة التطور والتقدم».

وشرحت التحديات أمام المثقفين، بذكرها «الاغراءات المادية وحب الرفاهية والاغراءات السلطوية كحب المنصب، والشجاعة في قول الحق أمام سلطان جائر، والقدرة على التحليل الصائب في وقت الأزمات واتخاذ الفعل الصواب، والقدرة على الحفاظ على الذات النقية بلا تلوث؛ لأن القدرة على المحافظة على الذات تعطي المثقف القوة لمواجهة السلطة وجبروتها، ومواجهة الرجعيين والمتخلفين وظلمهم وظلامهم، وقدرته على مواجهة سياسة العصا والجزرة التي يتبعها أي نظام سياسي مستبد، القدرة على التخلص من شرنقة المذهبية والطائفية والقبلية التي كثيرا ما تكون مغروسة منذ الصغر في التربية وتحتاج إلى وعي عال للتخلص منها، لأنه عند الأزمات تخرج الرواسب والعفن والصدأ المتكلس في داخل الإنسان».

وقالت فخرو: «سألني صديق هل يمكن للإنسان التخلص بسهولة مما تربى عليه؟ فأجبته وبلا تردد أو تفكير نعم طبعا، لكن يتطلب وعيا كبيرا لا يتأتى إلا بالقراءة والاطلاع، وبعد فترة تمعنت في السؤال من جديد واكتشفت صعوبة الإجابة عليه وصعوبة تحقيقه، فالواقع يقول لنا إن كثيرا من المثقفين الذين حفظوا كتب الفكر والفلسفة مثل الاشتراكية والماركسية والوجودية وغيرها، نرى أثناء الأزمات يختفي التنظير ويظهر السلوك الحقيقي المرّ، وعلى إثره يظهر الاصطفاف الطائفي أو القبلي أو الديني، وهذا للأسف ما حدث مع الكثير من المثقفين في العراق وسورية واليمن والبحرين».

وأضافت «فالصراع داخل النفس كبير جدا، والإنسان أكثر الكائنات تعقيدا، والتأثير للتربية حتما كبير ولا يمكن التخلص منه بسهولة، عندما أرى طفلة لا تتجاوز التاسعة من العمر محجبة على الطريقة السنية أو الشيعية وأحيانا منقبة، أقول في نفسي ليس من السهل أن تتخلص من ذلك الأرث، وطبعا هذا حال الفتى الذي تتم تربيته على أساس أنه الكامل دوما وأخته الناقصة».

وأردفت فخرو «التربية وما أدراك ما التربية، فمثلا بعض الأسر الشيعية تأخذ الطفل منذ الأشهر الأولى من عمره إلى أجواء المآتم واللطم والبكائيات ليترسيخ في ذهن الطفل تبعيته إلى شيعة آل البيت، وليكبر وتكبر معه التبعية للآمر الناهي الولي الفقيه التي طبقها وعممها الخميني، وبالمقابل أيضا توجد بعض الأسر السنية التي تُدخل أطفالها منذ نعومة أظفارهم في الجمعيات والمؤسسات الدينية والاجتماعية والرياضية التابعة لتنظيم سياسي متأسلم، لينغرس في عقل الطفل وقلبه وذهنه اتباع إرشادات شخص باعتباره المرشد أو الأمير الذي لا جدال لرأيه ولا عصيان لأمره لكونه ممثل الله وخليفته على الأرض، مع إن الدين الإسلامي لا كهنوت فيه».

وواصلت «وهذا الخلط بين السياسي والديني، أي بين البرغماتي والروحي فيه الكثير من الظلم بحق الجانب الروحي لأنه يشوه الدين ويجعله يغوص في أوحال السياسة، فالعلماء هم علماء العلم، لا غير، أما رجال الدين المتمكنين والمتمرسين منهم فهم الفقهاء، وليسوا علماء».

وختمت فخرو «من الممكن أن يفصل المثقف بين الذات والآخر بحيث يعطي لذاته حقها وما يريد، وفي الوقت نفسه يعطي الآخر حقه، أي كان هذا الآخر، سواء بيته وزوجته وأطفاله ومجتمعه ووطنه، بشرط ألا يلوث نفسه بأوحال التمصلح الذاتي على حساب الآخرين، وبالطبع ليس على حساب المبادئ والقيم الإنسانية التي يؤمن بها كل مثقف أصيل».

