المنشور

كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي في الذكرى الثلاثين لاستشهاد الرفيق الدكتور هاشم العلوي

في الثامن عشر من سبتمبر من كل عام وتحديدا منذ ما بعد العام 1986 و كوادر  واعضاء واصدقاء جبهة التحرير الوطني البحرانية ولاحقا كوادر وأعضاء  المنبر التقدمي باعتباره امتدادا فكريا ونضاليا لتراث ونضالات الجبهة ، اعتدنا أن نحتفي بهذه الذكرى الأليمة ، ذكرى استشهاد المناضل البطل الدكتور هاشم العلوي، التي تمر اليوم الذكرى الثلاثين لاستشهاده على يد جلاوزة جهاز  أمن الدولة السيء الصيت. في هذه الذكري  الأليمة نستذكر بكل الفخر ما جسدته تضحيات كل المناضلين الشرفاء الذين سقوا  بدمائهم الزكية ولا زالوا أرض اوال العطشى للحرية والكرامة والعدالة،  ومن بين هؤلاء وفي مقدمتهم نستذكر روح  وتضحيات  ومبادئ الرفيق المناضل الشهيد الدكتور هاشم العلوي، وهي مناسبة نستحضر فيها ايضاً تلك النضالات والتضحيات التي سطرها مع رفاقه في فترة قانون امن الدولة حيث القمع والاعتقال والتعذيب والموت في غياهب السجون والمعتقلات التي تنعدم فيها ابسط شروط العدالة والإنسانية وهو ما ووجه ويواجه به كل المطالبين بالحرية والعدالة والديمقراطية.

لقد كانت الهجمة الشرسة التي تعرض لها كوادر جبهة التحرير الوطني البحرانية في منتصف عقد الثمانينات من القرن الماضي وتحديدا في عام 1986  حين تم اتخاذ قرار  سحق جبهة التحرير الوطني بشكل كامل حيث استشهد رفيقنا الدكتور هاشم من جراء  وطأة التعذيب وحكم على عدد كبير من مناضلي الجبهة  بالسجن لفترات طويلة بعد اعترافات كاذبة وغير قانونية رداً على تصعيد الجبهة لحملات المطالبة بإستعادة الديمقراطية والحياة النيابية.

لقد كان مطلب تحقيق الديمقراطية واشراك الشعب في عملية اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي  على الدوام في مقدمة اولويات مطالب جبهة التحرير الوطني البحرانية والحركة الوطنية عامة، حيث  قدم فيها شعب البحريني بمختلف فئاته وقواه الوطنية الكثير من التضحيات الجسام ( فقد  دعا اول برنامج لجبهة التحرير الوطني البحرانية الصادر في ديسمبر  1962 والمعنون “ببرنامج الحرية والاستقلال الوطني والديمقراطية والسلم”، إلى إقامة دولة ديمقراطية مستقلة ذات سيادة، وإلغاء معاهدة الحماية البريطانية آنذاك وإيجاد حكومة وطنية ديمقراطية تعمل لصالح الشعب البحريني وتطهير جهاز ادارة الدولة من الإداريين الإنجليز، وإقامة مؤسسات ديمقراطية تكفل الحريات الديمقراطية للشعب البحريني، ومجالس برلمانية وبلدية ينتخبها الشعب من أجل وضع دستور للبلاد يقوم على أساس ديمقراطي)·  تلك كانت المطالب التي من اجلها قدم الشعب البحريني التضحيات الجسام طوال تاريخه الحافل بصنوف شتى من الاعتقال والتعذيب والملاحقة وقطع الارزاق والنفي والتنكيل بالمناضلين الشرفاء من أبناء شعبنا طوال تلك الفترات المريرة والتي اثبتت الأحداث المتلاحقة  إستحالة تجاوزها دون الأستجابة لهذه المطالب المشروعة والعادلة، والتي لازالت  تكتسب ديمومتها في ظل واقع مرير لازال يعيشه أبناء شعبنا  وهي مطالب لازالت تحتل موقع الصدارة في  سلم اولويات منبرنا التقدمي، والذي يتطلب مسار  الكفاح الوطني في سبيل تحقيقها ضرورة  تلازم مسار المطالبة بالديمقراطية والعدالة ضرورة الحرص  من قبل كل المعنيين بالوحدة الوطنية وصيانتها من دوافع العبث وبث نزعات الفتن والكراهية،  وهي أمور طالما سعى المستعمر  واعوانه على اشعالها ودق اسفين التفرقة بين مكونات شعبنا، والذي  استطاع شعبنا تجاوزها بارادة ووعي وإسهام مسؤول من قبل قواه الوطنية والتي طالما تصدت لكل ذلك  وأستطاعت ان تعيق مخطاطات التفرقة وتتغلب عليها في صيرورة نضالية عظيمة آن لنا  ان نستعيدها لمواجهة ما يحاك لبلادنا وللمنطقة  من حولنا من مخططات إجرامية وارهابية عن طريق اشغالها بحروب وفتن طاحنة الهدف منها استمرار استنزاف خيرات هذه المنطقة وتكريس نهج الهيمنة والتخلف وإعاقة تطورها وتنميتها المنشودة.

وفي احتفاءنا بإستشهاد  رفيقنا الدكتور الشهيد هاشم العلوي نحتفي بالقيم النضالية والأهداف الوطنية التي ناضل من اجلها، هو ورفاق كثر من ابناء جبهتنا، وغيرهم من ابناء الوطن،   وحري بنا جميعا في هذه المناسبة ان نستذكر هذه القيم، وان ندعوا في نفس الوقت الى مسارعة الخطى وباخلاص في تكريس وحدتنا الداخلية والسعي مع كل المخلصين لإشادة تحالفاتنا وعملنا النضالي المشروع على أسس وطنية راسخة احتراما لمبادئنا وتاريخنا النضالي الحافل  واسهاما منا في تقدم ونهضة وطننا وتحقيق طموحات شعبنا على طريق تحقيق الممارسة الديمقراطية وإشاعة الحريات والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان، وفاءا لدماء وتضحيات وعذابات وحرمان كل الذين ضحوا  على مدى العقود والسنوات دون كلل أو خوف أو انكسار في سبيل وطن حر وشعب سعيد.
تحية لشهيدنا المناضل الدكتور هاشم العلوي ولكل شهداء البحرين والمجد والخلود لهم