المنشور

كيف نحول الحوار الوطني‮ ‬إلى حقيقة فاعلة؟‮ (٢)‬

هل‮ ‬يوجد لدينا خيار مختلف عن خيار الديمقراطية وهي‮ ‬تنمو،‮ ‬وتتطور وتنمية متراكمة‮ ‬يشعر الفرد بمؤثراتها الحياتية ويلمس معطياتها‮ ‬يوما اثر‮ ‬يوم؟ لهذا علينا أن نؤمن بأن خيارنا الحقيقي‮ ‬هو تلك الحقيقتين المتداخلتين السياسية والاجتماعية اللتين حملهما لنا المشروع الاصلاحي‮ ‬رغم كل العثرات ولم نكن جميعنا راضين عنها،‮ ‬ولكننا واصلنا نقدنا وملاحقتنا لترسبات ومتبقيات تلك الترسبات المحيطة بجسد وداخل الدولة والمجتمع نتيجة فضاء وهوامش الديمقراطية‮. ‬وليس بإمكان أي‮ ‬دولة أو مجتمع اجتثاث جذوره بالسهولة المتخيلة،‮ ‬وإنما بوضع مناهج وأسس للتغيير فهي‮ ‬سبيلنا التاريخي‮ ‬الوحيد وعلى طرفي‮ ‬الصراع في‮ ‬الدولة والمجتمع التكاتف حولها،‮ ‬وإلا ستفرز عملية التجاهل والتغافل عنها ظواهرها الشرسة التي‮ ‬من أبرزها الطائفية؛ ففيها دمار الطرفين فخطر الطائفية لا‮ ‬يعرف أحدا عندما‮ ‬ينفجر كالشيطان ويبلغ‮ ‬العنف فيه التدمير الجامح دون توقف وبروح عصبية عمياء‮. ‬سبيلنا التاريخي‮ ‬الوحيد أن نمسك بخيطنا الأساسي‮ ‬لنمضي‮ ‬في‮ ‬مواجهة الماضي‮ ‬المظلم من أجل حياة أفضل،‮ ‬وقد قدمها الإصلاح كمنفذ للسيطرة على الاحتقان في‮ ‬خطوته الأولى،‮ ‬ثم الخروج من دائرة النفق والدخول في‮ ‬مربع أوسع من الحياة السياسية والديمقراطية حلقتنا الجديدة بدائرة أعمق تحقق نجاحها التنمية الحقيقية للمجتمع وبصورة عادلة‮.‬

الانتقال من البؤس‮ ‬إلى تنمية محسوسة
ولكي‮ ‬تتجنب الدولة والمجتمع حالة الانفجار الدائم والصدام العنيف؛ فلا بد من تنمية عاجلة وصادقة ومحسوسة وقائمة على برنامج تنموي‮ ‬فاعل تحققه الثقة والشروط الملموسة من أهمها مسألة التمييز الاجتماعي‮ ‬وبعضها قد‮ ‬يصطدم مع جزء من ثقافتنا ونهجنا الحياتي،‮ ‬وهو شرط ضروري‮ ‬لتحقيق تنمية أفضل لتوزيع الثروة والدخل الوطني؛ فلا‮ ‬يمكن أن تتسارع الحلول في‮ ‬ظل وضع ديمغرافي‮ ‬أسرع مما نتصور،‮ ‬فثقافة القرية البحرينية‮ – ‬دون استثناء‮ – ‬بل ومدنها تحتاج إلى تنظيم النسل فوحده‮ ‬يساعد على تحسين التنمية من نواح عديدة‮. مثل هذا الشرط لن‮ ‬ينجز ما لم تساهم في‮ ‬برنامجه أطراف عدة لكي‮ ‬ينجح في‮ ‬إقناع الناس بأن جزءاً‮ ‬من رفاهية الفرد وتحسين خدماته أيضا هو ذلك الاخطبوط السكاني‮ ‬لثروة نفطية متآكلة،‮ ‬فلن تنجح برامج تخطيط وتنمية سليمة دون تعاون الأطراف جميعها باعتبارها حلقة واحدة،‮ ‬وعلى رأس تلك الحلقة الدولة ورجال الدين،‮ ‬فلدى كل منهما عوامل تأثير كبيرة في‮ ‬الوعي‮ ‬الاجتماعي‮ ‬وفي‮ ‬شكل الإنفاق والتوزيع وسد ثغرات مستفزة في‮ ‬ظرف سياسي‮ ‬حساس‮ ‬يعزز روح الطائفية بدلا من مكافحتها مهما حاولنا التبرير والتقليل من المخاوف المؤثرة‮.‬

‮ ‬مما نخاف في‮ ‬الداخل؟
يبدو سؤالنا واضحا وبسيطا،‮ ‬ولكنه من المختلف الإجابة عليه‮. ‬ربما ظواهر عدة تولد أحزمة التفخيخ والانفجار الاجتماعي‮ ‬كالفقر والبطالة والطائفية،‮ ‬أما المناهج والسلوكيات الأخرى كالفساد المالي‮ ‬والإداري؛ فإن السيطرة عليهما أسهل طالما وجدت الإرادة الصادقة والمستمرة في‮ ‬ملاحقة الحيتان وليس الأسماك الصغيرة‮. ‬تبقى عناصر تفرز وتؤثر في‮ ‬بعضها البعض‮.. ‬فالبطالة عنصر متداخل مع حالة الفقر،‮ ‬فكلما زادت البطالة تعمقت ظاهرة الفقر،‮ ‬وكلما تمت مكافحة تلك الظاهرة تراجعت نسبته،‮ ‬هذه المعادلة سهلة في‮ ‬علم الاقتصاد ولكنها صعبة في‮ ‬واقع حياة تتخللها ظواهر فاسدة،‮ ‬لهذا تتكاثر وتتعمق ظواهر أخرى كالجريمة وتستعيد نفسها شبح الطائفية فهل بالإمكان تجنب هذا الخطر الداخلي‮ ‬المتضخم كالسرطان القاتل؟ ‮ ‬الإجابة نعم متى ما رغبنا في‮ ‬بناء شراكة حقيقية في‮ ‬وطن‮ ‬يقدم لكل أبنائه شعورا بالمواطنة والانتماء ولِولاء واحد ولمرجعية واحدة لا تعلو عليها مرجعيات سياسية أخرى هما الدستور وشرعية الحكم التي‮ ‬قبلت كل أطراف الخلاف بمرجعيته وأقسمت على صونه‮. ‬ومن دون أن نقتل الطائفية من مهدها فان المخاوف ستبقى كابوساً‮ ‬ليلياً‮ ‬دائماً‮ ‬للأمن الاجتماعي‮ ‬والتنمية وكل مشروع إصلاحي‮ ‬يرغب بنقل البحرين نحو ألفية أكثر استقرارا من الماضي‮ ‬المزدحم بالاحتقانات والصدام والألم‮.‬

