المنشور

اللقاء اليساري العربي ينعي المطران كبوجي

اللقاء اليساري العربي ينعي المطران كبوجي:

رحل وقلبه في فلسطين وعليها

 

بعد سنوات وسنوات من المنفى بعيدا عن فلسطين، التي ترك فيها قلبه وروحه، عاد المطران هيلاريون كبوجي إلى واجهة الأحداث مع بدايات هذا العام ليذكر العالم بقضية شعبه ووطنه التي ضحى بكل شيء في سبيلها.

كان في طليعة المقاومين من أجل تحرير فلسطين واستعادة وحدة أرضها ووحدة عاصمتها القدس، التي قاد صمود أهلها وساهم في انطلاقة مقاومتهم. لذا كان حقد الصهاينة عليه كبيرا. وضعوه لسنوات عدة في زنزانة ضيقة داخل سجن الرملة، وأنزلوا به شتى أنواع التعذيب. كسروا الجسد ظنا منهم أنهم سيستولون على روح المقاومة، إلا أنه لم يهن ولم يتراجع لا عن حبه لفلسطين ولا عن دعواته المتكررة لمقاومة المحتلين… لذا، حكموا عليه بالموت نفيا بعيدا عن وطنه وشعبه.

من عاصر المطران هيلاريون كبوجي لا يمكن له أن ينسى هذا القائد الكبير الذي نذر حياته للقضية الفلسطينية، فألهم الكثيرين، وهذا المقاوم الصامد الذي أبى، رغم المرض،  إلا أن يكون في عداد القادمين إلى غزة على متن “أسطول الحرية” في العامين 2009 و2010.

رحل وقلبه في فلسطين وعليها.

ستبقى صورته في قلوب أبناء فلسطين وكل الشعوب العربية. وسيبقى ملهما لنا في مقاومتنا من أجل تحرير الأرض العربية، والخلاص من التبعية والاستغلال، وبناء المجتمع العربي الديمقراطي.

اللقاء اليساري العربي

                                                                                                      لجنة التنسيق

في الثاني من ديسمبر / كانون الثاني 2017

اقرأ المزيد

بيان من جمعيات التيار الوطني الديمقراطي في الذكرى الستين لمحاكمة قادة هيئة الاتحاد الوطني

جمعيات التيار الوطني الديمقراطي في بيانهم بذكرى محاكمة قادة هيئة الاتحاد الوطني

العودة للأساليب القديمة في محاكمة النشطاء السياسين .. سيزيد من تعقيد الأزمة السياسية

 

تمر خلال هذه الأيام الذكرى الستون لمحاكمة قادة هيئة الاتحاد الوطني، التي قادت النضال الوطني الديمقراطي في منتصف القرن العشرين، حيث أصدرت السلطات الاستعمارية البريطانية، بعد محاكمة صورية، أحكاماً قاسية نصت على سجن كل من عبدالرحمن الباكر وعبدالعزيز الشملان وعبدعلي العليوات 14 عاماً لكل منهم، وسجن كل من ابراهيم الموسى وابراهيم فخرو 10 سنوات لكل منهما، ابتداءً من تاريخ اعتقالهم، وحينما طلب عبدالرحمن الباكر من رئيس المحكمة السماح للمتهمين باستئناف الحكم المذكور، رفض إعطاءهم ذلك.

 

جاءت هذه المحاكمة الجائرة بعد الإجهاز على حركة الهيئة من قبل سلطات الحماية البريطانية وعملائها، مستفيدة من أجواء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، رداً على النهوض الوطني الذي قادته الهيئة من أجل تحقيق مطالب الشعب البحريني التي صاغتها الهيئة في نقاط رئيسية في مقدمتها: تأسيس مجلس تشريعي يمثل أهالي البلاد تمثيلاً صحيحاً عن طريق الانتخابات الحرة، ووضع قانون عام للبلاد جنائي ومدني على يد لجنة من رجال القانون يتمشى مع حاجتها وتقاليدها على أن يعرض هذا القانون على المجلس التشريعي لإقراره وكذلك إصلاح المحاكم وتنظيمها وتعيين قضاة لها ذوي كفاءة يحملون شهادات جامعية في الحقوق، ويكونون قد مارسوا القضاء في ظل القوانين المعترف بها.

 

كما نصت المطالب على السماح بتأليف نقابات للعمال ونقابات لأصحاب المهن الحرة تعرض قوانينها ولوائحها على المجلس التشريعي لإقرارها، وتأسيس محكمة عليا للنقض والإبرام مهمتها ان تفصل في الخلافات التي تطرأ بين السلطتين التشريعية والتنفيذية أو أي خلاف يحدث بين الحكومة وأي فرد من أفراد الشعب.

 

ولا تكمن القيمة التاريخية لحركة الهيئة في هذه المطالب الجوهرية فقط، والتي عكست توق شعب البحرين في التحرر من الهيمنة الاستعمارية، وتحقيق الديمقراطية والشراكة السياسية، وإطلاق الحريات العامة، بما فيها الحريات النقابية، وإنما أيضاً في كونها حركة وطنية شاملة، جامعة، غطت البحرين كلها، وفيها تمثلت كافة فئات الشعب ومكوناته، عندما وحدت الشعب، بسنته وشيعته خلف قيادتها، واستطاعت أن تقضي على الفتن الطائفية التي أراد المستعمر إشعالها.

