المنشور

القومي والتقدمي يجددان وقوفهما إلى جانب الشعب الفلسطيني ورفض كافة أشكال التطبيع

 

 

يصادف التاسع والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك تأكيدا لحقه الأصيل في تحرير أرضه المحتلة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وهو الحق الذي تؤكد عليه قرارات المجتمع الدولي، لكن تعنت الكيان الصهيوني مدعوماً من الدعم والتواطؤ من قبل الدول الغربية، سواء كانت بريطانيا التي بمنحها ما عرف وعد بلفور للمجموعات الصهيونية بدعم اقامة كيان يهودي على الأراضي الفلسطينية الخاضعة لانتدابها، أو من قبل الولايات المتحدة وسواها من الدول الامبريالية في تأمين الدعم والتغطية للسياسات العدوانية للإسرائيل ولما ارتكبته وترتكبه بحق شعبنا الفلسطيني لينتهي به المطاف إلى التشرد واللجوء إلى دول الجواروالحيلولة دون حقه في تقرير المصير على وطنه بحرية كاملة.

إن اختيار التاسع والعشرين من نوفمبر، أي ذكرى التقسيم، لتحويله إلى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يجسد قدرة هذا الشعب على التمسك بحقوقه، وتصميمه على مواصلة النضال ووضع المجتمع الدول أمام مسئولياته والأخلاقية في الوفاء بقرارته وتعهداته تجاه قضية فلسطين واهلها.

إننا في جمعيتي التقدمي والقومي وفي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني نتوجه بالتحية لهذاالشعب المناضل في الأراضي المحتلة والشتات ونؤكد على الثوابت التالية: –

1.وقوفنا مع الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية المناضلة في النضال من أجل انهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية والعربية، وتطبيق القرارات الدولية التي ما زالت اسرائيل مدعومة من الغرب تتنصل منها وتصر على مواصلة سياسات الاستيطان في الضفة الغربية، للحيلولة فعلياً دون أي امكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة.

  1. نطالب مختلف القوى والفصائل الفلسطينية بتكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية ونبذ الفرقة وحقن الدماءوتغليب المصلحة الوطنية للفلسطينيين وتوجيه الطاقات والإمكانيات والمقدرات ضد العدو الصهيوني الذي يوظف هذا الانقسام ليوغل في مشاريع التهويد والاستيطانومشاريع التسوية التي لن تخدم سوى الصهاينة المحتلين وأعوانهم.

3.رفض كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ودعوة الجماهير العربية وقواها الوطنية إلى اليقظة والحذر ومقاومة كافة أشكال التطبيع تحت أي من اليافطات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الرياضية.

4.التأكيد على مشروعية خيار المقاومة لتحقيق مطالب الشعب العربي الفلسطيني ودعوة جميع الأحرار في الأقطار العربية والعالم الحر من حكومات ومنظمات وأفراد إلى دعم الشعب الفلسطيني في حقوقه المشروعة.

وفي هذه الذكرى ندعو جماهير الأمة إلى الوحدة ونبذ الفرقة والطائفية والمذهبية وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة. ونؤكد على الحق في تقرير المصير والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وإعادة ممتلكاتهم التي صادرها الصهاينة منهم.

التجمع القومي

المنبر التقدمي

29 نوفمبر 2017

اقرأ المزيد

بيان قطاع المرأة بالمنبر التقدمي بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة

يشارك قطاع المرأة بالتقدمي نساء العالم وكل القوى المناهضة للعنف في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام الاحتفاء باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والقضاء عليه،ان شعار الامم المتحدة التي أطلقته لهذا العام (دون استثناء أحد: لا للعنف ضد النساء والفتيات)ليؤكد أن العنف ظاهرة ما زالت متفشية بأشكال عديدة في المجتمعاتكافة،ويعد أحد انتهاكات حقوق الانسان الاوسع نطاقاً في العالم.وتعتبر قضية العنف واحدة من اهم التحديات التي تواجه النساء والفتيات وتقف حائلاً دون تحقيق المساواة والحصول على حقوقهن الاساسية والنهوض بأوضاعهن وتمكينهن.

فالنساء والفتيات يتعرضن بشكل يومي لانتهاكات عنيفة في كل مكان في المنزل والعمل والشارع وبكل اشكال العنف الجسدي والتحرش والاعتداءات الجنسية والزواج الجبري وتزويج الاطفال والقمع النفسي والاقتصادي والقانوني في ظل تواطؤ مجتمعي بسببالسيطرة الذكورية التي تبرر وتشجع الافلات من العقاب على تلك الجرائم.

ويعبر قطاع المرأة بالتقدمي عن قلقه الشديد نحو تزايد العنف ضد النساء والفتيات في العالم ويدين كل اشكاله الواقعة ومظاهره المختلفة على المرأة،ويرى أن العنف الاسري لا يزال يشكل انتشاراً يصيب النساء من جميع الطبقات الاجتماعية في العالم، ففي البحرين تشير آخر احصائية رسمية عن وزارة العمل والتنمية حول عدد النساء المعنفات المسجلات فيدور الايواء والارشاد الاسريبلغت 50ألفحالة معنفة خلال العشر سنوات الاخيرة بمعدل 5000 معنفة سنويا فما بال المخفي من المعنفات اللاتي يلزمن الصمت خوفاً من الفضيحة.   فأما على صعيد العمل السياسي والحقوقي يؤكد القطاع ان الانتهاكات الواقعة على النساءوالفتيات، لاسيما في القرى، لازالت مستمرة على أكثر من صعيد، اجتماعي وسياسي وحقوقي، انتهاكات مكشوفة وكامنة، لا يراعى فيها اي حقوق إنسانية، او مدنية، او مواثيق وتعهدات دولية، وهو أمر يشكل تحدياً كبيراً كونه يمثل أكثر انتهاكات حقوق الانسان، ولجنة قطاع المرأة تدعوا الى وقف هذه الانتهاكات انطلاقاً من موقف المنبر التقدمي في هذا الصدد.