صحيفة الايام
30 مارس 2008

اقرأ المزيد

هل أزفت لحظة الحقيقة بالنسبة للاقتصاد العالمي؟

على مدى حوالي عقدين ظل الاقتصاد العالمي، وفي القلب منه الاقتصاد الأمريكي، أكبر الاقتصادات العالمية حجماً وتأثيراً في مسار الدورة الاقتصادية العالمية، ظل يتمتع بفترة من النمو الإيجابي المتصاعد، وينعم في ذات الوقت بمعدلات تضخم منخفضة للغاية، وإن حصل بعض التراجع خلال هذه الفترة فإنه كان طفيفاً سرعان ما يتغلب عليه الاتجاه الصعودي. إلا أن هذا سوف يتغير منذ الآن، خاصة بالنسبة لاقتصادات الدول المتقدمة، بل إن الاتجاه الهبوطي قد بدأ فعلاً. ولعل أزمة الرهونات العقارية التي أشعلتها كبريات المؤسسات المالية الأمريكية، متوسطها وصغيرها، وتورطت فيها قريناتها الأوروبية، هي القشة التي قصمت ظهر البعير الأمريكي الذي بدأت ملامح الكهولة تظهر على قسمات وجهه نتيجة للطبيعة المقامرة للرأسمالية الأمريكية (Gambling Capitalism) التي وصل بها الأمر حد المتاجرة بسندات الرهن العقاري بطريقة التظهير (Endorsement) اللانهائية، وبما يشمل ذلك سندات هذه الرهونات غير المسنودة، وحولت بورصات الأسهم العالمية إلى صالات للمقامرة بأوراق يفترض إن قيمتها مرتبطة بالموقف المالي للشركات والمؤسسات المصدرة لها ومعدل نموها الذي يستحيل أن يقاس على أساس يومي لكي يتم تبرير تداول أسهمها يومياً صعوداً وهبوطاً بأسعار تفوق بكثير قيمتها الحقيقة وحتى المستقبلية المفترضة في ضوء البيانات والمعطيات المتوفرة، حتى صارت قيمة أسهم الشركات والمؤسسات المدرجة في البورصات العالمية تفوق ثلاث مرات القيمة الحقيقية لمخرجات القطاعات الاقتصادية العالمية. فالاقتصاد الأمريكي الذي يشكل حوالي ثلث حجم الاقتصاد العالمي يعاني من تداعيات الفساد والتلاعب المحاسبي لعديد الشركات والبنوك الكبرى التي استهوتها لعبة المقامرة البورصوية في السوقين الأوَّلي والثانوي (ابتداءً من إنرون للطاقة و’الويرلد دوت كوم’ وليس انتهاءً بمقامرات الرهن العقاري الأخيرة)، ومن تبعات هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، ومنها خاصة التورط العسكري في أفغانستان والعراق، وارتفاع أسعار النفط منذ 4 سنوات (ارتفعت الأسعار في سنة واحدة فقط (من فبراير 2007 إلى فبراير 2008 بنسبة 100٪، من 50 دولاراً إلى مائة دولار)، وتقلص مرونة سوق العمل وطاقتها الامتصاصية (Absorption)، وجنوح الشركات نحو إعادة الهيكلة وضغط النفقات، وتدهور أسعار أسواق العقار في الدول المتقدمة، وتأثير ذلك على قدرة القطاع المصرفي والمالي على منح القروض البينية طويلة الأجل (Interbank transactions) لاستخدامها في إعادة إقراض الزبائن بقروض قصيرة الأجل، وذلك نتيجة لأزمة الرهن العقاري التي بدأ يتضح عمقها وحجمها مع الأيام وتراجع مستوى الثقة داخل القطاع ما اضطر البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفدرالي) لضخ 147 مليار دولار في النظام المالي لتوفير سيولة التمويل اللازمة لانتظام العمل والنشاط التمويلـي، والبنك المركزي الأوروبي الذي ضخ 23 ملياراً وبنك إنجلترا الذي ضخ 5 مليارات دولار. الأهم في كل ذلك هو إدمان الولايات المتحدة على الإنفاق الاستهلاكي، فهذه البلاد تنفق أكثر مما تكسب دخلاً، وبما أنها قوة استيراد عالمية كبرى فإن دخولها رسمياً في مرحلة الركود في صورة ارتطام شديد، سوف يُسمع صداه لدى كافة الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في كافة أرجاء العالم. الاستهلاك ليس هو الإدمان الوحيد الذي استمرأته الولايات المتحدة وتجاوزت به دخلها المتاح).
 
صحيفة الوطن
29 مارس 2008

اقرأ المزيد

خلط الأوراق في موضوع العمالة الأجنبية(3-3) … الدفاع عن حقوق عمّالنا وحقوق “عمّالهم”

اتحاد عمّال البحرين بدأ يعيد إنتاج خطأه الرئيسي بخطأ أكثر حماقة. كان من المفترض أنْ يدرك الاتحاد أنّ عليه الدفاع عن جميع العمال بحرينيين وغير بحرينيين معا. هناك تجربة ثرية من تاريخ الحركة العمالية البحرينية في عقود السبعينات في تعاضد وتلاحم المطالب العمالية بمختلف قطاعاتها. نحن نواجه ظرفا الآنَ يتميز بوجود أربع فئات عمالية مختلفة وغير متكاملة : العمّال البحرينيون في قطاع الشركات المشتركة ( ألبا – بابكو -.. الخ ), العمال البحرينيون في شركات القطاع الخاص – الموظفون البحرينيون في القطاع العام _ وأخيراً العمالة الأجنبية في مواقع عملها كافة. الاتحاد العام لعمّال البحرين عليه التصدّي لمهمة توحيد الصفوف العمّالية بالربط الحكيم بين مختلف هذه الفئات . الموقف الراهن تجاه العمالة الأجنبية يعكس إلى حد ما، ذهنية التردد المستمرة لقيادة الاتحاد في التبني الفعّال والصلب لمطالب العمّال كما يعكس الفجوة التي يعانيها الاتحاد من ضعف صلاته مع القواعد العمالية الأجنبية. ويمكن تفسير ذلك إلى حد ما، بأسباب موضوعية تتجسّد في نسب البحرنة المتدنية للشركات التي أضرب عمّالها الأجانب. إنّ تكرار تصريحات لقادة الاتحاد بأن الإضرابات الأخيرة “ مخطط لها سلفا وتعمل ضمن خطة محددة “ تعكس هاجساً سياسيا ذا علاقة بالهوية القومية أكثر من الهوية العمّالية . وهذا أمر يحدث عادة عندما تضعف الصلات العمّالية بين المواطنين والأجانب لتعلو عليها روابط محكومة بطبيعة الثقافة السائدة في المجتمع سواء أكانت ذات جذور قومية أم دينية أم غيرها. ما نشهده الآنَ يعكس نتائج هشاشة الارتباط في المصالح النقابية بين العمّال الأجانب والمواطنين ودعم الخطاب الرسمي على صورة تصوير العمالة الأجنبية بالخطر المنظم سلفا سيزيد من ابتعاد الاتحاد عن العمالة الأجنبية. استغلال موضوع العمالة الأجنبية في معارضة التعددية النقابية التي تدعمها مواثيق منظمة العمل الدولية هو استغلال سياسي غير حكيم للغاية.ماذا سيحدث إذا تشكلت نقابات عمالية فعالة للعمّال البحرينيين خارج نطاق الاتحاد العام لعمّال البحرين ؟! هل سنتهمهم بالعمالة للخارج ؟! هناك خلاف عمالي محتدم الآنَ بين نقابة ألبا والاتحاد العام على سبيل المثال, فلماذا نخلط الأوراق بتشويه المواقف بإقحام الإضرابات العمّالية الأجنبية في هذا الموضوع ؟ مَنْ سيستفيد في النهاية ؟

