المنشور

كلمة الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني في اللقاء التضامني مع الشعب الفلسطيني بجمعية المنبر التقدمي – الثلاثاء الموافق 19 ديسمبر 2017

 

شيعت جماهير غفيرة، قُدر عددها بعشرات الآلاف السبت الماضي، جثامين أربعة شهداء وهم إبراهيم أبو ثريا، ياسر سكر، أمين عقل، وباسل إبراهيم، في محافظات غزة والقدس والخليل، إلى مثواهم الأخير. وارتقى الشهداء الأربعة خلال مواجهات الغضب المتواصلة بعد اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بنقل السفارة الأمريكية الى مدينة القدس.

ابراهيم أبو ثريا ….

قدم إبراهيم بساقيه المقطوعتين، في حين الأمة سيقانها طويلة وقوية وقادرة، ولكنها التفت الساق بالساق خوفًا وجبنًا وتآمرًا وتقاعسًا وتناحرًا فيما بينها، ابراهيم، بمفرده يشهر سيف قلبه الحر ويقاوم جحافل شر العالم كله الذي يواجه هذه الإرادة الحرة التي تقف شامخة في قلب إبراهيم.

 وقبل استشهاده ظهر أبو ثريا الجمعة وهو يزحف ويرفع علامة النصر مباشرة أمام السياج الفاصل على مرأى من الجنود الصهاينة.  قال شقيقه سمير: “ان إبراهيم كان شجاعاً. أصيب في 2008 بقصف مروحي استهدفه بعد أن أنزل العلم الصهيوني ورفع مكانه العلم الفلسطيني على الحدود”.

ويتابع شقيق الشهيد ابراهيم أبو ثريا: “لم يمنعه ذلك من التظاهر من أجل القدس، كان يذهب لوحده يومياً إلى الحدود”.

ان هذه الخطوات التي تجرء عليها الرئيس الامريكي جاءت تتويجاً للسياسات التي اتخذت على امتداد السنوات الماضية من قبل الانظمة العربية، حيث عمدت هذه الانظمة ارضاءً للإملاءات الامريكية الى تغيير الخطاب في مواجهة الكيان الصهيوني وحرف بوصلة الصراع في اتجاهات اخرى، حولت اهتمام جزء من الشعب العربي عن القضية المركزية للأمة العربية.

لقد عمدت هذه الانظمة الى إلغاء مكاتب مقاطعة البضائع الصهيونية داخل دولها، والسماح لجهات بالترويج لزيارات تطبيعية للأراضي المحتلة، وغيرت المصطلحات تجاه الكيان الغاصب، ليتحول الى دولة اسرائيل، وبدلً من عصابات الصهاينة الى جيش الدفاع الاسرائيلي، بالإضافة الى اللقاءات السرية والعلنية مع مجرمي الكيان الصهيوني من قبل مسؤولين في الانظمة العربية.

اليوم يأتينا اشباه الرجال من بلادنا في وفد “مسخ” ومن خلال مؤسسة مشبوهة يعلم ويتابع دورها الشعب البحريني في تشويه صورته في المحافل الدولية فكيف لها أن تدعي أن زيارتها للأراضي المحتلة هي محاولة للتعريف بالتسامح الديني في بلدنا؟!.

ان الزيارة الأخيرة وللأسف الشديد جاءت بعد الكثير من المبادرات (الرسمية والأهلية) التي توحي بتوجه رسمي للتطبيع مع العدو الصهيوني ومن آخرها استضافة البحرين لمؤتمر (الفيفا) يوم 11 مايو 2017 الماضي بمشاركة والاتحادات الوطنية ل 207 دولة حول العالم ومنها الكيان الصهيوني المحتل، وكذلك سبقتها حادثة رقص وفد تجاري صهيوني أمام “باب البحرين” في 22 ديسمبر 2016.

ان الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني تطالب الشعب البحريني للتخلص من النزعات الطائفية والفئوية الضيقة والالتفات الى القضايا القومية الجامعة وعلى رأسها القضية الفلسطينية مما تشكله من حالة وجدانية جامعة بين جميع ابناء الشعب البحريني. وهنا يأتي دور النخب الوطنية في البحرين في استغلال فضاءات الاعلام الاجتماعي في نشر المعرفة وتعزيز الوعي بخصوص تاريخ القضية الفلسطينية ومركزية الصراع بين العرب والصهاينة.

كذلك ندعو الشعب البحريني للتفاعل مع مبادرات المجتمع المدني في البحرين والانخراط فيها والأخذ بزمام المبادرة، حيث تساهم هذه المبادرات في دعم صمود الشعب العربي في فلسطين ويقوي روح التحدي لديهم ويعزز الشعور القومي بين ابناء فلسطين والبحرين.

وتؤكد الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني هنا ان اي مبادرة للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وتحت اي مسمى كان، سياحي، رياضي، اقتصادي، ديني، يعتبر جريمة في حق فلسطين. حيث يجب استبدال مبادرات التطبيع الصهيوني-العربي بمبادرات تطبيع عربي-عربي تؤسس لتكامل حقيقي بين الأقطار العربية وتعزز التضامن بين شعوبها.

المجد والخلود لشهداء الأمة العربية

الخزي والعار للمطبعين وأعوانهم

عاشت فلسطين حرة عربية مستقلة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،