المنشور

ماركس والسُكان الأصليون في المُستعمرات – 3

بقلم: John Bellamy Foster
ترجمة: غريب عوض

ولكي نكون مُتأكدين، في مقال لعام 1853 حول “النتائج المستقبلية للحكُم البريطاني في الهند” كَتَبهُ لصحيفة New York Daily Tribune، ماركس ذو الخمس وثلاثين عاماً، مُشبّعاً بالتفاؤل الثوري، قدّم الاستعمار البريطاني، على النمط الهيغيلي، “كأداة غير واعية للتاريخ،” تُمثل، وإن كان في شكل مُتناقض، حركة تقدُمية عالمية ضمن التاريخ بشكل عام. ومع ذلك، بقي نقدة للإستعمار صارماً: فكتب يقول “إن النفاق العميق والهمجية المُتأصِلة في الحضارة البُرجوازية، تكذبُ أمام أعيوننا، خارجة من موطنها، حيثُ تتخذُ شكلاً مُحترماً، إلى المستعمرات، حيثُ تُصبح عارية.” بالإضافة، إلى أن “الظروف التاريخية المُتغيّرة، سمحت للنقد الثوري الشامل لماركس للإستعمار بالظهور الكامل بعد أربع سنوات فقط. في عام 1857، في استجابة لاذِعة للإستعمار البريطاني في ضوء ما سُمي بحرب الإستقلال الهندية الأولى، أيد ماركس الحرب من أجل “الإستقلال الوطني” التي نظمتها “الرابِطة الثورية” التي سعت إلى طرد البريطانيين من الهند. وقال، أن الحُكم الإستعماري البريطاني تأسس على “مبدأ تدمير الوطنية” من خلال التدمير العنيف ووسائل أُخرى. ومن تلك النقطة فصاعداً، تركز تحليلهُ بشكل مُباشر على التراجُع بدلاً من التقدم “اللاواعي” المُرتبط بالحُكم الاستعماري الأوروبي.
في سنواته الأخيرة، وضع ماركس جانباً العمل في المُجلدين الثاني والثالث من رأس المال ليس فقط بسبب هذا التماهي المُباشر مع ثورات الشعوب الأصلية، ولكن أيضاً بسبب الإلحاح الهائل الذي تصدى بهِ لدراسة المجتمعات غير الرأسمالية وأشكال المُلكية. كان إصدار مؤلف تشارل دارون Charles Darwin “أصل الأنواع” والأرتفاع الموازي للدراسات الأنثروبولوجية المُتبحِرة في الثقافات التقليدية للشعوب الأصلية وعصور ما قبل التاريخ مُمثلاً ما قد أطلق عليه “ثورة في الزمن الإثنولوجي”، أثار موضوع نقداً أكثر اكتمالاً وأكثر ثورية للمجتمع الرأسمالي. وفتح الإمكانية لتفهّمٌ راديكالي جديد كامل للعالَم التي بهِ يتم تغييره. وكان في هذهِ الفترة حينما تعلم اللغة الروسية لكي يتمكن من دراسة الأدب الشعبي لتلك البلد مجتمع قرية الفلاحين. وعلى إثر نشر المجلد الأول لكتاب رأس المال، توسع ماركس أيضاً في دراساتهِ البيئية، بالخصوص ما يتعلق بالزراعة. وعلى الرغم من ذلك، على نحوٍ مُتزايد، استغرق وقتهُ منقِبَل الأبحاث البائِسة تقريباً التي تُمثِلُها دفاتر الإثنولوجيا الضخمة. بالنسبة لماركس، تضمنت هذهِ الدراسات أدِلة ليس فقط فيما يتعلق بالماضي، ولكن بالمستقبل أيضاً.