صحيفة الوسط
29 مارس 2008

اقرأ المزيد

ولادة «الثقافة الشعبية«

أخيراً شهدت الساحة الثقافية في مساء يوم الخميس الموافق 20 مارس 2008 بفندق الريجينسي ولادة مولودة عزيزة غالية طال انتظارها هي مجلة “الثقافة الشعبية” الفصلية العلمية المتخصصة في التراث الشعبي والتي تحمل شعار “رسالة التراث الشعبي من البحرين الى العالم”، علماً بأن المجلة تصدر بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي، وتحظى بدعم وتشجيع من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ويدير تحريرها نخبة متميزة من الباحثين والكتّاب وفي مقدمتهم الاستاذ علي عبدالله خليفة رئيس تحرير المجلة، هذا بالإضافة الى هيئة علمية وأخرى استشارية تضم في صفوفهما أيضا نخبة متميزة من الباحثين والكتّاب من ذوي التخصصات والاهتمامات التراثية الشعبية والمنحدرين من البحرين وعدة بلدان عربية وغير عربية، بما يكسب المجلة ليس طابع التنوع في مجالات التراث الشعبي على الصعيدين المحلي والعربي فحسب بل على المستوى العالمي، وليضفي هذا التنوع بذلك سمة إنسانية عالمية للتراث الشعبي كتراث حضاري عالمي مشترك متفاعل ومتداخل لا تراث متشرنق ومغلق على ذاته، ودونما إغفال لما يفسحه هذا المنبر الإعلامي من فرصة ذهبية لإبراز تراثنا الشعبي بحرينياً وخليجياً وعربياً على الصعيد الدولي وذلك من خلال الدور المأمول المنتظر أن تلعبه الثلة البحرينية والعربية التي تتولى إدارة المشروع وحيث اختيرت البحرين مقراً إقليمياً لمنظمة الفن الشعبي. ولقد كان الحفل الذي شهد ولادة العدد الأول بهيجاً ومتميزاً بحق يعكس الجهد الكبير الذي بُذل في الإعداد له وتنظيمه، كما يعكس في ذات الوقت جدية وتصميم القائمين على المشروع نحو إنجاحه لتظهر المجلة وتصدر بانتظام بالشكل الذي يليق بها وبمكانتها المأمولة. فقد غصت قاعة الرفاع بالريجينسي بالمدعوين من مختلف فئات الوسط الثقافي والعلمي. وجاءت فقرات الحفل منظمة بعناية فائقة، وقد تناوب على إلقاء كلمات مهمة ومعبرة ومؤثرة حول المشروع كل من الاستاذ علي عبدالله خليفة مدير عام المجلة ورئيس تحريرها، والعالم السوسيولوجي اليوناني نيوكليس ساريس، والدكتور محمد عبدالله النويري منسق الهيئة العلمية ومدير التحرير، والدكتورة نورى الهدى باديس رئيسة إدارة البحوث الميدانية بالمجلة. أما المولودة نفسها المحتفى بها “الثقافة الشعبية” فقد جاءت جميلة جذابة مكتملة الوزن والنمو في حلة قشيبة. والأهم من شكل المجلة محتواها الذي زخر بدراسات وبحوث قيمة مفيدة تليق بهذا الإصدار الأول والسمعة المرجوة للمجلة، ومن أبرز هذه البحوث والكتابات: كلمة هيئة التحرير خطوة في الحُلم، وتوثيق التراث الشعبي العربي للدكتور مصطفى جاد (مصر)، ومظاهر التمييز ضد المرأة في الحكاية الشعبية لبريتاني مغواير، ترجمة عبدالقادر عقيل (البحرين)، والمعتقدات الشعبية وجذور ظاهرة السحر للدكتور صبري حماد (العراق)، واحتفالات الخاصة في بلاد الطوارق لمريم بوزيد (الجزائر)، ونماذج من أهم أشكال الرقص الشعبي العربي لحسام محسب (مصر)، واندثار الفنون الموسيقية البحرية من الواقع الفني الخليجي لصالح حمدان الحربي (الكويت)، والشعر النبطي في الجزيرة العربية والخليج (من شاعر القبيلة الى شاعر المليون) لعلي عبدالله خليفة (البحرين)، والجارحي.. صانع الفخار وسلطان المتصوفين لأشرف عويس (مصر)، والهجرة في الأغنية الشعبية النسوية اليمنية لأروى عثمان (اليمن)، ومنتدى (الثقافة الشعبية) حوار حول: التراث الثقافي غير المادي.. مصطلحا خلافيا (ابراهيم غلوم ــ احمد مرسي ــ حصة الرفاعي ــ سعيد يقطين ــ سيد حامد)، والبشت.. سيرة خيوط الذهب لحسين المحروس (البحرين)، وفن صياغة وصناعة الحلي الشعبية الفلسطينية لنيران كيلانو (العراق)، ودراسات حديثة في الثقافة الشعبية، وجمعية التقنيات القروية للمتوسط لنرجس العلاوي (الجزائر)، والمنز.. سرير الطفل لنسرين رضي (البحرين)، كما أفردت المجلة قسما لتلخيص مواد العدد بالإنجليزية قام بإعداده كل من محمد الخزاعي وعبدالفتاح جبر. كما أفردت قسما آخر لتلخيص مواد العدد بالفرنسية قام بإعداده كل من عبدالله الحيدري وكمال الذيب ومهدي الجندوبي. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فلقد كان لافتاً في حفل التدشين، التلاوة الرائعة المتميزة للذكر الحكيم التي استهل بها الحفل للمقرئ الموهوب الطالب حبيب عبدالنبي (15 عاماً) حيث لاقت تلاوته إعجاب وانبهار جميع الحاضرين، وكذلك الأسلوب المتميز الذي امتازت به عريفة الحفل الشابة زينب مكي والتي قدمت فقرات الحفل باللغتين العربية والإنجليزية. وكانت لفتة جيدة تليق بالمناسبة دعوة فرقة البحرين للفنون الشعبية بقيادة الفنان جاسم الحربان لتقديم بعض عروض فنونها الشعبية في الموسيقى والرقص الشعبي، وحيث سبق ذلك اطلاق الموقع الإلكتروني للمجلة. وإذ نهنىء جميع القائمين على هذا المشروع الثقافي المهم وعلى رأسهم الأخ علي عبدالله خليفة وكل من ساهم فيه وفي إصدار العدد الأول.. نتمنى لهذه المجلة الوليدة اطراد التقدم والنجاح.. وكل عام وأنتم بخير.
 
