المنشور

في سبعينية اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي مشاركات البحرين في مهرجانات الشبيبة العالمية

بعد انتهاء  الحرب العالمية الثانية في عام 1945، ودحر  النازية على أيدي قوات الحلفاء وبروز الاتحاد السوفياتي  كقوة عظمى في العالم  وتشكيل دول المنظومة الاشتراكية، واتساع رقعة النضال الوطني ضد الهيمنة الاستعمارية  والقوى الاستبدادية في العديد من بلدان العالم بقيادة حركات التحرر الوطني التي سوف تحصل على الدعم والمساندة من قبل الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية  وتصاعد  دور اليسار  وتحديداً الأحزاب الشيوعية والعمالية والتحفيز لقيادتها للتحولات الثورية والديمقراطية لاحقاً في أكثر من بلد في أوروبا وآسيا وأفريقيا  وأمريكا اللاتينية، بسبب تصاعد حركات التحرر الوطني التي كان الشباب يشكلون الثقل الأساسي فيها  لهذا تشكلت العديد من المنظمات والاتحادات الخاصة بالشبيبة  في تلك القارات، لهذا تداعت لعقد اجتماع لها في مدينة  لندن  لتعلن عن تأسيس اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي WFDY، في نوفمبر من عام 1945 كمنظمة شبابية تقدمية عالمية  معادية للامبريالية  تناضل من أجل الديمقراطية والتضامن الأممي والسلام العالمي، وتضم  في صفوفها منظمات الشباب اليساري والديمقراطي  من مختلف بلدان العالم، واختار الاتحاد مدينة بودابست  عاصمة هنغاريا مقراً له.

سوف يقوم اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي في السنوات اللاحقة على تأسيسه بالعديد من الفعاليات والأنشطة، و أهمها على الإطلاق   تنظيم مهرجانات  الشباب والطلبة العالمية، بدءاً من المهرجان الأول في مدينة براغ   عام 1947، من أجل السلام  والصداقةوالتضامن الأممي بين شعوب وبلدان العالم، لتستمر  حتى موعد تنظيم  مهرجان الشباب والطلبة العالمي التاسع عشر  في مدينة سوتشي  في روسيا في الفترةمن 14- 22 أكتوبر 2017 تحت شعار (من أجل السلام والتضامن والعدالة الاجتماعية نناضل ضد الإمبريالية)  .

ويصادف تنظيم المهرجان التاسع عشر للشباب والطلبة العالمي في سوتشي الاحتفال بالذكرى المئوية  لانتصار ثورة أكتوبر الاشتراكيةالعظمى في روسيا عام 1917 ، ويأتي انعقاد المهرجان في مدينة سوتشي  الروسية بالذات للتأكيد على رمزية وأهمية تلك الثورة الاشتراكية  التي غيّرت وجه العالم  ووقفت إلى جانب الشعوب والبلدان التّواقة للحرية والاستقلال الوطني والتقدم الاجتماعي والسلم  لتخلصها  من نير الاستعمار  والدكتاتوربة.

 

شبيبة البحرين والمشاركة في مهرجانات الشباب والطلبة العالمية

أول مشاركة للشباب البحريني في مهرجانات الشباب والطلبة العالمية كان في المهرجان السادس في موسكو عام 1957، أي بعد ضرب هيئة الاتحاد الوطني في عام 1956 من قبل المستعمر البريطاني والرجعية، تقريباً بعد عام أو أقل، تكوّن  الوفد من حوالي ستة إلى سبعة من الشباب الأغلبية محسوبين على اليسار  أو من أصدقاء اليسار ، أما  المهرجان السابع  فقد انعقد في فيينا (النمسا) في عام 1959، وشاركت شبيبة البحرين  بشخص واحد، وهو المناضل الوطني والقائد الراحل علي دويغر، وعندما مشى في ساحة  المهرجان وهو يرفع  علم البحرين تضامن معه بعض الحضور و مشوا معه.

.