تضمنت دفاتر الإثنولوجيا لماركس مُقتطفات (واستكمالات) من الأعمال الأنثروبولوجية (عِلم الإنسان) للويس هينري مورغان Lewis Henry Morgan و جون بود فير John Budd Phear و هينري سومنير مين Henry Sumner Maine و جون لوبوك John Lubbock تم اقتباسها في الفترة ما بين عام 1880 إلى 1882. وفي عام 1879، اقتبس أيضاً الدراسات الإثنولوجية لعالِم الإجتماع الروسي الشاب مكسيم كوفاليفيسكي Maxim Kovalevsky – الذي حضنهُ ماركس بنفسهِ – من مخطوطة كِتاب، المُلكية الجماعية للأراضي: الأسباب، سيرة وأسباب فنائها، التي أرسلها المؤلف لهُ. وبمعية هذهِ الدراسات، ملئ ماركس دفاتره بالتحقيقات حول الكومونة الروسية، وتاريخ الهند، وتاريخ العالَم. (دفاتر ماركس من العام 1880-1881 حول تاريخ العالم من أعمال كارلو غوسيبي غوغليلمو بوتا Carlo Giuseppe Guglielmo Botta، و فريدريك كريستوف شلوسير Friedrich Christoph Schlosser، تتكون من أربع دفاتر مُقتطفات، تقع في حوالي 1700 صفحة.) وفي عام 1880-1881، نَسَخَ فقرات من كِتاب “جافا؛ أو “كيف تُدير المُستعمرة (1861) لجيمس ويليم بي موني James William B. Money. كما درس ماركس وإنجلز كِتاب “The Native Races of the Pacific States of North America’ للمؤرخ هيوبرت هاو بانكروفت Hubert Howe Bancroft، (تكون من خمس مجلدات)، بإشارة خاصة لقبائل جنوب شرق ألاسكا وشمال غرب الباسيفيكي.
أخذ ماركس مُقتطفات مُستكملة واسعة النِطاق من عمل لويس مورغن Lewis Morgan الرئيس “المجتمع القديم Ancient Society” الذي كان مؤسس على دراسات الأخير للأمريكيين الأصليين في الولايات المتحدة (على وجه الخصوص، عشيرة أيروغوس Iroquois، الذين كتب حولهم ماركس فيما بعد عمل سابق، “رابِطة هو-دي-نو-سو-ني، أو أيروغوس). وفيما بعد ألف إنجلز كِتابهِ “Origin of the Family, Private Property, and the State (1884)، “أصل العائلة، المُلكية الخاصة، والدولة (1884) أرتكز على كتاب لويس مورغن “المجتمع القديم”، ودفاتر ماركس حول لويس مورغن، ومصادرٌ أُخرى. في دراسة ماركس لأعمال لويس مورغن، كما هو موضح في سطورهِ العامودية في صفحات دفاترهِ أكد على صفحات مُعيّنة – تركزت أولاً وقبل كلُ شيء على: (1) الطائفة، وصِلة الرحم (المجتمع القائم على القرابة)، بما في ذلك أساسه في الجينات أو العشيرة، وشكلهُ الديمقراطي، والمُساواة النسبية للمرأة؛ و(2) أشكال المُلكية الجماعية المُرتبِطة بِها، تُكوّن الاقتصاد الطبيعي بتجارتهِ غير السِلعية. كما أن ماركس أعار انتباهاً للمحاصيل المزروعة وأشكال االفِلاحة والزراعة. وكتب يقول ” أن جميع أفراد عشيرة أيروغوس Iroquois، وفقاً لويس مورغن، شخصياً أحرار، مُستعدين للدفاع عن حُرية بعضهم البعض.”