صحيفة اخبار الخليج
29 مارس 2008

اقرأ المزيد

المثقفون‮ ‬يتكلمون ولا‮ ‬يقرؤون

مهما اختلفنا مع الاستنتاج النسبي‮: ‬المثقفون‮ ‬يتكلمون ولا‮ ‬يقرؤون فان هذا الرأي‮ ‬في‮ ‬عالم القراءة‮ ‬غذاء الروح والعقل‮ ‬يلامس الحقيقة رغم القراءات العديدة والمتنوعةالتي‮ ‬يمتاز بها بعض المثقفين في‮ ‬البحرين وخاصة اولئك الذين لهم اسهامات ادبية وفنية وعلمية وتراثية،‮ ‬وكذلك الذين لهم اهتمامات المتابعة والمطالعة والبحث من ذوي‮ ‬التخصصات الاكاديمية‮.‬ وبالتالي‮ ‬فاذا كان هذا الاستنتاج مقتصرا على المثقفين الذين طلقوا القراءة بالثلاث ونقصد قراءة المطبوعات الورقية فانما هذا الحكم‮ ‬يفتقد الى الدقة والموضوعية؛ لان هناك وفي‮ ‬ظل ثورة المعلومات وسيلة حديثة اخرى للقراءة‮ “‬كالانترنت‮” ‬تلك الشبكة المعلوماتية العملاقة التي‮ ‬تحتوي‮ ‬على كل ما هو جديد وحديث في‮ ‬عالم المعرفة،‮ ‬ناهيك عن القنوات الفضائية المتخصصة،‮ ‬ولكن هل هذه الوسيلة تحل محل الكتاب الورقي‮ ‬فهذه قضية اخرى شغلت بال الكثير من المثقفين والقائمين على الثقافة ليس في‮ ‬البحرين فقط وانما ايضا في‮ ‬العالم العربي‮ ‬الذي‮ ‬يعتبر في‮ ‬اسفل القائمة على مستوى القراءة‮!!‬ في‮ ‬السابق رغم الظروف الحياتية الصعبة ورغم الانشغالات اليومية لتأمين لقمة العيش كانت القراءة في‮ ‬عقدي‮ ‬الستينيات و السبعينيات تعيش عصرها الذهبي‮ ‬وكان المثقف البحريني‮ ‬قارئ من الدرجة الاولى في‮ ‬مجالات عدة،‮ ‬الادب والسياسة والاقتصاد والتاريخ،‮ ‬وفضلا عن ذلك كان متابعا جيدا للمجلات الاسبوعية والدورية المختلفة مثل روزاليوسف واليسار والكاتب والمصور وآخر ساعة والهلال والوقت والثقافة الجديدة والاهالي‮ ‬والعربي‮ ‬وادب ونقد والى آخره من هذه الاصدارات التي‮ ‬أثْرت المكتبة العربية بعيدا عن فتاوى الارهاب التكفيرية التي‮ ‬تجيز التجريم والتأثيم والقتل لمثقفي‮ ‬الاستنارة اي‮ ‬بعيدا عن تيار الاسلام السياسي‮ ‬ألد أعداء حرية الفكر والاعتقاد‮.‬ واليوم لا اظن اننا نبالغ‮ ‬لو قلنا ان القراءة ولاسباب عدة تشهد عزوفا جماعيا بعد ان كانت القراءة هي‮ ‬القاعدة لا الاستثناء مثلما اصبحت اليوم‮.‬ نعم اليوم الذي‮ ‬اصبحت قراءة بعض المثقفين فيه لا تتعدى عناوين الصحف اليومية وان حرصوا على اقتناء الكتب والمؤلفات الثمينة فان هذه الرغبة ليست الا تكملة لمكتبة المنزل التي‮ ‬تعد لدى البعض تكملة للديكور‮!!‬ والمثير للدهشة ان هناك من‮ ‬يقرأ مقتطفات من هذا الكتاب او ذاك وبعد النقاش والحوار تكتشف ان هذا المتكلم لم‮ ‬يقرأ اصلا كما هو الحال بالنسبة للذين كفّروا المبدعين والكتّاب والمفكرين‮!!‬ وفضلا عن هذا وذاك هناك من‮ ‬يمتلك القدرة على الكلام وعلى الاحكام الجاهزة وخاصة فيما‮ ‬يتعلق بالسياسة بعدها‮ ‬يتضح لك ان هذا‮ “‬الفلتة‮” ‬ليس الا مجرد‮ “صدى صوت‮” ‬يردد ما‮ ‬يسمع وما‮ ‬يقال حرفيا دون ان‮ ‬يكلف نفسه عناء البحث والتحليل‮!!‬ وتبلغ‮ ‬هذه الازمة ذروتها لدى بعض النخب السياسية التي‮ ‬تتبنى قضايا الوطن والمواطن على العموم عالم المعرفة بلاحدود ويخطئ من‮ ‬يدعي‮ ‬المعرفة الكاملة؛ لانها كالبحر العميق والواسع ومهما‮ ‬غرفت منه فان هذا لا‮ ‬يتعدى قطرات صغيرة منه،‮ ‬ولكن وباختصار‮: ‬لماذا المثقفون‮ ‬يتكلمون ولا‮ ‬يقرؤون؟ سؤال وان اختلفنا فيه بعض الشيء سيظل محط الاهتمام والبحث لدى من تشكل هذه الظاهرة بالنسبة له هاجسا‮ ‬يثير وفي‮ ‬كل الاحوال القلق ومخاوف شتى‮.‬