ويشيد القطاع بالجهود الرسمية والاهلية في تحقيق العديد من المكاسب على المستوى القانوني والتشريعي من خلال إصدار قانون الأسرة وقانون حماية الاسرة من العنف وفتح دور الايواء لحماية المعنفاتوتوفير الحماية لهن وإعادة تأهيلهن من أجل الارتقاء بحقوقهن.

وباعتبار أن القانونعبارة عن قواعد قانونية تحدد حقوق الافراد وواجباتهم ويضع الجزاء المناسب في حال مخالفة تلك القواعد والاسس ،فإننانناشد الجهات الرسمية والاهلية المعنية بالمرأة بتطوير التشريعات والسياسات التي تجرم العنف وتضمن الحماية للنساء والفتيات ووضع خطط واستراتيجيات من اجل تعزيز وحماية حقوق الانسان والحريات الاساسية للنساء والفتياتواتخاذ خطوات جريئة لحماية المرأة كتجريم الاغتصاب وإلغاء المادة 353 من قانون العقوبات الذي يسمح للمغتصبين بالإفلات من الملاحقة من خلال الزواج بضحاياهم بالإضافة إلى أهمية إزالة الثغرات وتعديلبعض المواد في قانون الاسرة  والعمل على تطويره و إنهاء زواج الاطفال و تحديد سن الزواج بثمانية عشرة عام ورفع سن الحضانة ، هذا إلى جانب أهمية تعديل قانون الجنسية بما يضمن للمرأة البحرينية المتزوجة من أجنبي الحق في منح جنسيتها لأبنائها، وإلغاء كافة المواد المشجعة على ممارسة العنف والاغتصاب فيقانون العقوبات والعمل على تطوير التشريعات العمالية بما يعزز مشاركة المرأة في سوق العمل ويضمن حقوقها الاقتصادية والاجتماعية وكافة القوانين والتشريعات المحلية بما ينسجم مع القوانين والمواثيق والعهود الدولية  وتحديداً اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة التي تحقق المساواة الفعلية و القانونية وتوفير الحماية للنساء مما يتيح لهنالتمتع بكل الحقوق و الواجبات  .

بهذه المناسبة يحي قطاع المرأة بالتقدمي نضالات الحركة النسائية البحرينيةوالعربية والعالمية والمنظمات الحقوقية المناضلةمن أجل بناء مجتمع خالي من العنف مؤمناً بالمساواة وبحقوق المرأة وأنصافها كجزء من قوانين ومبادئ حقوق الانسان.

قطاع المرأة – المنبر التقدمي

25 نوفمبر 2017

اقرأ المزيد

جمعيتي القومي والتقدمي تدينان بشدة جريمة استهداف مسجد الروضة في مصر

مرة أخرى يعود الإرهاب الأسود لضرب الشقيقة مصر. فقد جرى يوم أمس الجمعة استهداف مسجد الروضة فى شمال سيناء أثناء صلاة الجمعة راح ضحيته ما يزيد على 235 قتيل و109 مصاب من المصلين وفق المصادر الرسمية المصرية. وقد شارك فى هذا الهجوم الدموي الغادر عدد من الإرهابيين المسلحين الذين هاجموا المسجد من زواياه الأربع مستهدفين الناس الأبرياء وسيارات الإسعاف التي تحاول نقل المصابين الذين تناثرت أشلائهم فى كل مكان مما يجعل من هذا الهجوم الأكثر دموية فى تاريخ مصر التي تتعرض منذ سنوات إلى هجمات إرهابية وباتت هدفاً للإرهابيين والقتلة المجرمين ونشر الموت والرعب والدمار فى كل مكان لم تسلم منها كل المقدسات ودور العبادة فى انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية.

إن جمعيتي التجمع القومي والمنبر التقدمي إذ يشعران بالحزن والغضب الشديدين لهذه العملية الإرهابية الخسيسة فأنهما يعلنان استنكارهما وإدانتهما بقوة للهجوم الإرهابي وعن وقوفهما وتضامنهما مع الأشقاء فى مصر العزيزة ومساندتهم فى معركتهم العادلة مع الإرهاب الأعمى الذي يرمى إلى أضعاف مصر وشل إرادتها وقوتها خدمة لأعداء ومصر  والأمة العربية.

كما نعلن عن تضامنا وتعازينا الحارة لعوائل وذوي الشهداء والجرحى والشعب المصري الشقيق ونؤكد على أهمية توحيد الجهود والإمكانيات للتصدي ومواجهة هذا الإرهاب وكل من يقف خلفه من اجل اقتلاع جذوره على كل الأصعدة وبصورة شاملة تتجاوز المواجهة الأمنية لوحدها، لتشمل المعالجات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتربوية. ونجدد ثقتنا فى قدرة الشعب المصري  على الانتصار فى هذه المعركة  المصيرية ضد الإرهابيين القتلة ومعها في ذات الخندق كل القوى المحبة للخير والسلام والرافضة للعنف والتطرف والإرهاب.

