المنشور

مؤشر مدركات الفساد..!

إذا كان الهم العلني الأول بالنسبة لكثير من البلدان هو الفساد، فإن الهم الآخر هو هذا التقاعس او العجز او عدم الجدية والجاهزية الكافية في مواجهة هذا الفساد، والهم الأكبر هو غياب الإرادة الحقيقية في محاربة الفساد، هذا ما يمكن ان يخلص اليه المرء وهو يقف ويتأمل ما خرج به تقرير مؤشر مدركات الفساد لعام 2017 الذي أعلنت عنه منظمة الشفافية الدولية يوم الأربعاء الماضي، وهي معلومات ورسائل قديمة متجددة نتلقاها كل عام وكلها تبعث على القلق الذي يتفاقم مع تعدد مظاهر الفساد في البلدان المبتلية بهذه الآفة الخطيرة التي يعلم الله كم هي شرسة، ومن واقع ووحي هذا التقرير أحسب انه يمكن ان نتوقف بمزيد من الصفاء أمام هذه الخلاصات والنتائج:

  • تفشي الفساد يثقل كاهل أكثر من ثلثي دول العالم، وهناك دول لا ترحم الفاسدين حين ينكشف أمرهم، تعاملهم وبالقانون بمنتهى الحزم، لا يشفع لهم انهم من الكبار المحصنين او من الذين يعاملون على انهم فوق القانون، وان من يقترب منهم كمن يدخل عِش الدبابير..!!
  • إن جهود معظم الدول تبقى متعثرة، وان ما تحقق على فيها صعيد محاربة الفساد بقي محتشماً الى درجة انها جهود تكاد ان تكون معدومة..!!
  • إن الفساد لا يزال له حضور قوي في المنطقة العربية، وأساس هذا الفساد هو الفساد السياسي، وهو الذي دمّر بنيان عدة دول عربية، وإن 5 بلدان عربية هي الأكثر فساداً في العالم، هي الصومال وسوريا واليمن وجنوب السودان والعراق..!!
  • إنه في ظل غياب الفصل بين السلطات وفي ظل عدم وجود مؤسسات مجتمع مدني قوية او مقيدة او مكبلة، وآليات فاعلة للمساءلة والحساب، ودون إصلاح سياسي ومؤسسي حقيقي، ودون وجود برلمانات لا تصب في خانة إضعاف الأسس التي تقوم عليها التجارب البرلمانية المعتبرة، فإن جهود مكافحة الفساد تكون عبثية، او مجرد تشدق في الكلام.
  • إن المظهرية، والرغبة بالأبهة والترف وفقدان الشعور بحرمة المال العام وسوء الإنفاق في الموازنات السنوية، وسوء إدارة الموارد على نحو فعّال ورشيد للحصول منها على أفضل عائد يعمق من الفساد..!
  • إن الدول التي تتصدر أعلى درجات الفساد هي التي تتدنى فيها مستويات حرية الرأي والتعبير وتتمتع بأدنى درجات الحماية للصحافة والصحفيين، وتُضيق على الحريات المدنية، وتكبل نشاط المجتمع المدني والمنظمات الأهلية، وتمنع الوصول الى المعلومات، وهو أمر يجعل واقع الحال الفاسد مقيم في هذه الدول يزداد قوة ورسوخاً الى ما لا نهاية..!!
  • فيما يخص البحرين تحديداً، فقد احتلت الترتيب الأدنى خليجياً، المرتبة السادسة، و70 دولياً، والإمارات جاءت الاولى خليجياً و24 دولياً في مواجهة الفساد، وهو أمر يستوجب المراجعة والمعالجة والتصدي لمكامن الخلل الذي تسرب كل أشكال الخطأ والتجاوزات والفساد الى واقعنا، مع التأكيد على الحاجة الملحة بشكل استثنائي لارادة لمواجهة الفساد والفاسدين، ارادة تصر على بلوغ الهدف مهما كان الثمن او المصدر او المقام، وإلا سنظل نتحدث عن فساد من دون فاسدين، أليس هذا ما حدث ويحدث على وقع كل تقرير من تقارير ديوان الرقابة الذي نجده يُستقبل بخفة شديدة على كل المستويات ومن كل الأطراف التى يفترض انها معنية او مسؤولة، ما يضاعف من علامات الاستفهام والتعجب، علماً بان الإشارة الى تقرير ديوان الرقابة المدعوم عادة بالأرقام والأسانيد مثال ليس إلا..!!

يمكن أن نضيف الى ما تقدم، وهذا من وحي التقرير، وجود مجالس برلمانية شكلية او ديكورية لا تفعل سوى انها تخلق حالة من اليأس والاحباط، والأسوأ حين يمنع من يعدّون نواباً قيام عمل برلمانى له قيمة ومكانة واعتبار وهيبة، عمل لا يتحول فيه النواب الى «هتيفة» او «مطبلين» او «أعضاء جوقة» او «حكوميين أكثر من الحكومة» او «أهل هوى وغرض»، يمارسون ما يمكن ان يُعد تواطئاً مع الفساد، او تستراً على الفساد، والأسوأ حين يكونون حصيلة فساد، او مستفيدون منه، او من رموزه وحراسه..!

أعتقد انه يمكن بالنسبة لبرلماننا ونوابنا الربط بين وقائع شتى، كلها مسجلة وموثقة ويمكن الرجوع اليها في أي وقت وكلها إن كانت تعني شيئاً، فهي تعني في المقام الأول ان المعركة ضد الفساد أكبر مما نظن، والمعني مقرون بسؤال، هل يمكن التعويل على هذه النوعية من النواب في محاربة الفساد؟ وهو سؤال أترك إجابته لكم..!

أخيراً، ربما علينا أن نمعن في التوصيات التي خرجت بها منظمة الشفافية الدولية وهي تعرض تقريرها المذكور، كلها جديرة بالتوقف والتأمل، وهي في هذا السياق تدعو أولاً الحكومات الى تشجيع حرية التعبير وتعزيز وسائل الإعلام المستقلة، وعدم التضييق على المعارضة السياسية وإشراك المجتمع المدني بشكل منفتح، وتدعو ثانياً المجتمع المدني بذل مزيد من العمل لإخضاع الحكومات للمساءلة، وهي هنا تشير الى انه لا يمكن التصدي للفساد اذا كان هناك حيّز مدني محدود لمشاركة الناس او اذا كانت وسائل الإعلام مكبوتة عند الإبلاغ عن حالات الفساد، وفي توصيتها الثالثة تؤكد بأن يتوجب على البلدان أن تعطي الأولوية لقضايا الفساد لعلاقته الوثيقة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحد من الرشاوى، وتدعو المنظمة في توصيتها الرابعة الحكومات للتقليل الى أدنى حد من اللوائح المتعلقة بوسائل الإعلام التقليدية والجديدة وعدم ممارسة أي نوع من القمع تجاه الصحفيين والإعلاميين.

لا نريد من تلك التوصيات ولا غيرها تضخيم مهمة التصدي للفساد بحيث نصل الى اليأس، ولا نريد في الوقت نفسه تبسيط المهمة بحيث نصل الى الخيبة والإحباط، خاصة ان هذا الموضوع يتصل بالمعضلات والتحديات التي تفرز تساؤلات تتوارد من كل حدب وصوب ومن بين أهمها ما يتمحور حول ما اذا كنا جادون حقاً في التغيير والإصلاح ومحاربة الفساد..؟.