اقرأ المزيد

اللقاء اليساري العربي ينعي المطران كبوجي

اللقاء اليساري العربي ينعي المطران كبوجي:

رحل وقلبه في فلسطين وعليها

 

بعد سنوات وسنوات من المنفى بعيدا عن فلسطين، التي ترك فيها قلبه وروحه، عاد المطران هيلاريون كبوجي إلى واجهة الأحداث مع بدايات هذا العام ليذكر العالم بقضية شعبه ووطنه التي ضحى بكل شيء في سبيلها.

كان في طليعة المقاومين من أجل تحرير فلسطين واستعادة وحدة أرضها ووحدة عاصمتها القدس، التي قاد صمود أهلها وساهم في انطلاقة مقاومتهم. لذا كان حقد الصهاينة عليه كبيرا. وضعوه لسنوات عدة في زنزانة ضيقة داخل سجن الرملة، وأنزلوا به شتى أنواع التعذيب. كسروا الجسد ظنا منهم أنهم سيستولون على روح المقاومة، إلا أنه لم يهن ولم يتراجع لا عن حبه لفلسطين ولا عن دعواته المتكررة لمقاومة المحتلين… لذا، حكموا عليه بالموت نفيا بعيدا عن وطنه وشعبه.

من عاصر المطران هيلاريون كبوجي لا يمكن له أن ينسى هذا القائد الكبير الذي نذر حياته للقضية الفلسطينية، فألهم الكثيرين، وهذا المقاوم الصامد الذي أبى، رغم المرض،  إلا أن يكون في عداد القادمين إلى غزة على متن “أسطول الحرية” في العامين 2009 و2010.

رحل وقلبه في فلسطين وعليها.

ستبقى صورته في قلوب أبناء فلسطين وكل الشعوب العربية. وسيبقى ملهما لنا في مقاومتنا من أجل تحرير الأرض العربية، والخلاص من التبعية والاستغلال، وبناء المجتمع العربي الديمقراطي.

اللقاء اليساري العربي

                                                                                                      لجنة التنسيق

في الثاني من ديسمبر / كانون الثاني 2017

اقرأ المزيد

برقية تعزية المنبر التقدمي البحريني للشيوعي اللبناني بإستشهاد الرفيق خالد علي حوري

 

المنامة، 30 ديسمبر/ كانون الأول 2016

الرفيق العزيز حنا غريب، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني           المحترم

ببالغ الأسى تلقينا خبر إستشهاد الرفيق الشهيد خالد علي حوري نائب رئيس بلدية العين، وعضو اللجنة المنطقية في البقاع الشمالي، الذي استشهد صباح يوم الأربعاء 28/12/2016 أثر تفجير إجرامي ، والذي كما عرف عنه بيان الحزب الشيوعي البناني هو من المناضلين في صفوف الحزب وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية منذ شبابه، وله مساهمات في النضال الوطني المقاوم ضد العدو الإسرائيلي وعملائه.

وبهذا المصاب الجلل نتقدم إليكم، وعبركم، إلى جميع الشيوعيين اللبنانيين وأصدقائهم من رفاق الشهيد   وإلى أفراد عائلته بخالص التعازي القلبية.

إننا إذ نشارككم الشعور العميق بفقدان  هذا المناضل الجسور نعبر عن ثقتنا بأن السيرة النضالية الحافلة له ستكون مصدر الهام لحزبكم الشقيق  الذي قدم الكثير في سبيل تحرير الأرض والإنسان في مواصلة السير  على طريق من سبقه في الشهادة.

مرة أخرى، تقبلوا خالص تعازينا، معربين عن تضامننا الكفاحي معكم.

خليل يوسف

الأمين العام

المنبر التقدمي – البحرين

اقرأ المزيد

Progressive Tribune’s greeting for the Holly Christmas & New Year’s eve

In the occasion of the holy Christmas and New Year’s Eve

Progressive Tribune greets you and all progressive parties in the world, and congratulates you with sincere wishes for more success in your journey of struggle to achieve the goals you seek for democracy and freedom

Looking forward a new year that is free from all kinds of oppression, wars, and terrorism

And to be a year of love, peace, and coexistence between nations

Finally .. Please accept our sincere comradeship greetings

اقرأ المزيد

تهنئة المنبر التقدمي للقوى والأحزاب التقدمية بمناسبة أعياد الميلاد وحلول العام الجديد

   بمناسبة حلول أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية وحلول العام الجديد

