المنشور

جمعيات التيار الديمقراطي تحيي ذكرى الاستقلال

تمر في الرابع عشر من أغسطس الذكرى السنوية لاستقلال البحرين عن الحماية الاستعمارية البريطانية، وإعلان قيام  دولة البحرين المستقلة، وعلى الرغم من أن إعلان هذا الاستقلال كان في أحد وجوهه نتيجة إعلان حزب العمال الحاكم في بريطانيا يومها عن سحب الوجود العسكري البريطاني من شرق السويس، أمام تصاعد مطالبة شعوب هذه المنطقة بالاستقلال والحرية، وما تكبدته قوات الاحتلال البريطاني من خسائر في اليمن الجنوبية على أيدي حركة التحرر الوطني هناك، إلا أن هذا الاستقلال جاء أيضاً هزيمة للمطالبات الإيرانية بضم البحرين إلى إيران، وتأكيداً على تمسك شعب البحرين عن بكرة أبيه باستقلال بلاده وبعروبتها.

وقد تجلى ذلك بوضوح فما عبر عنه البحرينيون إلى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة نسبير جويشياردي الذي أتى إلى البحرين والتقى بالأهالي، حيث لمس تصميم الشعب البحريني على الاستقلال ورفضه القاطع للادعاءات الإيرانية، فخلال الفترة التي مكثها هذا المندوب في البحرين على رأس لجنة تضم خمسة أعضاء آخرين والتي استمرت حوالي 18 يوماَ عبر ممثلو كل الفعاليات والمؤسسات والجمعيات والشخصيات من المجتمعين المدني والاهلي، وكذلك الأشخاص والوجهاء ممن التقتهم اللجنة على هذا الموقف.

وفي 11 مايو 1970 عقد مجلس الأمن اجتماعه وصوّت بالإجماع على تقرير ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أكدّ فيه على أنه لم يلمس أي خلاف بين البحرينيين من مختلف الأصول على هذا الموقف، كما أكدت كلمات المندوبين تأييدها لعروبة واستقلال البحرين، وجاء هذا التصويت استجابة لتطلعات شعب البحرين ونضالاته الطويلة في نيل الاستقلال والتحرر من كافة أوجه الهيمنة الأجنبية.

وقد فتح ذلك الباب أمام البحرين لتصبح عضوة في جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، حيث شاركت لأول مرة في دورة الجمعية العامة العادية المنعقدة في سبتمبر 1971.

وكان استقلال البحرين إيذانا بالتحولات الداخلية المهمة التي شهدتها بعد ذلك، حيث أقرّ المجلس التأسيسي نصف المنتخب أول دستور في تاريخ بلادنا، وفي السابع من ديسمبر 1973 أجريت أول انتخابات نيابية، فازت فيها المعارضة الوطنية بعدد كبير من المقاعد، قبل أن يجري حل البرلمان في أغسطس 1975، وتجميد العمل بمواد رئيسية في الدستور، وفرض قانون أمن الدولة سيء الصيت.

إن جمعيات التيار الوطني الديمقراطي إذ تحيي الذكرى السنوية لاستقلال البحرين، وتعبر عن اجلالها للتضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا عبر أجيال من أجل نيل هذا الاستقلال وتأسيس الدولة المدنية، دولة المواطنة الدستورية التامة، تؤكد مجدداً في هذه المناسبة دعوتها إلى تجاوز ما يعاني منه وطننا في الظرف الحالي من تراجع في العمل السياسي الوطني، بتجاوز الآثار والتداعيات السلبية لأحداث 2011، بالعودة إلى روح ميثاق العمل الوطني الجامعة لكل المواطنين، والنابذة للانقسامات الطائفية، وتحقيق توافقات بين الدولة والقوى السياسية الوطنية حول الملفات السياسية والمعيشية، وإطلاق الحريات العامة،  خاصة حرية العمل الحزبي وحرية الصحافة، وتسوية أوضاع المعتقلين والسجناء السياسيين، والتأكيد على الحل الوطني لكل ما يواجه البلد من تحديات، وحماية وطننا من التدخلات الأجنبية ومن ارتداد الأزمات الإقليمية عليه.

وانطلاقا من إيمان جمعياتنا بأن الوحدة الوطنية هي المرتكز الأساسي للإصلاح والتطور الديمقراطي، وإنجاز المهام التي تواجه بلادنا سياسياً واقتصادياً، فإن جمعياتنا، إذ تدرك مسؤوليتها في هذا المجال تدعو كافة القوى والشخصيات الوطنية من مختلف الانتماءات السياسية والفكرية إلى العمل المشترك من أجل استعادة وحدتنا الوطنية وخلق مناخات الثقة بين مكونات المجتمع المختلفة.

التجمع القومي

جمعية “وعد

المنبر التقدمي

 

13 أغسطس 2018