اقرأ المزيد

كويتيون في البحرين

 

محاضرات مهمة ونقاشات ثرية وقيّمة يصعب اختصارها واختزالها في مقال واحد أقيمت في المنتدى الفكري السنوي الرابع للمنبر التقدمي في مملكة البحرين الشقيقة الأسبوع الماضي، وقد سعدت كثيراً بدفء الاستقبال وحسن الاهتمام الذي حظيت به من أعضاء المنبر والحضور خاصةً، ومن الشعب البحريني بشكل عام.

حضرت المنتدى الفكري السنوي الرابع للمنبر التقدمي في مملكة البحرين الشقيقة الأسبوع الماضي، والذي تناول العلاقة بين الدولة المدنية والبنى التقليدية في مجتمعات الخليج بصورة رئيسة، وكان الحضور الكويتي بارزاً ومشرفاً، حيث شارك العديد من الكتّاب والباحثين والنشطاء السياسيين ومحركي المجتمع، كما كانت إضافاته في النقاشات غنية وعميقة. جميل هو التقاء العقول وحوارها الحر في هذه الفعاليات الثقافية التي نحن في أمسّ الحاجة إليها، خصوصاً في ظل ظروفنا الحالية.

تم طرح العديد من القضايا والتساؤلات المهمة في المنتدى، كمدى الصِدام أو التوافق– إن وجد- بين نظام الدولة الحديثة والبنى التقليدية كالقبيلة والطائفة، وناقش الدكتور محمد عبيد غباش في ورقته العلاقة بين صغر حجم الدولة واستقرارها، ومدى فعالية الأنظمة القبلية والعشائرية في الحفاظ على استقرار هذه الدول الصغيرة، مقابل تبني الأنظمة المدنية المتقدمة كالمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية، فكلما زادت الطائفية والتمييز العنصري قل الاستقرار، لا سيما في هذه الدول الصغيرة.

وتناول الدكتور خالد العزري أسباب صعوبة التحول إلى الديمقراطية في الخليج على الرغم من التطور السريع الذي شهدته المنطقة في العمران بسبب الثورة النفطية، والتمسك الشديد بالأنظمة العشائرية المتشددة والتي تتبع منهجية «أنا والآخر»، مما يهدد الاستقرار مستقبلاً في تلك الدول الريعية، وبالتالي ضرورة وجود الأنظمة الحداثية التي تكفل حقوق الجميع. ثقافة القبيلة وبنية العشيرة وجدتا في شبه الجزيرة منذ الأزل، حيث كانتا موجودتين حتى ما قبل الإسلام، وكانتا ضرورة آنذاك لتنظيم الأمور والبقاء على الحياة الكريمة في ظل الظروف القاسية. لا ضير في استمرار القبيلة كنظام عائلي متماسك، لكن المشكلة تكمن في تغلغل العصبية القبلية والطائفية في مختلف الأنظمة الحكومية المدنية، مما يعطل العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجميع في الحقوق والفرص، فلا بد أن يكون الانتماء إلى الوطن أولاً.

أيضاً عقبت الدكتورة انتصار البناء في ورقتها على وجود العشائرية والعصبية القبلية حتى في تلك الدول العربية التي تزعم أنها ذات نظام جماهيري. محاضرات مهمة ونقاشات ثرية وقيّمة يصعب اختصارها واختزالها في مقال واحد.

وقد سعدت كثيراً بدفء الاستقبال وحسن الاهتمام الذي حظيت به من أعضاء المنبر والحضور خاصةً، ومن الشعب البحريني بشكل عام، فهو شعبٌ لطيف، متواضع، حلو المعشر ويتسم بالعفوية وحب المساعدة.

نشر الوعي والثقافة من خلال هذه الفعاليات ضرورة، وفتح أبواب الحوار والتعاون ما بين الدول الشقيقة ظاهرة صحية. هكذا نخلق الوعي لدى الشعوب.

دانة الراشد

الكويت

اقرأ المزيد

في يوم الطالب البحريني | قطاع الشباب بالتقدمي: ” دعوة الى حلول جذرية للمشاكل والمعوقات التي تواجه كل شباب وطلبة البحرين”

في مثل هذا اليوم ٢٥/٢/٢٠١٨ الذي يصادف يوم الطالب البحريني والذي يتزامن ذكرى تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة البحرين (أوطب) الذي تأسس في 25 فبراير/ شباط 1972 كمنظمة طلابية نقابية حرة موحدة لكافة جهود اعضائه ولخدمة هذه الفئة من المجتمع، وشكلت رافداً مهماً للحركة الوطنية البحرينية، ومصدراً للوعي النقابي والعمل الوطني طوال فترة نشاطه السابقة. أصدر قطاع الشباب والطلبة بالتقدمي بيان بهذه المناسبة

وقال البيان: انه أصبح من الواجب علينا البحث جليا عن حلول جذرية للعديد من المشاكل والمعوقات التي تواجه الشباب والطلبة والتي أصبحت اليوم تمثل الطوفان الاكبر الذي يؤرق كل شاب وشابة بحريني لما لها من تاثير لايستهان به سواء من الناحية النفسية أو العملية على مستقبل كل الطلبة وطموحاتهم، والتي تحول دون تحقيق الاهداف والغايات النبيلة في مجتمع طلابي متميز يحمل اهداف موحدة في ظل مجتمع تربوي تحكمه أنظمة وقوانين تنظم مسيرة العمل داخله خلافا لما يزخر به من مشاكل تقلق مضجعه.

واضاف البيان انه مع تردد صدى شكاوى آلاف الطلبة الجامعيين من ارتفاع تكاليف الدراسة الجامعية التي اصبحت تكاليفها تزداد عاماً بعد اخروماتشكله من عائق امام الطلبة في مواصلة دراساتهم الجامعية إلى جانب ما يعانيه الخريجين في الحصول على فرص تدريب تساهم في صقل مهاراتهم وكفاءتهم العلمية بخبرات عملية، والصعوبات في التحصل على فرصة في عمل لائق يلبي متطلبات الحياة المعيشية ويوفر لهم الاستقرار في العمل والدخل والتأمين الاجتماعي الذي يساعدهم على بناء حياة عائلية مستقرة، فما تشكله الاعداد الكبيرة من الشباب والطلبة العاطلين عن العمل من نسبة كبيرة وخاصة ما يعانيه حملة الشهادات العلمية في تخصصات الطب والتمريض والهندسة والتعليم والمحاماة على الرغم من ما تستحوذ عليه العمالة الوافدة في هذه المهن ليس في سوق العمل الخاص بل حتى في القطاع الحكومي من نسبة كبيرة، هذا عدى عن ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب التي  تتراوح في صفوفهم عامة ووفق الاحصائيات الرسمية تصل الى ما يقارب 25%، إضافة ما يعانيه حتى من تحصٌل على عمل من ضعف في الراتب زاد عليها انعكاس ازمات سوق العمل من عمليات فصل وعقود مؤقتة لاتؤمن لهذه الفئة اية استقرار او فرص في التطور والاستقرار الوظيفي ومن ثم المعيشي.

