المنشور

لسان عبدالرحمن النعيمي


اعتدت الحديث معه في المواضيع الجادة، كنت أظنه لسانه لا يتحرك إلا في القضايا الشائكة. أحاسب إلى مخارج المفردات والجمل بقدر ما أستطيع. سمعت عنه يوما، كان اسمه “سعيد سيف في مقابل سيف بن علي”، سيفان مختلفان، لكنهما لا يتحاربان، كل واحد منهما يضع سيفه في غمده ويخرجانه عندما يظهر عدوهما المشترك، الذي يريد الغدر بوطنهما. قرأت كتاباته الثورية.. خفت عليه مرتين: مرة لعناده في وطنيته التي لا تلين، ومرة أخرى لوضوح صراخه وصراحته في قول كلمة “لا” للظلمة والفاسدين الدكتاتوريين، هكذا يقولها في حينها دون ارتجاف أمام أكبر سلطان جائر!!.

اعتقدته لا يمزح، لا يطلق النكات، فثوريته أخذت ما أخذت من حياته وربما مماته.. وجدته بكل بساطة، مثلنا وربما عكسنا، لكن على الغالب مثل بقية البشر، أو قلة منهم من يتحلون بصفات الفراسة.. ذات ظهيرة أثناء المؤتمر الدستوري الثاني كنا في طابور “البوفيه” لتناول الغداء، وكان بجانبي رجل دين معمم فسألني سؤالا مسموعاً: بوسطة، ألا زلت اشتراكياً؟. أجبته: نعم ولا استنكف من اشتراكيتي، لن أدير ظهري عنها، ولا زلت مقتنعاً بأنها (الاشتراكية) منقذة للبشرية وأداة ثورية للتغيير.
ضحك أبوأمل في إشارة توصيل رسالة للمختلف المجتمِع في المؤتمر الدستوري مفادها: كلنا مختلفون، لكننا متساوون في الحق الوطني والدستوري والذي لو تم معالجته آنذاك لوفّر علينا كثيرا من الجهد والتضحيات على مذبح النضال الوطني، ولم نكن نصل إلى هذه المواصيل لو كانت البوصلة تتجه نحو الولاء للوطن واسترداد عافيته، لا إغراقه في تصنيفات الأشخاص ومواقعهم الاجتماعية والقبلية.

شجعتني مداعباته وابتسامته الدائمة أن أجرب “ميونتي” معه وحركة لسانه، كان ذلك في صيف 2004، وكنت للتو أنهيت قراءة رواية: “لوليتا” لفلاديمير بانوكوف، فقلت له: قُل “لوليتا” وعِد عدد قفزات لسانك إلى الأعلى والأسفل.. قَسِّم الكلمة بالشكل التالي: (لو ـ لي ـ تا).. أخيراً تحرك لسان أبو أمل فوجده “يقفز ثلاث قفزات صغيرة على الحلق ليأتي فيصطدم ثلاث مرات بالأسنان. “لو.لي.تا”…. ضحكنا، ضحكنا…. آآآآآه، يا بو أمل، ما بكيتك ما بكيتك، أنا بكاني رحيلك!!.

كم هو مؤلم أن يحصل لك ضربتين على الرأس في آن واحد؟!.. وقع نبأ رحيل الفارس العروبي، المناضل عبد الرحمن النعيمي كالصاعقة في الساعات الأولى لبدء تشييع شهيدنا الفتى علي الشيخ الذي اغتالته سبابة جاهلة بضغطة زناد من أسلحة الموت التي تشترى بقوتنا (….)، أي مصائب تتقاذف على ديلمون ـ أرض الخلود، التي قيل عنها بأنه “لا ينعق فيها الغراب”.

نعرف أيها الرفيق إن جسدك رحل عنا دون أن يفيق ولو لساعات لتخطب في منصة دوار اللؤلؤة، أو تستظل في خيمة “وطن حر وشعب سعيد”، أو تشرب من شاي الحرية التي تنفسناها جميعاً آنذاك، لتنام مستريح بتحقيق جزء من أحلامك وأحلام الفقراء، لكننا مؤمنون بأن موت المناضل لن ينهي القضية التي ناضلت من أجلها.. إلى الخلود يا أبو أمل فعلى دربك تسير الجماهير لانتصار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدمية.
 
