المنشور

التعريف بالحركة الأدبية الجديدة في البحرين

*عرض وتلخيص سعيد العويناتي

هذا العرض كتبه الشهيد الشاعر سعيد العويناتي لمجلة “الأقلام العراقية”، التي نشرته في العدد الثالث من سنتها السابعة، الصادر في بغداد عام 1973، وفيه يستعرض العويناتي محتويات كتاب تعريفي بالحركة الأدبية الجديدة في البحرين، يومذاك، وضعه الناقد المعروف الأستاذ أحمد المناعي، وأصدرته أسرة الأدباء والكتاب، ورأينا، في “التقدمي”، إعادة نشره كمادة توثيقية لمرحلة من تاريخ حركتنا الأدبية، رغم تجاوزها لها وولوجها عوالم أرحب، وأيضاً كنموذج من كتابات الشهيد سعيد، الذي رحل عنا باكراً، وهو لم يزل في مقتبل شبابه.

المحرر

الحركة الأدبية في البحرين لا تختلف في سماتها وتياراتها عن أية حركة أدبية في الوطن العربي من حيث الخصائص العامة، أما الملاحظة التي يجب أن تذكر في معرض الحديث عن هذه الحركة، فهي أن الأدب في البحرين (والخليج عامة) ليس وليد الطفرة أو البروز المفاجيء فالأدب ذو جذور عميقة تمتد إلى بدايات الشعر العربي، حيث الرواد من أمثال عمرو بن قميئة وطرفة بن العبد والمتلمس والمسيب بن علس. هذا إن لم نذهب بعيداً لنقول إن جذور الحركة الأدبية تمتد إلى بدايات التاريخ البشري – حيث حضارة سومر ودلمون وآدابهما الأسطورية.

وحين نحاول الدخول في تعريف الحركة الأدبية الجديدة فلا بد من المرور الخاطف على التيارات الأدبية المعاصرة السابقة لهذه الحركة الجديدة. فعلينا تجاه ذكر الحركة الأدبية المعاصرة أن نعمم الحديث عن الحركة الأدبية في جميع أجزاء منطقة الخليج، فنبدأ بتيار التقليد الذي ظهر في أواخر القرن التاسع عشر واستمرّ إلى أوائل القرن العشرين. ومن أبرز شعراء هذا التيار في الخليج الشيخ إبراهيم الخليفة، والشيخ محمد بن عيسى الخليفة، وعبدالله الفرج، وآل المبارك، وآل عبدالقادر وغيرهم.

وهناك تيار تقليدي أكثر تجديداً، هو التيار الذي استخدم المناسبات القومية والدينية للمناداة بالإصلاح. وعلى رأس هذا التيار يقف عبدالله الزايد صاحب أول مطبعة وأول جريدة في البحرين (سنة 1939م) وعبدالرحمن المعاودة وعبدالعزيز الرشيد وخالد الفرج.

وعاصر هذا التيار الشعري الرومانسي الذي ظهر مبكراً في الخليج من أبرز الشعراء هذا التيار إبراهيم العريض وفهد العسكر، ومحمود شوقي الأيوبي وأحمد محمد الخليفة وغازي القصيبي.

أما التيار الواقعي الذي يتمثل في الحركة الأدبية الجديدة فقد كانت بدايته الفعلية في أوائل الستينات أو قبلها بقليل، فلقد كان لظهور هذا التيار الجديد ظروف اجتماعية وسياسية مرّ بها المجتمع البحراني في أواخر الخمسينات نتيجة الانتفاضات التحررية الشعبية التي قام بها الشعب سواء أكانت على شكل انبثاق لمنظمات وطنية طالبت بإصلاح الأوضاع أو على شكل اضرابات عمالية وطلابية. لذا كان رد الفعل عنيفاً لدى الاستعمار البريطاني، فبجانب تشريد الأحرار وسجنهم والقضاء على كل التكتلات الوطنية العلنية منها والسرية قام بتعطيل الصحف والمجلات التي كانت قد بدأت مسيرتها بجريدة “البحرين” سنة 1939م.

وكان من جراء الجو الخانق آنذاك أن ساد صمت أدبي رهيب ضمرت فيه المواهب وذبلت فيه البراعم واندثرت فيه الأقلام التي ظلت ترعى الحركة الأدبية فترة من الزمن.