يتقدم لكم المنبر التقدمي ولكل القوى والأحزاب التقدمية فى العالم

بالتهنئة مع أصدق الأمنيات بمزيد من النجاح والتوفيق فى مسيرتكم النضالية لتحقيق الأهداف التي تنشدونها من أجل الديمقراطية والحرية

متطلعين أن يكون العام الجديد خال من كل أنواع قهر الشعوب ومن الحروب والإرهاب

وأن يكون عام محبة وتعايش بين الشعوب

ختاماً .. تقبلوا مِنّا خالص التحيّات الرفاقية

اقرأ المزيد

تهنئة المنبر التقدمي بمناسبة حلول العام الجديد

بمناسبة حلول العام الجديد

يتقدم المنبر التقدمي لكم ولجميع شعوب العالم

بالتهنئة والأمنيات الصادقة بأن نمضي معاً قدماً بعزيمة متجددة على درب النظال الوطني

متمنين لكم عاماً يرفل بالطمأنينة والسلام ومزيد من العمل من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية وإرساء الوحدة الوطنية

وكل عام وشعوب العالم بمحبة وسلام

اقرأ المزيد

صِيَغ متعددة لما قرأناه… كثير من التأملات… والنظر إلى الكتابة بعين أخرى

«للأشياء أوانها… ما تيسَّر من الأهواء والحواس» لمدن…

الوسط – جعفر الجمري

21 ديسمبر 2016

ينكبُّ الباحث والكاتب البحريني حسن مدن على واحد من المشاريع المُغفلة، على الأقل في منطقتنا، من بين ملامح تلك المشاريع، عدم الخضوع لآليات الكتابة باعتبارها كليشيهات لابد من اعتناقها، وفي الوقت نفسه محاولة فهم مؤدَّيات تلك الكتابة باعتبارها تعبيراً، في جانب من جوانبها عن الآخر، وليست تعبيراً عن صاحبها، وإن أخذت القسط الأكبر من ذلك، إلا أنها تعبير عن الآخر، وليس الآخر بالضرورة هنا المختلف عنك، قد يكون الذي يشبهك طالما أنك تكتب لمتلقين وليس إلى أشباح. وهنالك أيضاً اشتغال على مؤديات القراءة، باعتبارها أحد منابع الوعي وركائزه.

في كتابه الجديد «للأشياء أوانها… ما تيسَّر من الأهواء والحواس»، الصادر عن دار مسعى، و «العنوان للنشر والتوزيع»، يؤسس لوعي بالكتابة من دون تغميض، بما يمتلكه من جمال في الأسلوب وأناقة في العبارة، وتقديم آسر يتخذه مدخلاً للفكرة التي يريد الاشتغال عليها. هو هنا في كتابه الجديد لا ينأى كثيراً عن إصداره السابق «حبر أسْوَد»، وإن كان في الإصدار الذي بين أيدينا يُفرد مساحات أكبر للفكرة، من حيث إشباعها بتناولات، الغالب منها حسي، وقريب من اهتمامات القرَّاء، والبشر عموماً.

ما يُحاول أن يقدمه مدن في كتاب « للأشياء أوانها… ما تيسَّر من الأهواء والحواس»، نظر آخر لما قرأناه ربما. وهو لا يقدم هنا اقتراحاً لكيفية القراءة، بقدر ما يقدم صيغة أخرى لمراجعة ما قرأناه. اقتراح صيَغ لتلك القراءة والنظر إلى الكتابة بعين أخرى، وبمدارك أخرى، ربما فاتتنا، وخصوصاً في القراءات التي لا تنجو من السأم، وإن كانت ممتعة في محتواها. الكتاب أيضاً مليء بالتأملات التي تتعدَّد ضمن فضاءات هي الأخرى متعددة، تبدأ بالقريب منا… الإنساني… الاجتماعي والفلسفي، ولا تنتهي في ثنايا الكتاب بتساؤلات بعضها يمس صلب الوجود ولحظتنا الراهنة.

ألَّا نكتفي بالمباشر مما يقدَّم لنا من أعمال، وبالمناسبة ليس المؤثر والبارز فحسب؛ إلا أن الكاتب في النهاية يقدم مقترحاً، ونظراً آخر يضاف على ما أرادته تلك الأعمال وأصحابها.