وكما كتب فرانكلين روزمونت Franklin Rosemont في كارل ماركس وعشيرة أيروغوس Iroquois،”
في صفحة تلو الأُخرى، يُسلط ماركس الضوء على مقاطع بعيدة جداً عن ما يُعتبر عادةً على أنهُ “الموضوعات القياسية” من عمله. ولهذا نجدهُ يستدعي منزلاً على شكل جرس للقبائل الساحلية في فنزويلا؛ تصنيع أحزِمة عشيرة أيروغوس Iroquois “بإستخدام خيوط رفيعة مصنوعة من خيوط الدردار ولُحاء الزيزفون”، وأسطورة البيرو Manco Capac and Mama Ocllo، ’أطفال الشمس‘؛ وعادات الدفن في توسكارورا؛ واعتقاد شوني بمرض الذُهان؛ والأدب غير المكتوب للخُرافات والأساطير، والتقاليد”؛ والعلوم البدائية لهنود القرية في الجنوب الغربي؛ كِتاب Popul Vuh، الكتاب المُقدس لعشيرة Quiche Maya القديمة؛ واستخدام ريش النيص في الزخرفة؛ والألعاب الهندية والرقص كشكل من أشكال العِبادة.”
بالإضافة إلى الملاحظات المُستفيضة حول عشيرة أيروغوس من عند لويس مورغن، أخذ ماركس أيضاً مُلاحظات مُفصلة عن قبائل ديلاوير، وكري، وشاوني، وسريك، والتشيكاساو، والشيروكي، والسيمينول، والداكوتا، والبونيه، وفوكس، وبلاكفوت، وقبائل أخرى عديدة. كان في جميع القضايا مُهتماً “بممارسة الفنون” من قِبَل مُختلف القبائل والأمم الأمريكية الأصلية. تجنب ماركس تحديداً فكرة أحادية الطول لمسيرة التطوّر. وبالفعل، كانت دراستهِ مُركزة بشكل مُستمر على إعادة بناء الأشكال القديمة من المجتمعات الأصلية غير الرأسمالية على مستوى تاريخي أعلى، تُساعِدهُ استمرارية أشكال الثقافات/الأشكال الثقافية المُبكِرة. “وكتب روزمونت Rosemont يقول: “لقد قدم رأي مورغن النابض بالحياة عن شعب أيروغوس، لماركس وعياً حيوياً بواقع الشعوب الأصلية، وربما حتى لمحة عن ما كان يحلم بِهِ آنذاك من إمكانية أن تُقدم هذهِ الشعوب مُساهماتها الخاصة في النِضال العالمي من أجل التحرر البشري.”
في الواقع، كان ماركس مُنغمساً في إدعاء مورغن أن العشيرة القديمة، كما يتضح من عشيرة أيوغوس، أحتوت النواة المجتمعية ليتم استنساخها على مُستوى أعلى في مجتمع المُستقبل المٌختلط. وبتعبير مورغن، كما أخذهُ ماركس وأكد عليهِ: “سيكون إحيائاً [لمُستوى مجتمعي أعلى] في شكل أعلى من الحرية والمُساواة واخوة النُبلاء القُدماء [مجتمع القرابة المُجتمعية]”. هذا شبيه برأي ماركس المُبكر، كما عبر عنه في عام 1868 في رِسالة إلى أنجلز Engels، كان ذلك ضرورياً “أن تنظر إلى ما وراء العصور الوسطى إلى داخل العصر البِدائي لِكُلُ شعب – وهذا يتجاوب مع الميول الإشتراكية، على الرغم من أن هؤلاء الرجال الأكاديميون [Georg Ludwig von Mauer، مشهور لِدِراساتهِ للمجتمعي التعاوني الألماني المُبكر، و Jakob Grimm، خبير فقة اللُغة والمؤرخ الثقافي] لم تكن لديهما فكرة عن [أن الأشكال التعاونية “البدائية”] لها صِلة بهِا [الميول الإشتراكية]. ولهذا أُصيبا بالدهشة حينما أكتشفا إن ما هو جديد بالنسبة لهما موجود في مُمارسات لشعوب قديمة.”