وشدد البيان على انه لابد من البحث عن حل جذري لايخفف من هذه المشاكل والأزمات لفترة قصير لتعود وتنفجر بصورة أكبر؛ بل العمل على مواجهة هذه المعيقات والمشاكل من جذورها عن طريق تكاتف الجهود الرسمية والاهلية وبأشراك المعنين من مؤسسات مجتمع مدني شبابية وعمالية والتي يزداد تهميشها وعدم اشراكها في خطط تحاكي واقعنا الراهن، واقتصاره على بعض الادوار الشكلية في الاحتفالات والمهرجانات.

وختم بيان قطاع الشباب بدعوته لجميع المعنين بالحركة الشبابية والطلابية بتوحيد الجهود من اجل المساهمة في تطوير المؤسسات والمنظمات الشبابية والطلابية وتفعيل دورها المجتمعي ومن اجل ان يكون لها دور فاعل في وضع ومناقشة الخطط التي تساعد على تمكين الشباب البحريني  من المساهمة في العملية الانتاجية وتنمية المجتمع ورسم مستقبله وتساهم في تحقيق التطور الاقتصادي والامن الاجتماعي في اللبحرين بدلاً من الاعتماد على العمالة الوافدة الرخيصة وما تنتج عن هذا الاعتماد من هشاشة في سوق العمل ومشاكل اجتماعية خطيرة على مستقبل البلاد اقتصادياً ومجتمعياً.

قطاع الشباب والطلبة

المنبر التقدمي

25 فبراير 2018

اقرأ المزيد

المنبر التقدمي والتجمع القومي يرفضان ويشجبان بشدة محاولات النواب التضييق على العمل السياسي في الانتخاب والترشيح.

على خلفية إقرار اقتراح مجلس النواب بالتضييق على الحقوق الدستورية للمواطنين:

المنبر التقدمي والتجمع القومي يرفضان ويشجبان بشدة محاولات النواب التضييق على العمل السياسي في الانتخاب والترشيح.

استكمالا لسلسلة الخطوات الرامية إلى ضرب وتقليص المساحة النسبية المحدودة أصلا، والمتاحة حاليا لممارسة العمل السياسي في البحرين، علاوة على الدعوات والمقترحات غير المسئولة الصادرة من قبل بعض أعضاء مجلس النواب لتحجيم دور وصلاحيات مجلس النواب في البحرين، والتي تابعناها مؤخرا، تأتي موافقة مجلس النواب اليوم على المقترح بقانون الذي تقدمت به مجموعة من النواب لتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية للعام 2002 والقاضي بحسب مقترح التعديل المذكور “بمنع أعضاء وقيادات الجمعيات السياسية الفعليين المنحلة بشكل نهائي بسبب ارتكابها مخالفة جسيمة للدستور أو أي قانون من القوانين، من ممارسة حقهم بالترشح والتصويت في الانتخابات البلدية والنيابية المقبلة. كما يشمل المنع، بحسب المقترح، كل من تم طرده ” أو سحبت عضويته ” من مجلس النواب وكل من استقال من المجلس بهدف تعطيل عمل البرلمان ، بالإضافة إلى من صدرت ضده أحكام قضائية جنائية”.

ان المنبر التقدمي والتجمع القومي يرفضان بشدة تهافت بعض أعضاء مجلس النواب، الذين يبدو أنهم أضحوا في سباق مع الزمن وضد إرادة الناس والمنطق السوي في سعيهم الدؤوب لتقليص مساحة ممارسة العمل السياسي بالشكل الذي كفله الدستور والقوانين الناظمة له، لما لذلك من تعارض فاضح ومرفوض مع مضامين وبنود مواد الدستور، وقانون ممارسة الحقوق السياسية ذاته، ولكون المقترح الذي تم اقراره يمس في جوهره ومضمونه حقا أصيلا من حقوق المواطنين التي كفلها دستور مملكة البحرين واللوائح والقوانين المنظمة له، حيث تشير المادة الأولى – فقرة ”هـ” من الدستور ” للمواطنين، رجالاً ونساءً، حق المشاركة في الشئون العامة والتمتع بالحقوق السياسية، بما فيها حق الانتخاب والترشيح، وذلك وفقاً لهذا الدستور وللشروط والأوضاع التي يـبـينها القانون. ولا يجوز أن يحرم أحد المواطنين من حق الانتخاب أو الترشيح إلا وفقاً للقانون”. كما يشكل ذلك ضربا من العقوبات الجماعية الجائرة التي تحول في نفس الوقت دون مشاركة آلاف المواطنين، خصوصا المعنيين بالشأن السياسي في الوطن.

كما يشدد التجمع القومي والمنبر التقدمي على ضرورة رفض وشجب هذا القرار المسيء لمسار العمل الديمقراطي المتوافق عليه بحسب الدستور وميثاق العمل الوطني، والذي يفترض ان يمثل مجلس النواب أحد أهم مرتكزاته، لأن من شأن ذلك التضييق على الحريات النسبية المتاحة أمام ممارسة العمل السياسي، واستهداف حق المواطنين الأصيل في الترشيح والانتخاب تحت دعاوى لا يمكن أن يفهم منها إلا أنها تمثل تهميشا وإقصاءا للآخر المختلف واحتكارا لممارسة العمل السياسي على أطراف وجمعيات محددة. وبما يتضح منه سعي البعض لإعادة إنتاج مجلس نيابي ومجالس بلدية عاجزة عن أداء دورها الفاعل في الحياة السياسية العامة لصالح المواطنين والوطن.

وفي الختام يدعو المنبر التقدمي والتجمع القومي السلطة وجميع من تهمهم إعادة دوران عجلة الإصلاح السياسي في البحرين بضرورة وقف هذا التدهور الذي يقوده بعض النواب، ممن يبدو انهم يسعون جاهدين بهذا المقترح الذي يشكل تعدي خطير على الدستور ووصمة مشينة في تاريخ هذا المجلس، إلى إقصاء خصومهم السياسيين، بينما هم يستعدون مجددا لتدشين حملاتهم الانتخابية في أكتوبر القادم، حيث لا يملكون رصيدا سياسيا ولا شعبيا يشفع لهم، كما لا يملكون نجاحات تنقذهم من تململ الناس ورفضهم لتدهور أدوار التشريع والرقابة المنوطة بهم أصلا، حيث تخلوا عن مهماتهم في التشريع والرقابة لصالح قضايا لا تمت البتة بصلة لهموم وقضايا الناس الحقيقية عدا انهم لم يحققوا للمواطن اي مكاسب تذكر.

المنبر التقدمي/ التجمع القومي الديمقراطي

20 فبراير 2018

اقرأ المزيد

العدالة الاجتماعية هي الحل.. !

اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية يصادف هذا اليوم الثلاثاء، «20 فبراير من كل عام»، وهو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2007 بهدف تسليط الضوء على أهمية العدالة الاجتماعية باعتبارها حتمية أخلاقية لابد ان تهتدي بها جميع الدول، وفي هذه المناسبة عادة ما يتم استحضار القيم والمعاني والمبادئ التي ترتكز عليها هذه العدالة التي من المفجع انها ما زالت بالنسبة لأعداد مهولة من البشر حلماً بعيد المنال، فالفقر والجوع والتمييز والمساس بالحريات وانتهاكات حقوق الانسان وحتى إنكارها، والفساد الضارب بأطنابه في مفاصل الكثير من الدول، كلها وغيرها آفات مازالت عالقة في هذه الدول، والأسوأ حين تكون مجريات الأمور فيها تنذر بتفاقم هذه الآفات..!