ما يجب الالتفات إليه أيضاً أن مدن – مرة أخرى – لا ينأى كثيراً عمَّا قدَّمه في «حبر أسود»، وكأنه هنا يعمد إلى استدراك ما لم يختْره أساساً هناك، وكان حاضراً، بحكم محدودية صفحات أي مطبوع، لكنه هنا يقدِّم لنا بعض المراجعات والمفاهيم بعمق أكبر، وبتأصيل أوضح، من دون أن يمارس أي نوع من الاستعراض المجاني أو الفذلكة، أو التعالي على القارئ. يقدِّمه ما أمسك به من أعمال، ما تمكَّن من نظره إلى بعض المفاهيم والظواهر بأسلوب سهل لا تملك إلا أن تكون في حال انشداد معه.

السيرة الموازية

في «الأشياء التي لم نفعلها»، يكتب مدن: «برواية الأشياء التي لم نحققها يمكن أن نكتب لأنفسنا سيرة موازية لسيرتنا المتحققة. سيرة مفترضة؛ لأن الحياة كان يمكن لها أن تأخذنا نحو هذه السيرة المفترضة، وتجعل منها حقيقة لا افتراضاً أو وهماً أو مجرد رغبة؛ لأن بعض التفاصيل والملابسات الصغيرة أو الكبيرة، كان يمكن أن تغيِّر مسار الحياة برمَّته، أو على الأقل في مفاصل رئيسية من هذا المسار».

الأشياء التي لم نفعلها بتجربة السيرة، لا تبدو تلك الأشياء وكأنها أفلتت منا. السيرة تعمل عملها في تحققها؛ ليس بالضرورة من الشخص نفسه. تتيح السيرة الموازية لبشر آخرين تلمُّس طرق لتحقيق ما أجَّلوه ربما، أو وجدوا فيه عنتاً وطاقة لا يقدرون عليها، وليست متوافرة لديهم.

السيرة ليست سرد حياة؛ إذ تظل في جانب منها سرد حياة هي برسم التأجيل أحياناً، ربما من خلال تخيُّلها، لكن أوانها لم يفت، على الأقل للذين سيجدون في تلك السيرة منافذ وحيلاً لبلوغ ما استعصى عليهم، أو كما بدا أنه عصي على البلوغ.

يقدم لنا مدن قراءة تذهب إلى أبعد من مفهوم تعالجه وتتناوله، أو قضية يفرد لها صفحات عديدة. يقدِّم ما هو أقرب إلى القرَّاء على مختلف مستوياتهم وإدراكاتهم ووعيهم. يدخل الوعي الفردي في تجربة التوحد مع الوعي الجمعي. الاشتغال على المشتركات واليوميات وكل ما هو موضوع درس وتجربة لأي منا، وحتى لأولئك الذين لم يخوضوا الدرس، إلا أنهم يجدون في كثير من صفحات الكتاب فرصة كي يخوضوا تجاربهم الخاصة، إن على مستوى تدارك ما فات من مدِّ وعيهم بكثير من أسباب نضجه واستوائه. ألَّا يكتفوا بظاهر الأشياء وسطحها. أن يتوغلَّوا وبعفوية في الوقت نفسه في تناولهم ونظرهم للظواهر والمفاهيم والأشياء. الأشياء التي لم نفعلها، وتلك التي فعلناها، ولكن ربما بدرجات أقل مما يمكن لنا أن نفعلها.

شبابيك الرجاء

 في تأمل أحوالنا ومصائرنا، قبل تأمل أحوال ومصائر الآخرين، حصانة لنا كي نقترح أساليب واشكالاً من تلك الحياة، تجعلنا في منجاة من الضياع، ومنجاة من الفراغ، ذلك الذي يفتك بالأرواح. والذين يفتقدون لحظات التأمل هم في عنَت وضيق، ذلك أنهم نهب لتلك الحياة التي تحولهم إلى أدوات لتحقيق ما يجعلهم على قيد الحياة فحسب. هل ثمة حياة في تلك النوعية من الحياة أساساً؟ ضمن تلك الفضاءات يضعنا حسن مدن بمراس ودربة ودراية في كتابته «شبابيك الرجاء»؛ حيث يكتب: «من النادر أن تسعفنا الحياة بلحظات للتأمُّل والتبصُّر في أنفسنا، في ما نريد وما لا نريد، في الذي أنجز من طموحاتنا والذي لم ينجز، بل ربما تعيَّن علينا أحياناً أن نصدم أنفسنا بالسؤال القاسي الصعب: من نحن وماذا نريد»؟!

