بمناسبة يوم العمال العالمي
أهمية خلق الكادر النقابي
لابد من إدراك أهمية خلق الكادر الطليعي المناضل والذي يتمتع بالوعي الحقيقي، الكادر المثقف والمدرك لما يجري من حوله من صراعات على الساحة السياسية، خصوصاً تلك المعادية، والموجهة ضد حقوق الطبقة العاملة والجماهير الكادحة، لذلك وجب على القوى الوطنية وفي مقدمتها اليسارية أن تعدّ الكوادر التي يعتمد عليها لكونها متمكنة ومبدعة، وذات صلة بما يجري من تطورات على الساحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأثرها على الحركة العمالية والنقايية وسائر الحركة الجماهيرية.
لقد بيّن الصراع الطبقي المستمر بين الطبقة العاملة عبر عقود من الزمن ومعها سائر الشغيلة والشعوب المضطهدة ضد سياسات النظام الرأسمالي العالمي، أهمية بروز الكادر الطليعي لاستمرارية هذا النضال لخلق اساليب النضال المتجددة في كل الظروف والمستجدات لحشد جماهير العمال من أجل استمرارية هذا النضال بأنواعه المختلفة.
اكتسبت الحركة العمالية قي ظل صراعها الطبقي الكثير من الخبرة والمعرفة في اكتشاف ألاعيب رأس المال العالمي وطرق الظلم والاستغلال الذي تديره بالأساس الامبريالية العالمية عن طريق الاحتكارات متعددة الجنسيات، وهنا يأتي دور الكوادر الطليعية في معرفة احتواء الانظمة الرأسمالية للأنشطة العمالية والنقابية، ومحاولات العمل على تغييب دور النضال العمالي والنقابي، خصوصاً محاولات الوقوف بأساليب مختلفة لسلب القرار العمالي والنقابي المستقل، ومن ثم جعل النقابات العمالية والمهنية ذات الصفة الصفراء هي السائدة.
وهذا ما نراه بوضوح تام في سياسة البرجوازية العربية التي عملت دائماً على أن تهمش الحركة العمالية وتهيمن عليها بالترهيب والبطش تارة، وأخرى بالترغيب، لتجعلها ضعيفة من خلال تحجيم دور قياداتها واجبارها على أن تخضع لتوجهات المؤسسات الاحتكارية خصوصاً في ظل الاستعانة باصدار القوانين والتشريعات، ومن بينها تشريعات خطيرة تكبل وتحجم دور الحركة العمالية من أجل الانقضاض على المكتسبات المختلفة، بما في ذلك عن طريق خصخصة المشاريع الاقتصادية التي بنيت في عهد النهضة الوطنية بعد الاستقلال.
وتحصن الحركة العمالية والنقابية بخلق الكوادر والقيادات المناضلة الطليعية لا يأتي من فراغ، فلا يمكن للحركات الغارقة في وحل العنصرية والطائفية بأن تصنع مثل هذه الكوادرالقادرة على تحليل ما يجري من حولها من احداث وتطورات وتغييرات، فمثل هذه المهمة منوطة بالحركة الماركسية واليسارية بقواها وأحزابها المختلفة في عموم الوطن العربي من أجل تقوية النضال اليومي ضد صنوف الإفقار والتجويع والبطالة التي يعاني منها ملايين الكادحين، وللحركة الماركسية في العالم تاريخ من الانجازات المشهودة، فقد حققت الكثير من المكاسب في وسط الحركة العمالية والنقابية، ووفرت الأسس والمفاهيم النقابية والدراسات الكثيرة من أجل النهوض بهذه الحركة، والتي من خلالها نضمن زيادة الوعي الحقيقي، ولم يكن ذلك ممكناً لولا النجاح في خلق الكادر الطليعي.
فلنجعل من مناسبة الأول من مايو آيار عيد العمال العالمي دافعاً لإستمرارية تجديد الانشطة للحركة العمالية والنقابية.