 
حرر في 2 سبتمبر 2011
 

اقرأ المزيد

التضاد المصطنع بين الحرية والهوية


عندما أشعل محمد البوعزيزي النار في نفسه في رمزية بالغة العظم والدلالة اختزلت كل أكوام القهر والاستغلال والاستعباد المتراكمة لدى أغلبية طبقات وفئات المجتمع في عالمنا العربي، وهي الشرارة التي أفضت، كما صار معلوماً، إلى ثورة شعبية عارمة أطاحت النظام البوليسي الحديدي في تونس، قبل أن تنسج ذات الفئات والطبقات المغبونة والمهمّشة في المجتمع المصري على منوالها وتطيح الرئيس حسني مبارك . . عندما حدث كل ذلك ومن ثم توالت تداعيات هذين الحدثين الكبيرين على امتداد الساحات العربية، لم يكن يدور بخلد الكثيرين المتتبعين لشؤون المنطقة العربية، ومنهم على وجه الخصوص النخب السياسية والثقافية، أن يصطدم التغيير المنشود والمنتظر منذ خمسين عاماً ونيّف، بإشكالية التضاد المصطنع موضوعياً وذاتياً بين الحرية والهوية . . ومتى؟ في “الحصة التجريبية” الأولى من المرحلة الانتقالية التي لم تكد هي نفسها تبدأ بعد!
 
لقد بدا الجميع وهم ينشدون التغيير وينتظرونه بفارغ الصبر، متفقين على نيل الحرية التي حُرموا منها طوال نصف القرن الماضي باعتبارها مفتاح الحلول لمشكلات مجتمعاتهم، فإذا بهم يجدون أنفسهم أمام مَنْ يوقفهم ويصدمهم بوضع الحرية قبالة الهوية وتقديم الأخيرة على الأولى، ما أفسح المجال لفتح الباب على مصراعيه أمام حدوث ما يشبه الانفجار الانشطاري للهويات الكلية وتفريعاتها .
 
ولكأنما بعض القوى الاجتماعية، المؤدلجة والمسيسة بالضرورة، سواء  بخلفيات وواجهات دينية أو وضعية، اكتشفت فجأة أن “هويتها” صارت مهدّدة من جانب الحرية التي فُك أسرها بعد “اعتقال غير محدد المدة”، حتى أضحى الجميع متوجساً وخائفاً على “هويته”، أكانت عرقية أو دينية أو طائفية أو مذهبية أو . . أو . . وذلك في ظل عدم وضوح الرؤية وعدم التيقن في ما ستؤول إليه النقلات والتحولات الفجائية والداهمة من نتائج وتبدلات غير واضحة المعالم بعد، فطفق الفرقاء جميعاً يرتدّون تباعاً باتجاه “هوياتهم” ويتخندقون خلفها ويفزعون ليس اكتفاءً بالدفاع عنها وحسب، وإنما بشنّ الهجمات الضارية على الهويات الأخرى التي أصبحت “فجأة” خطرة ومهدّدة “للهوية الأم” أو لأي من تفريعاتها المُنشأة تواتراً عبر الزمن .
 
فهل هناك تضاد بين الهوية والحرية بالفعل؟
 
نظرياً، الحرية يُفترض أن تفتح وتوفر مناخات مواتية لكل الهويات بلا استثناء لأن تعبر عن ذواتها، بما يشمل ذلك مصالحها وتطلعاتها التي ظلت حبيسة “حالة الأمر الواقع” . وبهذا المعنى يبدو التضاد الناشب حالياً بين دعاة الحرية ودعاة الهوية، مفتعلاً إلى حد ما، من الناحية الموضوعية على الأقل، خصوصاً بين الحرية وبين الثقافة العربية الإسلامية التي تحاول أطراف على جانبيهما النفخ فيه وتعظيمه وتهويله بطريقة تشي بأن الأطراف الفزعة من الحرية قد تلبّستها “حالة الأمر الواقع” فتآلفت معها حتى صارت تخشى مما تعدّه تيهاً مجهولاً رغم تيقنها (وليس إيمانها على ما يبدو)، بحتمية سطوع فجر الحرية .
 