صحيفة الايام
29 مارس 2008

اقرأ المزيد

القمة الميتة

لعل أسعد المشاركين في قمة دمشق الوشيكة هم رؤساء الوفود العربية من مستويات دُنيا أقل من وزير، يأتي بعدهم وزراء الخارجية الذين يترأسون وفودهم لأول مرة نيابة عن رؤساء دولهم، ولعل مبعث سعادة هؤلاء جميعاً، وعلى الأخص الذين هم أقل من درجة وزير، انهم سيشعرون طوال القمة بأهمية مكانتهم السياسية الجديدة باعتبارها مكانة تضاهي تماماً أقطاب ورؤساء الدول الحاضرين الذين سيشاء حظهم “التعيس” أن يتعاملوا ويتناقشوا مع “نظراء” لهم هم أقل من مستويات وزرائهم بما يحمل ذلك ضمنياً إساءة لمكانتهم كأقطاب وزعماء دول. ومع ذلك تظل أكثر الدول شعوراً بالاشمئزاز والحنق الدفين من هذا الاستهتار في تخفيض مستوى التمثيل هي الدولة المستضيفة نفسها سوريا. فما من دولة في العالم تستضيف أي قمة تؤنسها وتفرحها هذه الاستضافة أكثر من أن يكون تمثيل رؤساء الوفود في مستوى زعماء وأقطاب الدول المشاركة في القمة المعنية. ولعل مما يزيد من استياء الدولة المضيفة حينما يكون عرسها، أي عرس استضافتها مؤتمر القمة، هو أول عرس في تاريخها فإذا به يتحول عملياً إلى عرس أشبه بالمأتم، لا أراكم الله مكروهاً. لكن هل كان لزاماً على دمشق، رغم كل علمها المسبق بهذه الأجواء المحبطة والمخططة سلفاً لإفساد عرسها، أن تصر على انعقاد هذه “الزفة” ــ المأتم؟! وهل كان ينبغي للدول العربية في المقابل التسليم بالموافقة الضمنية على مضض كارهة على انعقادها وهم يعلمون علم اليقين مقدماً بأنها ستولد ميتة، وأنها ستكون أيضاً بامتياز فضيحة جديدة تضاف إلى فضائح قممهم السابقة أمام العالم؟! لعل من الأرجح لو أن الرئيس الراحل حافظ الأسد موجود لما ارتضى بتاتاً أن تعقد قمة في عاصمة بلاده بهذا المستوى المتدني الهزيل المهزلة، لا بل لربما تمكن بدهائه المعروف وحنكته المجربة أن يقنع أكبر عدد من الدول العربية المشاركة بأعلى مستوى من التمثيل لا يقل عن رئيس حكومة في أسوأ الظروف الموضوعية، بل لربما جاءت الخلافات التي عصفت بالمشاركين في القمة حول الأزمة اللبنانية أضيق بكثير مما هي عليه الآن.. هذا بافتراض أن مسارات الأزمة ستأخذ متاهاتها نفسها من التأزم المتفاقم الذي اتخذته في ظل رئاسة نجله بشار الأسد. وهكذا فنحن حيال طرفين لهما دورهما الفاعل المؤثر في تعقيدات الأزمة اللبنانية ذاتها، الأول هو الطرف السوري على وجه الخصوص، والثاني هو طرف الدول العربية وعلى الأخص تلك المعروفة بدورها المؤثر الإقليمي في الأزمة اللبنانية ذاتها. وفي الواقع ليست الأزمة اللبنانية هي السبب الوحيد أو الرئيسي لضعف قمة دمشق كما يحلو للعديد من المراقبين أن يعزو ذلك، أو كما يحلو لوزير الخارجية المصري أبوالغيط ربط نجاح القمة مقدماً بمدى حلحلة الأزمة اللبنانية، وعلى وجه التحديد انتخاب رئيس جديد للبنان.. فالكل يعلم جيداً أن مؤسسة القمة غدت مشلولة أو شبه مشلولة منذ اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979م، وازداد شللها بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990م، وظلت لعدة سنوات بعدئذ في التسعينيات مجمدة في سبات شتوي طويل. وحينما تم احياؤها أخذت تُعقد سنوياً وسط كل تلك الأجواء المشحونة والفضائح المتكررة من مشاحنات ومصادمات بين بعض الأقطاب، كما حدث في قمتي شرم الشيخ والدوحة قبل الغزو الأمريكي للعراق 2003م. وطوال تاريخ القمم العربية لم تشعر الشعوب العربية بالاشمئزاز والقرف الشديدين من هذه القمم كما شعرت خلال العقدين الماضيين حتى زهدت هذه الشعوب تماماً من مجرد حتى سماع أخبارها، دع عنك نتائجها وقراراتها. ذلك بأن هذه الشعوب تدرك جيداً طبيعة هذه القرارات وميوعتها في عجزها عن الإيفاء بالحد الأدنى من التضامن العربي في مواجهة استحقاقات القضايا المصيرية الراهنة، والأقطاب العرب بدورهم، ومع انهم يدركون جيداً أنهم لم يعد يستطيعون أن يقدموا إلى شعوبهم، وقضايا أمتهم أكثر من هذا المستوى من القرارات الهلامية الفضفاضة المتواضعة المتكررة إلا أنهم يصرون على المضي قدماً في مسلسل انعقاد هذه القمم الهزيلة المهزلة. يكفي للدلالة على ما بلغته مؤسسة القمة من وهن وانهيار ان المؤسسة الأم أو كما يحلو لبعض العرب تسميتها ببيت العرب المشترك “جامعة الدول العربية” هي ميتة منذ زمن بعيد، وأن أمينها العام لم تعد له وظيفة فيها كأكبر مسئول تنفيذي عن قراراتها والعمل على تقوية العمل العربي المشترك وتعزيز التكامل العربي في مختلف المجالات في مواجهة التآمر الصهيوني ومن أجل تقوية المصير الواحد والدفاع عن الأمن القومي، بل على العكس من ذلك أضحت وظيفته الجديدة مندوباً دائماً للمساعي الحميدة لفض المنازعات العربية. وفي حين تعقد كل قمم منظمات العالم الإقليمية بأعلى تمثيل، بغض النظر عما ينشب ما بين دولها من خلافات طارئة أو ما بينها وبين دولة مقر انعقاد القمة، فإن الأقطاب العرب لا يعرفون فصل خلافاتهم عن مؤسسة القمة كمؤسسة قانونية مستقلة دائمة ولا عن خلافاتهم مع دولة مقر القمة. ومادام الحال كذلك فماذا عسى أن يفعل أمينها العام سوى أن تتحول وظيفته ليكون عرّاباً ورسولاً فيما بينهم لمنع رثائها وفقدان وظيفته.. وكفى الله المؤمنين شر القتال.

صحيفة اخبار الخليج
27 مارس 2008

اقرأ المزيد

أبحاث أم تفريغ‮ ‬استبانات؟‮!‬

يزداد الحديث عن أزمة البحث العلمي‮ ‬في‮ ‬الوطن العربي،‮ ‬وتنشر نسب دالة على ضآلة ما هو مخصص من اعتمادات مالية لهذا الحقل الاستراتيجي‮ ‬بامتياز،‮ ‬سواء على صعيد كل بلد عربي،‮ ‬أو على النطاق العربي‮ ‬العام،‮ ‬وفي‮ ‬إطار المؤسسات القومية المعنية بالشؤون العلمية والثقافية والتربوية‮. ‬ وما زال هذا الحقل‮ ‬يستحق أن‮ ‬يولى له الاهتمام العائد له أصلاً،‮ ‬لأن البحث العلمي‮ ‬ليس ترفاً‮ ‬وإنما ضرورة اجتماعية وتنموية،‮ ‬وقاعدة مأمونة للتخطيط السليم في‮ ‬مختلف المرافق،‮ ‬كما‮ ‬يستدل على ذلك من واقع البلدان المتقدمة‮.‬ والواقع أن حصة الجامعات العربية وأساتذتها في‮ ‬أزمة البحث العلمي‮ ‬كبيرة،‮ ‬حيث‮ ‬يتدهور باطراد مستوى هذه الجامعات ومستوى خريجيها،‮ ‬فلا تكاد تفرق أحياناً‮ ‬بين مستوى خريج جامعي‮ ‬وخريج الثانوية العامة‮. ‬ ومن الطبيعي‮ ‬أن تدهور المناخ العلمي‮ ‬والأكاديمي‮ ‬ينسحب على مستوى أساتذة الجامعة الذين‮ ‬يفترض فيهم أن‮ ‬يكونوا باحثين قبل أن‮ ‬يكونوا مدرسين‮. ‬حيث تختلط المفاهيم وتتشوه،‮ ‬فحين‮ ‬يجري‮ ‬الحديث عن البحث الميداني‮ ‬مثلاً،‮ ‬فإنه‮ ‬يختزل إلى تصميم استمارات أو استبيانات تضم مجموعة من الأسئلة مرفقة باختيارات ملتبسة وغامضة للإجابة تحتمل تأويلات مختلفة وتنقصها الدقة‮.‬ وتتفشى هذه الظاهرة في‮ ‬جامعاتنا الخليجية،‮ ‬حيث‮ ‬يعهد الأستاذ الجامعي‮ ‬بأمر الإجابة عن أسئلة هذه الاستبانة لطلابه وطالباته،‮ ‬ثم‮ ‬يسلم الأجوبة لموظفي‮ ‬الكمبيوتر الذين‮ ‬يقومون بتحليل هذه المعلومات لنصل إلى أرقام محايدة لا تسمن ولا تغني‮ ‬من جوع،‮ ‬كأن‮ ‬يجيب أفراد عينة البحث عن سؤال من نوع‮: ‬هل تحبون مشاهدة التلفزيون والقنوات الفضائية،‮ ‬فيضع ‮٠٦‬٪‮ ‬مثلاً‮ ‬من أفراد العينة إشارة على الخانة التي‮ ‬تقول‮: ‬نعم،‮ ‬و‮٠٣‬٪‮ ‬على الخانة التي‮ ‬تقول‮: ‬أحياناً،‮ ‬و ‮٠١‬٪‮ ‬على الخانة التي‮ ‬تقول‮: ‬لا‮.‬ نحن لا نستخف بالمؤشرات الرقمية ولا بمدلولات النسب المئوية في‮ ‬قياس ميول الجمهور،‮ ‬وندرك أن الاستبانة هي‮ ‬إحدى وسائل القياس والرصد،‮ ‬لكن حين تصبح‮ “‬البحوث”التي‮ ‬تمنح عليها الترقيات العلمية هي‮ “‬عرض للاستبيانات‮” ‬فإن الأمر‮ ‬يدعو للقلق،‮ ‬عندما تغيب رؤية الباحث أو فلسفته للأمور ورصده وتحليله العميق للظواهر؛ فيعوض عنها بركامٍ‮ ‬من الجداول والأرقام هي‮ ‬في‮ ‬أحسن الافتراضات مشاريع للبحث‮.. ‬لا أكثر‮.‬