وبانهيار جدار العزلة والتقوقع والاتجاه نحو الانفتاح على العالم وأحداثه وتياراته الإنسانية ومن ثم تضامن الشعب البحراني مع كل المكافحين من أجل الحرية والكرامة الإنسانية بكل ما تيسر له من وسائل التعبير، نتيجة لذلك اطلع الشباب على تيارات التجديد في الأدب وخاصة مدرسة الشعر الحر والثقافات الأجنبية الحديثة التي تأثروا بها كثيراً، أخذت تظهر إلى الوجود ومضات أدبية متنوعة ساعد على نموّها وتحسين عطائها عودة الصحافة المحلية إلى الحركة والنشاط، حيث واكبت هذه المرة نهضة أدبية شابة تميزت بالإدراك التقدمي الواعي.

وبالرغم مما وجه إلى هذه الحركة الأدبية الجديدة من انتقادات قاسية، وما أثارته هذه الانتقادات من ردود وجدل عنيف اتسم بالحدة والانفعال على صفحات المجلات، إلا إن الحركة الشابة استطاعت أن تثبت جدارتها لا عن طريق مقوماتها فحسب، بل باستمرارها في العطاء والتنوع والتجديد، ولقد تجاوز الأدباء الشباب بأدبهم إدراك الجيل السابق وفهمه وبرفضهم الإنطلاق من النقطة التي جمد عندها.

* الشعر:
في هذا المجال كشف الشاعر الشاب عن منابع جديدة لفنه، فبدت قصيدته معاصرة تسير في صعود مستمر ضمن آفاق رؤية واقعية ملتزمة، فالشاعر البحراني الجديد أخذ يواجه الواقع مواجهة صريحة وخارقة ولم يعد صوته خافتاً نحت أنماط معينة من الغنائية والمباشرة الساذجة.

* أهم الشعراء:

1- علي عبدالله خليفة:
ركّز علي خليفة في أشعاره في بادئ الأمر على إبراز صراع الإنسان الفقير في الخليج مع البحر والظلم عبر قناع تاريخي وهو “تراث البحر”، فجاءت صوره تجسيماً مؤثراً لأجواء البؤس والعذاب وتصويراً حياً للتمزق الذي يعانيه الإنسان في ظل هذه الأجواء حيث أبرزت بوضوح موقفه تجاه هذا الجهد الإنساني الضائع من جراء سطوة المتاجرين بقوت العاملين في استخراج اللؤلؤ من البحر تحت أقسى الظروف وأمر العيش.

وانطلقت أشعار علي فيما بعد معبرة في امتداد طبيعي إلى صعيد إنساني منفتح على قضايا التحرر في كل مكان، فكانت المعاناة فيها تحمل تعاطفاً إنسانياً يدّل على النضوج الفكري والفني عند الشاعر.

وبرزت في القصيدة رؤية سياسية واضحة، مستقاة من نماذج المقاومة والتضحية في تاريخ الحركات الشعبية في البحرين، وأبعاد رمزية من التراث الحضاري القديم كأسطورة دلمون “أسطورة الخلود” السومرية:

انطفأت في عتمة الجب عيون النهار
و”دلمون” التي كانت بها بكارة الحياة
جارية مفرودة الساقين للشرطة والأغراب والمتاجرين.
يلتهب الجرح الذي تخثر البحر على أشداقه،
يلتهب الجرح ومن قلبها
يستل “أنكي” بغتة الانتفاض
يظل منه في حشاها اختمار
ومولد اللحظة ومض في جبين الرماد.

إن “أنين الصواري” – الديوان الأول للشاعر – لم يكن تعبيراً عن صراع الإنسان مع واقعه فحسب بل عبر كذلك عن تجربة الشاعر في بحثه عن الحب كقيمة إنسانية.

فالمجتمع البائس يخلف أناساً ممزقين في جوانب من حياتهم. والفنان أقرب الناس إلى هذا التمزق. هكذا كان حال الشاعر في بحثه عن الحب في مجتمع يعادي مثل هذه القيم ويدفع بالإنسان الباحث عنها إلى الانتحار أو الجنون:

وغربتي بلا نسب
ضربتُ في البلاد وطولها وعرضها
محملاً بثقلها
بسورة الحنين واختلاجة القلق
بكل ما انكفأ بداخلي
وكل ما احترق
عدوت بالضياع في مجاهل الضباب والألم
حملت رايتي وأحرفي
عبرت عالماً مزيف القيم..