ولكن من الناحية العلمية فإن تفريع الكليات، من القضية الكبرى وهي هنا الحرية، إلى قضية فرعية مثل الهوية في الحالة التي نحن بصددها، ليس بدعةً أو أمراً مستهجناً على أية حال، بقدر ما هو شكل من أشكال التمظهرات الإشكالية لمحنة التغيير في مجتمعات عربية تنوء بأحمال ثقيلة من الموروثات المتفاوتة المفاعيل والتأثير .
 
فهل يعد هذا مدعاة للتشاؤم حسبما تذهب نظرة عدد غير قليل من المتشائمين الذين جزعوا، على ما يبدو، من الصعود اللافت والفجائي لقوى التشدد المستفيدة من المناخات الجديدة التي أشاعتها موجات التحولات الكبرى التي تجتاح العالم العربي، والتي تتصدر بالمناسبة الواقفين في طابور إثارة فزاعة الحرية ووضعها في خصام وتضاد مع الهوية؟
 
واستطراداً، لربما قرأنا أيضاً في ثنايا نظرات بعض ذلكم البعض المتشائم، اعتقاداً مضمراً بأن الحركات المتشددة سوف تهيمن على المشهد السياسي في العالم العربي لبضعة عقود مقبلة قبل أن تعود المجتمعات العربية إلى الاستفاقة ثانيةً وتحزم أمرها وتحسم خيارها نحو بناء دولة مدنية معاصرة قوامها القانون والنظام واحترام الآخر المختلف .
 
وهو منظور مغرٍ، كما ترون، إذا ما أخذنا في الاعتبار المخرجات الأولى التي تطالعنا بها المشاهد الانتقالية الجارية على الأرض في بلدان التغيرات الكبرى، خصوصاً مصر وتونس، التي توفر صورة، ولو مجتزأة، للملامح الأولى للمجتمع العربي ما بعد الانتقالي .
 
ومع ذلك، ورغم جدية مثل هذا المنطق، فإنه يظل قاصراً عن إطاحة كامل عناصر “النموذج” السياسي  الاقتصادي  الثقافي قيد التشكل والتبلور، على الأقل في الساحات العربية التي تعدّ مركز الثقل الأساسي لحركة التمدين والتحديث في عالمنا العربي .
 
ويكمن قصور ذلك المنظور المتشائم بالنسبة إلى آفاق التحولات الكبرى الحادثة اليوم في الإقليم العربي، في توقفه عند “الصديد” الذي عادة ما يخرج في أعقاب فقء القرحة وعدم تمعّنه وتفحصه لمغزى وأبعاد الحراك السياسي والثقافي النوعي وغير المسبوق الذي تمور به الساحة السياسية والثقافية في مصر على سبيل المثال، والذي ينبئ  بموازاة المنظور التشاؤمي سالف الذكر  بولادة جديدة لمصر، وما أدراك ما مصر، من حيث مركز الثقل الحضاري العربي .

حرر في 26 أغسطس 2011

اقرأ المزيد

نودِّعك شامخاً


عزيزي ورفيقي أبا خالد، وأنا أطبع قبلتي على جبينك الطاهر، شعرت بأنني أقبل جبين الوطن؛ فأنت الرمز الكبير لوحدة الوطن في وقت تتكالب فيه أيدي الخبث لتمزيق وحدة أبنائه ونسيجه الوطني.
 
نودعك وأنت شامخ بيننا، فالإنسان الحقيقي ليس جسداً فقط، فكثيرون يذهبون بأجسادهم ولا يتركون أثراً يذكر ويذهبون طي النسيان. إنك وإن ذهبت جسداً من بيننا إلا أنك خالد فينا وفي الوطن. سيظل حبك وتضحياتك من أجل وطنك وأمتك، بل ومن أجل الإنسان ماثلة أمامنا، بل وأمام الأجيال.
 