كأن لا شبابيك يمكن لنا أن نطل عليها للنظر إلى تلك الحياة بواقعية وعمق في الوقت نفسها، إلا من خلال التأمل وفحص ما الذي حققناه، وما الذي لم نحققه بعد. مثل تلك المواجهة مع النفس، هي ضرب من ضروب التأمل الضائع والمفقود في زمننا هذا خصوصاً. كأن طبيعة هذا الزمن بوفرة منصات الإشغال والانشغال، تأخذ الإنسان بعيداً عمَّا يمكن أن يحصِّنه، ويفتح له آفاق وأبواب إعادة النظر في تلك الحياة التي اطمأن إلى استوائها، بينما هي ترمي بنا على حدود المكر والوهم. الوهم بأننا استوينا على وجودنا، دون فحص حقيقي لطبيعة ذلك الوجود.

غاليانو وتأملاته

وعن كرة القدم وكتاب إدواردو غاليانو «كرة القدم… بين الشمس والظل»، ذلك الذي تعرفت عليه في أواخر ثمانينات القرن الماضي، ثمة وقوف على الكثير من المتعة والتأملات التي ربما فاتني الوقوف عليها، كما فاتت غيري، ممن فتح أمامه ذلك الكتاب رغبة لا حدود لها في تتبُّع ما تمت ترجمته إلى العربية، ومن بعد ذلك قراءته مترجماً إلى الإنجليزية. يشير مدن في ثنايا وقوفه على إضاءات من الكتاب إلى «قدرة غاليانو على جعل موضوع اللعبة الأكثر شعبية في العالم موضوعاً أدبياً مكتنزاً بالتأملات الذكية والإيحاءات التي لن تنجو من سحرها»، بحيث تذهب إلى اللعبة الشعبية الأولى في العالم بوصفها تجسيراً للعلاقات بين البشر، وبقدرتها على وضع البشر في مساحات من الحياد، وإن كان حياداً مؤقتاً، لكن الزمن كفيل بتعميقه. تلك «الكروية» التي تأخذنا في جانب من التأملات إلى مساحة من التذكير بحقنا الضروري في اللهو، على هذه الأرض التي كثيراً ما تنتزعنا الظروف المحيطة بنا من تلك الحصة، انشغالاً بالدفاع عن الحياة وحقنا في الوجود. اللهو جزء لا يتجرأ من الوجود نفسه، ومن دون ذلك اللهو تعاني الحياة من عطب وإشكال وجودي في الوقت نفسه.

ومن هذا الباب نقف على تأمُّلات مدن، بقدرة عولمتها على إدخالنا في المساحات الفطرية التي كثيراً ما ننسلخ منها، ولأكثر من سبب، من بينها أن البشر حين يكونون مشدودين ومترقبين، ومحاصرين بقلق لانهائي، لا يمكنهم أن يحظوا بمساحة التأمل التي تعمل على ترتيب حياتهم، بمزيد من التأني في مواقفهم ومراجعة أفكارهم.

من الإضاءات والتأملات التي يضعنا أمامها مدن قوله إن «عولمة الكرة توحِّد العالم على أساس فطري – إن جاز القول – وتبرهن أن العالم قادر على أن يتوحَّد من دون إملاء للشروط من طرف على طرف، وأن يدخل في منافسات خاضعة لقواعد متفق عليها تسري على الدول الكبرى، كما تسري على الدول الأصغر».

تلك اللعبة قادرة على أن تمارس تأثيرها بما يتجاوز خريجي كليات العلوم السياسية، وباتوا يترأسون الدبلوماسية في بلدانهم، بمزيد من الشطط، ومزيد من الحماقات، ومزيد من الدفع بالتوتر في العلاقات ليكون هو الثرمومتر الذي يتحكم في القادم من قرارات، وسياسات تأخذ هذا العالم إلى مزيد من العنف، ومزيد من الدفع به نحو محارق لا نهايات لها.