إن موقع علي خليفة لم يخلقه عطاؤه الشعري الفصيح والعامي فحسب إنما أيضاً ممارساته ونشاطاته العملية من أجل دفع الحركة الأدبية الجديدة نحو التطور والنماء والاستمرار. وهو يعكف حالياً على إعداد دراسة عن الموال في الخليج العربي وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها في هذا المجال حيث تناول الموال كظاهرة فنية واجتماعية عبرت عن آلام وأفراح الإنسان الفقير في هذه المنطقة.

2- قاسم حداد:

يأتي قاسم حداد كعلامة مضيئة أخرى، ليوسع هذا المسار الشعري الجديد وليؤكد كذلك بأن الأدب ما هو إلا توصيل واكتشاف مستمر. يتجه قاسم في مجموعته الأولى ” البشارة” 1970 إلى التعبير عن قضية الإنسان، متخذاً في ذلك أسلوباً نضالياً مطبوعاً بالصراحة والوضوح، معولاً على الرمز كمنبع لارواء قصائده بأبعاد فنية تعبر عن رؤية سياسية متفائلة إلى حد بعيد.

هكذا كانت الرؤيا في البشارة رومانسية شفافة تتماشى وطفولته المرحلة الشعرية وبراءتها (النسر الكبير الذي يعلن موت الغروب، الأطفال الذين يحطمون أسوار التاريخ الفاسدة، الطوفان الذي يغسل الأرض ويكتسح حديد السجن ليخلص القمر الحزين ويزرع في العالم السلام…) ومع هذه الرؤيا يطل الحب متردداً قلقاً موزعاً بين العاطفة والقضية.

فجأة تصبح “البشارة” مرحلة تفصل بينها وبين المجموعة التالية “خروج رأس الحسين من المدن الخائنة” مسافة طويلة، فالقصيدة في المجموعة الأخيرة عافت تلك الروح الرومانسية، فأصبحت تنظر إلى الواقع بوعي وتطل على المستقبل برؤية ناضجة، إن الخروج من دائرة البشارة مواجهة حقيقية للمستقبل كان على الشاعر أن يعبرها مختاراً إلا أن يتمنى ويحلم.

في الواقع (الخروج) هزة انفجارية عنيفة رافضة لكل المواقف السلبية (الانتظار، التباكي، مضاجعة الثورة في الحلم.. إلخ) إنها بالتأكيد صفعة لمرحلة انهزامية نعيشها.

قفا: لا
أيها الأحباب لا جدوى
سيقتلنا الوقوف
سوف تميتنا الدمعة
قفا نضحك

ومن أبرز الرموز التي لا تكاد تخلو منها قصيدة من قصائد مجموعتي الشاعر هو رمز الطفولة أو الأطفال. في المجموعة الأولى يمثل الأطفال “بشارة الغد الآتي” أما المجموعة الثانية فتحولوا إلى ضد للواقع المزيف وملجأ للتطهير من أدرانه:

تجاسرت
ألغيت كل مواعيد قتلي
ولذت بصدر الطفولة

يمثل قاسم حداد طموح الشاعر الجديد الذي يسعى لخلق قصيدة تحتوي تعقيد العالم وتعبر عن قضاياه في آن واحد، عن طريق انفتاحها – أي القصيدة – فنياً ونفسياً، لا تحدها قوالب جاهزة ولا يتحكم فيها الزمان والمكان.

3- علوي الهاشمي:

صوت ثالث متفرد في حركة الشعر الشابة ذو منبت رومانسي، وما تزال الغنائية تلوّن قصائده حتى في حالات الفضح والتعرية لواقعه المستكين، تشعرك قصائده أنك أمام شاعر يمتلك السيطرة على اللغة والموسيقى ونقل تجربته بصدق عبر ألفاظ رقيقة موحية وعبارة بسيطة التركيب.

ومن أنضج قصائد مجموعته الأولى “من أين يجيء الحزن” 1972 قصيدة الطوفان التي حاول الشاعر فيها أن يحقق موروثاً شعرياً عن طريق العلاقة بين الماضي والحاضر فحاول أن يوصل بين الجد المتمرد والابن الثائر.

إن مجموعته الأولى تعرف القاريء على مرحلة دقيقة يمر بها الشاعر، هي مرحلة الانتقال من الرومانسية المنفعلة إلى فضاء التعبير الواقعي، فالمجموعة تشكل مزيجاً عجيباً من الغنائية والرفض، من الرقة والعنف ومن الغربة والحضور، وقصيدة “الطوفان” هي قمة التعبير عن المرحلة التي يجتازها الشاعر.. أو هي في الواقع جسر العبور..