 

إن إحياء ذكرى هذه المحاكمة الجائرة، وتجربة هيئة الاتحاد الوطني بشكل عام ينسجم مع حاجتنا للاستفادة من الدروس الثمينة لهذه التجربة، إن على صعيد تأكيد الوحدة الوطنية للشعب تحت قيادة واحدة تمثل النسيج المجتمعي كاملاً والذي كان في أساس الزخم الكبير الذي اكتسبته حركة الهيئة والتي استمرت لمدة عامين متواصلين، أو على صعيد ألتأكيد على أن نهج المحاكمات الجائرة ونفي القادة والنشطاء الوطنيين عن البلاد، لا يفلح في قمع المطالب المشروعة للشعب في المشاركة السياسية ونيل الحقوق السياسية واطلاق الحريات العامة.

 

إن الفكرة الوطنية المُوحدة ليست ماضياً فحسب، إنها حاجة راهنة شديدة الإلحاح، بعد التصدع الطائفي الذي بلغه مجتمعنا البحريني، والذي يجري الإمعان في تكريسه وتعميقه، وإعاقة أي جهد يساعد في التغلب عليه، عبر إبراز ما يفرق، لا ما يوحد.

 

كما أن العودة للأساليب القديمة في محاكمة النشطاء السياسيين واصدار الأحكام القاسية بحقهم وتجريدهم من الجنسية ونفيهم خارج وطنهم سيزيد من تعقيد الأزمة السياسية في البلد، ويطيل أمدها، فيما المطلوب مغادرة هذا النهج، وفتح الطريق أمام حل سياسي وطني شامل ينهي هذه الأزمة، ويأخذ بالبحرين نحو الاستقرار والتنمية.

 

 

جمعيات التيار الوطني الديمقراطي

جمعية المنبر التقدمي

جمعية العمل الوطني (وعد)

جمعية التجمع القومي

اقرأ المزيد

Progressive Tribune’s greeting for the Holly Christmas & New Year’s eve

In the occasion of the holy Christmas and New Year’s Eve

Progressive Tribune greets you and all progressive parties in the world, and congratulates you with sincere wishes for more success in your journey of struggle to achieve the goals you seek for democracy and freedom

Looking forward a new year that is free from all kinds of oppression, wars, and terrorism

And to be a year of love, peace, and coexistence between nations

Finally .. Please accept our sincere comradeship greetings

اقرأ المزيد

تهنئة المنبر التقدمي للقوى والأحزاب التقدمية بمناسبة أعياد الميلاد وحلول العام الجديد

   بمناسبة حلول أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية وحلول العام الجديد

يتقدم لكم المنبر التقدمي ولكل القوى والأحزاب التقدمية فى العالم

بالتهنئة مع أصدق الأمنيات بمزيد من النجاح والتوفيق فى مسيرتكم النضالية لتحقيق الأهداف التي تنشدونها من أجل الديمقراطية والحرية

متطلعين أن يكون العام الجديد خال من كل أنواع قهر الشعوب ومن الحروب والإرهاب

وأن يكون عام محبة وتعايش بين الشعوب

ختاماً .. تقبلوا مِنّا خالص التحيّات الرفاقية

اقرأ المزيد

تهنئة المنبر التقدمي بمناسبة حلول العام الجديد

بمناسبة حلول العام الجديد

يتقدم المنبر التقدمي لكم ولجميع شعوب العالم

بالتهنئة والأمنيات الصادقة بأن نمضي معاً قدماً بعزيمة متجددة على درب النظال الوطني

متمنين لكم عاماً يرفل بالطمأنينة والسلام ومزيد من العمل من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية وإرساء الوحدة الوطنية

وكل عام وشعوب العالم بمحبة وسلام

اقرأ المزيد

صِيَغ متعددة لما قرأناه… كثير من التأملات… والنظر إلى الكتابة بعين أخرى

«للأشياء أوانها… ما تيسَّر من الأهواء والحواس» لمدن…

الوسط – جعفر الجمري

21 ديسمبر 2016

ينكبُّ الباحث والكاتب البحريني حسن مدن على واحد من المشاريع المُغفلة، على الأقل في منطقتنا، من بين ملامح تلك المشاريع، عدم الخضوع لآليات الكتابة باعتبارها كليشيهات لابد من اعتناقها، وفي الوقت نفسه محاولة فهم مؤدَّيات تلك الكتابة باعتبارها تعبيراً، في جانب من جوانبها عن الآخر، وليست تعبيراً عن صاحبها، وإن أخذت القسط الأكبر من ذلك، إلا أنها تعبير عن الآخر، وليس الآخر بالضرورة هنا المختلف عنك، قد يكون الذي يشبهك طالما أنك تكتب لمتلقين وليس إلى أشباح. وهنالك أيضاً اشتغال على مؤديات القراءة، باعتبارها أحد منابع الوعي وركائزه.

في كتابه الجديد «للأشياء أوانها… ما تيسَّر من الأهواء والحواس»، الصادر عن دار مسعى، و «العنوان للنشر والتوزيع»، يؤسس لوعي بالكتابة من دون تغميض، بما يمتلكه من جمال في الأسلوب وأناقة في العبارة، وتقديم آسر يتخذه مدخلاً للفكرة التي يريد الاشتغال عليها. هو هنا في كتابه الجديد لا ينأى كثيراً عن إصداره السابق «حبر أسْوَد»، وإن كان في الإصدار الذي بين أيدينا يُفرد مساحات أكبر للفكرة، من حيث إشباعها بتناولات، الغالب منها حسي، وقريب من اهتمامات القرَّاء، والبشر عموماً.