المنبر التقدمي

التجمع القومي الديمقراطي

السبت 25 نوفمبر 2017

اقرأ المزيد

تعزية المنبر التقدمي للحزب الشيوعي العراقي بوفاة الفقيدة الرفيقة بشرى برتو

 

الرفيق رائد فهمي                        المحترم

سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

 تحية طيبة وبعد،،

 ببالغ الحزن تلقينا نعيكم للفقيدة الراحلة والعزيزة على قلوبنا جميعا الرفيقة بشرى برتو بعد صراع مع المرض.

باسم اللجنة المركزية وجميع رفاقنا وأصدقائنا في المنبر التقدمي في البحرين نتقدم إليكم وجميع الرفاق وإلى أهلها وذويها باحر التعازي.

 تركت الفقيدة الغالية الرفيقة بشرى برتو أطيب الذكريات لدى رفاقنا البحرينيين الذين عرفوها سواء في وطنها العراق أو في اليمن وبلدان المهجر الأخرى مع رفيق حياتها الفقيد الرفيق د. رحيم عجينة. فقد وجدوا فيها مثالا ملهما للمناضلة الحزبية والنسوية العراقية. كما كانت نصيرا لنضالات شعبنا وقريبة من قضايانا على مدى سنين.

 لتظل سيرتها الكفاحية الحافلة نبراسا للمناضلين. لها عطر الذكرى ولكم الصبر والسلوان.

اقرأ المزيد

كلمة المنبر التقدمي في الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى

 

أيها الرفاق الأعزاء؛

يطيب لي ان انقل لكم تحيات الرفاق في المكتب السياسي وجميع اعضاء المنبر التقدمي واصدقائهم التقدميين في البحرين.

ونحن نلتقي على الأرض الروسية، وفي المدينة التي انطلقت منها الثورة، مدينة سانت بطرسبورغ، لاحياء الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، بتنظيم واستضافة الرفاق في الحزب الشيوعي الروسي، اسمحوا لنا أن نتوجه بمشاعر التقدير والامتنان والتضامن مع هذا الحزب العظيم، وريث التقاليد المجيدة للشيوعيين الروس والسوفيت، منذ عهد البلاشفة، تحت قيادة الزعيم الروسي والأممي الفذ فلاديمير ايلتيش لينين، الذي كان خير من تمثل الأفكار الماركسية، ونجح في استلهامها وتطويرها في ظروف عصره، وفي الظروف الملموسة الخاصة بروسيا وتقاليدها السياسية والثقافية.

ليس غريباً أن البشرية التقدمية والحركة الشيوعية والعمالية العالمية وجماهير واسعة من الشغيلة في مختلف أرجاء الكوكب تحتفل اليوم بالذكرى المئوية لهذه الثورة التي أقامت سلطة العمال والفلاحين والكادحين في روسيا، ومهّدت الطريق لبناء الاتحاد السوفيتي، الدولة الكبرى ذات المهابة في التاريخ المعاصر، والتي رسّخت مبادئ الأخوة بين شعوب مختلفة على أسس المساواة والحس الإنساني الأممي.

وشكَّل وجود الاتحاد السوفيتي قوة حاسمة في التصدي للنازية والفاشية، وتحمّل الجيش الأحمر السوفيتي القسط الأكبر في إلحاق الهزيمة بالنازية في عقر دارها، ونشأ في نتيجة ذلك ميزان جديد للقوى على المستوى العالمي، بقيام منظومة الدول الاشتراكية وانتصار الثورة في الصين وكوبا، والنهوض العارم لحركة التحرر الوطني والاجتماعي في العالم وتنامي مكانة ودور الأحزاب الشيوعية والتقدمية والحركة العمالية والنقابية في البلدان الرأسمالية.

وأصبح الإتحاد السوفيتي سنداً متيناً لنضال الحركة العمالية والتقدمية في العالم، ولنضال حركة التحرر الوطني في البلدان المستعمرة، وداعماً قوياَ للشعوب في بناء الدول الوطنية المستقلة ذات السيادة، وردع عدوانية الإمبريالية في مناطق مختلفة من العالم.

ورغم ظروف الصراع المرير الذي فرضته الدول الإمبريالية على الإتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية وإشعال حمى سباق التسلح ودفع العالم نحو خطر المجابهة النووية ونقل العسكرة إلى الفضاء عبر برامج حرب النجوم وسواها، استطاع النظام الاشتراكي أن يحقق منجزات باهرة على الأصعدة العلمية والتكنولوجية، وان يؤمن مستويات من المعيشة الكريمة اللائقة للشعوب التي عاشت في ظله، وربى أجيالاً على المبادئ والقيم الإنسانية بفضل التنشئة التعليمية والثقافية الراقية، حيث ازدهرت السينما والمسرح والفنون والنشر الثقافي والإبداعي التي أثرت العالم الروحي للإنسان.

لقد ألقت ظروف المجابهة الحامية أعباء كثيرة على الإتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية اقتضت توجيه إمكانيات مادية كبيرة نحو تنمية القدرات الدفاعية لمجابهة النهج العدواني للإمبريالية وحماية السلم العالمي ونصرة حركات التحرر الوطني والشعوب المناضلة من أجل الحرية، واستخدمت الدول الإمريالية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، سباق التسلح وسيلة لاستنزاف الاتحاد السوفيتي، وصرفه عن توظيف إمكانياته في المزيد من النهوض في أوضاع شعوبه، وكان لذلك أثره الكبير في نشوء الصعوبات الاقتصادية.

