المنشور

زيمان يقرأ «فلسطين في أغانينا» ويلاحظ كثافة الإسهام البحريني مقارنة بالبلدان الكبرى

 


بالكلمة والصورة الفوتوغرافية والأغنية، افتتح الفنان سلمان زيمان موسم أسرة الأدباء والكتاب الجديد، بمحاضرة «فلسطين في أغانينا»، وذلك تزامناً مع احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية التي ستشكل عنواناً ثابتاً في برنامج الأسرة لهذا الموسم عبر سلسلة من الفعاليات المنوعة . 


































سلمان زيمان copy.jpg



  




 


بالكلمة والصورة الفوتوغرافية والأغنية، افتتح الفنان سلمان زيمان موسم أسرة الأدباء والكتاب الجديد، بمحاضرة «فلسطين في أغانينا»، وذلك تزامناً مع احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية التي ستشكل عنواناً ثابتاً في برنامج الأسرة لهذا الموسم عبر سلسلة من الفعاليات المنوعة . 

فمساء الاثنين الماضي، توقف مؤسس فرقة «أجراس» في محاضرته في محطات عدة بدأت بلمحة عن الأغنية الفلسطينية في السنوات السابقة على النكبة، ثم بعد النكبة، منتقلاً بعد ذلك إلى حضور فلسطين في الأغنية العربية، انتهاء بالإسهام الفني المحلي في هذا المجال .

وخلص زيمان في شأن الأغنية البحرينية وتفاعلها مع القضية الفلسطينية بالتساؤل «ألا ترون معي أن حجم المشاركات والمساهمات الإبداعية للفن الغنائي البحريني لنصرة فلسطين هو ملفت بالمقارنة مع بلدان عربية أكبر بكثير مساحة وسكاناً من البحرين. أترك الإجابة للمتخصصين ».
وعنون المحاضر الجزء الخاص بالأغنية البحرينية وقضية فلسطين بـ «من رام الله للبحرين.. شعب واحد لا شعبين». وقال في هذا الصدد «تفاعلت الفنون في البحرين في البحرين مع القضية الفلسطينية منذ النكبة، والحوادث المتتالية والمتعاقبة هناك. ودائماً ما وجدت – هذه الحوادث – لها صدى بين فناني البحرين ومثقفيها ».

وأضاف «وعبر ما أملكه.. من معلومات، فإن الفن الغنائي بدأ في التفاعل مع القضية الفلسطينية مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات. وأعني بالتفاعل هو بدء اشتغال آلة الإبداع لدى فناني البحرين لتجسيد ذلك عبر إنتاج مجموعة من الأغاني تتضمنها ألبوماتهم الموجهة لعامة الجمهور أو في الحفلات والمهرجانات التضامنية ». 

وفصل في هذا الصدد «في سنة 1981 أنتجت ‘أجراس’ ألبومها الأول بعنوان ‘أمنيات أطفال’ تضمن بعض الأغاني الطفلية.. إلى جانب أغاني أعشق السلام، وبالحب والتسامي، وأنا طفل فلسطيني وقبلتني أمي التي كتبت نصوصها الأربعة، وتوزع تلحينها بين خليفة زيمان للأولى والثانية، وعلي الديري للثالثة، والأخيرة من ألحان إبراهيم علي ».

واستأنف في السياق نفسه «بعدها قدمت أجراس في ألبوماتها اللاحقة مجموعة من القصائد الجميلة، وتعاون أعضاؤها في تقديم ألحان مبتكرة كانت فلسطين محورها الأساس. وإن لم تستطع أجراس إنتاج بعض من تلك الأغاني.. لتكون في متناول الجمهور، إلا أنها قدمت في المهرجانات الخاصة بأجراس أو في الاحتفالات التي أقامتها دعماً للقضية الفلسطينية منذ بدء تأسيسها الرسمي في العام 1982 وقبل ذلك ».

بعد ذلك أحصى سلمان زيمان 23 عملاً غنائياً قدمتها الفرقة، ثم مضى في استعراض الإسهامات المحلية، حيث توقف في محطة خالد الشيخ، وقال «كما يغني خالد الشيخ من ألحانه 6 قصائد لفلسطين، 5 منها لمحمود درويش هي: غريب في مدينة بعيدة، أغنية حب على الصليب، أبيات غزل، رحلة الغجر وموال بالاشتراك مع هدى عبدالله في الغناء. وقصيدة زنابق لمزهرية فيروز لسميح القاسم بالاشتراك مع الفنانة المغربية رجاء بالمليح في الغناء ». 