هذه المناسبة مهما يكون الشعار الذي تحمله في كل عام قد لا تعني شيئاً بالنسبة لبعض الدول، تتجاهلها مع سبق الإصرار، او تكتفي بطرح شعارات عن العدالة الاجتماعية ربما من فرط الحاجة اليها، او ربما من باب الممالقة والمسايرة في الوقت الذي لا تحسن فيه هذه الدول سوى انتهاك ما تدعو اليه والإتيان بمن يصفق لها ويقف منها موقف الإشادة والثناء والتبجيل، ووجدنا بعض من تولوا مسؤوليات، او من استظلوا بمسميات من نوع نشطاء او كتاب سياسيين او محللين استراتيجيين والذين اختصوا او تخصصوا في طمس المشاكل والواقع والوقائع، وهم يجعلون العدالة الاجتماعية بجوهرها العميق مفرغة من الروح والمضمون، تماماً كما الحال بالنسبة للديمقراطية، جعلوها شكلاً او هبة او منحة فيما الواقع يثبت بالوقائع بأن ثمة حالة تباعد يصل الى حدود القطيعة بين القول والفعل، ان العدالة الاجتماعية والديمقراطية وجهان لعملة واحدة، فالممارسة الديمقراطية هي أولاً وأخيراً شكلٌ من أشكال العدالة الاجتماعية، او لنقل ان هذه العدالة، او العدل الاجتماعي هي الركيزة في منظومة الدولة المدنية الديمقراطية، وهذه لا تتحقق كما يجب ما لم يكن هناك نظام ديمقراطي مدني قائم على أساس ان الجميع متساوون في الحقوق والواجبات، ويعطي المواطن دوره الرئيسي والطبيعي في القرار والمشاركة والفعل، وهذا كان ولازال وسيظل مطلباً أساسياً للشعوب المنهكة التي عانت ولا تزال من تداعيات من يريد ان يعلو الانتماء للطائفة والمذهب والمرجعية والزعيم قبل ان يكون الانتماء للوطن..!

شعار هذا العام «تنقل العمال طلباً للعدالة الاجتماعية»، وهو عنوان بالغ الأهمية والحساسية في آنٍ واحد، أهميته ان معظم حركات الهجرة في العصر الراهن وفقاً لتوضيح من الأمم المتحدة ترتبط ارتباطاً مباشراً بقضية الباحثين عن فرص العمل اللائق، وحساسيته تكمن في ان توليد المزيد من فرص العمل اللائق للعمالة المواطنة في العديد من البلدان، لم يعد ميّسراً بل اصبح محفوفاً بصعوبات وأصبحنا نشهد فصولاً جديدة من البطالة السافرة والمقنعة في أوساط المواطنين، وفي تخصصات مثل الطب والهندسة والمحاسبة وغيرها من التخصصات، وأجور زهيدة، كما بتنا نشهد ظواهر في أسواق العمل من أجور غير مدفوعة، واتجار بعرق وجهد عمال وافدين، واعتداءات واستغلال وظروف سكن لا تحترم آدمية الانسان، أ لم تعد هذه أمور مألوفة رغم كل التدابير التي تعلن عنها هذه الدولة او تلك لوقف كل أشكال الاساءات والاستغلال للعمالة المهاجرة والمواطنة على حد سواء..؟!

نعود الى العدالة الاجتماعية، غيابها يعني غياب تكافؤ الفرص في كل نواحي الحياة، في حق الانتخاب والتمثيل، في فرص العمل والمناصب والتعليم والصحة، يعني عدم التوازن الاقتصادي والسياسي في المجتمع. يكفي ان نمعن في الأرقام التي أظهرتها القمة العالمية للحكومات التي انعقدت بدبي مؤخراً بمشاركة 4000 شخصية إقليمية وعالمية من 138 دولة، ومن ضمن هذه الأرقام فيما يخص المنطقة العربية تحديداً ما يكشف ان 57 مليون عربي لا يعرفون القراءة والكتابة، و13.5 مليون طفل عربي لم يلتحقوا بالمدرسة هذا العام، وان 30 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر، وان الزيادة في معدلات الفقر آخر عامين بلغت ‎%‎8، وكلفة الفساد في المنطقة العربية بلغت تريليون دولار، وان 5 دول عربية في قائمة العشر دول الأكثر فساداً في العالم، وان ‎%‎75 من اللاجئين في العالم من العرب، ‎%68  من وفيات الحروب عالمياً من العرب، ومن عام 2011 الى 2017 تم تشريد 14 مليون عربي، وبلغت الخسائر البشرية في الفترة ذاتها 1.4 مليون قتيل وجريح، 460 مليار دولار قيمة البنى التحتية التي دمرت، و300 مليار دولار خسائر في الناتج المحلي الإجمالي..!!!

أرقام مذهلة جرى تداولها على نطاق واسع، هي وغيرها، مقرونة بوقائع لا تتوقف يومياً، وكلها تثبت ان من ضمن اهم مسببات هذا الحال العربي هو اضمحلال العدالة الاجتماعية، وغياب الديمقراطية وتقييد طموحات الشعوب وجعلها سجينة مخاوف، وبذلك تزداد المخاطر على الأوطان وتصبح عاجزة عن بلوغ أهدافها.

اقرأ المزيد

في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية | التقدمي و القومي يدعوان لتحقيق العدالة في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية

123

يحتفل العالم في العشرين من فبراير من كل عام باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية والذي أعلنت عنه الأمم المتحدة في 26 نوفمبر 2007 وتقرر الاحتفال به سنويا. ولاشك أن احتفال العالم بهذا اليوم هو دعوة عالمية إلى تحقيق دولة المساواة ورفض التمييز ومكافحة الفقر، وحفظ حقوق العمال.

وإذ نحتفل في البحرين بهذا اليوم، فاننا لا بد أن نستذكر أولا أن هدف العدالة الاجتماعية علاوة على كونه مطلبا وشرعة إنسانية أصيلة وسامية، فقد نصت عليه مواد دستور البحرين مثلما نص عليه البند (ثالثا) من الفصل الثالث الخاص بالأسس الاقتصادية للمجتمع في ميثاق العمل الوطني. وبالتالي يصبح تحقيق هذا الهدف هو حق أصيل للمواطن البحريني، وعلى الدولة واجب الالتزام به وتنفيذه.

لذلك، وفي هذه المناسبة العالمية والإنسانية يجدد التجمع القومي والمنبر التقدمي دعوتهما لتحقيق العدالة الاجتماعية في كافة أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشعبنا في البحرين دون تفرقة أو تمييز، حيث يبرز أمامنا على أرض الواقع العديد من مظاهر الخلل التي تحول دون تحقيق ذلك الهدف، وفي المقدمة منها نقص وضعف الصلاحيات التشريعية والرقابية للمجلس المنتخب، مما يحول دون تجسيد الفقرة (د) من المادة (1) من الدستور من أن الشعب هو مصدر السلطات جميعا،  ويضعف دوره في وضع وتأسيس التشريعات ومراقبة الأجهزة التي تكفل تحقيق العدالة الاجتماعية المستدامة في المجتمع في كافة تلك الجوانب.