ما يُحاول أن يقدمه مدن في كتاب « للأشياء أوانها… ما تيسَّر من الأهواء والحواس»، نظر آخر لما قرأناه ربما. وهو لا يقدم هنا اقتراحاً لكيفية القراءة، بقدر ما يقدم صيغة أخرى لمراجعة ما قرأناه. اقتراح صيَغ لتلك القراءة والنظر إلى الكتابة بعين أخرى، وبمدارك أخرى، ربما فاتتنا، وخصوصاً في القراءات التي لا تنجو من السأم، وإن كانت ممتعة في محتواها. الكتاب أيضاً مليء بالتأملات التي تتعدَّد ضمن فضاءات هي الأخرى متعددة، تبدأ بالقريب منا… الإنساني… الاجتماعي والفلسفي، ولا تنتهي في ثنايا الكتاب بتساؤلات بعضها يمس صلب الوجود ولحظتنا الراهنة.

ألَّا نكتفي بالمباشر مما يقدَّم لنا من أعمال، وبالمناسبة ليس المؤثر والبارز فحسب؛ إلا أن الكاتب في النهاية يقدم مقترحاً، ونظراً آخر يضاف على ما أرادته تلك الأعمال وأصحابها.

ما يجب الالتفات إليه أيضاً أن مدن – مرة أخرى – لا ينأى كثيراً عمَّا قدَّمه في «حبر أسود»، وكأنه هنا يعمد إلى استدراك ما لم يختْره أساساً هناك، وكان حاضراً، بحكم محدودية صفحات أي مطبوع، لكنه هنا يقدِّم لنا بعض المراجعات والمفاهيم بعمق أكبر، وبتأصيل أوضح، من دون أن يمارس أي نوع من الاستعراض المجاني أو الفذلكة، أو التعالي على القارئ. يقدِّمه ما أمسك به من أعمال، ما تمكَّن من نظره إلى بعض المفاهيم والظواهر بأسلوب سهل لا تملك إلا أن تكون في حال انشداد معه.

السيرة الموازية

في «الأشياء التي لم نفعلها»، يكتب مدن: «برواية الأشياء التي لم نحققها يمكن أن نكتب لأنفسنا سيرة موازية لسيرتنا المتحققة. سيرة مفترضة؛ لأن الحياة كان يمكن لها أن تأخذنا نحو هذه السيرة المفترضة، وتجعل منها حقيقة لا افتراضاً أو وهماً أو مجرد رغبة؛ لأن بعض التفاصيل والملابسات الصغيرة أو الكبيرة، كان يمكن أن تغيِّر مسار الحياة برمَّته، أو على الأقل في مفاصل رئيسية من هذا المسار».

الأشياء التي لم نفعلها بتجربة السيرة، لا تبدو تلك الأشياء وكأنها أفلتت منا. السيرة تعمل عملها في تحققها؛ ليس بالضرورة من الشخص نفسه. تتيح السيرة الموازية لبشر آخرين تلمُّس طرق لتحقيق ما أجَّلوه ربما، أو وجدوا فيه عنتاً وطاقة لا يقدرون عليها، وليست متوافرة لديهم.

السيرة ليست سرد حياة؛ إذ تظل في جانب منها سرد حياة هي برسم التأجيل أحياناً، ربما من خلال تخيُّلها، لكن أوانها لم يفت، على الأقل للذين سيجدون في تلك السيرة منافذ وحيلاً لبلوغ ما استعصى عليهم، أو كما بدا أنه عصي على البلوغ.

يقدم لنا مدن قراءة تذهب إلى أبعد من مفهوم تعالجه وتتناوله، أو قضية يفرد لها صفحات عديدة. يقدِّم ما هو أقرب إلى القرَّاء على مختلف مستوياتهم وإدراكاتهم ووعيهم. يدخل الوعي الفردي في تجربة التوحد مع الوعي الجمعي. الاشتغال على المشتركات واليوميات وكل ما هو موضوع درس وتجربة لأي منا، وحتى لأولئك الذين لم يخوضوا الدرس، إلا أنهم يجدون في كثير من صفحات الكتاب فرصة كي يخوضوا تجاربهم الخاصة، إن على مستوى تدارك ما فات من مدِّ وعيهم بكثير من أسباب نضجه واستوائه. ألَّا يكتفوا بظاهر الأشياء وسطحها. أن يتوغلَّوا وبعفوية في الوقت نفسه في تناولهم ونظرهم للظواهر والمفاهيم والأشياء. الأشياء التي لم نفعلها، وتلك التي فعلناها، ولكن ربما بدرجات أقل مما يمكن لنا أن نفعلها.