مديح الظل

 تحت عنوان «مديح الظل غير العالي»، فيه استدعاء ليس فقط لكتاب «مديح الظل» للروائي الياباني جونشيرو تانيزاكي، هو يبرز لي مع فارق التلاعب في العنوان، نص «مديح الظل العالي» للشاعر الفلسطيني محمود درويش، على رغم الفارق في المناخات، والفارق في منطلق العملين وطبيعتهما. يقدم مدن مراجعة عميقة، ليس وقوفاً على الكتاب نفسه، بقدر ما هو وقوف على تجليات العمل بالنسبة إليه، والتأملات العميقة التي يقدمها لنا؛ إذ يشير إلى أن تانيزاكي يبرز في كتابه «ما للظل من لذة ومتعة»، مستدركاً «لكن الكتاب ليس عن الظل وحده، إنه عن اليابان، اليابان الأخرى التي لا نعرفها، غير يابان السيارات وأجهزة الفيديو والتلفزيون والكاميرات» في تساؤله «أي منحى سيسلكه الفكر الياباني، لو كان مخترع قلم الحبر يابانياً أو صينياً، أي شكل سيتخذه المجتمع الياباني لو لم يتبنَّ أدوات الغرب»؟

بالوقوف على الأشياء الأليفة، على الزمن نفسه، بقدرته على تصييرنا، وذلك النزوع الذي يكاد لا يفارق الكثيرين، إما حنيناً له، أو تجنُّباً له.

وفيما يتعلق بتانيزاكي فإنه، بحسب مدن «يحاول إحياء عالم الظل الذي نبدِّده حالياً، إحياء تلك الأشياء الأليفة التي تبدَّد، هنا لا يعني إعادتها نمطاً لحياة شقت لنفسها مجرى آخر، وإنما إقامة تلك الجزر الصغيرة من الأشياء الآفلة، ذكرى لعالم يذهب في الماضي؛ حيث ليس بوسعه أن يعود.

«كتاب يضعك أمام مجاميع من الأفكار والرؤى والمفاهيم، يقدمها بأسلوب ممتع وسلس، هو بمثابة نزهة بعضها مُرهق، وبعضها الآخر مليء بالمتعة والتوْق إلى تتبُّع تلك الأعمال لمن لم يقف عليها، وقليلة هي الكتب التي تتيح لك مثل تلك الفرص، اختزالاً للبحث عنها في جهات الله.

اقرأ المزيد

الى روح الشهيد سعيد العويناتي

واذ انهالت عليك حشودٌ وقد تقوّست
بماذا وأين ،، وكيف ، وبمن تحتمي
لكنك أهديت الحبيبة حينها ميثاقاً بصكٍ من سليمان خاتم .
ولمّا تعالتْ زمجرة التوحش حولك
رددّت … ياأيها الوطن يا أيها المسكون في داخلي
سألوك ،، وأعادوا  السؤال
 واذ لم تنثنِ
جاء لقاؤك بالحبيبة متدثراً بثوبك القاني الدمي
وأبدعت من ألم جرحك قلادة لؤلؤٍ
أحاطت بجيدها
وكنت تختلس الرؤى
خلف الأصيل الباسم
وحين حٰمّل ضعنك بالكفن  المتورد  المتناغم
عزفت خلجاتُ نخل محيطك الأنين الناعم
يانجمٌ ليل أُوال ياعاشقٌ بالزهو يا الحالم.
وجيهة رضي .
7/ 12 / 2016
اقرأ المزيد

كلمة التيار الوطني الديمقراطي في الذكرى الأربعين لاستشهاد سعيد العويناتي ومحمد غلوم

الأخوة الأمناء العامين لجمعيات التيار الوطني الديمقراطي ..

الأخوة والأخوات رفاق وأصدقاء الشهيدين

الأخوة والأخوات الحضور .

اسعدتم  مساءاً

منذ أربعين عاماً ونحن نُحيِي هذه الذكرى ليكون الشهيد محمد غلوم والشهيد سعيد العويناتي وقبلهم وبعدهم الكثير من الشهداء الذين قدمهم شعبنا قرابين فداء في مسيرة نضاله الوطني الديمقراطي من أجل أن نعيش في وطن تسوده  الحرية والعدالة والمساواة وتكون فيه إرادة الشعب هي العليا في تحقيق أحلامه (وأن نعمل معاً من اجل تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والعادلة قوامها دولة المواطنة وعدم التمييز والديمقراطية الحقيقية)

منذ أربعين عاماً تعوّدنا جميعاً أن نُحيِي هذه الذكرى ليكون الشهداء حاضرين معنا ويكونا شهداء وشهود على ما نبذله نحن رفاقهم وأصدقاءهم من خطوات وأفعال تعبر عن ما ائتمنونا عليه في مواصلة الطريق النضالي الذي استشهدوا من أجله .. فهل نحن على العهد سائرون؟؟

في هذه الذكرى يحق للشهداء ان يُسائِلونا جميعاً عن ماذا فعلنا و الى أين نحن سائرون؟ لاشك بأن الشهيدين ونحن معهم كنا نحلم في بناء الوطن السعيد الذي لا يرجف فيه الأمل. وكنا نحلم في إرساء أسس الحرية والعدالة والمساواة بين كافة ابناء الوطن والسير معا في تعزيز مكانة الوحدة الوطنية والتأخي والتعاون بين كل مكونات المجتمع من أجل بناء هذا الوطن .