وتراكمت قصورات في مجال الحريات السياسية والممارسة الديمقراطية أدت إلى خلق صعوبات جدية، تفاقمت تحت ضغط التدخلات الخارجية والحروب الإعلامية والنفسية التي مارستها الدول الامبريالية مما أدى إلى انهيار التجربة الاشتراكية بتفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط الحكم الاشتراكي في العديد من الدول، وصعود قوى المافيا والرأسمالية الوحشية البدائية التي انقضت على ممتلكات الدولة وحققت من وراء ذلك ثروات طائلة في فترات زمنية قصيرة

.
وأدى هذا التحول الخطر في مسار الحركة الثورية العالمية إلى شيوع حالة من اليأس والإحباط والروح الانهزامية لدى الكثير من المناضلين، خاصة وأن ذلك ترافق مع حملة إيديولوجية منظمة مدعومة من الغرب بشرّت بنهاية التاريخ وانتصار الليبرالية النهائي، خاصة مع اشتداد الهيمنة الأمريكية على الوضع الدولي، وتجاهل دور المنظمات الدولية خاصة هيئة الأمم المتحدة، والاندفاع نحو شن الحروب وغزو البلدان واحتلالها والعودة إلى النهج الاستعماري في صوره المباشرة.

لكن الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى تمر وسط بوادر نهوض جديد للحركتين العمالية والثورية على المستوى العالمي، ويدرك العالم أكثر فأكثر أن الأحادية الدولية برهنت على أن مصير البشرية في خطر بسبب السياسة المدمرة للرأسمالية والعولمة المتوحشة، وها نحن نرى أفول هذه الأحادية وبزوغ عالم جديد متعدد الأقطاب، لروسيا مكانة مؤثرة فيه.

إن الملايين في العالم كله يزدادون اقتناعا إن خيار الاشتراكية والعدالة الاجتماعية والمساواة هو الطريق المفضي إلى الخلاص من كل آثام الرأسمالية وأنانيتها وعدوانها ليس على الكادحين فقط وإنما على البيئة وثروات الكوكب الآيلة إلى النفاد إن لم تتم الصحوة

.
ورغم اشتداد عدوانية الامبريالية فان شعوب العالم تحقق نجاحات ملموسة متحدية الغطرسة، كما هو جار في بلدان أمريكا اللاتينية وفي استمرار نضال الحركة النقابية في البلدان الرأسمالية، واتساع قاعدة الحركات المناهضة للعولمة والدفاع عن البيئة وحركات الشبيبة والطلبة والنساء في مختلف بلدان العالم.
ورغم ما يواجهه عالمنا العربي من تردٍ وحروب أهلية دامية وتدخلات إقليمية، وسطوة للأفكار الرجعية والظلامية، إلا أن القوى الحية في بلداننا، وفي مقدمتهم الشيوعيين واليساريين، يظلون مسلحين بالأمل والثقة في تجاوز كل هذه الصعاب، وشق الطريق نحو المستقبل.

وفي بلدنا البحرين يناضل منبرنا التقدمي والقوى الوطنية الأخرى في سبيل انجاز مهام التحول الديمقراطي وانهاء سياسة القمع ومصادرة الحريات، والدفاع عن حقوق ومصالح العمال في ظروف عمل تنعدم فيها الكثير من الحقوق بما فيها حق التنظيم النقابي في العديد من القطاعات الاقتصادية، وجنباً إلى جنب مع أشقائنا الشيوعيين والتقدميين في بلدان الخليج الأخرى، نناضل ضد الفساد، وتوجيه الثروات الوطنية نحو التنمية الملبية لحقوق شعوبنا وتطلعاتها، وإنهاء التبعية للقوى الإمبريالية التي تستحوذ على الكثير من ثرواتنا عبر صفقات التسلح العبثية وسواها.

أيها الرفاق،

رغم كل تعقيدات الوضع الدولي الراهن، فإن الرأسمالية تبرهن في كل مناسبة أنها طريق الاستغلال والجشع وتدمير البيئة وشن الحروب، وهي بين فترة وأخرى تقود العالم إلى أزمات مالية واقتصادية مدمرة بسبب سياساتها تلك، ما يعيد المزيد من الاعتبار للأفكار الماركسية، ويوسع من جاذبيتها لدى الأجيال الجديدة التي تجد فيها التعبير الصحيح عن خياراتها المستقبلية، وبديلا للاتجاهات اليمينية والفاشية والأصولية المتطرفة بمختلف أوجهها.

اليوم أكثر من أي وقت مضى تدوي الكلمات الخالدات لكارل ماركس: إن لم تكن الاشتراكية فالبديل هو البربرية. ولا يمكن للبشرية أن تخطئ الخيار.

اقرأ المزيد

بلاغ صحفي – المنبر التقدمي يجدد موقفا من الانتخابات البرلمانية والبلدية

مطلوب برلمان يكون في خدمة المواطن ويعمل لحسابه وليس على حسابه ..!

جدد المكتب السياسي للمنبر التقدمي موقف المنبر من الاستحقاق البرلماني في عام 2018، والذي

أعلن عنه في مؤتمر صحفي عقده في 30 أكتوبر الماضي، كما جدد دعوته للقوى والشخصيات الوطنية الى التحرك من أجل تشكيل كتلة وطنية تتبنى الرؤى والبرامج الوطنية للانتخابات القادمة، بما يؤكد على توافق وهذه القوى وتمسكها بوحدتنا الوطنية ورفض كل محاولات التفرقة والتفتيت وبلوغ مجلس نيابي يكون في خدمة المواطن يعمل لحسابه وليس على حسابه.

