المنشور

قوى التيار الوطني الديمقراطي تدعو إلى نبذ الخيار الأمني وإحترام حقوق الإنسان وإبعاد بلادنا عن التجاذبات الإقليمية

بقلق بالغ تراقب قوى التيار الوطني الديمقراطي التطورات الأخيرة في البلاد، حيث أقدمت مجموعة مسلحة ملثمة فجر يوم الخميس الماضي الموافق 26 يناير 2017 (ولم تكشف السلطات الامنية حتى الآن عن هويتها الرسمية) على مهاجمة المعتصمين سلمياً في قرية الدراز مما أسفر عن إصابة الفتى مصطفى حمدان البالغ من العمر 17 عاماً إصابة خطيرة في الرأس والذي نتمنى له الشفاء العاجل ونرفض بذات الوقت الدعاوي التي تروج في الصحف من انه أصيب بطلق ناري من قبل متظاهرين ملثمين.

وتشكل هذه  الاصابة المؤلمة انتهاكاً لجملة من الحقوق التي نصت عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وأهمها ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من وجوب إحترام حق الإنسان في الحياة، وإتفاقية الحقوق السياسية والمدنية التي نصت على إحترام حق الإنسان في التعبير عن رأيه بكافة السبل والوسائل المشروعة ومن بينها التجمعات السلمية، كما تشكل هذه الإصابة إنتهاكاً صارخاً لإتفاقية حقوق الطفل والمواثيق الدولية ذات الصلة، حيث أن إستخدام الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين سلمياً، لا يمكن اعتباره تعاملاً حكيماً هدفه فض إعتصام أو التعامل مع مواطنين محتجين.

ويأتي هذا التطور المقلق في سياق التداعيات الناجمة عن استمرار الحصار المفروض على قرية الدراز كعقاب جماعي منذ أكثر من مائتي يوم بعد ان تم استهداف لعدد من الرموز الدينية بالقرية وهو حصار يسبب الكثير من المعاناة الانسانية لأهالينا في هذه القرية، فضلاً عن انه لا يستقيم مع أي قانون أو منطق، ويخلق جواً مشحوناً له الكثير من النتائج السلبية التي تؤخر الحل السياسي الذي سيحقق الإستقرار والهدوء والمصالح المشتركة لشعب البحرين.

لقد حذرنا، في جمعيات التيار الديمقراطي، مراراً من مغبة الإيغال في الحلول الأمنية، كونها تفاقم الأزمة السياسية الطاحنة التي تمر بها بلادنا، وتغيب صوت العقل والضمير وتزيد من الآلام، بسبب تزايد أعداد الشهداء والمعتقلين والمسقطة عنهم الجنسية.

وتدعو جمعياتنا إلى فتح تحقيق واسع وشفاف حول الهجوم الأخير الذي أدى لإصابة الفتى مصطفى حمدان، وفي كل مزاعم التعذيب وإنتهاك حقوق الإنسان على إمتداد الحقب السابقة وتقديم مرتكبي تلك الإنتهاكات إلى العدالة، تمهيداً لتحقيق المصالحة والوطنية والإنصاف لضحايا كافة المراحل الأمنية في تاريخ البحرين.

كما ندعو الدولة لتحمل مسؤوليتها القانونية بأن تحمي المصالح الوطنية لشعب البحرين وتحقق الرخاء والنمو، وان تعمل على وقف هدر الدماء والممارسات العنيفة والأمنية، كما ندعو، مجدداً، لنبذ الدعوات لعسكرة الحراك المطلبي في البحرين، وذلك حفظاً لبلادنا من الإنجرار إلى ما إنجرت له أقطار عربية شقيقة من حروب داخلية وأهلية مزقت تلك البلدان وأعادتها عشرات السنين إلى الخلف، كما ندعو لإبعاد بلادنا عن كافة التجاذبات الاقليمية والاحتكام إلى الحل الوطني الذي يرتضيه شعب البحرين.

المجد كل المجد للشهداء

الشفاء للجرحى

الحرية للمعتقلين

جمعيات التيار الوطني الديمقراطي:

جمعية العمل الوطني الديمقراطي “وعد”

جمعية التجمع القومي

جمعية المنبر التقدمي

الجمعة 27 يناير 2017