صحيفة الايام
27 مارس 2008

اقرأ المزيد

هل سنزكي‮ ‬الجهل‮ ‬والتخلف للمجلسين القادمين؟‮!‬

الفسحة النيابية والبلدية الحالية التي‮ ‬أوشكت على مغادرة الكثير من الكلام أو الثرثرة على وجه أصح وأدق،‮ ‬كان اللاعب الأساسي‮ ‬فيها دون هوادة‮ -‬للأسف الشديد‮- ‬هم الناخبون وبعض المثقفين المستنيرين،‮ ‬سواء كانوا منتمين لجمعيات سياسية أو أهلية أو من خارجها،‮ ‬هؤلاء هم من‮ ‬يتحمل مسؤولية كل‮ ‘‬البلاوي‮’ ‬والمصائب و‮’‬اللخبطة‮’ ‬التي‮ ‬تورط الوطن بحبائلها وشباكها الحمقاء وأرجأت الكثير من المشروعات التي‮ ‬كان لها أن تصب في‮ ‬قنوات تبعث الروح في‮ ‬جسد المجتمع وتجدد دمه لولا العراقيل الشرسة التي‮ ‬أهداها الناخبون والمثقفون المستنيرون‮ – ‬بوعي‮ ‬أو دون وعي‮- ‬لمن رشحوهم أو انتخبوهم‮.‬ ‮ ‬هؤلاء هم من‮ ‬يتحمل المسؤولية قبل أي‮ ‬جهة أخرى اعتادوا أن‮ ‬يمتطوها عنوة حين‮ ‬يستبد بهم الفشل في‮ ‬تقدير الأمور أو حين تتعرش المكابرة رؤوسهم فيصبحوا على ما‮ ‘‬ارتكبوا واغترفوا‮’ ‬فاهمين وموقنين،‮ ‬وغالباً‮ ‬ما تكون المطية أو الشماعة‮ ‘‬التقليدية‮’ ‬التاريخية والأزلية‮ -‬حتى وإن تغير الحال‮- ‬هي‮ ‘‬الحكومة‮’ ‬وليس هم أو‮ ‬غيرها على سبيل توزيع‮ ‘‬دوائر‮’ ‬المسؤولية‮!!‬ أقول هم من‮ ‬يتحمل المسؤولية لأن جماهير كثيرة من الناخبين رشحت وانتخبت وروجت بعماء لا مثيل له لمن‮ ‬يقف ضد الحريات المسؤولة ولمن‮ ‬يقف في‮ ‬وجه مصالحها وقضاياها الحيوية والملحة ولمن‮ ‬يستغل قبة البرلمان لمصالحه النفعية الضيقة ولمن‮ ‬يحارب العقل بـ‮ ‘‬ملاليم‮’ ‬الجهل والتخلف والحمق ولمن‮ ‬يعتقد أن أمور الدنيا تحل بالنوايا والورع والتقوى ولمن‮ ‬يخلط بين منبر القانون ومنبر النصيحة ولمن استغل وجوده في‮ ‬البرلمان ليزكي‮ ‬هذا على الإيمان ويكفر ذاك على ما‮ ‘‬كسبت‮ ‬يمينه‮’ ‬من إيمان ولمن‮ ‬يعتقد أن البرلمان لا تعددية فيه لصوت إلا بما انبرى تحت لواء صوته هو ونما في‮ ‬جبته ولمن استثمر الصناديق الخيرية و‮’‬الفاعلين في‮ ‬الخير‮’ ‬للتستر على ما‮ ‘‬ملكت‮’ ‬يداه ولضمان حسابه الخاص ولمن سخر طاقته و‮’‬هيبته‮’ ‬للوقوف في‮ ‬وجه من لا‮  ‬يستطع عليه‮ ‘‬فعلاً‮’ ‬وقانوناً‮ ‬بالحكمة والرؤية الحصيفة والثاقبة ولمن‮ ‬ينتصر للإرهاب باعتباره‮ ‘‬حق‮’ ‬ويدينه متى شاء ذلك أو اقتضى الأمر منه أن‮  ‬يدينه بانتصار خجول قد‮ ‬يكون قليله‮ ‘‬نافع‮’ ‬ولمن‮ ‬ينافح عن أعراف ما قبل الدولة باعتبارها قانون ما قبل الدولة ولمن‮ ‬يشيع‮ ‬غيرته على الدين وكأنه‮ ‘‬وكيله‮’ ‬الأول في‮ ‬البلاد قبل‮ ‬غيرته على كثير مما‮ ‬يتضمنه الدين من منفعة للعباد ولمن‮ ‬يجتهد‮ ‘‬جاهداً‮’ ‬لوأد قانون الأحوال الشخصية واستمرار إشاعة الاضطهاد للمرأة تحت مظلة‮ ‘‬القوامون‮’ ‬عليها باعتبارها ناقصة عقل ودين ومخلوقة من ضلع أعوج وهي‮ ‬التي‮ -‬للأسف الشديد‮- ‬قادته بنسبتها المجتمعية الأكبر إلى قبة البرلمان والبلدي‮ ‬ولمن حرم ويحرم أطفالنا وأبناءنا من حبهم وهوايتهم للموسيقى والمسرح والفنون في‮ ‬الروضات والحضانات والمدارس بل ويجبر ذوي‮ ‬الشأن على تحريم مثل هذه الفنون في‮ ‬هذه البيئات التربوية لأنها مكروهة أو رجس من عمل الشيطان وإذا شاء استضافها لتخدم لفترة مؤقتة أو مستمرة أغراضه ومراميه الخاصة‮. ‬ولتكون ضد المخيلة والإبداع والتفكير ولمن‮ ‬يستثمر قاعدته المذهبية العريضة فيشيع في‮ ‬واسع الأرض وضيقها مراكز وفروع لتدريس أسس وأصول مذهبه هو وكما لو أن المدارس والمعاهد التي‮ ‬تلتقي‮ ‬في‮ ‬فيئها كل الأطياف ووفق منهج مشترك‮ ‬غير قادرة على استيعاب ما‮ ‬يذهب إليه أو كما لو أنه حسم سلفاً‮ ‬بأن لا رؤية في‮ ‬هذا الشأن تأتي‮ ‬في‮ ‬سياق استراتيجي‮ ‬مشترك إلا بما ضمن انتشار هذه المراكز والفروع كضرورة‮.