وأقر المكتب السياسي في اجتماعه المنعقد يوم السبت الموافق 4 نوفمبر الجاري العديد من الخطوات المترجمة لموقفه واستعداداته لخوض الاستحقاق البرلماني والبلدي ، واعتمد في هذا السياق تشكيل لجنة عليا للانتخابات ، ومن جانب آخر أكد دعمه للجنة الشأن البرلماني في كل الترتيبات والفعاليات التي ستقيمها اللجنة في الفترة القريبة المقبلة ، بما يَصْب في إطار تقييم التجربة البرلمانية والنهوض بها ، والتعريف برؤى المنبر التقدمي واهدافه الوطنية المتمثّلة في الإصلاحات السياسية والدستورية ومحاربة الفساد المالي والإداري ، وحماية المال العام ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، والتقدم الاجتماعي وضمان توافر الحريات العامة ، وبذل كل ما يمكن لتجاوز حالة انسداد الأفق السياسي .

كما جدد المنبر التقدمي عبر مكتبه السياسي دعوته لجميع القوى والشخصيات الوطنية الديمقراطية

للانخراط في عمل جاد يسهم في تشكيل كتلة وطنية عابرة للطوائف وكل أشكال الانتهازية السياسية، وذلك لخوض الانتخابات البرلمانية والبلدية، كتلة تتبنى برنامجاً وطنياً يفتح آفاق للتوافق الوطني ويحقق مطالب الشعب المشروعة، ومن جهة اخرى يعيد الاعتبار والهيبة للعمل البرلماني كأحد أوجه الممارسة السياسية.

وأوضح المكتب السياسي ان الدعوة الى تشكيل هذه الكتلة لا يعني تذويب الأفراد والجماعات والجمعيات والتيارات السياسية في جسم واحد، يصبغ بلون واحد، ويكون له صوت واحد، ورأى واحد، لكون هذا يتعارض ومفهوم المنبر التقدمي والعمل الديمقراطي، والحياة الديمقراطية الحقة التي ننشدها، ولكنه يعنى تمكين الأطراف الوطنية المعنية من العمل سوية على خدمة الشعب والوطن

التي نشهدها الان على أكثر من صعيد ومستوى ومجال.

وأبدى المكتب السياسي للمنبر التقدمي اعتزازه وتقديره لكل ردود الفعل المؤيدة والداعمة لموقفه

من الاستحقاق البرلماني القادم، كما أبدى تقديره للآراء المتحفظة والمعترضة على هذا الموقف، وأكد بان الاختلاف لا يفسد للود قضية، موضحاً بان المنبر التقدمي بإعلان موقفه ليؤمن إيماناً راسخاً بأطر العمل الديمقراطي والدستوري، وبان تعددية الآراء امر ضروري طالما انه بعيد عن أي نوع من التراشقات والاتهامات او عصبيات من اي نوع ومن اي مصدر كان ومن أجل ترسيخ ثقافة التنوع والتعدد في المجتمع.

6 نوفمبر 2017

 

اقرأ المزيد

البيان الختامي لمهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر

تحت شعار “من أجل السلام والتضامن والعدالة الإجتماعية نناضل ضد الإمبريالية – بتكريم ماضينا نبني المستقبل” تجمع أكثر من 20,000 مشتركاً من الشباب والطلاب من أكثر من 150 دولة في مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر في مدينة سوتشي – روسيا من 14 إلى 22 أكتوبر 2017 وأعلنوا ما يلي:

نحن نحيي شعب روسيا وخصوصاً الشباب والطبقات الشعبية لترحيبها واستضافتها مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر بحماس واحتضانها آلاف الشباب المناهضين للإمبريالية من جميع أنحاء العالم. فنحن نعلم النضالات التاريخية العظيمة للشعب الروسي، فضلاً عن تاريخه الثوري المجيد بأوج لحظاته المتكللة بثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى في العام 1917، تحديداً قبل 100 عاماً، عندما ثبت أنه من الممكن بناء الاشتراكية، بناء مجتمع أسمى دون استغلال الإنسان للإنسان. كما نسلط الضوء على مقاومتهم البطولية مع شعوب العالم ضد النازية الفاشية، وهي مقاومة كان الإتحاد السوفيتي في طليعتها، مقاومة من أجل تحقيق السلام والعدالة والتقدم الاجتماعي. لقد اجتمعنا هنا، في البلد الذي تكبدت فيه فاشية الحرب العالمية الثانية أكبر هزيمة في تاريخها. وهنا، حيث تمكنت إرادة الشعب من أجل تحقيق الحرية، جنباً إلى جنب مع تضامن ودعم جميع القوى التقدمية والشيوعية والديمقراطية والمناهضة للفاشية على كوكب الأرض من سحق شر النازية الفاشية وليدة النظام الرأسمالي.
كما نشيد بالتضحيات التي قدمها الملايين، بمن فيهم الكثير من النساء والشباب الذين قدموا حياتهم لوضع حد للمذبحة الوحشية الدموية الفاشية ضد الشعوب ولا سيما شعب الاتحاد السوفيتي الذي قدم أكبر وأكثر التضحيات. اليوم، في ذاكرة الشعب الروسي وشبابه، هناك مشاعر قوية ضد الفاشية يعبرون عنها في رفضهم لإنعاش الفاشية والدفاع عن السلام ضد التهديدات والتدخل الذي تروّج له الإمبريالية. لقد اجتمعنا هنا من جميع أرجاء العالم لعقد أكبر حدث شبابي مناهض للإمبريالية والذي كان يجري على مدى السنوات السبعين الماضية. ونحن نقدّر تقديراً عميقاً حقيقة أن شعب البلد المضيف وشعوب الاتحاد السوفيتي احتضنت المهرجان العالمي للشباب والطلاب، مما أسهم في إنجاح هذا الحفل وصياغة محتواه واستضافته مرتين في العامين 1957 و 1985.
إنّ مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر لهو حدثاً دولياً كبيراً بحيث أكّد الشباب التقدمي والثوري المناهض للإمبريالية مرة أخرى أن لا مكان للقوى الرجعية والفاشية والصهيونية في المهرجان. ونحن إذ نشير إلى الدور الطليعي لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي (الوفدي) من أجل الحفاظ على طابع حركة المهرجان المناهض للفاشية والإمبريالية والاستعمار لصالح السلام والتضامن والعدالة الاجتماعية.
إن مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر هو تحية لجميع المشاركين وخصوصاً الشباب الذين ضحوا بحياتهم في النضال ضد الإمبريالية وأولئك الذين كرّسوا حياتهم للنضال من أجل المثل العليا للحرية والديمقراطية والاستقلال الوطني وسيادة الشعوب والسلام والعدالة الاجتماعية. ففي ذكرى هؤلاء الشباب جميعاً، نكرم في مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر شخصيات قدمت اسهامات حاسمة في هذه النضالات، مثل إرنستو تشي غيفارا، فيدل كاسترو، محمد عبد العزيز وروبرت غابرييل موغابي.

