المنشور

نص اللقاء الصحفي الذي اجرته الايام مع نائب الامين العام للتقدمي…


بعد أنتهاء ما يقرب من  فصلين تشريعيين على الحياة النيابية كيف تقيمون التجربة  النيابية وما هي آفاق  العمل البرلماني والسياسي من وجهة نظركم؟

ج1) كما تفضلت فأننا لا زلنا  نسميها تجربة، وبالتالي علينا أن نتوقع أن تمر هذه التجربة بحالات متباينة بين الصعود والهبوط وتعتريها مواطن ضعف  وقوة، الأمر يعتمد على الزاوية التي ننظر للتجربة من خلالها، ولكننا نستطيع أن نقول أن التجربة ربما تكون واعدة وتحتمل الصبر عليها وإنضاجها بمزيد من العمل والحوار والتطوير شأنها شأن أي تجربة نيابية أخرى، ونحن نعلم أن مشوار العمل البرلماني سيظل على الدوام يحتاج من جميع الأطراف الى المزيد من الإخلاص  والأصرار على بلوغ الأهداف الوطنية، وبالنسبة للقوى السياسية ونظرتها للتجربة يمكن أن تتطور بشكل أكبر فيما لو أجريت تطويرات جوهرية على التجربة من قبل القيادة السياسية من شأنها أن تعزز من عوامل الثقة بين الأطراف، فلنعتبرها ساحة خصبة للعمل السياسي علينا أن نتصارح كقوى سياسية  وقيادة سياسية حول ضرورات التغيير والتطوير  المستمرين للتجربة، فالقوى السيا سية لا تعدم الاخلاص للتجربة وإن اختلفت  حول قدرتها الحالية كتجربة على إجتراح الحلول لقضايانا العالقة، فلا بد من الاصغاء جيدا لما تقوله القوى السياسية فهي قوى تشتغل وتنشغل بقضايا الوطن ولا سبيل الى الغاءها أو تهميشها، فهي ذاتها القوى التي دفعت للمصادقة على ميثاق العمل الوطني بكل ذلك الزخم الجماهيري الهادر، وهي ذاتها القوى التي طرحت ولا زالت تطرح الحلول والمعالجات لكل قضايانا الوطنية السياسية منها والتنموية والمجتمعيةن وسخرت كل ما تملك من كوادر وعمل حقيقي للنهوض بهذا الوطن ويصبح من الظلم إهمالها لصالح قوى  بعضها مسخ وبعضها الآخر إما انه يفتقر للتجربة أو لا يعنيه أمر وضرورات التغيير الا بقدر مصالحه الآنية والضيقة ، من هذا المنطلق علينا أن نفهم ضرورات  التطوير والاصغاء لقوى المعارضة حتى نستطيع أن نبني معا  تجربة نيابية أكثر رسوخا بحيث تساهم بشكل أكثر تأثيرا في الحياة السياسية لهذا الوطن فليتم الاصغاء لما نقوله حول ضرورة إعادة توزيع الدوائر الانتخابية وأهمية إعطاء قوة تأثير حقيقية للبرلمان في الحياة السياسية، ومشاركة أوسع لمختلف التيارات السياسية وحضور أكبر للمرأة، بعيد عن ما أضحت هذه المؤسسة المهمة تشيعه الآن من فرز طائفي بغيض وأصطفافات لا تنتمي الى تاريخ وتركيبة هذا الوطن هكذا نستطيع أن ،فتح العمل البرلماني والسياسي لكي يكون أكثر جدوى وفائدة وحتى لا تفقد الجماهير ثقتها في قواها السياسية وامكانية التغيير المنتظرة فذلك إن حصل فانه يعتبر مقتل للتجربة التي نريد أن نرعاها بصبرنا وقوة جلدنا وإيماننا بقدرة شعبنا على النهوض بهذا الوطن ومستقبل شعبه.

2)-  هل تعتقد  أن الحراك الانتخابي بدأ مبكرا  وكيف تفسرون ذلك؟
ج2)  معنى أن يبدأ الحراك الانتخابي مبكرا  هو ما ذهبت إليه في إجابتي على سؤالك الأول، حيث أن ذلك يعني أن الناس أصبحت تواقة للتغيير  والإسهام فيه بشكل أكثر إيجابية هذه المرة،  ونتلمس ذلك في أحاديث الناس ومتابعاتهم المستمرة حول ضرورات التغيير المطلوبة في المرحلة القادمة وباعتقادي أن الجماهير والناس البسطاء لا زالوا يملكون الثقة والإيمان على قدرة الوطن وشعبه على صناعة المستقبل، وعلينا كقوى سياسية سواء نحن الذين في المعارضة أو حتى بالنسبة  للقيادة السياسية، أن نعي أهمية ومفصلية الظرف السياسي ودقته، فالشارع بدأ يتشكل بصورة أكثر وضوحا وأكثر إصرارا ولديه المخزون الكافي للإسهام في عملية البناء وتحديث الدولة، شريطة أن لا يخذل المرة بعد الأخرى حتى لا يصيبه القنوط من التجربة ذاتها. أمر صحي أن يبدأ الحراك الانتخابي مبكرا فهو يعني تعلق الناس بالتجربة  وتطلعهم للتغيير نحو الأفضل، وعلى القوى السياسية أن تعي دورها في كل هذا الحراك عبر إشاعة مزيد من الوعي والوضوح في الطرح وتلمس مطالب الناس والقدرة على تجاوز ذواتنا ومكوناتنا نحو أفق أرحب  يكون باتساع الوطن وقضاياه بعيدا عن الطوائف والملل والانحيازات المريضة التي لا تبني وطنا ولا ترسم مستقبلا مشرقا، وهذه دعوتنا للجميع نقولها بإيمان وصدق. 