ونفس المنطق التاريخي العام موجود في مقتطفات ماركس حول ثقافات الشعوب الأصلية في أمريكا اللاتينية من كتاب “المُلكية التعاونية للأرض” للكاتب الروسي الشاب مكسيم كوفاليفيسكي. هُنا، كان ماركس مُهتماً بشكل خاص بالإنتناج الجماعي للشعوب الأصلية، وبتفكك هذا النوع تحت التأثير الأسباني، والأشكال اللاحِقة للهيمنة الاستعمارية. ولهذا، في مُلاحظاتهِ حول المعاملة الاستعمارية الإسبانية للشعوب الأمريكية الأصلية، سجل ماركس: “السياسة الأسبانية الأصلية لإبادة الإنسان الأحمر. وبعد نهب الذهب وما إلى ذلك، الذي وجدوه، تم الحُكم على الهنود بالعمل في المناجم. ومع انخفاض قيمة الذهب والفضة، يتحول الأسبان إلى الزِراعة، ويُحولوا الهنود إلى عبيد من أجل زراعة الأرض لهم.”
والتقصي البحثي المُماثل حول تأثيرات الاستعمار على أشكال الإنتاج الجماعي يمكن رؤيتهِ في دفاتر وكِتابات ماركس فيما يتعلق بالجزائر والهند. في مقتطفاتهِ المُقحمة من كوفاليفيسكي حول الجزائر، لاحظ ماركس (من خلال كوفاليفيسكي) أن “قرون من الحُكم العربي والتُركي، وأخيراً الفرنسي، بإستثناء الفترة الأخيرة … لم يكُن بوسعهم تفكيك منظمة الأقارب [القائمة على القرابة] ومبادئ عدم قابلية التجزئة للأرض وعدم قابلية تحويل مُلكية الأرض.” وعلى الرغم من هذا،
أولى اهتمامات الفرنسيين بعد غزوهم لجزء من الجزائر كان الإعلان أن أكبر جزء للمناطق المُستولى عليها أن تكون من أملاك الحكومة (الفرنسية) … لويس فيليب Louis-Philippe، كخليفة للإمام … لا يستولي على عقارات الدولة فحسب، بل جميع الأراضي المحروثة [عقارات عينية]، من ضمنها المراعي الجماعية، والغابات، والأراضي البور… وبهذهِ الطريقة: من ناحية، مُلاك العقارات الجماعية السابِقة <يتم> تقليصهم إلى وضع قاطنين مؤقتين في الأراضي الحكومية؛ ومن ناحية أُخرى، <هُناك> السرِقة بالقوة لأجزاء كبيرة من الأرض تسكِنُ فيها العشائر، وزراعتها لصالح المستعمرين الأوروبيين… والأراضي الجماعية في ظل الحاكم لويس فيليب تم وضعها تحت التصرف الحُر للإدارة العسكرية-المدنية التي أُقيمت في المُستعمرة.
أصبحت المصادر الفرنسية للأراضي الجماعية رسمية بموجب القانون سيء الصيت لعام 1873، الذي أنشأ أخيراً مُلكية خاصة في الأرض؛ بإمكان كل عربي الآن أن يتخلص بحرية من قطعة الأرض التي خُصِصت لهُ كمُلكية خاصة؛ ستكون النتيجة: مُصادرة تُربة السُكان الأصليين من قِبَل المُستعمرين والمُضاربين الأوروبيين. لم يكن لدى ماركس أو كوفاليفيسكي، شك بأن هذا يُشكّل “نهبٌ مُباشر!” ويكتب ماركس في مُذكراتهِ: “مُصادرة العرب التي يقصدها القانون:1) من أجل إمداد الفرنسيين بِأكبر قدر مُمكن من الأراضي؛ 2) من خلال تمزيق العرب من رباطِهم الطبيعي في الأرض لكسر القوة الأخيرة لإتحادات العشائر وبالتالي حلها، وبالتالي، أي خطر للتمرُد.”
يقول كوفاليفيسكي وماركس لكي تتمكن من الإستيلاء على الأراضي الجماعية من الجزائريين وتحويلها إلى مُلكيّة خاصة، روجت الحكومة الفرنسية فكرة بأن السُلطة المَلَكيّة أو الدولة الإستعمارية هي الوريث الشرعي لجميع الأراضي الجماعية والغابات والأراضي البور – وهي السياسة التي تبناها الإنجليز أيضاً في الهند وقد أشهرها جيمس ميل James Mill، الذي كان عملهُ مألوفاً جداً لدى ماركس.