‬ لا بد منها للحصانة من‮ ‘‬نبذ‮’ ‬الطائفية،‮ ‬ولمن‮ ‬يترك شؤون الناس ومطالبهم في‮ ‬سبيل الترويج لنفسه لانتخابه مجدداً‮ ‬للمجلسين القادمين عبر فتح دورات رياضية أو مدرسية مؤقتة أو تنظيم‮  ‬رحلات ترفيهية أو التصدق على أبناء دائرته ببعض ما جادت‮ ‬يداه أو‮ ‘‬أيادي‮’ ‬الجهة التي‮ ‬تقف خلفه ببعض الكراريس والأقلام والحقائب للعام الدراسي‮ ‬الجديد وكما لو أنه‮ ‬يقر سلفاً‮ ‬بمشكلة ما تذكرها في‮ ‬الربع الأخير من انتهاء صلاحية مدته‮.. ‬و‮.. ‬لمن أشكو والشكوى لغير الله مذلة؟‮!‬ إزاء هكذا حال،‮ ‬هل‮ ‬يمكننا أن نقر بأن هذا النوع من الجماهير الناخبة والمرشحة كان مصيباً‮ ‬في‮ ‬اختياره لمن رشح وانتخب؟ وهل ستعيد هذه الجماهير الكرة في‮ ‬ترشيح وانتخاب مثل هذا النوع من‮ ‘‬البلاء‮’ ‬في‮ ‬المجلسين القادمين؟ أتمنى وليس على المتمني‮ ‬حرج،‮ ‬أن تعيد هذه الجماهير النظر فيمن تنوي‮ ‬ترشيحهم أو انتخابهم في‮ ‬المرة القادمة والله من وراء القصد‮.‬ الطامة الكبرى،‮ ‬سلبية بعض من أعني‮ ‬من المثقفين‮ ‘‬المستنيرين‮’ ‬ممن ترشحوا للمجلسين ولم‮ ‬يحالفهم الحظ أو ممن لم‮ ‬يترشح،‮ ‬فالمرشحون الذين لم‮ ‬يتأهلوا للحظوة بمقعد في‮ ‬المجلسين،‮ ‬بمجرد إعلان النتائج طووا خيامهم وانضووا في‮ ‬عزلتهم وكما لو أن‮ ‬يوم عدم‮ ‘‬موفقيتهم‮’ ‬هو‮ ‬يوم إعلان موات الحراك المجتمعي‮ ‬في‮ ‬المملكة،‮ ‬وبدل أن‮ ‬يزاولوا نشاطهم المجتمعي‮ ‬لتعرية ما‮ .‬قد‮ ‬ينجم عن‮ ‘‬الموفقين‮’ ‬من إشكالات وعواقب قد تقود المجتمع برمته إلى هاوية التخلف انكفؤا على نفسهم وراحوا‮ ‬يتفرجون،‮ ‬وعليه من حق أي‮ ‬ناخب أن‮ ‬يدين مثل هذا النوع من المترشحين المثقفين‮ ‬ويكشف سلبياتهم ويمتنع في‮ ‬دورات قادمة عن انتخابهم أو ترشيحهم،‮ ‬وللأسف بعض المترشحين ممن لم‮ ‬يوفقوا‮ ‘‬وهبوا‮’ ‬أصواتهم وبحماس شديد لمن‮ ‬يقف ضد البرلمان وضد القانون والدستور ولمن‮ ‬ينبري‮ ‬تحت مظلة المؤسسات الدينية المتطرفة نكاية في‮ ‬مترشح آخر من نفس منطقتهم و‮’‬حواريهم‮’ ‬قد‮ ‬يكون أقرب إليهم من ذلك النائب الذي‮ ‬وهبوه أصواتهم، والطريف في‮ ‬الأمر وقوع مثل هؤلاء في‮ ‬يقظة عابرة حين استفحل خطاب بعض المثقفين المستنيرين ضد من وهبوه أصواتهم،‮ ‬فراحوا‮ ‬يدينونه ويهاجمونه و‮’‬حشر مع الناس عيد‮’ ‬وكأنهم لم‮ ‬يكونوا بالأمس ممن ناصروه‮!‬ مثل هؤلاء من المثقفين هل‮ ‬يعول عليهم مستقبلاً‮ ‬في‮ ‬تبني‮ ‬قضايا أبناء دائرتهم أو مجتمعهم؟ أليسوا أقرب حالاً‮ ‬من الأخوة الذين تفتحت أعينهم بغتة في‮ ‬النزع الأخير ليفصحوا عن حكمتهم المؤجلة والتي‮ ‬قد تزكيهم لإحدى مقاعد المجلسين؟ أليس ذلك المسلك المضطرب‮ ‬ينم عن إشكالية خطيرة في‮ ‬الوعي‮ ‬يعاني‮ ‬منها هذا النوع من المثقفين؟‮!‬ الطامة الثقافية الأخرى‮ ‘‬تتجلى‮’ ‬في‮ ‬بعض مؤسسات المجتمع المدني‮ ‬المستنيرة،‮ ‬والتي‮ -‬للأسف الشديد‮- ‬لا‮ ‬يعرف بعضها من‮ ‬يرشح أو‮ ‬ينتخب أو‮ ‬يختار للمجلسين القادمين ولكنه مستعد لأن‮ ‬يتبنى أصواتاً‮ ‬أخرى من خارج مؤسسته ويعد لها حملته الانتخابية،‮ ‬أليست تلك المفارقات تنم عن مشكلة‮ ‬يعاني‮ ‬منها جسد هذا النوع من المؤسسات؟ وهل‮ ‬يستطيع الجسد المشلول الذي‮ ‬لم‮ ‬يتمكن بعد من تشكيل رؤيته المجتمعية واختيار بعض العناصر الناشطة في‮ ‬مؤسسته للترشح للمجلسين القادمين قادر على حماية شلو من أشلائه المبعثرة والهزيلة والواهنة؟‮ أعتقد أن أول من‮ ‬يساهم في‮ ‬تزكية وتأكيد وتفعيل دور من‮ ‬يقف ضد البرلمان وضدهم هم هذا النوع من المؤسسات وهم من سيساهم في‮ ‬يأس الناخبين منهم وهم من سيساعد على تطويل عمر التخلف في‮ ‬مجتمعنا وهم من تقع على عاتقهم مسؤولية إرجاء فاعلية المشروع الإصلاحي‮ ‬وعدم ثقة الأجيال الحالية والقادمة بهم وهم من سيجعلنا نكفر بالبلدي‮ ‬والنيابي،‮ ‬ذلك أن التصدي‮ ‬لبؤر التخلف والجهل في‮ ‬أي‮ ‬مجتمع هي‮ ‬المهمة الأولى التي‮ ‬ينبغي‮ ‬على مثقفي‮ ‬التنوير تحملها والدفاع عنها وإلا فما حدث في‮ ‬المجلسين السابقين سيتكرر في‮ ‬المجلسين القادمين وربما بشكل أسوأ من السابق،‮ ‬حينها لا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن نلوم أحداً‮ ‬من الشارع المجتمعي‮ ‬إذا أعلن طلاقه‮ ‘‬المطلق‮’ ‬من هؤلاء المثقفين المستنيرين ومن المؤسسات المستنيرة في‮ ‬المجتمع‮!!.‬
 