لقد كنت مناضلاً وطنياً من أجل بحرين حرة ومن أجل وطنٍ لا يرجف فيه الأمل. كنت مناضلاً من أجل خليج حر موحد، من أجل أمة عربية حرة موحدة، بل كنت مناضلاً من أجل الإنسان في أي مكان وفي أية بقعة.
 
لحظات أنحني فيها حباً وعشقاً لك فأنت من علمنا بعضاً من دروس حب الوطن وبعضاً من دروس التضحية من أجل عزة وكرامة الوطن وعزة أهله وكرامتهم.
ها هو رفيقك الذي يمثل من هم على خطاك سائرون المناضل إبراهيم شريف السيد يقول لك من زنزانته: «أنا في السجن أحمل نبض قلبك الذي لم يتوقف، لأنه يحمل هموم الوطن».
 
سنظل على خطاك دوماً نحمل هموم الوطن ما حيينا.
لحظات أنحني فيها تحية إكبار وإجلال لرفيقة دربك أم خالد، ولها ولأمل وخالد ووليد وسلوى وعائشة ولأسرتك ورفاقك وشعب البحرين خالص العزاء والمحبة.
وستظل شامخاً بيننا. 

 
صحيفة الوسط البحرينية – 02 سبتمبر 2011م

اقرأ المزيد

عبدالرحمن النعيمي… شمعة الأمل


هكذا إذاً، رحل عنا المناضل الكبير والبحريني الأصيل عبدالرحمن النعيمي يوم أمس 1 سبتمبر/ أيلول 2011، وذلك بعد أن لازم فراش المرض أكثر من أربع سنوات، كان معنا من دون أن نعلم ما رأيه فيما اُمتحنت به البحرين منذ غيابه عن الساحة.
 
«أبوأمل» كان أنموذج الشخصية القومية العابرة لحدود البحرين، وهو بمكانة مماثلة للنخبة العربية التي التزمت بمواقف مبدئية ولم تتزلزل أمام الأحداث الجسام، ولذا فقد كان رمزاً عربياً أينما حل في أي بلد عربي، يحتضنه أهل كل بلد، لأن معارفه تمتد من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، بل أبعد من ذلك، لأن اسمه معروف في كل محافل الفكر النضالي الإنساني.
 
زرتُه في منفاه بدمشق في منتصف التسعينيات… حينها كان الإجماع الوطني بشأن الحركة المطلبية همَّنا جميعاً، وكان القياديون في الداخل والخارج يرجعون إلى بعضهم بعضاً في مجمل ما كان يجري على الساحة، والجلوس مع النعيمي على مدى أيام يدخلك في عالم آخر تكتشف من خلاله شخصية معطاءة ومضحية تضع المصلحة العليا لقضايا الأمة فوق كل اعتبار… والبحرين كانت على لسانه دائماً، وفي كل ما يمارسه من عمل. كان يعمل من دون كلل، ونشاطه يعادل ما يقوم به فريق كامل. كان من أشد المخلصين لأي اتفاق يتوصل اليه مع الآخرين ولا يكسر الإجماع ولا يستفرد بالرأي. والأهم من كل ذلك لن تجد في حديثه أي سقطة لسان تحمل مضامين طائفية أو قبلية أو عنصرية، فقد كان إنسانياً في فكره، ومنحازاً للمظلومين أينما كانوا.
 