4- دخلت ميدان الحركة الشعرية بعد هؤلاء الثلاثة مجموعة من الشباب تميزت أصواتهم بالتنوع والطموح نحو التجديد وأبرزهم يعقوب المجرفي وعبدالحميد القائد وعلي الشرقاوي ويمتاز هؤلاء الثلاثة (المجرقي والقائد والشرقاوي) بكثرة عطائهم واستمرار تدفقه، ويلتقون في وجهة واحدة هي بحثهم الدائب عن لغة جديدة وصور مستحدثة ومفردات غير مستهلكة، يفرغون فيها معاناتهم النفسية والفكرية.

وهم في أساليبهم يهدفون إلى إثارة المتلقي ومحاولة هزّه من الداخل بطرائق مختلفة تجعله في حالة قلق واستفهامات ملحة لما وراء القصيدة وصورها الشعرية وأصواتها الداخلية ومفرداتها الغريبة، كاللجوء إلى تكثيف الصورة مثلاً وتعميق بعدها الشعوري.

5- إلى جانب هؤلاء حاول يوسف حسن التعبير عن هموم القرية مع المحافظة على بساطة الصورة الشعرية وسهولة تركيب العبارة. أما حمدة خميس ففي أواخر الستينات نشرت عدداً من القصائد تعبر عن تجارب ذات نزعة وجودية.

* الشعر العامي:

مثلما تحولت حياة البحر الاجتماعية القاسية التي عاشها بحار الخليج إلى مادة شعرية غنية بالمعاناة على يد الشاعر علي خليفة، تحولت قضية الإنسان الجديد وكفاحه. أيضاً على يد الشاعر نفسه إلى مادة شعرية محكية باللهجة المحلية على شكل موال.

إن مجموعة “عطش النخيل” التي ضمت هذه المواويل، وصدرت عام 1970 محاولة موفقة في الإيصال من قبل الشاعر، والتلقي من قبل الجمهور. ويُعد موال “عذاري” من أروع المواويل في المجموعة، وفي المجموعة تأكيد على (الصبر والوفاء) اللذين اتسم بهما الجيل السابق.

وكان لنجاح وسيلة التعبير باللهجة المحلية أن ظهرت مجموعة من الشعراء، امتازوا بتفردهم في الأسلوب وتنوع موضوعاتهم. ومن الأصوات المعروفة في هذا المجال إبراهيم بوهندي ومنيرة فارس. وهناك صوت شعري آخر مشهور عند الجماهير هو الشاعر عبدالرحمن رفيع – له مجموعة شعرية بعنوان “قصائد شعبية” طبعها 1972.

* القصة القصيرة

في البداية لم تهتد القصة البحرانية إلى البناء الفني الجديد من حيث الشكل والمضمون، فقد لفحتها ترسبات القصة التقليدية المعروفة.

1- ففي المخاضات الأولى للقصة القصيرة ظهر مقال صغير في “جريدة الأضواء” للقاص خلف أحمد خلف، يدعو فيه إلى ضرورة إيجاد “قصة متجاوبة مع الواقع” ويُعد هذا المقال لفتة قيمة في تاريخ القصة البحرانية الجديدة.

لقد تخطى خلف أحمد خلف بدايات المرحلة الأولى من حياة القصة البحرانية، إذ تخلص فيها من رواسب الشكل التقليدي للقصة – فبطله بدت ملامحه أكثر وضوحاً وصار يمارس أحداثاً يومية ملتصقة بالقضايا الأساسية للإنسان.

2- محمد الماجد: أحد القصاصين الشباب، دخل ميدان القصة بأسلوب مغاير لزميله خلف، إذ تطرق في قصصه منذ البداية إلى قضية الضياع والعبث عند الجيل الجديد من الشباب، ركّز في قصصه على إبراز النفسية القلقة الضائعة وسط زيف الحياة وآليتها.

فمن خلال مجموعته “مقاطع من سمفونية حزينة” نتعرف على ملامح القصة وشخصياتها. القصة تتحرك في إطار رومانسي تراجيدي صوفي، يجعلها بعيدة كل البعد عن المفهوم الفني للقصة. أقرب إلى المذكرات والخواطر وخاصة أن وحدة الأسلوب وتكرار الفكرة والشخصية هي سمة المجموعة القصصية.

3- محمد عبدالملك:
هو البداية الفعلية للقصة الواقعية، صدرت له أخيراُ مجموعة قصصية بعنوان “موت صاحب العزبة” 1973، ينزع القاص في مضمونه إلى التعبير عن البيئة المحلية وبالذات كفاح الطبقة الفقيرة في المدينة والقرية.