صحيفة الوطن
26 مارس 2008

اقرأ المزيد

العنف العائلي ليس أمراً خاصاً

في مارس/ آذار من العام 2004 أطلقت منظمة العفو الدولية حملة عالمية لوقف العنف ضد المرأة، ومنذ ذلك الحين والمنظمة تعمل مع النشطاء في شتى أنحاء العالم من أجل تعزيز تلك الرسالة التي تؤكد أن العنف ضد المرأة هي فضيحة عالمية في مجال حقوق الإنسان. فالمرأة من المهد إلى اللحد وفي أوقات السلم كما في أوقات الحرب تتعرض للتمييز والعنف على أيدي الدولة والمجتمع والعائلة. إن المنظمة ركزت في المرحلة الرابعة على قضية العنف ضد المرأة في النطاق العائلي، حيث تبين من الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2005 على 24 ألف امرأة من مناطق ريفية وحضرية في 10 بلدان هي بنغلادش، البرازيل، أثيوبيا، اليابان، ناميبيا، بيرو، ساماوا، صربيا، تايلند، وجمهورية تنزانيا المتحدة، أن النساء يتعرضن لمخاطر العنف في البيت أكثر من الشارع وأن لذلك العنف آثاراً سلبية على صحتهن الجسدية والنفسية والجنسية، وأن هناك حاجة ماسة إلى تسليط الأضواء على العنف المنزلي ومعالجته كإحدى المسائل الصحية المهمة. فماذا نعني بالعنف العائلي؟ هو العنف الذي يرتكب في الفضاء المنزلي والذي يستهدف المرأة بسبب دورها في ذلك الفضاء أو التأثير على المرأة بشكل مباشر وسلبي على يد أفراد تربطهم بها علاقات حميمة أو صلة قرابة، ويؤدي إلى وفاة المرأة أو إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي أو الجنسي أو التسبب بمعاناتها. وتتمثل أشكال العنف ضد المرأة في العلاقات الحميمة كالاعتداء الجسدي والجنسي وإساءة المعاملة النفسية والسيطرة والحرمان من الموارد والتعليم والعمل والاستيلاء على راتب المرأة من قبل الزوج أو الأقارب. ومما يزيد الأمر تعقيداً العلاقات الاجتماعية العاطفية الزوجية أو المنزلية ووجود أطفال ومشاعر الحب تجاه الجاني والاعتقاد السائد بأن ما يحدث في فضاء المنزل أمر خاص ومعزول عن نطاق المجتمع والدولة والقانون وخضوع المرأة ونظرتها الدونية إلى نفسها واعتمادها اقتصادياً على الجاني يشجع الجاني على التمادي والإفلات من العقاب. فالحقيقة التي لا تقبل الشك لم يعد العنف ضد المرأة مجرد مسألة خاصة إذ يمنح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الحقوق نفسها إلى جميع النساء والرجال والبنات والأولاد وأي انتهاكات ضد النساء هي انتهاكات لحقوق الإنسان ويجب مساءلة الحكومات والأفراد عليها واتخاذ كافة التدابير لمنع العنف والمعاقبة عليه وعدم التذرع بالأعراف والتقاليد أو أي اعتبارات أخرى للتهرب من التزاماتها.

صحيفة الوقت
26 مارس 2008

اقرأ المزيد

خلط الأوراق في موضوع العمالة الأجنبية (2-3)

تواصلاً مع ما ذكرناه سابقاً عن خلط الأوراق في مسألة العمالة الأجنبية هناك خلط بين الأسباب العاجلة والقصيرة الأمد والأسباب الجذرية الطويلة الأمد في تفسير إضرابات الأجانب التي تصاعدت مؤخراً في البحرين. إنّ استمرار الاستغلال والظروف الصعبة مع التساهل في التصدّي له ترافق مع موجة عالمية من الوعي بحقوق الإنسان. هذا هو السبب الأوّل والأساسي، سياسة غض النظر وتأجيل البت في المشكلات التي أصبحت جزءاً من الثقافة السياسية لجميع قطاعات مجتمعنا وهي السبب في آرائنا وسياستنا مع تطورات الواقع المحلي والعالمي، من يتبع سياسة حافة الهاوية أصبح هو الخاسر الأكبر في عصر العولمة سواء أكان ذلك في الاقتصاد أم السياسة أم المجتمع. السبب الثاني هو في المستوى العالي لوجود العمالة الأجنبية في الخليج من ناحية العدد والتركيز في منشآت ضخمة مما يجعلها تدرك قوّة تأثيرها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية ، خمسة عمّال في مصنع صغير لن يضربوا، ولكن ألف عامل في منشأة مقاولات سيضربون بالتأكيد. إنّ تضافر السببين المذكورين مع ارتفاع حدّة التضخم في الدول الخليجية ما يدفع العامل الأجنبي الى الاقتصاد لحد الجوع وتدهور القيمة الفعلية للروبية الهندية وضعف الدولار هو الذي ساهم في إشعال فتيل الإضرابات الأخيرة. إنّ قصر التعامل مع موضوع العمالة الوافدة من أبعاد إنسانية وإنْ كان توجها نبيلا ومحمودا إلا أنه عاجزٌ عن التصدّي للأبعاد الاقتصادية والسياسية، قطاع المقاولات غير مساهم في رفع إنتاجية اقتصادنا الوطني ولم يبرهنْ على انه قادرٌ على التكيّف مع معطيات واقع سوق العمل البحريني «باستثناء مؤسسات تعد بالأصابع» ، إنّ شركات المقاولات لدينا غير إنسانية بسبب أنها غير منتجة وغير كفؤة، وفي حين تدفع شركات المقاولات لدينا أبخس الأجور و تقدم أسوأ أماكن سكن لعمّالها فإن قطاع المقاولات في البلدان المتقدّمة هي بالذات التي تدفع أعلى الرواتب.

صحيفة الوسط
26 مارس 2008

اقرأ المزيد