كما أن التضييق على الحريات السياسية والإعلامية عبر الإجراءات الأمنية واسقاط الجنسيات، وتكريس إعلام الفرقة والكراهية والتمييز، وعدم تكافؤ الفرص في الوظائف والخدمات، وعمليات التجنيس السياسي الواسعة مع عدم الاكتراث الرسمي بمعالجة الخلل السكاني الخطير، حيث ناهزت نسبة الأجانب نحو 60% من مجموع السكان ، وهي وقائع تحول دون تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع، بل وتقوده إلى التشطير والانقسام والتغريب والريبة تجاه الدولة، وازدياد الظواهر الدخيلة على المجتمع.

ويضاف إلى ذلك ما يعانيه المجتمع من ظاهرة الفساد والمحسوبية وهدر أملاك  وثروات الدولة، واتساع رقعة الفقر وتدني المستوي المعيشي للمواطنين نظرا لضعف الرواتب والاجور من جهة، حيث أن متوسط رواتب 70% من الموظفين في القطاع الخاص تقل عن مستوى الحد الأدنى لخط الفقر، ويزيدها سوءا جملة الإجراءات التقشفية المتمثلة في رفع الدعم عن المواد الغذائية والبنزين وزيادة الرسوم وفرض الضرائب من جهة ثانية، وضعف شبكة الدعم الاجتماعي لذوي الدخل المنخفض من جهة ثالثة وهي جميعها وقائع تحول دون تحقيق العدالة المعيشية والاقتصادية وتدفع إلى اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، ناهيك عن تراكم عجوزات الميزانية العامة وارتفاع  المديونية العامة للدولة بشكل غير مسبوق دون مبررات موضوعية، في ظل غياب أي قانون او إستراتيجية وطنية لمعالجة ذلك، حيث تستنزف كلفة الدين العام جزءا كبيرا من ميزانية الدولة، مما يعد خطرا  مهددا  للعدالة الاجتماعية.

أن التجمع القومي والمنبر التقدمي إذ يدعوان في هذه المناسبة العالمية إلى تطبيق العدالة الاجتماعية الحقيقية بمختلف أشكالها في البحرين، والى وضع التشريعات وتفعيلها لتحقيق العدالة الانتقالية، وتعويض وانصاف ضحايا الأحداث السياسية المستمرة بما فيهم ضحايا قانون وتدابير أمن الدولة سيء الصيت، فأنهما يؤكدان مجددا، أن المدخل السليم لتحقيق ذلك يمر عبر الخروج من الأزمة السياسية الراهنة من خلال الحوار الجاد المفضي إلى توافقات وطنية تستجيب لتطلعات شعبنا المشروعة لتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية والكرامة الانسانية.

المنبر التقدمي

التجمع القومي

20 فبراير 2018

 

اقرأ المزيد

كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المنتدى الفكري السنوي الرابع

Screenshot_20180217-210841__01

الرئيس الفخري للمنبر التقدمي الرفيق أحمد الشملان

رئيس الحركة التقدمية الكويتية الرفيق أحمد الديين

ضيوفنا الأعزاء

الأخوة والأخوات الحضور

الرفاق والرفيقات

يسعدني باسم المكتب السياسي واللجنة المركزية لمنبرنا التقدمي واللجنة المنظمة للمنتدى الفكري السنوي أن أرحب بكم في الدورة الرابعة لهذا المنتدى الذي تكرّس كتقليد سنوي طيب ليس في نشاطنا كمنبر تقدمي فقط، وإنما في مجمل الحياة السياسية والفكرية في وطننا، يستقطب اهتمام الباحثين والدارسين والناشطين، كونه يتناول محاور على صلة مباشرة ليس فقط بما مرّت وتمر به بلدنا ومنطقتنا من تحولات اجتماعية وسياسية فحسب، وإنما هي، أيضاً، على صلة بالمهام المباشرة التي تناضل من أجلها القوى اليسارية والوطنية في المنطقة.

وجرى التقليد أن ينعقد هذا الملتقى بالتزامن مع مرور الذكرى السنوية لتأسيس جبهة التحرير الوطني في الخامس عشر من فبراير 1955، والتي يتشرف المنبر التقدمي أن يكون امتداداً سياسياً وتنظيمياً وفكرياً لها، هي التي وضعت على عاتقها منذ تأسيسها واجب نشر الوعي التقدمي والتنويري في صفوف الشعب، وأن تهتدي بالفكر العلمي مرشداً ومنهجاً لها في النضال من أجل الاستقلال الوطني والتحول الديمقراطي والتقدم الاجتماعي في وطننا البحرين، والدفاع عن حقوق الكادحين وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهي الأهداف التي نناضل من اجلها أيضاً في الظروف الراهنة.

ويسرنا في هذا العام أيضاً أن يشاركنا سواء بتقديم الأوراق أو بالمناقشة أشقاء أعزاء علينا من الدول الخليجية الأخرى، وهو ما عملنا عليه في المنتديات الثلاثة السابقة كذلك، انطلاقاً من حرصنا على أن يكون لهذا المنتدى أفق خليجي، وأن يشارك فيه، بالإضافة إلى الباحثين والناشطين من البحرين، نظراء لهم من بلدان الخليج العربي الأخرى، وعياً منا لما يجمع بين بلدان المنطقة من مشتركات، تجعل من المفيد رؤية المحلي في كل بلد على حده في سياق خليجي أشمل، الذي هو، في المحصلة، جزء من سياق عربي عام اجتماعياً وفكرياً، فاسمحوا لي أن أرحب بأشقائنا من الأقطار الخليجية الأخرى في وطنهم الثاني البحرين، شاكرين لهم حرصهم على الحضور وتحمل أعباء السفر، ومتمنين لهم طيب الإقامة بيننا.

كما يسعدني أيضاً ان أرحب بكافة الشخصيات الوطنية البحرينية من المعنيين بالشأنين السياسي والفكري وبكافة الحضور الكريم ممن لبوا دعوتنا للمنتدى، وهو ما اعتدناه منهم في المنتديات السابقة التي أغنوها بمداخلاتهم واضافاتهم، وهو ما سيفعلونه في هذا المنتدى أيضاً.

لقد حرصنا على مدار ثلاث منتديات عقدت حتى الآن، على مناقشة قضايا وخصائص تطور الرأسمالية في بلدان الخليج العربي، واستكمالاً لهذا المبحث نوقشت سمات التركيبة الاجتماعية والطبقية في بلداننا، وقبل ذلك جرى التوقف أمام دور اليسار في منطقة الخليج إزاء التطورات الجارية في العالم وفي العالم العربي وفي بلداننا نفسهاً، سياسياً واجتماعياً وفكرياً.

واستكمالاً لهذه المحاور المهمة التي جمعت أوراقها في كتابين صدرا عن المنبر التقدمي، يناقش المنتدى هذا العام واحداً من الموضوعات المهمة هو العلاقة بين الدولة من حيث هي بنية حديثة، بالبنى التقليدية في مجتمعات الخليج العربي، ويسعدنا أن يقدم الورقتين الرئيستيين في المنتدى كل من الدكتور محمد عبيد غباش الباحث والأكاديمي الإماراتي، ومن سلطنة عمان الأكاديمي والباحث الدكتور خالد العزري فيما يشارك بالتعقيب على الورقتين من البحرين كل من الناقدة والباحثة الدكتورة انتصار البناء، والمختص في الإقتصاد السياسي والوجه البارز في المنبر التقدمي الرفيق عبدالجليل النعيمي.