أيها الأخوة . . إن شهدائنا حين قدّموا أرواحهم فِداءً لتحقيق هذه الأهداف لم يكونا يعبأون بما ينثر حولهم من بذور الفتن الطائفية والتحارب بين قوى المجتمع. بل كانوا يزرعون الوعي لكيف أن نكون كتلة وطنية عابرة للطوائف وأن نكون تقدميون وطنيون مدركين لواقعنا الاجتماعي دون أن تغرّنا أفكارنا إلى نكران أفكار الآخرين ونصبح بذلك من العدميين .!!

لقد علّمنا الشهداء أن نكون مخلصين لأفكارنا وأكثر من ذلك أن نكون مخلصين للوطن وأن نذود بالنفس في الدفاع عن قضايا شعبنا ونقف مع مطالبه الوطنية المحقة نابذين العنف ورافضين له بشتى أشكاله ومن أي جهة كانت لا سيما رافضين له لأن يكون وسيلة في وضع الحلول لمشاكل الوطن .

أيها الأخوة والأخوات. .

إننا في الوقت الذي نُحيِي ذِكرى أحبة لنا قضى نحبهم وهم يحملون شعلة التغيير والإصلاح للوطن وكلنا نتذكر كيف كان الوضع السياسي بعد هجمة أغسطس وحل البرلمان عام 1975. وكيف كان للشهيدين ورفاقهم في الحركة الوطنية الديمقراطية من دور في وأد الفتنة وصون الوحدة الوطنية وتكثيف الجهود من أجل توحّد كلمة الشعب ضد قانون أمن الدولة والمطالبة بعودة الحياة البرلمانية والدفاع عن المعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم وكثير من المطالب الشعبية التي توجس الحكم حينها من تنامي الوعي بمشروعيتها وتأثيراها. حتى جاءت الكارثة بفعل جريمة اغتيال المرحوم عبدالله المدني فكانت الفرصة الذهبية لأجهزة المخابرات بقيادة سيء الصيت هندرسون لاطلاق العنان لمخططاتها الأمنية لتمزيق الوحدة الوطنية ودق اسفين الخلاف بين القوى الإسلامية والديمقراطية وقد وظّفت ضعاف النفوس لتسويق هذا المخطط عندما أقدمت على شن حملاتها القمعية ضد القوى الوطنية وكوادرها ومناصريها الفاعلين على الساحة السياسية، وعلى رأسهم الشهيدين. واليوم عندما نستذكرهم بمثل هذه الذكرى نستحضر معهم المثل والدور الوطني في رفع مطالب الشعب من أجل إطلاق الحريات والعدالة والمساواة وحق ممثلي الشعب في المشاركة الحقيقية في اتخاذ القرار، تلك المطالب التي مازالت قائمة وتهم كل افراد المجتمع دون أن تلقى أي اعتبار أو تقدير من الجانب الرسمي. ولعله من المعيب ما نلاحظه اليوم في تعمّد نفس القوى التي ارتضت لنفسها أن تكون خادمة لتنفيذ مخطط ضرب القوى الديمقراطية في عام 76 والتي راح ضحيتها الشهيدين والعشرات من المعتقلين الذين تعرّضوا لأبشع أنواع التعذيب أن ينبروا مرة أخرى في محاولة التذكير بنفس الأجواء التي سادت تلك الهجمة في تغذية النعرات الطائفية ودق اسفين الخلاف بين مكونات الشعب من قوى سياسية إسلامية وديمقراطية التي توافقت وتعاونت على الاستمرار في رفع راية مطالب الشعب وضحّت بالغالي والنفيس من أجل تحقيقها. داعين أهل العقل في هذه الجماعات بدلا من تبنّي ما روّجته لهم أجهزة الاستخبارات آنذاك في كيل الاتهامات جزافاً والتي لا تستند إلى واقع وحقيقة الجريمة في شيء من الوعي الوطني – ندعوهم اليوم بأن يضعوا يدهم في يدنا من أجل المطالبة بإعادة الاعتبار للشهيدين أولاً، ولكل من برّأهم القضاء من فعل الجريمة ثانياً، ولكل من تعرّض للاعتقال والتعذيب في تلك الحقبة، والمطالبة بالشروع في تطبيق عملية العدالة والإنصاف وجبر الضرر عن كل من تعرّض للاضطهاد والقمع من أبناء الشعب في الحقب السياسية المختلفة.