كنت قبل أن ألتقيه أقرأ له ما يكتب باسمه الحركي آنذاك «سعيد سيف»، ولكن عندما اقتربت منه تبادر إلى ذهني سؤال تكرر كثيراً منذ اليوم الأول الذي عرفت فيه شخصية النعيمي عن قرب، وهو: كيف يتمكن شخص يأتي من عائلة مشاركة في الحكم في دول الخليج ، أن يسمو فوق كل الاعتبارات القبلية والطائفية التي تسجن أكثرنا في زوايا خانقة؟ وكنت أكرر السؤال بصراحة: كيف يتمكن شخص مثل النعيمي (وهو القيادي في اليسار العربي وينتمي الى أسرة سنية عريقة) أن يقتل مسارب الطائفية في فكره ونشاطه الدؤوب، بينما يعجز غيره من الإسلاميين (من السنة والشيعة) عن ذلك؟ ترى كيف كان يرتفع بإنسانيته فوق كل هذه الاعتبارات؟
 
غادرنا «أبو أمل» أمس عن عمر ناهز الـ 66 عاماً، واختفى نشاطه عندما كان عمره 63 عاماً، ولكنه خدم قضايا العدالة الاجتماعية في البحرين وفي كل بلد له صلة به لأكثر من 40 سنة، قبل أن يجبره المرض على الانزواء عن هذا الزمن الذي ربما لا يستحق وجود شخصية مثله. لقد أسموه الأب الروحي لجمعية «وعد»، وأنا أسميه الأب الروحي للحراك الوطني غير الطائفي، وهو كان وسيبقى «شمعة الأمل» لبحرين غير طائفية
 

صحيفة الوسط البحرينية – 02 سبتمبر 2011م

اقرأ المزيد

وترجل فارس النضال «أبوأمل» – عبدالنبي العكري


جاء الخبر كالصاعقة على رفاقه وأحبته… وفاة المناضل عبدالرحمن محمد النعيمي الساعة التاسعة صباح الخميس 1 سبتمبر/ أيلول 2011، عن عمر ناهز الـ 67 عاماً، وكنا ليلة الخميس (مساء الأربعاء) في حضرة المناضل الكبير.
 
عرفت المناضل عبدالرحمن النعيمي على امتداد أكثر من أربعة عقود ورافقته في مختلف مراحل النضال وساحات الكفاح، معلماً ورفيقاً وصديقاً.
عبدالرحمن محمد النعيمي نسيج لوحده، المهندس المتفوق، المناضل القائد، المثقف، الكاتب، الوطني والعروبي والأممي.
«أبوأمل» وهو القائد لا يستنكف عن القيام بمهمات أصغر المناضلين.
أبوأمل وهو المدير المسئول لدار الكنوز الأدبية يقوم بمهمات التحرير والتصحيح ومتابعة الطباعة والتوزيع.
عاش أبوأمل في أوضاع الشدة والبساطة، عرفته السجون والمعتقلات والمنافي ولم تفت في عضده أو تنال من عزيمته، أو تزحزح من إيمانه.
 
من على مقاعد الدراسة في الثانوية العامة، ثم في الجامعة الأميركية في بيروت، بدأ نضاله الوطني والعربي منخرطاً في حركة القوميين العرب في ستينات القرن الماضي. ومنها بدأت مسيرته النضالية التي أضاء دروبها وأسهم فيها بجهده وفكره.
 
تسلم مسئوليات قيادية في مسيرته النضالية، في عدد من التنظيمات الوطنية والخليجية والعربية، ومع تقلب الأزمان والظروف والمهمات ظل أبو أمل مؤمناً بقضية الإنسان تحرره وحريته وكرامته، وحرية الشعوب وتحررها، وفي القلب منها قضية فلسطين وقضية الوحدة العربية. قضية شعب البحرين وتحرر شعب عُمان، ووحدة وتحرر الخليج العربي. قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان، حاضرة في كتاباته ومحاضراته وندواته، قضية الكادحين وقضية المرأة وجميع المحرومين.
 
مناضل جمع العلم بالعمل وجمع الفكر بالممارسة، قدم عصارة فكره في النشرات الحزبية السرية، وصحف المنظمات المناضلة وفي المنابر المتاحة، صحفاً ومحطات فضائية، مناظراً ومجادلاً وداعية.
وهو في غمرة النضال أسهم بجهده في نشر المعرفة وفتح الطريق للأصوات المناضلة والواعدة. أسس دار الحضارة الحديثة ثم دار الحقيقة برس وأخيراً دار الكنوز الأدبية، والتي نشرت المئات من النتاج الفكري والأدبي.
 