شبابيك الرجاء

 في تأمل أحوالنا ومصائرنا، قبل تأمل أحوال ومصائر الآخرين، حصانة لنا كي نقترح أساليب واشكالاً من تلك الحياة، تجعلنا في منجاة من الضياع، ومنجاة من الفراغ، ذلك الذي يفتك بالأرواح. والذين يفتقدون لحظات التأمل هم في عنَت وضيق، ذلك أنهم نهب لتلك الحياة التي تحولهم إلى أدوات لتحقيق ما يجعلهم على قيد الحياة فحسب. هل ثمة حياة في تلك النوعية من الحياة أساساً؟ ضمن تلك الفضاءات يضعنا حسن مدن بمراس ودربة ودراية في كتابته «شبابيك الرجاء»؛ حيث يكتب: «من النادر أن تسعفنا الحياة بلحظات للتأمُّل والتبصُّر في أنفسنا، في ما نريد وما لا نريد، في الذي أنجز من طموحاتنا والذي لم ينجز، بل ربما تعيَّن علينا أحياناً أن نصدم أنفسنا بالسؤال القاسي الصعب: من نحن وماذا نريد»؟!

كأن لا شبابيك يمكن لنا أن نطل عليها للنظر إلى تلك الحياة بواقعية وعمق في الوقت نفسها، إلا من خلال التأمل وفحص ما الذي حققناه، وما الذي لم نحققه بعد. مثل تلك المواجهة مع النفس، هي ضرب من ضروب التأمل الضائع والمفقود في زمننا هذا خصوصاً. كأن طبيعة هذا الزمن بوفرة منصات الإشغال والانشغال، تأخذ الإنسان بعيداً عمَّا يمكن أن يحصِّنه، ويفتح له آفاق وأبواب إعادة النظر في تلك الحياة التي اطمأن إلى استوائها، بينما هي ترمي بنا على حدود المكر والوهم. الوهم بأننا استوينا على وجودنا، دون فحص حقيقي لطبيعة ذلك الوجود.

غاليانو وتأملاته

وعن كرة القدم وكتاب إدواردو غاليانو «كرة القدم… بين الشمس والظل»، ذلك الذي تعرفت عليه في أواخر ثمانينات القرن الماضي، ثمة وقوف على الكثير من المتعة والتأملات التي ربما فاتني الوقوف عليها، كما فاتت غيري، ممن فتح أمامه ذلك الكتاب رغبة لا حدود لها في تتبُّع ما تمت ترجمته إلى العربية، ومن بعد ذلك قراءته مترجماً إلى الإنجليزية. يشير مدن في ثنايا وقوفه على إضاءات من الكتاب إلى «قدرة غاليانو على جعل موضوع اللعبة الأكثر شعبية في العالم موضوعاً أدبياً مكتنزاً بالتأملات الذكية والإيحاءات التي لن تنجو من سحرها»، بحيث تذهب إلى اللعبة الشعبية الأولى في العالم بوصفها تجسيراً للعلاقات بين البشر، وبقدرتها على وضع البشر في مساحات من الحياد، وإن كان حياداً مؤقتاً، لكن الزمن كفيل بتعميقه. تلك «الكروية» التي تأخذنا في جانب من التأملات إلى مساحة من التذكير بحقنا الضروري في اللهو، على هذه الأرض التي كثيراً ما تنتزعنا الظروف المحيطة بنا من تلك الحصة، انشغالاً بالدفاع عن الحياة وحقنا في الوجود. اللهو جزء لا يتجرأ من الوجود نفسه، ومن دون ذلك اللهو تعاني الحياة من عطب وإشكال وجودي في الوقت نفسه.

ومن هذا الباب نقف على تأمُّلات مدن، بقدرة عولمتها على إدخالنا في المساحات الفطرية التي كثيراً ما ننسلخ منها، ولأكثر من سبب، من بينها أن البشر حين يكونون مشدودين ومترقبين، ومحاصرين بقلق لانهائي، لا يمكنهم أن يحظوا بمساحة التأمل التي تعمل على ترتيب حياتهم، بمزيد من التأني في مواقفهم ومراجعة أفكارهم.

من الإضاءات والتأملات التي يضعنا أمامها مدن قوله إن «عولمة الكرة توحِّد العالم على أساس فطري – إن جاز القول – وتبرهن أن العالم قادر على أن يتوحَّد من دون إملاء للشروط من طرف على طرف، وأن يدخل في منافسات خاضعة لقواعد متفق عليها تسري على الدول الكبرى، كما تسري على الدول الأصغر».

تلك اللعبة قادرة على أن تمارس تأثيرها بما يتجاوز خريجي كليات العلوم السياسية، وباتوا يترأسون الدبلوماسية في بلدانهم، بمزيد من الشطط، ومزيد من الحماقات، ومزيد من الدفع بالتوتر في العلاقات ليكون هو الثرمومتر الذي يتحكم في القادم من قرارات، وسياسات تأخذ هذا العالم إلى مزيد من العنف، ومزيد من الدفع به نحو محارق لا نهايات لها.

مديح الظل

 تحت عنوان «مديح الظل غير العالي»، فيه استدعاء ليس فقط لكتاب «مديح الظل» للروائي الياباني جونشيرو تانيزاكي، هو يبرز لي مع فارق التلاعب في العنوان، نص «مديح الظل العالي» للشاعر الفلسطيني محمود درويش، على رغم الفارق في المناخات، والفارق في منطلق العملين وطبيعتهما. يقدم مدن مراجعة عميقة، ليس وقوفاً على الكتاب نفسه، بقدر ما هو وقوف على تجليات العمل بالنسبة إليه، والتأملات العميقة التي يقدمها لنا؛ إذ يشير إلى أن تانيزاكي يبرز في كتابه «ما للظل من لذة ومتعة»، مستدركاً «لكن الكتاب ليس عن الظل وحده، إنه عن اليابان، اليابان الأخرى التي لا نعرفها، غير يابان السيارات وأجهزة الفيديو والتلفزيون والكاميرات» في تساؤله «أي منحى سيسلكه الفكر الياباني، لو كان مخترع قلم الحبر يابانياً أو صينياً، أي شكل سيتخذه المجتمع الياباني لو لم يتبنَّ أدوات الغرب»؟

بالوقوف على الأشياء الأليفة، على الزمن نفسه، بقدرته على تصييرنا، وذلك النزوع الذي يكاد لا يفارق الكثيرين، إما حنيناً له، أو تجنُّباً له.

