المنشور

مصلحة الوطن في وحدة أبنائه

عبّر المنبر التقدمي، في البيان الصادر عن مكتبه السياسي، عن تقديره للخطوات الجادة والمسؤولة التي قام بها الفريق الوطني بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد في محاربة وباء “كورونا”، بما ترجمته من حرص على سلامة المواطنين والمقيمين، ومن تمسكٍ بالتلاحم الوطني، الذي عبّر عن نفسه في صور شتى من التضامن والتآزر بين البحرينيين جميعاً، في مواجهة خطر كبير وجامح، عابر للحدود.
في البيان نفسه، عبّر “التقدمي” عن نبذه لكل أشكال التسييس والتفرقة العنصرية والنعرات الطائفية التي حاول البعض استثمارها من مرضى النفوس وأصحاب الأصوات النشاز الذين يطلوّن برؤوسهم في كل ظرف، والذين ساءهم ما بلغه مجتمعنا من تعافٍ من آثار الأزمة الكبيرة التي مرّت بالوطن في العام 2011، محاولين، من جديد، شقّ وحدة الصف الوطني.
وكانت وقفة أبناء البحرين المخلصين وتلاحمهم كافية لإخراس صوت هؤلاء، وإظهار مدى عزلة دعواتهم، وخروجها عن السياق السوي الذي ينشده شعبنا، والذي يستجيب لمصالحنا الوطنية العليا في مواجهة أية مخاطر تحدق بنا.
كما كان أمراً مثلجًا لصدور الناس قرار العفو الذي أصدره جلالة الملك عن قرابة ألف سجين، فضلًا عن الإعلان عن دفعة جديدة من المشمولين بالعقوبات البديلة، مع ما يعنيه ذلك من عودتهم إلى بيوتهم وأهلهم، وحياتهم الطبيعية، وهي خطوة استقبلت بما هي أهل له من ترحيب وبهجة، وكذلك من تمنيات من أن تليها خطوات مشابهة في المستقبل، وتهيئة مناخ جديد من الحيوية السياسية في البلاد، التي عهدناها عند إنطلاقة المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الذي استقبله شعبنا بالتأييد والدعم الكبيرين.
في هذا الظرف الصعب الذي تمرّ به البحرين والمنطقة والعالم كله، جراء تفشي جائحة “كورونا” التي تودي يومياً بحيوات المئات من البشر في مختلف البلدان والقارات، أظهرنا من مواقعنا المختلفة، حرصنا على وحدة جهودنا في مواجهة هذا الخطر، وما زال متعينًا بذل المزيد من العمل المسؤول لمحاصرة الوباء وتقليل ضحاياه عند أدنى حد ممكن، وأن تتوالى وتتضاعف الجهود المبذولة من أجل تحقيق ذلك، شاملة إعادة المواطنين العالقين في إيران باسرع وقت، وتوفير ما يلزمهم من رعاية طبية هم في أمسّ الحاجة إليها.
علينا جميعاً أن نظهر في هذا الوقت أنبل ما في نفوسنا من أخوّة وتضامن ومحبة ومسؤولية، فالمسألة تعني سلامة شعبنا واستقرار وطننا ومستقبله.