ونرى أن هذا الموضوع يرتدي أهمية خاصة أمام التطورات التي تجتازها منطقتنا الخليجية، حيث يزداد الوعي بضرورة تحديث بنى المجتمع وتفكيك الكوابح المحافظة التي لا تنسجم مع روح العصر، والعائدة لمراحل فقدت مشروعيتها التاريخية منذ زمن طويل، ويجري اتخاذ خطوات مهمة في هذا السياق، وهو أمر يحظى بتأييد مجتمعي واسع.

ويبقى ضرورياً القول إن التحديث المجتمعي وثيق الصلة بتحديث البنى السياسية، وضمان مشاركة الشعوب عبر هيئاتها التشريعية والبلدية المنتخبة ومؤسسات المجتمع المدني الحديثة في رسم القرار وإدارة شؤون البلدان، ومن خلال آليات الحوكمة والشفافية والرقابة على أوجه صرف المال العام وتوجيهه توجيهاً رشيداً لخدمة أهداف التنمية المستدامة ومحاربة الفساد.

أجدد ترحيبنا بكم أيها الأخوة والأخوات، معبراً عن ثقتي بأن أفكاركم وآرائكم وإضاءاتكم ستجعل من منتدانا هذا منتدى ناجحاً.

وشكراً لكم.

اقرأ المزيد

في ذكرى الميثاق والحراك الشعبي …. الواقع الراهن وتطلعات المستقبل

بعد أكثر من ربع قرن على  حل المجلس الوطني في أغسطس من عام 1975 لأول تجربة نيابية في البحرين، والتي لم تستمر سوى عشرين شهراً، دخلت البلاد في حقبة قانون أمن الدولة  ومحكمة أمن الدولة، و قدمت الحركة الوطنية والشعبية تضحيات كبيرة  من أجل إعادة الحياة النيابية وأشاعه الديمقراطية وإطلاق الحريات العامة في البحرين، حتى مجيء  فترة المشروع الإصلاحي لجلالة الملك بالتصويت على ميثاق العمل الوطني في الرابع عشر والخامس عشر من فبراير من عام 2001، والذي نحن بصدد إحياء  ذكراه هذا المساء، لما له من أهمية حيث أخرج البلاد من حقبة قانون أمن الدولة السيئة الذكر، إلى مرحلة الانفراج السياسي الذي كان أبرز سماتها  إطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين وعودة المنفيين والغاء قانون أمن الدولة  وتدابير محكمة أمن الدولة، وفي مرحلة لاحقة السماح بتشكيل الجمعيات السياسية والنقابات العمالية والعديد من منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان، والسماح للعديد من المعارضين بالكتابة في الصحافة المحلية وإصدار العديد من الجرائد الجديدة، في حراك سياسي ومدني ومجتمعي نشط لم تشهده البحرين من قبل.
لو قدر لهذ التغيير الجنيني أن ينمو في حالة طبيعة تسودها الثقة المتبادلة بين  مؤسسة الحكم  والأطراف السياسية في البلاد  لسارت الأمور بشكل أخر وتطورت  نحو المزيد من الحريات والديمقراطية وتعزز التحول الديمقراطي الناشئ في البلاد، مما كان يؤسس لتراكمات تؤدي إلى تحولات نوعية نحو ترسيخ مقومات الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد، ولكنها توقفت في بداية الطريق.
حدث ذلك مع صدور دستور مملكة البحرين عام 2002، بعد مرور عام على التصويت على ميثاق العمل الوطني في فبراير 2001، مما ادى إلى ارباك كبير في الحراك السياسي في البحرين، وبرز التباين والاختلاف في صفوف القوى السياسية وتحديداً المعارضة من الدستور، وعندما جرت انتخابات 2002، برزت ثنائية المشاركة والمقاطعة من قبل القوى السياسية المعارضة، كما برز المؤتمر الدستوري، والذي انتهى دوره بمشاركة أطراف من المعارضة في مجلس النواب 2006/2010.
منذ فبراير 2001 حتى فبراير 2018 ، سبعة عشر عاماً مضت على صدور ميثاق العمل الوطني و جرت مياه كثيرة تحت الجسر، ولكن الحدث الأهم ما جرى من أحداث في فبراير/ مارس 2011 والتي جاءت مع الهبات والتحركات الشعبية في أكثر من بلد عربي، فيما أطلق عليه الربيع العربي، ولا نعرف هل كان حقاً ربيعاً أما هو خريف عربي وبالأخص بعد أن أتضحت  التدخلات الأجنبية واندلعت الصراعات والحروب الدموية  في العديد من البلدان العربية وبعضها لازالت في أتونها حتى اليوم.
في بلادنا سارت  الأحداث و التحركات  باتجاه معاكس لإرادة القوى الوطنية، مما أحدث شرخاً كبيراً في جسد الوطن لن يتعافى منه لسنوات قادمة، حيث إنقسم الشعب وازدادت الفرقة في المجتمع،  وترسخت في الوطن العديد من المفاهيم الخاطئة التي تسيء للإنسان البحريني، وطغت النوازع والعصبيات الطائفية والعرقية بشكل لا مثيل لها في السابق، ولم تعد الوحدة الوطنية هاجساً لأطراف عديدة في الوطن والبعض لازال يعمل على تعميق الانقسام  في الوطن خوفاً من فقدان المنافع والمزايا التي تحققت له منذ أحداث 2011، فالوطن أصبح بالنسبة لهذا البعض(غنائماً ومكاسب)، وهذا ما يكشف عنه بوضوح ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام والأسابيع الماضية لمعرفة ذلك الواقع .
 حدثت أخطاء كبيرة في أحداث فبراير/ مارس 2011 كانت يتطلب معالجتها في وقتها، لم تحدث مراجعة تقييمية ونقدية من قبل قوى الجمعيات السياسية سواء من خلال تنظيم الورش والحلقات والحوارات ومناقشة كل الأحداث والقضايا بروح نقدية هادفة، لكي تستطيع التقدم نحو المستقبل برؤى أكثر وضوحاً وواقعية.
صدرت الوثيقة النقدية الوحيدة من قبل المنبر التقدمي، بعد الأحداث مباشرة كطرف من أطراف المعارضة، كان بالإمكان الاستفادة منها كمدخل لتنظيم وإقامة الحوارات بين الجمعيات السياسية المعارضة، قبل أن تتطور الأمور وتصل إلى حل جمعيتين من قوى المعارضة (الوفاق ووعد) لتتعقد وتتعمق الأزمة السياسية في البلاد، ويصبح الخيار السياسي غير وارد في أجندة الدولة ويترسخ الخيار الأمني بتكاليفه الباهظة على الدولة والشعب.
وإلى جانب الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد تبرز لنا اليوم الأزمة المعيشية والمالية. ليزداد الوضع سوءاً في البلاد، خاصة مع السعي لتحميل المواطنين أعباء هذه الأزمة، وهم غير مسؤولين عنها من خلال فرض مزيد من الرسوم و الضرائب، والأكثر من هذا أخذ أموال صندوق أجيال المستقبل أكثر من  (650 مليون دينار) لتغطية العجز في الميزانية، و كذلك أموال صندوق التعطل عن العمل التي يتم استقطاعها شهرياً  من رواتب الموظفين البحرينيين بدلاً من الاستفادة منها في إيجاد مشاريع منتجة يتم من خلالها توظيف العاطلين من الخريجين والباحثين عن العمل، بعد العجز الاكتواري القديم الجديد لهيئة العامة للتأمين الاجتماعي.
هذه نتائج السياسات الاقتصادية الفاشلة والمتبعة في السابق ولازالت من قبل الحكومة في ظل غياب التخطيط الاستراتيجي القائم على البحث العلمي والمعرفي ليواكب التطور والتقدم الحادث في العلوم الإنسانية وفي  ثورة المعلومات والتكنولوجيا المتطورة، بدلاً من الاستعانة بخبرات ووصفات فاشلة (مكنزي مثال على ذلك).
تراجع أسعار النفط (البترول) ليس سبباً وحيداً لذلك، فالتخبط  والفشل في العديد من المشاريع والشركات التي كلفت ميزانية الدولة خسائر كبيرة بملايين الدنانير، وسوء الإدارة المناطة بها بتفيذ تلك المشاريع والبرامج الحكومية، وغياب الشفافية والمحاسبة والمساءلة القانونية  للمسؤولين عن تلك الاخفاقات والأخطاء، كما تفصح عن ذلك تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية الصادرة خلال تلك السنوات الماضية لمعرفة حجم الفساد والفاسدين، هذا ايضا  نتيجة للضعف والأداء السيء لأعضاء مجلس النواب الذين  بدلاً من القيام بواجبهم الرقابي والتشريعي ينصرفون لمناقشة قضايا تافهة.
أما الحراك السياسي الحالي فينتابه الضعف والوهن والركود لأسباب عديدة، في ظل انسداد الأفق نحو الحل السياسي الشامل  للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ أحداث عام 2011، وتوقف الحوار الوطني الثاني في عام 2014، بين السلطة والقوى السياسية بالأخص منها المعارضة، وخلال الأربع سنوات الماضية جرت أحداث كبيرة وخطيرة في البلاد، لهذا كان الخيار الأمني هو الخيار الذي سلكت دربه الدولة مبتعدة عن الخيار السياسي.
 في الأسابيع الماضية تسربت أخبار عن لقاءات بين رموز في الدولة وشخصيات دينية وعامة في البلاد، أكدتها تلك الرموز في مجالسها، إضافة إلى بعض الأفكار التي طرحتها تلك الشخصيات، ويمكن لهذه أن تكون مؤشرات لبداية فتح حوار سياسي إذا ما توفرت الرغبة والإرادة، لبدء حوار وطني شامل للخروج من الأزمة وايجاد حالة توافقية تعيد الزخم من جديد لميثاق العمل الوطني، وبالأخص أن البلاد مقدمة على استحقاقات انتخابية في أكتوبر القادم، مما يتطلب تهيئة الأجواء السياسية بالتخفيف من التوجهات الأمنية وتوسيع  هوامش الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان، والعمل على إصدار قانون يجرم التمييز والكراهية في المجتمع.
 ومن أجل إيجاد حلول للأزمة المعيشية المتفاقمة، يتطلب التصدي لظاهرة الفساد والفاسدين ومحاسبة المتورطين فيها، ورفض نصائح البنك الدولي الكارثية لكي لا تتراكم الديون المالية على الدولة ويزداد الدين العام.
فهل نأمل ونحن نحيي  ذكرى التصويت على ميثاق العمل الوطني السابعة عشر في إنطلاق مبادرة وطنية جديدة تخرج البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية ؟؟؟.
12 فبراير 2018
اقرأ المزيد

