المنشور

التطبيع مرفوض شعبيا

في البحرين وفي غيرها من الدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع دولة الاحتلال الصهيوني، وفي الدول التي ستسير على الطريق نفسه، هناك حقيقة ساطعة هي أن هذا التطبيع مرفوض شعبياً، ولن يحظى، في أي حال من الأحوال، بغطاء شعبي، ولا حتى بتفهم للمزاعم التي تساق لتبريره.
ولنا في ذلك تجربة ثابتة وواضحة في دلالاتها، هي تجربة التطبيع في مصر والأردن، فرغم مرور عقود على توقيع حكومتي البلدين على ما وصف ب”اتفاقيات سلام”، فإن شعبيهما الشقيقين استمرا في رفض هذا التطبيع، ووقفت القوى الشعبية كافة سداً منيعاً بوجه أي اختراق صهيوني للمجتمع فيهما، كما كشفت التجربة نفسها زيف المزاعم التي يجري ترويجها عن الرفاه المنتظر من وراء التطبيع مع عدوٍ غاصب وعنصري معبىء بالكراهية ليس فقط لكل ما هو فلسطيني، وإنما لكل ما هو عربي.
وقد كشفت ردود الفعل الشعبية في البحرين خلال الأسابيع القليلة التي مرّت منذ اعلان توقيع الاتفاق مع الكيان الصهيوني استياء كافة مكونات شعبنا من هذه الخطوة، وتأكيدها على أن الصهاينة غير مرحب بهم في بلادنا بكافة الصور، ونحن على يقين من أن شعبنا الذي تربى على حب فلسطين وشعبها، والتضامن مع قضيتها العادلة، ولم يتردد بعض أبنائه عن التضحية بأرواحهم في سبيل نصرتها، سيستمر على هذا الموقف على الدوام.
وتجلى موقف شعبنا في رفض التطبيع في الكثير مما نشرته وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ما صدر من بيانات من الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وهيئات وجمعيات مناهضة التطبيع والتضامن مع شعب فلسطين، وفي الندوات الافتراضية المختلفة التي شارك فيها نشطاء بحرينيون معبرين عن موقف شعبهم مما يجري.
وفي هذا السياق أتى البيان الذي أصدرته اللجنة التنسيقية للجمعيات السياسية، وأعلنت فيه رفضها للاتفاقيات المبرمة بين مملكة البحرين والكيان الصهيوني، التي جاءت بالتزامن مع إعلان الكيان الصهيوني عن إنشاء آلاف المستوطنات الجديدة في أراضي الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن ذلك يكشف بكل وضوح نوايا الكيان في ضم كافة الأراضي المحتلة وتهويدها.
ودعا البيان شعب البحرين بكافة فئاته وشخصياته وجمعياته السياسية ومؤسسات المجتمع المدني إلى ترجمة المواقف المناهضة للتطبيع بمقاطعة أي سلع وخدمات شملتها الاتفاقيات الموقعة في الجوانب التجارية، أو السياحية، أو الصحية، أو الاستثمارية، أو غيرها، كما دعت إلى إطلاق حملة واسعة تضامناً مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ولفضح واستنكار كافة الممارسات الإجرامية الصهيونية ضده.