أمّا نحن في قوى التيار الديمقراطي الذين نحتفل اليوم بذكرى شهيدينا محمد غلوم وسعيد العويناتي وكما ذكّرنا في المرات السابقة .. لا يكفي أن نستحضر روح الشهيدين من دون ان نفرحهم بإنجاز ما قد حقّقناه من أمنياتهم.

سأترك أمر سرد الذكريات الجميلة مع الشهيدين وسرد مناقبهم النضالية والبطولية أحبتي من رفاق الشهيدين الذين حتماً سيقومون بالواجب ..

إلّا إنني وبالنيابة عن رفاقي رؤساء وأعضاء جمعيات التيار الديمقراطي اسمحوا لي أن أختم كلمتنا في هذه الذكرى بما اودعه الشهيدين من أمانة في عنقنا جميعاً بأن نترفع على كل خلافاتنا التاريخية التى اتعبتنا جميعاً وأثبتت التجربة النضالية لكل فصيل منا بأننا في أشد الحاجة إلى توحّدنا في تقوية التيار الديمقراطي ليلعب دوره التاريخي في بناء الوطن واجراء التغيير المنشود لتحقيق دولة الإصلاح والتقدم من خلال الدولة المدنية الديمقراطية التي تتساوى فيها الحقوق والمواطنة وتتحقق فيها العدالة والمساواة والكرامة لكافة أبناء الشعب وتمكين الشعب من المشاركة الحقيقية في اتخاذ القرارات المصيرية.

أمام الوفاء بهذه الأمانة .. فهل لنا أن نستحضر شهداؤنا في مثل هذه المناسبات بالإضافة إلى كونهم “أحياء عند ربهم يرزقون” بأن نستحضرهم معنا كشهداءً وشهود على ما نحن عازمون عليه في توحيد الصفوف من أجل خدمة الشعب والوطن؟.

فليكن شهداؤنا شهود علينا في تحقيق أحلامهم.

 وفي هذه المناسبة الجليلة نؤكد على التالي

أولاً: إنّ القوى السياسية في مرحلة اغتيال عبدالله المدني رحمه الله قد أعلنت بوضوح بأن نضالها السياسي هدفه تحقيق مطالب شعبية واضحة ولم تكن ضمن استراتيجتها عمليات الاغتيال وخاصة للمختلفين فكرياً وسياسياً معنا

ثانياً: نطالب بفتح ملف اغتيال المدني ومحاسبة من اغتال في السجون الشهيدين محمد غلوم والعويناتي وكشف قبر الشهيد بوجيري الذي دفن بتهديد لوالده بان لا يعرف أحداً مكان دفنه والبدء في عملية العدالة الانتقالية وانصاف ضحايا التعذيب والاستشهاد أسوة كما حدث في المغرب وجنوب افريقيا وإيرلندا كخطوة نحو المصالحة والاعتذار عن جرائم مُورِسَت بحق كوكبة من شعبنا من حقنا جميعاً أن نريح أرواحهم المعذّبة ويتم انصافهم وتعويضهم معنوياً أولاً ومادياً.

ثالثاً: كل شعوب العالم المناضلة والتي قدمت مئات الشهداء من أجل الحرية والاستقلال والعدالة والمساواة تحتفي بهؤلاء الشهداء ليبقوا خالدون في وعي وأذهان الأجيال الجديدة والشابة ولذا نتطلع إلى تقدير شهداء الوطن عبر يوم وطني للشهداء وتسمية شوارعنا باسماؤهم وتدريس نماذج من الشهداء لجيلنا الصاعد في المناهج الدراسية

المجد والخلود للشهيدين محمد غلوم وسعيد العويناتي ولكافة شهداء الوطن الذين سقطوا في كافة مراحل النضال الوطني من أجل نيل الحرية والكرامة ومن أجل العيش في وطن سعيد لا يرجف فيه الامل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

اقرأ المزيد