بيان من التجمع القومي والمنبر التقدمي في ذكرى ميثاق العمل الوطني والحراك الشعبي

تمر هذه الأيام الذكرى السنوية السابعة عشر للتصويت على ميثاق العمل الوطني، الذي دشّن مرحلة جديدة أنهت الاحتقان الأمني والسياسي الذي عاشته البحرين بعد انهاء الحياة البرلمانية وفرض قانون أمن الدولة في السبعينات، وعكست نسبة التصويت العالية على الميثاق، اجماعاً شعبياً على مغادرة الماضي، وفتح صفحة جديدة في تاريخ الوطن شهدت في بداياتها تبييض السجون من المعتقلين السياسيين وعودة المنفيين والغاء قانون ومحكمة أمن الدولة، وإعادة الحياة النيابية. كما تمر ايضا الذكرى السابعة لانطلاق الحراك الشعبي الذي جاء نتيجة تراكمات تعثر تنفيذ ما ورد في الميثاق على الصعد الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

لقد أطلق التصويت على ميثاق العمل الوطني مناخاً من الحيوية السياسية في المجتمع البحريني تميزت بالتفاعل الشديد مع الشأن السياسي وتأسست العديد من الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، واتسعت مساحات حرية الصحافة والتعبير بشكل عام، وتحسن سجل حقوق الانسان في البحرين بصورة ملموسة بشهادة المنظمات الحقوقية الدولية.

وكان يمكن لهذه التحولات المهمة أن تؤسس لتحول نوعي في اتجاه بناء المملكة الدستورية الحديثة التي نصّ ميثاق العمل الوطني عليها، لو توفرت مناخات الثقة الضرورية للمضي في هذا الطريق، لكن سرعان ما نشأت عثرات أعاقت ما كان مؤملاً من خطوات تالية، بينها صدور دستور 2002 بخلاف ما بشر به الميثاق وبتغييب المعارضة عن المشاركة في وضعه، وما تلى ذلك من تفاعلات وآثار، تفاقمت مع الوقت حتى عبرت عن نفسها في التحرك الذي انطلق في فبراير 2011 تحت تأثير الهبات والانتفاضات الشعبية التي شهدتها بلدان عربية عديدة، وبشكل خاص بعد ثورتي تونس ومصر.

كان يمكن لهذا التحرك أن يفضي إلى تطوير التجربة الديمقراطية في البحرين، لو تغلبت الحكمة في التعامل معه من قبل كافة الأطراف لكن الامور سارت بخلاف ذلك وأدت إلى عودة الخيارات الأمنية في التعاطي مع الأزمة التي نشأت، حيث أعلنت حالة السلامة الوطنية، وما رافقها وتلاها من حملات واسعة من الاعتقال والمحاكمات ومن ثم اسقاط الجنسية، ومن أخطر نتائج ما جري يومها كان التصدع الكبير الذي لحق بالوحدة الوطنية للمجتمع البحريني الذي ما زلنا نعاني من آثاره حتى الساعة.

إن جمعيتي المنبر التقدمي والتجمع القومي تريان في مرور ذكرى ميثاق العمل الوطني فرصة ملائمة للعودة بالبلاد إلى الأجواء الإيجابية التي شاعت بعد التصويت عليه بما يشبه الإجماع، وما تلى ذلك من خطوات شجاعة من جانب جلالة الملك، قوبلت بترحيب وتفاعل شعبيين منقطعي النظير، وهذا ما يدل على أن بلوغ الحل لما تعاني منه البلاد اليوم ممكن باستعادة تلك الروح، وإطلاق آلية حوار وطني ومجتمعي شامل تعيد ترتيب الأولويات، فيكون التوافق السياسي، لا الحل الأمني، هو مدخل معالجة كافة مظاهر التأزم والاحتقان.

