المنشور

كلمة المنبر التقدمي للرفيق فاضل الحليبي  نائب الأمين العام للشؤون التنظيمية بمناسبة الذكرى ال 41 لاستشهاد المناضلين سعيد العويناتي و محمد بوجيري

الرفيق خليل يوسف العام الأمين للمنبر التقدمي

الرفيقات والرفاق

الحضور الكريم

نحيي هذا المساء الذكرى الواحدة والأربعين لاستشهاد المناضلين محمد غلوم بوجيري والشاعر سعيد العويناتي.

إن مما يؤسف له حقاً أن نحيي هذه المناسبة هذا العام لوحدنا كمنبر دون رفاقنا في وعد بعد القرار المؤسف بحلها. وهذا الظرف لن يحول دون هذه المناسبة مع امنياتنا الصادقة بأن تعود وعد إلى ساحة العمل الوطني، مرحبين بحضور من يشاركوننا في هذه المناسبة، أنها لمناسبة أن نقف اليوم بإجلال ومهابة مترحمين على أرواح شهداء الوطن الذين أرسوا معاني الوطنية والفداء وسطروا بطولات ستظل الذاكرة الوطنية تحتفظ بها دوماً وبكل فخر واعتزاز.

 وإذا كنا نحتفي بذكرى الشهيدين فإننا من خلالهما نستذكر كل شهداء الوطن. ونستحضر سير مشرفة في مسيرة نضالات شعبنا ونكرس في هذه المناسبة قيمة الوفاء لهم.

 كما نكرس روح العمل الوطني بكل تجلياته.  وما أحوجنا اليوم لهذه الروح وترسيخ أسسها ومقوماتها وتأكيد تمسكنا بمبادئ الوفاء والعطاء والتضحية التي تمسك بها وناضل واستشهد من أجلها الشهيدين وكل شهداء الوطن.  ولازال يناضل من أجلها كل الوطنيين الشرفاء الذين يغلبون مصلحة الشعب والوطن على أي مصالح خاصة أو فئوية أو طائفية. فلهم منا كل الاعتزاز والتقدير.

الشهيدان العويناتي وبوجيري من شهداء الوطن الذين أضاءوا الدرب، ومدّوا مسيرة النضال بأسباب قوة.  ذكراهما لن تبهت على مر السنين ولن تضيع وإنما سيبقيان مادة حية ننهل منها كما ستنهل منها أجيالنا المقبلة ونستخلص منها الدروس والعبر.

واحدٌ وأربعون عاماً مضت على اغتيال المناضلين الرفيقين محمد وسعيد في أقبية التعذيب، لم يحاسب من قتل الشهيدين لم يُنصفا حتى هذه اللحظة، ولا يُعرف أين قبر الشهيد محمد غلوم بوجيري ولا نعرف هل سوف تتحقق العدالة والإنصاف في قضيتهما.

إن إسدال الستار على تلك الحقبة السوداء في تاريخ شعبنا وحركته الوطنية هو تحقيق العدالة الانتقالية على غرار العديد من البلدان العربية والاجنبية لكي تطوى تلك الصفحة السوداء.

نحيي ذكرى الشهيدين محمد وسعيد، في هذا العام والأوضاع تتفاقم في منطقتنا من سيء إلى أسوأ صراعات وحروب وأزمات، يدفع الثمن شعوبنا وبلداننا.

تستفيد من تلك الأوضاع المزرية الامبريالية العالمية التي تستنزف خيرات ومقدرات بلدان المنطقة بالمقابل يُضيق على الحريات العامة ويتقلص الهامش الديمقراطي وحرية الرأي والتعبير والتظاهر والاعتصام.

والحدث الأهم والخطير هو قرار رئيس الطغمة المالية والاحتكارات (ترامب) بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة باعتبارها عاصمة الكيان الصهيوني الذي استنكرته العديد من دول وشعوب العالم وتزايدت التظاهرات والاحتجاجات المناهضة لذلك القرار الجائر بحق الشعب الفلسطيني الشقيق ونضاله العادل من أجل دحر الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

في الوقت الذي يستنكر فيها العديد من شعوب وبلدان العالم قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلده إلى مدينة القدس المحتلة يتفاجأ شعبنا بزيارة وفد بحريني إلى الكيان الصهيوني يدّعي تمثيل شعب البحرين في الوقت الذي تتصاعد فيه التظاهرات والاحتجاجات منددة بقرار ترامب، ويسقط الشهداء والجرحى في الأراضي الفلسطينية المحتلة برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، تأتي هذه الزيارة المشؤومة لتبارك للقرار الجائر والإجراءات القمعية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، وهي تتناغم مع العرب المهرولين من أجل التطبيع مع العدو الصهيوني، لقد رفض وأدان شعبنا تلك الزيارة الطبيعية والقائمين عليها والداعمين لها، وهي لا تمثل شعبنا الذي وقف طوال سبعة عقود مع نضال الشعب الفلسطيني لدحر الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

المجد والخلود للشهيدين محمد وسعيد

وشهداء شعبنا الابرار.