إن عبدالملك يملك الموهبة ووفرة الانتاج، وبهما يستطيع أن يحقق له مكانة رفيعة وفي القصة الجديدة في البحرين.

4- أمين صالح:
إن القصة عند أمين صالح غوص في أعماق الواقع المعاش والأشياء وكشف عن العلاقات الخفية التي تتحكم في مصير الإنسان وحركته.

وهناك مجموعة أخرى من القصاصين الشباب، برز منهم محمد مصطفى خميس وخليفة العريفي وعيسى هلال وأحمد جمعة وعبدالله علي خليفة وأحمد حجيري.

* النقد الأدبي:
أهم النقاد في البحرين:

1- محمد جابر الأنصاري:
ومن أهم أعماله النقدية التي تناولت أدب الشباب ما كتبه عن الشاعر علي عبدالله خليفة في جريدة “الأضواء” البحرانية في أواسط الستينات.

2- حسين الصباغ:
لقد تناول بعض الأعمال الأدبية للشباب بالنقد في الشعر والقصة.

3- أحمد المناعي:
الذي بدأ متأخراً في هذا المجال فاتخذ له مساراً نقدياً مختلفاً وراح يطرح بعض الآراء النقدية الجريئة إن كان في الشعر أو القصة أو المسرح، ولكن المناعي وجه اهتماماً خاصاً للمسرح.

هناك أيضاً بعض الشباب الذين أبدوا بعض الاهتمامات النقدية مثل بهية الجشي.

كما أن بعض الأدباء الشباب من غير النقاد يتناولون أحياناً بعض أعمال غيرهم بالنقد والتحليل كقاسم حداد ويعقوب المحرقي وأحمد جمعة.

* أسرة الأدباء والكتاب

تأسست هذه الأسرة عام 1969 فطرحت لها برنامجاً فكرياً وعملياً واستطاعت خلال فترة وجيزة أن تخلق جسوراً كثيرة بين الأدب الجديد والجمهور بالندوات والأمسيات الشعرية واللقاءات الثقافية العامة التي تقيمها بانتظام على امتداد السنة، وهي عضو الاتحاد العام للأدباء العرب وعضو الاتحاد العام للكتاب الآسيوي – الأفريقي، وتضم ثلاثين عضواً وعضوة من الأدباء.

ولكثير من هذه الندوات ردود فعل في الواقع المحلي، فعلى إثر المناقشات التي أثيرت حول تخلف الحركة المسرحية وركودها في البحرين بدت الحاجة ملحة إلى تكوين فرق مسرحية جديدة وبالفعل ظهر إلى النور (مسرح الاتحاد الشعبي) و (مسرح أوال) وتعد مثل هاتين الفرقتين بداية الارهاصات الواعدة للمسرح البحراني.

ولقد حاولت الأسرة منذ عام 1970م – وما تزال – إصدار مجلة أدبية متخصصة في البلاد بسبب غياب مثل هذه المجلة، لكن إجازة الاصدار لم تتوفر حتى الآن(؟!).

* علاقة الجمهور البحراني بالأدب الجديد:
لقد كسب الأدب الجديد جماهيرية جديدة تحسست بالفعل الفارق الجذري بين الأدب الجديد وبين الأدب التقليدي الذي كان يتحرك في مناخات بعيدة ومفصولة عن الواقع الاجتماعي للمنطقة.

* مشكلة النشر:
1- إن من أهم المشكلات التي يواجهها الأدباء الشباب وأسرة الأدباء والكتاب في البحرين أزمة النشر التي تهدد الكثير من انتاج الأدباء بالانتظار الطويل أو عدم النشر أحياناً، خاصة وأن (الأسرة) لا تملك مورداً مادياً يساعد على نشر نتاج كل أعضائها.

ومن المشاكل أيضاً:

2- غياب المجلة الأدبية المتخصصة في حين نرى أن الصحف المحلية تكاد أن لا تساعد على نشر نتاج الشباب.

* هذه صورة ليست دقيقة لكنها عامة عن الأدب الجديد في البحرين وباختصار حاولت أن ألخصها عن كتيب أصدرته أسرة الأدباء والكتاب في البحرين وأعد بإشراف الأستاذ أحمد المناعي، بقي أن نقول أن دراسة أدبية شاملة ودقيقة للحركة الأدبية المعاصرة لم توجد حتى الآن، الأمر الذي يجعلنا نهتم بهذه المسألة في أول خطوة مماثلة كهذه.