إن الحاجة لمثل هذا الحل الوطني العقلاني تزداد إلحاحا أيضاً أمام تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية في البلاد جراء الإنخفاض الكبير في عائدات النفط وما ترتب على ذلك من اجراءات تقشفية قاسية وارتفاع هائل في الدين العام، وفرض الرسوم والضرائب على المواطنين، وكل هذه، بالإضافة إلى العوامل السياسية، أسباب تؤكد الحاجة لإشراك المجتمع وقواه الفاعلة في رسم السياسات في المرحلة المقبلة، وهو أمر لن يتحقق باستمرار الوضع الراهن.

المنبر التقدمي

التجمع القومي

14 فبراير 2018

اقرأ المزيد

بلطجــة تحــت الطلـــب..!!

“البلطجة”، قيل فيها وعنها الكثير، هي بالنهاية إفراز طبيعي لسيادة اجواء عدم احترام القانون والتعدي عليه، أو هي في توصيف معاجم اللغة تعني عدم احترام القواعد والبنى القانونية والتشريعية، وتعني نوعًا من العمل الاجرامي يقوم به من يمارسه بفرض السيطرة على فرد او مجموعة وإرهابهم وتخويفهم بغرض السرقة او قمع الرأي، وثمة مرادفات لكلمة «بلطجي» مثل مفسد، همجي، غوغائي، وذهب البعض الى وصف “البلاطجة” بأنهم أدوات عنف بلا عقل..!!.

أصل البلطجة يعود الى ايّام الدولة العثمانية، كان حينها كل من يحمل البلطة وهي آلة حادة لتقطيع الأشجار اطلق عليه بالتركية بلطجي، وكانت هناك فرقة في الجيش العثماني يطلق عليها البلطجية ايضًا نظرًا لحملهم البلاطي، ومع مرور العصور وانحلال الدولة العثمانية انتشر الفساد بين الجنود وفرق الجيش العثماني فصار البلطجي يرمز للشخص الفاسد والمنحرف واللص والحرامي والذى يستخدم القوة والعنف ضد الناس الآمنين، وانتقل مصطلح البلطجة الى ميدان العمل السياسي، وجدناه يتداول في اكثر من بلد عربي، ووجدناه أخيرًا مثارًا في لبنان على خلفية وصف وزير خارجية لبنان لرئيس مجلس النواب بانه بلطجي، وهو وصف كانت له تداعياته المعروفة.

البلطجة، يبدو انه بات لها حضور في العديد من الدول العربية، وأصبحت مهنة، لها صُنٌاعها، ولها مخططون وخبراء ونجوم، وممولون، ومستفيدون، كلهم جعلوا البلطجة تصول وتجول وتستأسد على العباد.. بل والأدهى انه أصبح بالإمكان لمن يريد بلطجية لمهام محددة ان يتصل بمواقع تواصل اجتماعي “فيسبوك”، وعلى سبيل المثال ثمة موقع يحمل “السراج لأعمال البلطجة واستخلاص الحقوق”، يمكّن ايًا كان من اختيار نوع الإيذاء الذي يريد، بعد معرفة التسعيرة والتفاصيل المختلفة لأعمال البلطجة..!! واذا كان محتوى هذا الموقع حقيقيًا فانه مؤشر على تأصيل للبلطجة، وبأن لغة التفاهم والعقل تتراجع امام لغة “الفهلوة” و”الذراع”

لماذا نتحدث عن البلطجة..؟!

أولاً، نفعل ذلك لأننا بتنا نرى ان اعمال البلطجة تتمدد، تتنوع، تحت مسميات عدة مثل البلاطجة والزعران، والشبيحة، ولم تعد تقتصر على الخارجين على النظام والقانون، او اصحاب الخبرات في السرقات والتكسير، او إشاعة الفوضى او الإزعاج والمضايقات، او تخويف الناس من المطالبة بحقوق، او لأي لسبب او لآخر، بل امتدت اعمال البلطجة، او من يقفون وراء اعمال البلطجة الى سياسيين، وإعلاميين، ونواب، وحتى دول، دول تعاملت مع شعوبها، ومطالب شعوبها بروح البلطجة بعد فشل أدوات القمع، حين استدعت بلطجية لقهر ارادة هذه الشعوب.

ثانيًا، نفعل ذلك لأن ثمة جديد في تاريخ البلطجة، هو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التشويه والتشويش والتلفيق وزرع البلبلة وإثارة الضغائن والفتن، ونشر الاكاذيب، وهذا يعني اننا امام شكل جديد من أشكال البلطجة، هي البلطجة الإليكترونية، وهي نوعان ؛ الاول بلطجة أفراد اهم ركائزها الاغتيال المعنوي لمن هم مستهدفون ونشر الشائعات والاكاذيب حولهم، والنوع الثاني فهي البلطجة الجماعية المنظمة ضد جماعات او كيانات او دول، وعلينا ان نتنبه الى ان بلطجية الانترنت ليسوا عاديين في الغالب، هم متعلمون، اصحاب مهارات وخبرات في التعامل مع تكنلوجيا الاتصالات، كما انهم في الغالب لا يعملون من فراغ، بل يعملون وفق خطط وتعليمات وأوامر واهداف وإمكانيات، وغالبًا مظلة اسماء او مراكز او ما شابه..!!

ثالثا وأخيرًا، نتحدث عن البلطجة لأننا وللأسف بتنا نلمس لها حضورًا في ساحتنا المحلية، ارصدوا ما تزخر به كثير من مواقع التواصل الاجتماعي، ارصدوا ايضًا في هذه الأيام بالذات استعراضات بعض النواب وهم يهددون ويتوعدون خصومًا لهم، وكأنهم صحوا فجأة على انتهاك هؤلاء الخصوم للقانون، المؤسف انهم يفعلون ذلك باسم شعب البحرين، ارصدوا ما يدور في المشهد الانتخابى للغرفة، وتمعنوا في أداء بعض النواب، ودققوا في بعض من يخرجون لنا على الهواء مباشرة في هذه المحطة او تلك بكلام تافه، يفتون في كل شيء؛ في السياسة، في الاقتصاد، في التنمية، في الاجتماع، لا يتورعون في ابداء الرأي وكأنهم علماء في كل شيء، انظروا الى ممارسات بعض من هم محسوبون او مصنفون كرجال دين، والى أولئك الذين يحصرون جل اهتمامهم في المناصب والمنافع وكل وطنيتهم شعارات، مجرد شعارات يرددونها للاستهلاك العام والخاص، انظروا ايضًا في هؤلاء الطائفيين، هؤلاء الذين جعلوا الطائفية سوقًا سوداء للتداول والتنافس على المكاسب والمناصب والمصالح الخاصة.. كل أولئك نحسب انهم يمارسون بشكل او بآخر البلطجة، او نوعًا من البلطجة، وسيكون من الخطأ الفادح ان نسمح باستمرارية اعمال البلطجة في كل مجال وميدان، وهي اعمال في الغالب مقرونة بالأنا وبالذات غالبًا، تمارس بفجاجة كاملة ووقاحة كاملة..!

اقرأ المزيد