المنشور

البطالة في غياب استراتيجية للبحرنة

البلدان العربية تابعة لسياسة صندوق النقد الدولي الذي يفرض عليها املاءاته، بحيث تتفادى بناء اقتصاديات وطنية تعتمد على التصنيع، وفي ظل هذه السياسات نرى ان البلدان العربية لا تتجه الى بناء المعامل والمصانع التي يمكن أن تستقطب العمالة الوطنية في البلدان العربية ايضاً ان الوطن العربي يعاني من مشاكل سياسية واقتصادية عززها انهيار أسعار النفط التي يتحكم فيها سماسرة سوق النفط العالمي، وعليه نرى أن اغنى البلدان العربية اليوم غارقة في الديون ورهينة لشروط وقرارات صندوق النقد الدولي والمصارف العالمية وفي المقدمة دول الخليج العربي.

نحن في البحرين جزء من المنظومة العربية التي تزداد فيها البطالة التي قد أصبحت من أكبر الهموم التي يعاني منها الشباب حالياً وغالبيتهم من الخريجين الذين يتكدسون في معظم البيوت الفقيرة وأصحاب ذوي الدخل المحدود والمتوسط ايضاً خصوصاً في ظل تفاقم الوضع السياسي وعدم وجود بوادر لحلحلة هذا الوضع، ايضاً في ظل عدم وجود استراتيجية وطنية للبحرنة.

وبالرغم من أن ميثاق العمل الوطني حدد في الفصل الأول، المقومات الأساسية للمجتمع، بأن العمل واجب وحق على كل مواطن، ولكل مواطن الحق في اختيارنوع العمل وفقاً للنظام العام والآداب، ومن ثم تكفل الدولة فرص العمل للمواطنين.

إلا أن البطالة قد أصبحت مثل المرض المزمن في ظل عدم الشفافية من قبل الجهات المعنية للإقرار الحقيقي بحجمها وعدم وجود بوادر لتوجهات من أصحاب القرار أو مجلس النواب لدفع عملية البحرنة للأمام، في ظل قانون العمل الحالي الذي لا يراعي مسألة البحرنة والذي تخلى عن إعطاء نسبة حتى 1% للعمالة الوطنية في التوظيف. كل هذه الظروف قد ساهمت في اغراق سوق العمل بعمالة اجنبية وصل تعدادها الى 595 الف وما فوق وهي في ازدياد مضطرد مقابل عمالة وطنية تقدر ب 160 ألف فقط، وعليه نسمع في كل موسم مع دفع المؤسسات التعليمية بالآلاف من الشباب طالبي العمل والوظيفة تصريحات إعلامية من هنا وهناك بضرورة التوظيف والتدريب، لكن هذا يبقى حبراً على ورق لا يدفع في مسألة التوظيف الحقيقي.

ايضاً لدينا مشكلة تدفع في تفاقم البطالة وهي توظيف البحرينيين بعقود مؤقتة ما يجعل أصحابها تحت ضغوط التسريح في كل لحظة، لأنهم محرمون من التوظيف الثابت، ولدينا أمثلة مجموعة الأطباء والطبيبات المعروفة بــ 150 ومجموعة 1912 ومجموعات أخرى تواجه نفس المآل.

تفاقم أوضاع البطالة في البحرين يساعد كثيراً في بروز ظاهرة الفقر السريع في وسط المجتمع الذي يدفع في تكوين أفكار سلبية في صفوف الشباب نتيجة اليأس ونشوء الميل للإجرام بأشكاله المختلفة كتعاطي المخدرات والسرقات والتحايل والنصب، واندفاع الشباب لتبني أفكار التطرف والفوضوية التي تساهم في تبني أفكار الانتقام والعنف.