وفيما يتعلق بتانيزاكي فإنه، بحسب مدن «يحاول إحياء عالم الظل الذي نبدِّده حالياً، إحياء تلك الأشياء الأليفة التي تبدَّد، هنا لا يعني إعادتها نمطاً لحياة شقت لنفسها مجرى آخر، وإنما إقامة تلك الجزر الصغيرة من الأشياء الآفلة، ذكرى لعالم يذهب في الماضي؛ حيث ليس بوسعه أن يعود.

«كتاب يضعك أمام مجاميع من الأفكار والرؤى والمفاهيم، يقدمها بأسلوب ممتع وسلس، هو بمثابة نزهة بعضها مُرهق، وبعضها الآخر مليء بالمتعة والتوْق إلى تتبُّع تلك الأعمال لمن لم يقف عليها، وقليلة هي الكتب التي تتيح لك مثل تلك الفرص، اختزالاً للبحث عنها في جهات الله.

اقرأ المزيد

قوى التيار الوطني الديمقراطي: نتائج القمة الـ 37 لمجلس التعاون لم ترتقي إلى مستوى الطموح

دعت إلى اتحاد منبثق من الإرادة الشعبية

قوى التيار الوطني الديمقراطي: نتائج القمة الـ 37 لمجلس التعاون لم ترتقي إلى مستوى الطموح

 

جاءت نتائج قمة مجلس التعاون الخليجي السابعة والثلاثين التي عقدت في البحرين يومي 6 و 7 ديسمبر 2016، مخيبة لآمال المواطنين الخليجيين الذين كانوا يترقبون نتائج إيجابية في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، إلّا أنهم فوجئوا بتواضع ما خلصت إليه القمة باعتبارها لم ترتقي إلى طموحاتهم.

إن جمعيات التيار الوطني الديمقراطي (وعد، التقدمي، القومي) وبعد قراءة وتحليل البيان الختامي للقمة الخليجية والنتائج المعلنة عنها، فإنها تؤكد عل ما يلي:

أولاً: في الجانب الاقتصادي، وبعد إن سجّلت أسعار النفط الذي تعتمد عليه الموازنات الخليجية بنسبة كبرى تراجع حاد على مدار العامين والنصف الماضيين، وبدء اتخاذ إجراءات غير متوافق عليها سياسياً وشعبياً في رفع الدعم عن المواد الأساسية والتخطيط لفرض الضرائب على المواطنين، انزاحت فئات جديدة من الطبقة الوسطى إلى الفئات محدودة الدخل، وزادت أعباء المواطن العادي الذي لم ينعم بحقب الفوائض المالية في السنوات السابقة، ولم يجرى استثمار هذه الفوائض في تنويع القاعدة الاقتصادية وبقت السياسات الاقتصادية لعدة عقود معتمدة على النفط كمصدر رئيسي بأكثر من 85 بالمئة من إيرادات الموازنات العامة لدول المجلس، وهو ما يهدد ببلوغ العجز في الموازنات العامة إلى أرقام فلكية يتوقع لها أن تتجاوز 150 مليار دولار في العام الجاري، ومرجّح لها أن تستمر لسنوات عديدة.

إن قرار زيادة الرسوم واستحداث غيرها وقرار فرض القيمة المضافة على مواطني دول المجلس، لن يؤدي إلى مواجهة العجوزات الكبيرة في الموازنات العامة، بل سيزيد من الأعباء المعيشية على المواطنين، وعلى حكومات مجلس التعاون الخليجي إعادة النظر في هذه الإجراءات والبدء في فرض الضرائب على الشركات وأصحاب الدخول العالية و تحديد الحد الأدنى للأجور ومستوى المعيشة، بما يضمن للمواطن الخليجي الأجر العادل والحياة الكريمة والتوزيع العادل للثروة. كما عليها انتهاج نهج التنمية المستدامة والحكم الرشيد في تنويع مصادر الدخل مع التركيز على التنمية البشرية للمواطن الخليجي.

كما يتوجب عليها إعادة النظر في السياسات السكانية وجلب الأيدي العمالية الأجنبية التي تنتهجها دول التعاون والتي تسببت في تغييرات ديمغرافية خطيرة حولت المواطن الخليجي إلى أقلية في بلاده، واستنزفت طاقاته وقدراته واستحوذت على فرص العمل فزادت البطالة وخلقت منافسات غير متكافئة بين مواطني دول المجلس وبين العمالة الوافدة.

كما تدعو الجمعيات الثلاث إلى ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين حكومات المجلس والقرارات الصادرة عن هيئاته ومؤسساته مثل الجواز الموحد الذي جرى الحديث عن تطبيقه منذ السنوات الأولى لتأسيس المجلس قبل 36 عاماً، والمواطنة المتساوية بما فيها معاملة أبناء دول المجلس في أي من بلدانه الست معاملة المواطن في العمل والسوق الخليجية المشتركة، وتوحيد العملة بما يعزز مكانة اقتصاديات دول المجلس ويحسن شروط بلدانه التنافسية.