وفي محاولة لإستعادة صحتهِ، أمضى ماركس شهران في الجزائر في عام 1882، والعام الذي قبل وفاتهِ وبضع سنوات فقط بعد أن أخذ المقتطفات عن الجزائر من كوفاليفيسكي. وفي رسائله التي بعث بها إلى إبنتهِ لورا لافارغيو Laura Lafargue، أشارَ إلى إعجابهِ بالمُسلمين الجزائريين على “المُساواة المُطلقة في علاقاتهم الإجتماعية … ورغم ذلك، بدون الحركة الثورية سيذهبون إلى الخراب والتهدُم.”
وفي مقتطفات ماركس من كوفاليفيسكي، نجدُ أيضاً المُلاحظة بِأن في البُنجاب، شمال الهند، من خلال “الرهن” أو “الأغتراب”، الذي يُقرهُ القانون، تعمل الحكومة الإنجليزية على حل … المُلكية الجماعية للفلاحين، ومُصادرتها النهائية، وتطوير الأراضي الجماعية إلى المُلكية الخاصة للمُرابي.” وتعليقاً (من خلال كوفاليفيسكي) على “سَرِقة العقار الجماعي والخاص للفلاحين،” كتب ماركس في دفاتر المُقتطفات لديه بأن هذا أفضى إلى “سِلسِلة كاملة من الثورات المحلية للفلاحين ضد مُلاك الأراضي.”
مُعبِراً عن السياسة الإستعمارية الإنجليزية في الهند، كتب ماركس في “مسودة رسائلهِ إلى الكاتِبة الروسية فيرا زاسوليتش Vera Zasulich”، بأن “لم يكُن قمع مُلكية الأرض الجماعية سوى عمل من أعمال التخريب الإنجليزي الذي دفع السُكان الأصليين نحو التخلف بدلاً من التقدُم.” وأدرك، أنهُ يجب تمييز الإنجليز عن جميع المُحتلين السابقين للهند حيثُ لم يحافظوا على الري، والقنوات، والسدود، ومستودعات المياة، وأنظِمة صرف المياه، ووحدات تخزين الحبوب وغيرها من البُنية التحتية العامة، وبالتالي تمهيد الطريق للمجاعات الضخمة. في مُلاحظاتيهِ عام 1867 من تقرير خاص عن مجاعة أوريسا أُجري لمجلس العموم البريطاني، أكد ماركس أن “الميل نحو الزيادة في الأراضي الزراعية” أدى إلى “تعرية الغابات الطبيعية”، مما جعل المواسم أكثر حِدة، والفيضانات أكثر سِرعة وشمولية.”
في جميع مُعالجاتهِ المُختلِفة للإقتصادات الطبيعية والتشكيلات الثقافية للسُكان الأصليين – الأكثر إثارة للأهمية المستقبلية لكومونة الفلاحين الروسية – رأى ماركس بشكل ثابت مثل هذهِ المجتمعات غير الرأسمالية للسُكان الأصليين كتعبيراً عن النضال الطويل من أجل التطور الحُر للإنسان، ذلك الذي تضمن الصِراع من أجل بقاء مجتمعات السُكان الأصليين وسيطرتهم على أراضيهم وحياتهم.
بالاعتماد على جاكوس دريدا Jacques Derrida حول شبح ماركس وبالتالي بشكل غير مُباشر على ماركس، أكد جيرالد فيزنور Gerald Vizenor مفهوم البقاء على قيد الحياة في مواجهة الأرهاب والإبادة الجماعية على أنهُ يُمثّل تجربة السُكان الأصليين. “إن البقاء على قيد الحياة بالنسبة للسكان الأصليين هو إحساس نشط بالوجود ضد الغياب … إن قصص البقاء على قيد الحياة هي نبذ الهيمنة، والإنحرافات، والإضطرابات، والمشاعر التي لا تُطاق للمأساة، وإرث الضحية … إنها مُقاومة نشِطة ورفض.