وبعد خالد الشيخ طاف المحاضر على جهد عدد من الفنانين البحرينيين الذين أظهروا من خلال أغنياتهم وألحانهم تضامناً مع القضية الفلسطينية، ومنهم محمد حداد، وفرقة الإخوة، حسن حداد، يوسف الغانم، علي الرويعي، نجمة يوسف زمان ياسر، ومحمد جناحي، علاوة على عملين أنتجهما عمران جمال عبر مؤسسة صوت وصدى، شارك في الأول منهما «صوت السلام» كل من علي بحر، وليد جلال، يوسف محمد، يوسف الشتي، سلمان زيمان، وفاطمة أشواق. والثاني «لدينا رسالة» وضع لحنها طارق الجار وغناها 15 فناناً بحرينياً وفنان قطري، ومحمد جواد الذي لحن وقدم أغنيتي «الجدار» و«البرتقال الحزين» وحاول الدخول بهما إلى قطاع غزة المحاصر قبل أشهر لتجسيد التضامن البحريني على الأرض .

وسبق استعراض كم ونوع التفاعل الفني والإبداعي الذي أبداه الفنانون البحرينيون من مغنين وملحنين، تطوافٌ بدأ بلمحة عن الأغنية الفلسطينية قبل 1948 مع عرض سريع لأبرز الأسماء التي قدمت أعمالاً غنائية في تلك الفترة، وكانت انعطافاتها متلازمة مع التطورات السياسية، وعاكسة لها، منذ وعد بلفور إلى ثورة 1936 وصولاً إلى النكبة وما بعدها. وأبرز ما تميزت به الأغنيات الأولى تحميل الثيمات الشعبية في مختلف المناسبات الاجتماعية مضامين مقاومة وتحد ونضال ضد المستعمر، في جميع القوالب تراث الشعب الفلسطيني مثل الدلعونا، الجفرا، زريف الطول، الميجانا، العتابا، المثمن، الطلعة، الحداد، الكرادي، المحوربة، القصيد، السامر، الهجيني، والشروقي .

وانتقل سلمان زيمان بعد ذلك لمرحلة هزيمة ,1967 وهما ذكر «وتظهر أغان من خارج فلسطين تدعم الصمود وتشد الأزر وتدعو إلى المقاومة ضد الاحتلال وإلى تحرير الأرض لتصل الأغنية إلى مرحلة أخرى متطورة. ويدخل حلبة الصراع الثقافي – الفني الكثير من الفنانين بمن فيهم النجوم أمثال أم كلثوم، عبدالحليم، فريد الأطرش، محمد عبدالوهاب، فيروز، فهد بلان، وغيرهم، إلى جانب صف طويل من صناع الأغنية العرب والفلسطينيين مع قدر كبير من الأغاني والأناشيد ذات الأداء الجماعي ».

وفي المحاضرة التي كان يفصل فيها زيمان بين فكرة وفكرة بصورة فوتوغرافية أو أغنية من الأغنيات الفلسطينية خصوصاً، جال زيمان على التجارب العربية في هذا الصدد، راصداً لأعمال قدمتها أم كلثوم، كارم محمود، الشيخ إمام، سيد مكاوي في مصر، فيروز، الرحابنة، سلفادور عرنيطة، بول مطر، أحمد قعبور، مارسيل خليفة، وجوليا بطرس، ومن العراق توقف عند تجربة جعفر حسن، منتقلاً بعد ذلك للمغرب مع سعيد المغربي .

يذكر أن برنامج الأسرة لنصف الدورة الإدارية الجديدة التي تستمر حتى يونيو/حزيران 2010 يشمل الكثير من الفعاليات التي تتقاطع مع احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، حيث سيتم استقطاب العديد من الأسماء بحسب برنامج الأسرة الذي أعلن في المؤتمر الصحافي في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، ولم يتم تثبيته بعد. ومنهم أحمد فؤاد نجم، سميح القاسم، وتميم البرغوثي، وإقامة أوبريت لمجموعة من الفنانين العرب بعنوان القدس، وإقامة محاضرات ومعارض فنية لكل من خالد الهاشمي، جعفر حسن، عبدالحميد المحادين، وإيناس يعقوب التي ستتحدث عن السينما الفلسطينية ونادر كاظم الذي سيقرأ الثابت والمتحول عند إدوارد سعيد .


 

الوقت – المحرر الثقافي