ثانياً: في المجال السياسي، لقد خلا البيان الختامي والمداولات المعلنة في القمة من عملية إشراك المواطن في صناعة القرار السياسي والمشاركة الشعبية التي تعتبر حجر الزاوية في الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي، ما يتوجب إعادة النظر في طريقة تشكيل الهيئة الاستشارية لدول المجلس لتكون معبّرة حقاً عن الإرادة الشعبية التي تأتي بانتخاب أعضاء هذه الهيئة وفق آلية يتم التوافق عليها مع مؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية والمجتمعية الفاعلة. كما يجب أن يتزامن مع ذلك توسيع الحريات الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان وتحقيق المواطنة المتساوية والدولة المدنية في المجتمعات الخليجية.

ثالثاً: وفي مجال الوحدة الخليجية ودعوات الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الإتحاد، فمما لاشك فيه أنها تمثل واحدة من أهم مطالب المواطن الخليجي. ورغم إن مسألة الإتحاد وردت في البيان الختامي بصورة عابرة، إلّا أن هذا الهدف الهام والمطلوب شعبيًا ينبغي أن يُبنى على أسس وقواعد متينة لتتوفر له شروط النجاح والاستمرار، وفي مقدمة هذه الشروط أن يوجه الإتحاد لخدمة المواطنين وبالتوافق مع إرادتهم لكي لا يتحول إلى اتحاد فوقي ليس له قاعدة يستند عليها، فضلاً عن ضرورة إشاعة أجواء الحرية والديمقراطية، ولا بد من تحصينه بخطوات إصلاحية على كافة المستويات إلى جانب أن يكون منفتحاً قومياً وأن يكون جزء من الأمة العربية يساهم في منعتها ورقِيّها لمواجهة الأخطار والتحديات المشتركة بعيداً عن الاستقطاب العالمي.

إن جمعيات التيار الوطني الديمقراطي تؤكد على أن التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي هي تحديات كبيرة تحمل في طيّاتها مخاطر جمّة بما فيها تهديدات القوى الإرهابية والتدخلات الإقليمية والأجنبية المرفوضة والمستنكرة من قبلها، الأمر الذي ينبغي أن نواجهها من خلال تحقيق التلاحم الوطني والخليجي الرسمي والشعبي على قاعدة المشاركة الشعبية والإصلاح الديمقراطي والعقد الاجتماعي.

جمعية العمل الوطني الديمقراطي “وعد”

 جمعية المنبر التقدمي

التجمع القومي الديمقراطي

9 ديسمبر 2016

 

اقرأ المزيد

كلمة التيار الوطني الديمقراطي في الذكرى الأربعين لاستشهاد سعيد العويناتي ومحمد غلوم

الأخوة الأمناء العامين لجمعيات التيار الوطني الديمقراطي ..

الأخوة والأخوات رفاق وأصدقاء الشهيدين

الأخوة والأخوات الحضور .

اسعدتم  مساءاً

منذ أربعين عاماً ونحن نُحيِي هذه الذكرى ليكون الشهيد محمد غلوم والشهيد سعيد العويناتي وقبلهم وبعدهم الكثير من الشهداء الذين قدمهم شعبنا قرابين فداء في مسيرة نضاله الوطني الديمقراطي من أجل أن نعيش في وطن تسوده  الحرية والعدالة والمساواة وتكون فيه إرادة الشعب هي العليا في تحقيق أحلامه (وأن نعمل معاً من اجل تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والعادلة قوامها دولة المواطنة وعدم التمييز والديمقراطية الحقيقية)

منذ أربعين عاماً تعوّدنا جميعاً أن نُحيِي هذه الذكرى ليكون الشهداء حاضرين معنا ويكونا شهداء وشهود على ما نبذله نحن رفاقهم وأصدقاءهم من خطوات وأفعال تعبر عن ما ائتمنونا عليه في مواصلة الطريق النضالي الذي استشهدوا من أجله .. فهل نحن على العهد سائرون؟؟

في هذه الذكرى يحق للشهداء ان يُسائِلونا جميعاً عن ماذا فعلنا و الى أين نحن سائرون؟ لاشك بأن الشهيدين ونحن معهم كنا نحلم في بناء الوطن السعيد الذي لا يرجف فيه الأمل. وكنا نحلم في إرساء أسس الحرية والعدالة والمساواة بين كافة ابناء الوطن والسير معا في تعزيز مكانة الوحدة الوطنية والتأخي والتعاون بين كل مكونات المجتمع من أجل بناء هذا الوطن .

أيها الأخوة . . إن شهدائنا حين قدّموا أرواحهم فِداءً لتحقيق هذه الأهداف لم يكونا يعبأون بما ينثر حولهم من بذور الفتن الطائفية والتحارب بين قوى المجتمع. بل كانوا يزرعون الوعي لكيف أن نكون كتلة وطنية عابرة للطوائف وأن نكون تقدميون وطنيون مدركين لواقعنا الاجتماعي دون أن تغرّنا أفكارنا إلى نكران أفكار الآخرين ونصبح بذلك من العدميين .!!