إن المسار الذي حدده مهرجان الشباب والطلاب العالمي الأول في مدينة براغ في العام 1947 رسم طريق رحلة ال 70 عاماً التاريخية المجيدة وفي طليعتها اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي .وخلال هذه الرحلة، أصبح المهرجان بمثابة أكبر تجمع عالمي للشباب المناضل، ومنذ ذلك الحين يمثل المهرجان محفلاً رئيسياً لحركة عالمية للشباب المناهض للإمبريالية . على مدى 70 عاماً، كان المهرجان معقلاً للنضال ضد الإستعمار، الديكتاتوريات، الفاشية، الحرب، الاحتلال، التدخلات العدوانية، الهجمات على سيادة الشعوب وقضاياها. وهو منتدى لتعزيز نضالات الشعوب من أجل الحق في التعلم، التعليم للجميع، وحقوق العمال، فضلاً عن الحق في الصحة والرياضة والترفيه؛ وهو منتدىً يعمل على انهاء استغلال الشعوب والاضطهاد والعدوان حتى يتمكن الشباب من العيش في مجتمع يلبي احتياجاتهم المعاصرة.
كان مهرجان الشباب والطلاب العالمي دائماً منتدىً للمشاركة، الإبداع، تبادل الخبرات والنضج السياسي والثقافي. وهو خليط من كل هذه العناصر التي تبرز التضامن والصداقة بين الشعوب وتعززها. ولا يمكن لورش العمل والمحاضرات التي تعقد إلا أن تعزز نضالات الشباب اليوم.
يا شباب العالم،
منذ انعقاد مهرجان الشباب والطلاب العالمي الثامن عشر في كيتو، الإكوادور في كانون الأول 2013، كان ملفتاً للنظر زيادة تكثيف العدوان الإمبريالي في كل ركن من أركان العالم اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وثقافياً؛ وهو عدوان ينبع أساساً من زيادة تسابق وتناقض الإمبرياليين والطبقات الحاكمة في مختلف البلدان من أجل السيطرة على مصادر الطاقة والحاجة إلى الإحتكارات لإعادة تقسيم الحدود والأسواق. ويؤدي هذا التسابق إلى عسكرة الكوكب، مما أنتج بؤراً للتوترات العسكرية ونشر الموت واقتلاع الشعوب من موطنها كلاجئين، فضلاً عن الفقر والبؤس. وفي الوقت عينه، لايزال خطر وقوع كارثة نووية قائماً، ويزيد من تفاقمه النزعة العسكرية المتزايدة التي تروج لها الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها والتي تهدف إلى ضمان هيمنتها العالمية.
لا يتردد الإمبرياليون، الذين في مقدمة أهدافهم زيادة أرباحهم ونفوذهم، في ارتكاب أي جريمة. إن احترام السلامة الإقليمية للدول واستقلالها وسيادتها تنتهك جنباً إلى جنب مع حقوق الانسان، حيث أن “عدالة” القوى العظمى تُفرض بكل الوسائل. إن التعسف والتهميش الذي يُمارس اتجاه القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة مدرجاً على جدول أعمال حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وحلفاؤهم في محاولةٍ منهم للحفاظ على هيمنتهم ضد القوى الأخرى.
تعاني شعوب منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ متزايد من عواقب الحرب الموجهة ضد سوريا كنقطة محورية، وباستمرار تغذية النزاعات الدينية والطائفية لخدمة جدول أعمال إعادة رسم الحدود والسيطرة على الموارد، جنباً إلى جنب مع الاحتلال الصهيوني وتحديداً لفلسطين. إن التواجد العسكري للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي مستمراً ومتزايداً مما يجعل وجوده أبدي، كما تبين في قرارات مؤتمر القمة الذي انعقد في وارسو خلال صيف العام 2016. لا يزال الإتحاد الأوروبي الغارق في أزمةٍ عميقة يُظهر طابعه الإمبريالي، كما تبين في العدائية التي يمارسها على العديد من البلدان والشعوب، فضلاً عن نهجه المتبع في فرض تدابير قاسية ضد شعوبه وبدعم من حكوماته. إن الهجمات على شعوب أمريكا اللاتينية تزداد بوتيرةٍ عالية مع التدخلات الإمبريالية والحصار والجهود المتواصلة لتوليد الاضطرابات وزعزعة الاستقرار. ولا تزال شعوب الدول الأفريقية، بعد سنوات عدة من حل المستعمرات، تحت أغلال الاستعمار الجديد وتعاني من الاستغلال والفقر والتهميش والصراعات الإثنية والعرقية والدينية، إلى جانب الإستعمار ومحاولات الإعتداء على حق الشعوب في السيادة والاستقلال الوطني كما هو الحال في الصحراء الغربية (آخر مستعمرة في أفريقيا)، وكذلك في غيرها من بلدان أفريقيا. اما في آسيا والمحيط الهادئ، تتزايد حدة التهديد النووي للشعوب، بالإضافة إلى زيادة النزعة العسكرية واستغلال الشركات المتعددة الجنسيات للناس والموارد.