كل من عرفه حتى خصومه فرض احترامه عليهم فهو شريف في خصومته، وفي مسيرته الخصبة كون الكثير من الأصدقاء من مختلف البلدان والجنسيات والقوميات والانتماءات، الذين لم ينسوه قط.
في خضم النضال كان الزوج الوفي والأب الحنون. كون أسرة سعيدة متماسكة من الزوجة مريم النعيمي والأولاد أمل وخالد وسلوى ووليد وعائشة. وكان بيته حيثما حل يستقبل الأهل والرفاق والأصدقاء في كل الأزمان.
 
«أبوأمل» الإنسان الحاني والمناضل الصلب والرفيق الثقة والصديق الوفي.
الكلمات تعجز عن سرد سفر نضالك المثابر وحياتك الثرية نفتقدك جميعاً، أهلك، رفاقك، شعبك وأمتك.
ستظل حياتك مثالاً يقتدى وفكرك منارة للمناضلين
 
الكاتب : عبدالنبي العكري

صحيفة الوسط البحرينية – 02 سبتمبر 2011م
 

اقرأ المزيد

عبدالرحمن النعيمي والقضية الفلسطينية – عبدالله جناحي


منذ ستينيات القرن العشرين وعبدالرحمن النعيمي في خدمة الثورة الفلسطينية، فقد انخرط في حركة القوميين العرب وهو طالب في الجامعة الأميركية ببيروت في منتصف ستينات القرن الماضي، واستمر مدافعاً عن القضية الفلسطينية وداعياً لوحدة الصف الفلسطيني، ورافضاً لأية سياسات استسلامية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وبالتالي أصبح رمزاً قومياً في جميع المؤتمرات والفعاليات القومية التي كانت تقيمها الأحزاب والجبهات العربية عامة والفلسطينية على وجه الخصوص، ورغم أنه كان يمثل الجبهة الشعبية في البحرين، وهي جبهة صغيرة قياساً للمنظمات والأحزاب العربية الكبيرة سواء في المغرب أو مصر أو اليمن أو الشام وعموم الوطن العربي، إلا أنه وفي معظم الفعاليات العربية المشتركة ونتيجة للاحترام والتقدير الكبيرين لهذه الشخصية المناضلة فقد كان الجميع يتوافق على تمثيل «أبوأمل» لهم والتحدث باسمهم .
 
ومن السلوكيات المؤثرة لهذا المناضل أنه كان دائماً الوسيط لحل الاختلافات التي كانت تجري بين الرفاق الفلسطينيين، ويتذكر أحد القياديين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنه وفي بعض اجتماعات الجبهة وعندما تصل وجهات النظر المختلفة إلى مرحلة التعارض والتصادم كان معظم القياديين يذهبون إلى شقة عبدالرحمن النعيمي من أجل أن يتوسط لتقريب وجهات النظر والوصول إلى صيغة توافقية، ولم يكن يتردد في القيام بهذه المهمة مع أصدقائه الفلسطينيين.
 
لقد كانت القضية الفلسطينية ضمن أولوياته المركزية في جميع محطات حياته، وعندما رجع إلى الوطن من منفاه وبعد أن أسس جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وعند أول لقاء مع جلالة الملك بعد تأسيس الجمعية لم يطرح أمام الملك سوى طلبه بالحصول على موافقة حكومة البحرين على عقد المؤتمر القومي في البحرين، ولأول مرة في تاريخ البحرين يعقد هذا المؤتمر المهم في منطقة الخليج العربي.
كما كان من عضواً فاعلاً في الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ودائم التشجيع في نشر أخبار وتاريخ نضالات الشعب الفلسطيني وضرورة أن تتواصل الأجيال الشابة مع هذه الثورة التي كانت بالنسبة له الطريق الثوري لتحرير الشعب العربي وتحقيق وحدته
 