لقد علّمنا الشهداء أن نكون مخلصين لأفكارنا وأكثر من ذلك أن نكون مخلصين للوطن وأن نذود بالنفس في الدفاع عن قضايا شعبنا ونقف مع مطالبه الوطنية المحقة نابذين العنف ورافضين له بشتى أشكاله ومن أي جهة كانت لا سيما رافضين له لأن يكون وسيلة في وضع الحلول لمشاكل الوطن .

أيها الأخوة والأخوات. .

إننا في الوقت الذي نُحيِي ذِكرى أحبة لنا قضى نحبهم وهم يحملون شعلة التغيير والإصلاح للوطن وكلنا نتذكر كيف كان الوضع السياسي بعد هجمة أغسطس وحل البرلمان عام 1975. وكيف كان للشهيدين ورفاقهم في الحركة الوطنية الديمقراطية من دور في وأد الفتنة وصون الوحدة الوطنية وتكثيف الجهود من أجل توحّد كلمة الشعب ضد قانون أمن الدولة والمطالبة بعودة الحياة البرلمانية والدفاع عن المعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم وكثير من المطالب الشعبية التي توجس الحكم حينها من تنامي الوعي بمشروعيتها وتأثيراها. حتى جاءت الكارثة بفعل جريمة اغتيال المرحوم عبدالله المدني فكانت الفرصة الذهبية لأجهزة المخابرات بقيادة سيء الصيت هندرسون لاطلاق العنان لمخططاتها الأمنية لتمزيق الوحدة الوطنية ودق اسفين الخلاف بين القوى الإسلامية والديمقراطية وقد وظّفت ضعاف النفوس لتسويق هذا المخطط عندما أقدمت على شن حملاتها القمعية ضد القوى الوطنية وكوادرها ومناصريها الفاعلين على الساحة السياسية، وعلى رأسهم الشهيدين. واليوم عندما نستذكرهم بمثل هذه الذكرى نستحضر معهم المثل والدور الوطني في رفع مطالب الشعب من أجل إطلاق الحريات والعدالة والمساواة وحق ممثلي الشعب في المشاركة الحقيقية في اتخاذ القرار، تلك المطالب التي مازالت قائمة وتهم كل افراد المجتمع دون أن تلقى أي اعتبار أو تقدير من الجانب الرسمي. ولعله من المعيب ما نلاحظه اليوم في تعمّد نفس القوى التي ارتضت لنفسها أن تكون خادمة لتنفيذ مخطط ضرب القوى الديمقراطية في عام 76 والتي راح ضحيتها الشهيدين والعشرات من المعتقلين الذين تعرّضوا لأبشع أنواع التعذيب أن ينبروا مرة أخرى في محاولة التذكير بنفس الأجواء التي سادت تلك الهجمة في تغذية النعرات الطائفية ودق اسفين الخلاف بين مكونات الشعب من قوى سياسية إسلامية وديمقراطية التي توافقت وتعاونت على الاستمرار في رفع راية مطالب الشعب وضحّت بالغالي والنفيس من أجل تحقيقها. داعين أهل العقل في هذه الجماعات بدلا من تبنّي ما روّجته لهم أجهزة الاستخبارات آنذاك في كيل الاتهامات جزافاً والتي لا تستند إلى واقع وحقيقة الجريمة في شيء من الوعي الوطني – ندعوهم اليوم بأن يضعوا يدهم في يدنا من أجل المطالبة بإعادة الاعتبار للشهيدين أولاً، ولكل من برّأهم القضاء من فعل الجريمة ثانياً، ولكل من تعرّض للاعتقال والتعذيب في تلك الحقبة، والمطالبة بالشروع في تطبيق عملية العدالة والإنصاف وجبر الضرر عن كل من تعرّض للاضطهاد والقمع من أبناء الشعب في الحقب السياسية المختلفة.

أمّا نحن في قوى التيار الديمقراطي الذين نحتفل اليوم بذكرى شهيدينا محمد غلوم وسعيد العويناتي وكما ذكّرنا في المرات السابقة .. لا يكفي أن نستحضر روح الشهيدين من دون ان نفرحهم بإنجاز ما قد حقّقناه من أمنياتهم.

سأترك أمر سرد الذكريات الجميلة مع الشهيدين وسرد مناقبهم النضالية والبطولية أحبتي من رفاق الشهيدين الذين حتماً سيقومون بالواجب ..

إلّا إنني وبالنيابة عن رفاقي رؤساء وأعضاء جمعيات التيار الديمقراطي اسمحوا لي أن أختم كلمتنا في هذه الذكرى بما اودعه الشهيدين من أمانة في عنقنا جميعاً بأن نترفع على كل خلافاتنا التاريخية التى اتعبتنا جميعاً وأثبتت التجربة النضالية لكل فصيل منا بأننا في أشد الحاجة إلى توحّدنا في تقوية التيار الديمقراطي ليلعب دوره التاريخي في بناء الوطن واجراء التغيير المنشود لتحقيق دولة الإصلاح والتقدم من خلال الدولة المدنية الديمقراطية التي تتساوى فيها الحقوق والمواطنة وتتحقق فيها العدالة والمساواة والكرامة لكافة أبناء الشعب وتمكين الشعب من المشاركة الحقيقية في اتخاذ القرارات المصيرية.

