المنشور

كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المنتدى الفكري السنوي الرابع

Screenshot_20180217-210841__01

الرئيس الفخري للمنبر التقدمي الرفيق أحمد الشملان

رئيس الحركة التقدمية الكويتية الرفيق أحمد الديين

ضيوفنا الأعزاء

الأخوة والأخوات الحضور

الرفاق والرفيقات

يسعدني باسم المكتب السياسي واللجنة المركزية لمنبرنا التقدمي واللجنة المنظمة للمنتدى الفكري السنوي أن أرحب بكم في الدورة الرابعة لهذا المنتدى الذي تكرّس كتقليد سنوي طيب ليس في نشاطنا كمنبر تقدمي فقط، وإنما في مجمل الحياة السياسية والفكرية في وطننا، يستقطب اهتمام الباحثين والدارسين والناشطين، كونه يتناول محاور على صلة مباشرة ليس فقط بما مرّت وتمر به بلدنا ومنطقتنا من تحولات اجتماعية وسياسية فحسب، وإنما هي، أيضاً، على صلة بالمهام المباشرة التي تناضل من أجلها القوى اليسارية والوطنية في المنطقة.

وجرى التقليد أن ينعقد هذا الملتقى بالتزامن مع مرور الذكرى السنوية لتأسيس جبهة التحرير الوطني في الخامس عشر من فبراير 1955، والتي يتشرف المنبر التقدمي أن يكون امتداداً سياسياً وتنظيمياً وفكرياً لها، هي التي وضعت على عاتقها منذ تأسيسها واجب نشر الوعي التقدمي والتنويري في صفوف الشعب، وأن تهتدي بالفكر العلمي مرشداً ومنهجاً لها في النضال من أجل الاستقلال الوطني والتحول الديمقراطي والتقدم الاجتماعي في وطننا البحرين، والدفاع عن حقوق الكادحين وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهي الأهداف التي نناضل من اجلها أيضاً في الظروف الراهنة.

ويسرنا في هذا العام أيضاً أن يشاركنا سواء بتقديم الأوراق أو بالمناقشة أشقاء أعزاء علينا من الدول الخليجية الأخرى، وهو ما عملنا عليه في المنتديات الثلاثة السابقة كذلك، انطلاقاً من حرصنا على أن يكون لهذا المنتدى أفق خليجي، وأن يشارك فيه، بالإضافة إلى الباحثين والناشطين من البحرين، نظراء لهم من بلدان الخليج العربي الأخرى، وعياً منا لما يجمع بين بلدان المنطقة من مشتركات، تجعل من المفيد رؤية المحلي في كل بلد على حده في سياق خليجي أشمل، الذي هو، في المحصلة، جزء من سياق عربي عام اجتماعياً وفكرياً، فاسمحوا لي أن أرحب بأشقائنا من الأقطار الخليجية الأخرى في وطنهم الثاني البحرين، شاكرين لهم حرصهم على الحضور وتحمل أعباء السفر، ومتمنين لهم طيب الإقامة بيننا.

كما يسعدني أيضاً ان أرحب بكافة الشخصيات الوطنية البحرينية من المعنيين بالشأنين السياسي والفكري وبكافة الحضور الكريم ممن لبوا دعوتنا للمنتدى، وهو ما اعتدناه منهم في المنتديات السابقة التي أغنوها بمداخلاتهم واضافاتهم، وهو ما سيفعلونه في هذا المنتدى أيضاً.

لقد حرصنا على مدار ثلاث منتديات عقدت حتى الآن، على مناقشة قضايا وخصائص تطور الرأسمالية في بلدان الخليج العربي، واستكمالاً لهذا المبحث نوقشت سمات التركيبة الاجتماعية والطبقية في بلداننا، وقبل ذلك جرى التوقف أمام دور اليسار في منطقة الخليج إزاء التطورات الجارية في العالم وفي العالم العربي وفي بلداننا نفسهاً، سياسياً واجتماعياً وفكرياً.

واستكمالاً لهذه المحاور المهمة التي جمعت أوراقها في كتابين صدرا عن المنبر التقدمي، يناقش المنتدى هذا العام واحداً من الموضوعات المهمة هو العلاقة بين الدولة من حيث هي بنية حديثة، بالبنى التقليدية في مجتمعات الخليج العربي، ويسعدنا أن يقدم الورقتين الرئيستيين في المنتدى كل من الدكتور محمد عبيد غباش الباحث والأكاديمي الإماراتي، ومن سلطنة عمان الأكاديمي والباحث الدكتور خالد العزري فيما يشارك بالتعقيب على الورقتين من البحرين كل من الناقدة والباحثة الدكتورة انتصار البناء، والمختص في الإقتصاد السياسي والوجه البارز في المنبر التقدمي الرفيق عبدالجليل النعيمي.

ونرى أن هذا الموضوع يرتدي أهمية خاصة أمام التطورات التي تجتازها منطقتنا الخليجية، حيث يزداد الوعي بضرورة تحديث بنى المجتمع وتفكيك الكوابح المحافظة التي لا تنسجم مع روح العصر، والعائدة لمراحل فقدت مشروعيتها التاريخية منذ زمن طويل، ويجري اتخاذ خطوات مهمة في هذا السياق، وهو أمر يحظى بتأييد مجتمعي واسع.

ويبقى ضرورياً القول إن التحديث المجتمعي وثيق الصلة بتحديث البنى السياسية، وضمان مشاركة الشعوب عبر هيئاتها التشريعية والبلدية المنتخبة ومؤسسات المجتمع المدني الحديثة في رسم القرار وإدارة شؤون البلدان، ومن خلال آليات الحوكمة والشفافية والرقابة على أوجه صرف المال العام وتوجيهه توجيهاً رشيداً لخدمة أهداف التنمية المستدامة ومحاربة الفساد.

أجدد ترحيبنا بكم أيها الأخوة والأخوات، معبراً عن ثقتي بأن أفكاركم وآرائكم وإضاءاتكم ستجعل من منتدانا هذا منتدى ناجحاً.

وشكراً لكم.