ومن سمات الإمبريالية المميزة اليوم، بوصفها نظاماً تهيمن فيه الاحتكارات، تعزيز سياستها الرجعية على جميع المستويات. أما البلدان التي ليست في حالة حرب يُشن عليها الهجوم بوسائل أيديولوجية وسياسية واقتصادية. فتغذية النزعة القومية الشوفينية والعنصرية وكره الأجانب ومحاولة التلاعب بالرأي العام ليست سوى أمثلة قليلة. ولا يزال دعم القوى الرجعية والفاشية والقوى المتطرفة والتسامح والتفاعل معها سلاحاً رئيسياً للإمبريالية يهدف إلى إضعاف رد فعل الشعوب وقمعها وإسكاتها. وفي هذا السياق، يجري تنفيذ قوانين مراقبة المواطنين وحظر الاجتماعات الجماهيرية. وفي الوقت عينه، يزداد ترويج الأفكار المناهضة للشيوعية التي يزرعها الاتحاد الأوروبي في المقدمة وتحديداً في تجاهل المعادلة التاريخية للشيوعية مع الفاشية.
وفي هذا السياق، يتوجه مهرجان الشباب والطلاب التاسع عشر إلى شباب العالم، لتعزيز نضال الشباب والعمال والشعوب في كل بلدٍ من أجل حقوقهم، كتعبيراً ملموساً عن الحركة المناهضة للإمبريالية على الصعيدين المحلي والدولي؛ ولتعزيز نضال الشباب من أجل إفشال خطط الإمبريالية وشلّها، ولتوحيد الصفوف مع حركات السلام في بلدانها ضد الحروب والاحتلالات الامبريالية، لصالح السلام وتحقيق السلام العالمي. نحن ندعو إلى ضرورة النضال المنظم ضد أي قوة رجعية وفاشية. كما نرفض الحركات المعادية للشيوعية ونواصل الدفاع، كما اعتاد مهرجان الشباب والطلاب العالمي، عن حق كل شعب باختيار طريق التقدم التي يقررها، والنضال من أجل تولي زمام السلطة واتخاذ المواقف من أجل النضال ضد منظمة حلف شمال الأطلسي وكل منظمة عسكرية قمعية، كما ندافع عن حق الشعوب في المطالبة بفك ارتباط بلدانها عن منظمة حلف شمال الأطلسي بهدف حلّها. ونعرب أيضاً عن تأييدنا وتضامننا مع الشعوب، التي هي ضحية للإمبريالية، والتي تواجه خطر نشوب الحروب النووية والعقوبات، لا سيما بعد التهديدات المفتوحة التي أعرب عنها رئيس الولايات المتحدة الأميركية ضد شعب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. ونؤيد أيضاً أولئك الذين يناضلون ضد الحروب والازمات والاستغلال والبطالة والفقر، وقضيتهم من أجل الحرية والسلام والسيادة الشعبية والاستقلال.
أيها الشباب،
إن الأزمة الإقتصادية الرأسمالية لم تؤد فقط إلى العدوانية الإمبريالية، بل أدت أيضاً إلى اتساع أوجه التفاوت الاجتماعي، وبالتالي إلى نموٍّ حاد في الفقر والعوز. إن نسبة ال 1% الأغنى من سكان العالم يمتلكون أكثر من 50% من إجمالي الثروة. وبإسم التنمية والقدرة التنافسية، تم إضفاء الطابع المؤسسي على التدابير المفرغة وفرضها على الشباب والعمال الذين يترتب عليهم عواقب مأساوية، ولا يمكن إيجاد تنيمة عادلة في عالمٍ غير عادل. لقد أصبحت البطالة عبئاً دائماً على ملايين الشباب، في حين يشكل انعدام الأمن وعدم الإستقرار الوظيفي جانباً ثابتاً بالنسبة للآخرين. والجدير بالذكر أنه يجري إلغاء الحقوق الإجتماعية وحقوق العمل. ولا تزال النساء والأطفال والمهاجرون وعدة فئات اجتماعية أخرى تعاني من ظروف الرق (الاستعباد) في عدة بلدان. يجري اليوم استغلال الصحة والتعليم والثقافة تجارياً بوتيرةٍ سريعة في حين أنها أصبحت امتيازاً وحكراً للقلّة كحق للشعوب. أما محتوى التعليم أصبح بعيداً كل البعد عن توفير المعرفة الشاملة والفكر النقدي وبات مرتبطاً باحتياجات السوق ورأس المال. كما يجري التضحية بالبيئة من أجل الربح. إن السياسات الموجهة ضد الشعوب والتي يجري تنفيذها وفرضها تدمّر احتياجات العمال – الشعوب ويُروّج لها لتحقيق أقصى قدر من الربحية للرأسماليين القلائل والذين لديهم نفوذ واسع.