تلت ذلك مشاركة في مهرجان الثامن في   هلسنكي ( فنلندا ) عام 1962م ، والتاسع في صوفيا  بلغاريا  عام  1968، والمهرجان  العاشر  في برلين  في ألمانيا الديمقراطية  عام 1973، حيث كان وفد البحرين مكوناً من ثلاثة أطراف الحركة الوطنية ( التحرير، الشعبية، البعث )، أما المهرجان الحادي عشر  فقد أقيم في في هافانا عاصمة كوبا  عام  1978، في حين انعقد المهرجان الثاني عشر  في موسكو عام 1985 وضمّ في قوامه ممثلين عن الشبيبة الطلابية والعمالية البحرينية، كما شاركت شبيبة وطلبة البحرين  في المهرجان الثالث عشر في بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية في 1989، ويعتبر هذا المهرجان هو الأخير في ظل وجود الاتحاد السوفياتي  ودول المنظومة الاشتراكية،  بعدها توقفت حركة المهرجان  لمدة  ثمان سنوات قبل أن تعود من  جديد في عام 1997 بالمهرجان الرابع عشر  في هافانا  بكوبا، والمهرجان الخامس عشر  في الجزائر  في عام 2001، ولكن لم تسمح الظروف لشبيبتنا بالمشاركة فيهما.

ثم جاءت مشاركة شبيبة البحرين في المهرجان السادس عشر في كراكاس  فنزويلا  عام  2005، في ظل الانفراج السياسي في البحرين، لتكون ولأول مرة  بشكل علني، وتلى ذلك مشاركتها في المهرجان السابع عشر  في جنوب إفريقيا في عام 2010، فيما تغيبت عن المهرجان الثامن عشر  عام 2013في الأكوادور.

عضوية شبيبة البحرين  في وفدي 

منذ مشاركة الشبيبة الأولى  في مهرجان  موسكو عام 1957، برز  اسم البحرين في المحافل الدولية ولكن المشاركة الثانية لشبيبة البحرين في مهرجان فيينا عام 1959، وإن كانت في شخص واحد  سوف تعزز العلاقات مع “وفدي” والمنظماته الشبابية التقدمية  العضوة فيه، وهذا يعود لمشاركة  أحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني البحرانية  الرفيق الراحل علي دويغر في المهرجان، حيث عمل على توطيد أواصر العلاقات الرفاقية مع ممثلي اتحادات ومنظمات الشبيبة العالمية المشاركة والتي تواصلت معها الشبيبة فيما بعد من خلال المشاركة في المهرجانات والمؤتمرات  والاجتماعات، وسوف تتعمق بشكل أقوى في فترة اتحاد الشباب الديمقراطي البحراني( أشدب) الذي تأسس في 16 مارس من عام 1974 إبّان مرحلة المجلس الوطنيفي أعوام 1973- 1975، حصل أشدب على عضوية عاملة  باتحاد الشباب الديمقراطي العالمي عام 1976، ونسج علاقات  واسعة مع اتحادات الشبيبة في العديد من بلدان العالم  وبسبب تواجد ممثلين عنه في الخارج توسعت وتعمقت تلك العلاقات الرفاقية طوال تلك السنوات وكان له حضور بارز في المؤتمرات والاجتماعات  واللقاءات والمهرجانات الشبابية في العديد من البلدان العربية والعالم ، ساهمت تلك المشاركات الفعالة في توصيل صوت الشبيبة البحرينية  بجانب الحركة الوطنية الديمقراطية  البحرينية  المطالبة بعودة الحياة النيابية وإشاعة الديمقراطية والحريات العامة في البلاد أثناء مرحلة قانون أمن الدولة التي استمرت حوالي  ربع قرن  منذ حل المجلس الوطني في أغسطس عام 1975 حتى مرحلة الانفراج السياسي  وميثاق العمل الوطني في فبراير من عام 2001.

بعد مرحلة الانفراج السياسي  وتشكيل العديد من منظمات المجتمع المدني ومن ضمنها جمعيات شبابية، حيث تم أشهار أول جمعية شبابية في البحرين(جمعية الشبيبة البحرينية) في أبريل من عام 2002،  بالإضافة إلى أنشطتها و فعالياتها في داخل البحرين، حصلت على عضوية في اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، وفي سنوات لاحقة كانت ممثلة لدورة أو أكثر  في المجلس المركزي  (الإقليمي) لمنطقة الشرق الأوسط.