أمام الوفاء بهذه الأمانة .. فهل لنا أن نستحضر شهداؤنا في مثل هذه المناسبات بالإضافة إلى كونهم “أحياء عند ربهم يرزقون” بأن نستحضرهم معنا كشهداءً وشهود على ما نحن عازمون عليه في توحيد الصفوف من أجل خدمة الشعب والوطن؟.

فليكن شهداؤنا شهود علينا في تحقيق أحلامهم.

 وفي هذه المناسبة الجليلة نؤكد على التالي

أولاً: إنّ القوى السياسية في مرحلة اغتيال عبدالله المدني رحمه الله قد أعلنت بوضوح بأن نضالها السياسي هدفه تحقيق مطالب شعبية واضحة ولم تكن ضمن استراتيجتها عمليات الاغتيال وخاصة للمختلفين فكرياً وسياسياً معنا

ثانياً: نطالب بفتح ملف اغتيال المدني ومحاسبة من اغتال في السجون الشهيدين محمد غلوم والعويناتي وكشف قبر الشهيد بوجيري الذي دفن بتهديد لوالده بان لا يعرف أحداً مكان دفنه والبدء في عملية العدالة الانتقالية وانصاف ضحايا التعذيب والاستشهاد أسوة كما حدث في المغرب وجنوب افريقيا وإيرلندا كخطوة نحو المصالحة والاعتذار عن جرائم مُورِسَت بحق كوكبة من شعبنا من حقنا جميعاً أن نريح أرواحهم المعذّبة ويتم انصافهم وتعويضهم معنوياً أولاً ومادياً.

ثالثاً: كل شعوب العالم المناضلة والتي قدمت مئات الشهداء من أجل الحرية والاستقلال والعدالة والمساواة تحتفي بهؤلاء الشهداء ليبقوا خالدون في وعي وأذهان الأجيال الجديدة والشابة ولذا نتطلع إلى تقدير شهداء الوطن عبر يوم وطني للشهداء وتسمية شوارعنا باسماؤهم وتدريس نماذج من الشهداء لجيلنا الصاعد في المناهج الدراسية

المجد والخلود للشهيدين محمد غلوم وسعيد العويناتي ولكافة شهداء الوطن الذين سقطوا في كافة مراحل النضال الوطني من أجل نيل الحرية والكرامة ومن أجل العيش في وطن سعيد لا يرجف فيه الامل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

اقرأ المزيد

تهنئة المنبر التقدمي للحزب الشيوعي العراقي بمناسبة انعقاد المؤتمر العاشر للحزب

الرفاق الأعزاء المندوبون إلى المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي الشقيق

 

يسرني باسمي شخصياً وباسم اللجنة المركزية لمنبرنا التقدمي في البحرين ومكتبها السياسي، وجميع أعضاء ومناصري تنظيمنا أن أتوجه اليكم بأحر التحيات والتهاني بمناسبة انعقاد المؤتمر العاشر لحزبكم المناضل، حزب الشهداء والتضحية، متمنين له من كل قلوبنا الموفقية والنجاح في تحقيق أهدافه، وأن يخرج بالقرارات والخطط التي تعزز من مكانة حزبكم في الحياة السياسية وفي المجتمع العراقي، ودوره في انجاز المهام الماثلة أمامكم، في ظل الظروف البالغة التعقيد والتشابك التي يمر بها العراق، بالتزامن مع المعركة الباسلة للقوات العراقية لتحرير مدينة الموصل ومحافظة نينوى ومناطق اخرى من داعش وارهابه.

إن برنامج حزبكم وخطه السياسي ومجمل مواقفه ومبادراته تستجيب لحاجات وتطلعات العراقيين في التصدي للتحديات الكبرى التي يواجهونها، في التخلص من تبعات الغزو والاحتلال وتركتهما الثقيلة، ومخلفات النظام الدكتاتوري، وطبيعة نظام الحكم ومنهجه الذي يعتمد المحاصصة الطائفية – الاثنية، وتغليب الهويات الفرعية على حساب المواطنة العراقية الجامعة، وتعمق الطابع الريعي للاقتصاد الوطني واعتماد المنهج النيوليبرالي في الاقتصاد المعادي لمصالح الطبقات الكادحة.

وننظر بعين التقدير الكبير للدور الذي يضطلع به الشيوعيون العراقيون في الحراك المدني، ضد الاصطفافات الطائفية واستشراء فساد النخبة السياسية الممسكة بمقاليد الأمور في البلد، ونثق في أن قرارات مؤتمركم ستؤدي إلى إدامة زخم الحراك المدني والشعبي، وتوسيع صفوف المشاركين فيه، الى جانب تحشيد القوى في كتلة مدنية واسعة.

في هذه المناسبة اسمحوا لنا أن نعبر عن اعتزازنا بالعلاقات الرفاقية الوطيدة بين حزبينا، والتي يعود تاريخها لعقود مضت، حيث ناضلنا وما نزال نناضل سوية من أجل أهداف شعبينا وتطلعاتهما في الديمقراطية والعدالة والتقدم الاجتماعي، وضد المكائد الامبريالية والرجعية، والمناهج الطائفية المفتتة للمجتمعات، وأن نؤكد لكم حرصنا على استمرار وتوطيد عملنا الرفاقي المشترك في التصدي للمهام الماثلة أمامنا معاً، وتنسيق جهودنا في إطار الأسرة الشيوعية والتقدمية في المنطقة والعالم.

خليل يوسف

الأمين العام للمنبر التقدمي

اقرأ المزيد