المنشور

قانون العمل في‮ »‬التقدمي‮«‬

اهتمت الصحافة المحلية منذ نحو أسبوع بالحلقة الحوارية المُهمة التي‮ ‬نظمها المنبر التقدمي‮ ‬حول مشروع قانون العمل الجديد المعروض على مجلس النواب‮.‬ هدف‮ »‬التقدمي‮« ‬من وراء هذه الحلقة تسليط الضوء على أهمية التشريع الذي‮ ‬يُنظم العلاقة بين أطراف العمل،‮ ‬وطبيعي‮ ‬أن نُولي‮ ‬عناية خاصة إلى حقوق العمال،‮ ‬بصفتها القضية الأساس في‮ ‬الموضوع،‮ ‬حين‮ ‬يدور الحديث عن تنظيمٍ‮ ‬وضع في‮ ‬مقدمة مهامه الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والفئات الكادحة‮.‬ ولعل هذا الجانب كان في‮ ‬أساس تفكيرنا في‮ ‬تنظيم هذه الحلقة التي‮ ‬شاركتْ‮ ‬فيها،‮ ‬مشكورةً،‮ ‬عدة جهات أبرزها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بوفد‮ ‬يرأسه سعادة الوكيل المساعد في‮ ‬الوزارة جميل حميدان،‮ ‬غرفة التجارة والصناعة التي‮ ‬مثلها د‮. ‬منذر الخور،‮ ‬وفد الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين المكون من الأخوين كريم رضي‮ ‬ومحمد عبد الرحمن،‮ ‬والاتحاد النسائي‮ ‬البحريني‮ ‬في‮ ‬شخص رئيسته الأخت مريم الرويعي،‮ ‬بالإضافة إلى كتلة الوفاق النيابية التي‮ ‬تمثلت في‮ ‬شخص عضو لجنة الخدمات د‮. ‬عبدعلي‮ ‬محمد حسن،‮ ‬والمكتب العمالي‮ ‬في‮ ‬جمعية‮ »‬وعد‮« ‬الذي‮ ‬مثله رئيسه الأخ خليفة الشملان،‮ ‬وأخيراً‮ ‬المنبر التقدمي‮ ‬نفسه‮.‬ وتخلف عن تلبية دعوتنا مجلس التنمية الاقتصادية الذي‮ ‬كنا حريصين على حضوره لعلاقته المباشرة بمشروع القانون،‮ ‬كونه إحدى الجهات التي‮ ‬ساهمت في‮ ‬وضع مشروع القانون في‮ ‬صيغته الحالية المعروضة على المجلس‮.‬ هذه الحلقة الحوارية تأتي‮ ‬في‮ ‬سياق أنشطة نوعية مشابهة أقامها‮ »‬التقدمي‮« ‬في‮ ‬الأعوام الثلاثة الأخيرة،‮ ‬بينها ورشة حول إصلاح النظام الانتخابي،‮ ‬وأخرى حول إصلاح النظام البلدي‮  ‬وتنظيم العلاقة بين المجالس البلدية المنتخبة والجهاز البلدي‮ ‬الرسمي،‮ ‬وثالثة حول‮ ‬غلاء الأسعار،‮ ‬ورابعة حول الحياة البرلمانية بين تجربتين‮.‬ وفي‮ ‬كل هذه الأنشطة حرصنا على أن‮ ‬يكون المشاركون فيها من ذوي‮ ‬العلاقة والاختصاص،‮ ‬ومن المعنيين مباشرةً‮ ‬بالأنشطة والموضوعات مجال البحث والنقاش فيها،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬تجلى في‮ ‬الحلقة الحوارية الأخيرة حول مشروع قانون العمل التي‮ ‬انصرفتْ‮ ‬إلى مناقشة هذا المشروع من أوجهه المختلفة،‮ ‬بغرض أن تتمكن السلطة التشريعية وهي‮ ‬تنظر المشروع من التعرف على رؤية الجهات المعنية حوله،‮ ‬وخاصة رؤية الجهات المُصنفة في‮ ‬عداد المجتمع المدني‮ ‬كالجمعيات السياسية والحركتين النقابية والنسائية‮.‬ ربما عدنا في‮ ‬وقت‮  ‬لاحق لاستعراض أهم ما نوقش في‮ ‬هذه الحلقة،‮ ‬ولكن‮ ‬يمكن العودة إلى التغطية الصحافية الوافية حولها في‮ ‬صحف الرابع عشر من ديسمبر الجاري،‮ ‬أو إلى النصوص الكاملة للأوراق المقدمة فيها،‮ ‬وبينها الورقة التفصيلية التي‮ ‬تعكس رؤية المنبر التقدمي‮ ‬في‮ ‬كافة المحاور التي‮ ‬نظرتها الورشة وهي‮ ‬من إعداد لجنتينا القانونية والعمالية وقدمها في‮ ‬الحلقة عضو مكتبنا السياسي‮ ‬المحامي‮ ‬حسن إسماعيل،‮ ‬وهي‮ ‬متوافرة على الموقع الالكتروني‮ ‬للمنبر‮.‬ اختارت الحلقة،‮ ‬في‮ ‬ختام عملها،‮ ‬لجنةً‮ ‬من ممثلي‮ ‬الجهات المشاركة فيها،‮ ‬لصوغ‮ ‬التوصيات التي‮ ‬خلصت إليها المناقشات،‮ ‬ولكن في‮ ‬هذا السياق‮ ‬يعنينا أن‮ ‬يولي‮ ‬مجلس النواب،‮ ‬بقوامه الكامل وباللجنة المختصة فيه،‮ ‬العناية الكافية بتوصيات هذه الحلقة وبمجمل الأوراق والأفكار الغنية التي‮ ‬طرحت فيها،‮ ‬لأنها تُعينه على تبصر أوجه القصور الكثيرة التي‮ ‬تنطوي‮ ‬عليها مسودة مشروع قانون العمل المعروضة عليه والمقدمة من الحكومة‮.‬
 
صحيفة الايام
22 ديسمبر 2008