3)  المنبر التقدمي  تنظيم فاعل في التحالف السداسي ..كيف  تنظرون إلى مسار التنسيق القائم بين مكونات هذا التحالف السداسي ؟ وماذا عن  التنسيق مع الجمعيات  الديمقراطية والوطنية؟
ج3) نعتز كوننا قوة فاعلة في أي عمل وطني من شأنه أن  يدعم ويغني تجربة التنسيق والتعاون مع مختلف القوى السياسية الفاعلة ، ومن واقع تجربتنا النضالية الثرية في العمل السياسي، فنحن نحاول أن نضيف ونسهم مع الآخرين  إلى رصيد وقدرة القوى الوطنية من خلال ما نطرحه من  برامج وتوجهات، ونعتقد أن التجمع السداسي بإمكانه أن يكون أكثر فاعلية في الحراك السياسي خلال الفترة القادمة إذا ما اهتدت جل مكوناته إلى عمل سياسي أكثر تأثيرا ونضجا، وهذا يعتمد على مدى ألاستعداد الذي لم نشك لحظة في قدرتنا جميعا كقوى سياسية على بلوغة، ولا بد لنا أن نخرج من أشكال التنسيق الحالية إلى مجالات أكثر غنى وجدوى في الفترة القادمة ليس فقط بدوافع انتخابية فتلك لوحدها مرحلة تستحق منا جميعا العناية بها، فهي بوابة  مهمة للعمل الوطني على مكونات  التجمع السداسي أن لا تهملها، ولكن الأهم من ذلك هو أن نعرف كقوى سياسية كيف ندير العمل السياسي  المشترك فيما بيننا  بايجابية  ونضج وحنكة بعيدا عن الارتجال والتهافت ، مستفيدين من تجاربنا السابقة وتجارب الآخرين أيضا وأعتقد أن الشارع أصبح مهيئا بشكل أكبر لقيام جسد وطني معارض، ونحن نتمسك بأي شكل نراه إيجابيا للعمل الوطني، كما أن التنسيق القائم بين مكونات التيار الديمقراطي نعتبره ضرورة  وليس ترفا على اعتبار أن  البنى التنظيمة التي تشاركت  العمل النضالي الوطني في ساحات العمل الوطني وفي المنافي والسجون  وفي سنوات الجمر طيلة عقود طويلة، وهي وريثة هذا النضال والتاريخ الوطني المشرف، لا يمكن لها أن تكون هامشية أو تابعة أو مستجدية، بل هي قوى لا يستقيم العمل الوطني الحقيقي من دونها مهما علا الموج وأدلهمت الخطوب، ونحن في المنبر التقدمي نجد أنفسنا معنيين أكثر من أي وقت مضى بضرورة التأسيس لقيام تيار وطني ديمقراطي وليبرالي يتسع للجميع دون أن نستثني أحدا شريطة أن تقوم القوى الأساسية  بدورها وواجبها في هذه المرحلة المفصلية لخلق الإطار المناسب الذي يستطيع أن يكون وعاءا جامعا لكل الوطنيين والديمقراطيين من قوى وشخصيات وكفاءات ورموز وكوادر، ونحن هنا لا نسعى لبناء تكتل  انتخابي ما في مواجهة أحد كما يضن البعض، بقدر ما نطمح لبناء تحالف وطني واسع يسهم مع الآخرين بصدق في عملية البناء ويكون ضمانة لمستقبل هذا الوطن وبوابة للعبور بالجماهير نحو وطن أكثر سعادة وشعب أكثر رفاهية، وممكن أن تكون انتخابات 2010 بوابته الأوسع.