ضد الهمجية الإمبريالية، يدعو مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر شباب العالم إلى عدم المساومة مع النظام الحالي الظالم والاستغلالي. ففي كل ركن من أركان العالم، على الشبان أن يقاوموا ويناضلوا ويصروا على مطالبهم. نحن مناصرون للطلاب ولحركة العمال، ونحن ندعم نضالهم في كل مدرسة وجامعة ومكان عمل. إذ أننا نحيي نضالات العمال الشباب من أجل العمل الكريم فضلاً عن نضالات ملايين الطلاب في الثانويات والجامعات الذين يحاربون من أجل توفير التعليم الرسمي والحر والديمقراطي للجميع، فضلاً عن تعبئة الشباب الذين يشكلون العنصر الأكثر نشاطاً وفعاليةً في النضالات وفي التصدي للعدوان المتزايد ضد حقوقهم. ونحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر يساهم في هذه النضالات. جنباً إلى جنب مع العمال، نحمي حقوقنا ونناضل من أجل تحقيق مكاسب جديدة.
يتزامن مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر مع ذكرى غاية في الأهمية للشعوب، الحركة المناهضة للإمبريالية وحركة المهرجان نفسها: الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى؛ الحدث الذي غيّر مسار التاريخ حتى يومنا هذا إلى الافضل وأبقى رؤى عشرات الملايين من الناس على قيد الحياة هؤلاء الذين يناضلون ضد الظلم والاستغلال والاضطهاد. لقد ساهمت ثورة أكتوبر بحزم بتطوير الحركة العمالية المناهضة للاستعمار والفاشية والامبريالية. لقد قدّمت المزيد من التطور للمجتمع من أجل المضي قدماً، إلى العمال والشعوب وقبل كل شيء إلى الإنسانية. وبالإضافة إلى الإنتصار الحاسم ضد النازية الفاشية وإنقاذ البشرية من أكثر الأنظمة اللاإنسانية، ساهم الإتحاد السوفياتي بشكلٍ كبير في انهيار النظام الاستعماري القمعي، مما أعطى العديد من الشعوب زخماً لكسب حريتهم واستقلالهم.
نحن نضم أصواتنا لشعب روسيا في إحياء ذكرى ثورة أكتوبر العظمى في العام 1917، وهي سنة بارزة في تاريخ الإنسانية بأكمله. إن السنوات التي أعقبت ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى هي خير دليلٍ على أن الشعوب تمتلك القوة لهزيمة الإمبريالية، بل لتقتلع السلطة من بين أيديهم.
أيها الشباب،
إن إيماننا الثابت بالقضية العادلة لنضالنا ينبع من فهم الإمبريالية كنظام قائم على استغلال الشعوب والعدوانية المتجسدة بالمصالح القوية للاحتكارات. إننا نوحد أصواتنا ونعزز نضالنا المشترك للإطاحة بالإمبريالية. وإننا نؤيد حق الشعوب الديمقراطي في اختيار طريقها الخاص للتقدم والتطور ضد القوى الإمبريالية وتهديداتها.
ولا يمكن تحقيق ازدهارنا وسعادتنا في النظام الذي يولد الحروب، الفقر، الاستغلال، البطالة، تدمير البيئة وجميع أنواع التمييز العنصري والجنسي وغيرها.
إن هذه النضالات، بطبيعة الحال، ليست فقط انتقادية، بل بنّاءة أيضاً. وينبغي أن تكون نضالات من شأنها أن تبني واقعاً جديداً على العالم بأسره؛ واقعاً من شأنه أن يؤمن الأساسيات لضمان بقاء الشعوب جميعها على أرضنا؛ واقعاً من شأنه أن يضع حداً للاستغلال والعدوانية وتدمير الطبيعة والإنسانية؛ من شأنه أن يستغل انجازات العلم والتكنولوجيا لصالح البشرية وليس لصالح القلة المتميزة؛ من شأنه أن يضع الشروط المسبقة لعالم السلام والمساواة والتضامن والصداقة والعدالة الاجتماعية والتقدم، حيث ستُستخدم الثروة التي صنعتها الشعوب من قبل الشعوب نفسها لتلبية احتياجاتها. بعد مرور 100 عاماً على ثورة أكتوبر، لا يزال النضال ضد الإمبريالية وقتياً وضرورياً.
إننا نؤكد من جديد التزامنا بالتعاون الدولي للحركة المناهضة للإمبريالية حتى النصر النهائي. ونعزز روابطنا مع اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي (الوفدي)، اتحاد النقابات العالمي، مجلس السلم العالمي والإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي. ونحن نسير قدماً مع المثل العليا لمهرجان الشباب والطلاب العالمي، إن الشباب في العالم جنباً إلى جنب مع مهرجان الشباب والطلاب العالمي ومن خلال دورته التاسعة عشر يتضافروا ليصبحوا بناة عالم السلام والتضامن؛ عالم خالٍ من الإمبريالية، من هذا النظام العالمي للسيطرة على رأس المال والاحتكارات، وعلى الرغم من أنه يبدو قوياً جداً، إلا أنه يمكن قهره!
“من أجل السلام والتضامن والعدالة الإجتماعية نناضل ضد الإمبريالية – بتكريم ماضينا نبني المستقبل”
عاش مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر
عاشت الصداقة بين الشعوب
عاشت الحركة العالمية المناهضة للإمبريالية

روسيا-سوتشي ٢٠١٧/١٠/٢١

صادر من وفدي

اقرأ المزيد