4)  نفهم من ذلك أن قائمة الوحدة الوطنية ستعود  مجدداً مع انتخابات 2010؟
ج4)  سبق أن ذكرت أن المنبر التقدمي هو بادر بالدعوة لقائمة الوحدة الوطنية وذلك استعداد لانتخابات 2006 واستطعنا بالفعل أن ندخل الانتخابات على أساس قائمة الوحدة الوطنية، حيث أشركنا كوادر وعناصر وطنية تتباين في قدراتها وكفاءتها لكننا حاولن ان نشرك المرأة إلى جانب أصحاب الخبرات  السياسية والقانونية والنقابية، وكان طموحنا أكبر مما تم بكثير ولكننا  حتما نتفهم حينها إسقاطات تجربة المقاطعة  على الجميع، مما تعذر معه  بلوغ أقصى طموحاتنا التي تتسع  للكثير من العمل المشترك مع بقية شركائنا في العمل السياسي، من هنا تأتي دعوتنا  الراهنة التي ربما سبقت الجميع بالدعوة مجددا لقائمة وطنية  تدخل بموجبها القوى السياسية الفاعلة الانتخابات القادمة بغية  تحقيق نضج اكبر في الحراك السياسي  يستفيد من زخم الانتخابات للتأسيس لفهم إيجابي مغاير تستطيع القوى السياسية أن تدشن من خلاله عملا سياسيا يكون محل احترام الشارع ويعمل كمصد لكل الدعوات التجزيئية والطائفية التي نعتقد أن لا طاقة لوطننا على تحملها والمضي في دروبها أكثر مما هو قائم فالطائفية والطائفيين هم من يتربصون بتجربتنا الوليدة  ومكتسباتنا الوطنية ونحن من يجب  أن نتصدى لكل تلك الدعوات التجزيئية، وليكن مدخلنا نحو عمل وطني مشترك وتمثيل شعبي أوسع يكون إطارا محترما وفاعلا نستشف من خلاله المستقبل ونبرهن مجددا على محبتنا وحرصنا الايجابي لانتزاع دورنا  في عملية البناء وهذه دعوة لن نمل من ترديدها قبل وبعد وأثناء الانتخابات، فهي رسالتنا التي نفخر عبر تاريخنا أن نكون في مقدمة الداعين لها.

5) -يتساءل الشارع في البحرين فيما سيترشح عبد النبي سلمان للانتخابات القادمة.. هل لنا من توضيح ؟
ج5)  أمر الترشح من عدمه لا زال سابقا لأوانه بالنسبة لي، وهو في النهاية مرتبط بقرار المنبر التقدمي، وأنا أرى أن  لدينا الكثير من الكوادر والكفاءات  في التقدمي ممن يمتلكون قدرات وكفاءات متميزة وهم جميعا رهن إشارة التنظيم للانتخابات القادمة، شريطة أن تدرس حالة كل مترشح  وظروف ترشحه وإمكانيات الدائرة التي ينتمي لها، وهذا في النهاية متروك للجنة شؤون الانتخابات بالتقدمي التي شكلت مؤخرا،  وأمر  آخر له صلة مباشرة ايضا بهذه المسالة وهو طبيعة وضرورات التنسيق المنتظرة مع شركائنا من القوى الأخرى طالما سلمنا بأن طموحنا الأكبر يبقى قيام كتلة تحالف وطني أوسع على مستوى الوطن، ونتمنى أن تحسم هذه القضايا بشكل أسرع حتى لا يراوح العمل التنسيقي بين القوى السياسية  في مكانه وحتى نستفيد كقوى سياسية من طبيعة الحراك القادم.

6)لكن هل هنالك حث من قبل الأهالي لك كي تترشح في ذات الدائرة السابقة التي ترشحت فيها العام 2006؟
أولا أنا أشكر كل من دعمني وساندني في الانتخابات الماضية، وأشكر كل أولئك الذين يتصلون  هذه الأيام لحثي على إعادة الترشح مجددا وأنا اقدر حرصهم ومحبتهم، وهناك بالفعل مجاميع  أو لنقل مجموعات من أهالي المنطقة ممن اجتمعوا بي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ومن هاتفني بهذا الخصوص وأنا ممتن لهم بالفعل، حيث أنني أعتز أنني من النواب السابقين القلائل الذين بقوا على تواصل مع آهالي دائرتهم ومجلسي الأسبوعي ظل مفتوحا طيلة السنوات الماضية وأنا على تواصل مع الناس بحسب ما تتيحه ظروف الحياتية الحالية وأحرص أن أتواجد مع الناس في أراحهم وأتراحهم وفي مجالسهم، فقد عزز العمل البرلماني في شخصيتي مزيدا من التقرب  والالتصاق بالبسطاء وبهمومهم وهذا فخر واعتزاز شخصي بالنسبة لي فأنا ابن هذا المجتمع وبالتالي  فالأمر مرتبط بمتعة وضرورة  حياتية عنوانها التواصل  مع الناس وذلك لا يقدر بثمن وهي أكبر وأبعد كثيرا من أن تكون مجرد نوايا انتخابية فمحبة الناس تاج على رأسي كما كانت وستبقى خدمتهم كذلك.     
 
صحيفة الايام
3 اغسطس 2009