الكاتب : عبدالله جناحي

صحيفة الوسط البحرينية – 02 سبتمبر 2011م
 
 

اقرأ المزيد

” أبو أمل” أصالة الأرض الطهور – منى عباس فضل


ما الذي يبقى منا وبيننا يا « أبو أمل»؟
 
تبقى عباراتك التي تختصر تاريخاً نضالياً كتب بهامة مرفوعة حد أفق السماء، يبقى العهد والثبات على موقف الحق والعدالة، إذ كان أول الدروس في مدرستك وآخرها بين أحضان شعبنا الملتاع برغبة الانعتاق صوب الحرية.
 
ما الذي يبقى منا وبيننا يا «عبدالرحمن النعيمي»؟
 
تبقى الدهشة من فعل الصمود الأبدي للفقراء والمحرومين ممن حملت قهرهم ومعاناتهم فوق أكتافك وبين الضمير، صار حملها ثقيلاً مضنياً، وكان الحمل أيقونة الوحدة الوطنية وأنشودتك الدائمة التي طالما سعيت إليها والطائفية التي حاربتها، فالوحدة تتعمق في قاموسك بالتقاء الديمقراطيين وبناء مشروع ديمقراطي ارتكازه على مبدأ المساواة بين أبناء الشعب العربي الخليجي. لِمَ لا وأنت القائد الزعيم الملتزم الثوري الرافض دائماً وأبداً للوجود الاستعماري وللنهب والاستبداد؟
 
تبقى محطات السياسة والفكر سيرة نضال لقيم الحق والعدالة والمساواة والديمقراطية، يبقى صدى حراكك السياسي والفكري وإعادة نظرتك الثاقبة في التحولات الكبرى… في الشعارات الحادة… في قدسية العمل النضالي الجماعي وإنكار الذات ونقدها والشراكة النضالية بين المرأة والرجل، تبقى صياغة المواقف استناداً إلى بوصلة الثبات في دعم قضايا الأمة والشعوب العربية وعلى قمتها ثورة فلسطين المنهوبة وانتفاضات شعبها ومقاومة الكيان الصهيوني، كل هذا وذاك يبقى في مخزون الذاكرة ملهماً ونبراساً.
 
ما الذي يبقى منا وبيننا يا «سعيد سيف»؟
 
تبقى البحرين الحزينة الخضراء التي عشقتها في صباها، في جمالها وحتى في لحظة قبحها… وفي كل زمن من أزمنتها، «البحرين بحر العين» ذلك العهد السرمدي الذي قطعناه في دروب الماضي والحاضر والمستقبل، أرض دلمون الطهور… نبع النور وأصالة التاريخ. هي دوماً بيننا حتى وقت رحيلك الحزين.
ما الذي يبقى منا وبيننا يا رفيق؟
  
لاشيء، سوى مواقف وكتب وعبارات، لا شيء سوى رائحة الوطن يا غصن المنفى يا رفيق… لا شيء سوى التمرد عنوان الكتاب الذي قلبنا صفحاته، وتداركنا به أمورنا في كل مفصل ومنعطف ثم عدنا كي نصوغ عنوانه ومضمونه بجوهر رسالتك وخطاباتك التي قطعت بها عهداً وعملاً لقضايا الوطن والإنسان والحق، فلا كرامة للإنسان دون حرية، الحرية شارتك التي تفتح الصفحة الجديدة يا رفيق!
مخلداً في تاريخ الوطن، الرحمة لروحك الطاهرة، وبياض الدعوات يرافقك في قبر الياسمين والمشموم والمحمدي «يا نخلة باسقة من نخيل بلادي»
 
الكاتب:  منى عباس فضل

صحيفة الوسط البحرينية – 02 سبتمبر 2011م  
 
 
 

اقرأ المزيد

النعيمي صفحة أمل في كتاب وطن


غاب جسد عبدالرحمن النعيمي الأب الروحي لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) عن الساحة السياسية في الفترة الأخيرة، بعد ان أصيب بمرض أقعده عن مواصلة نشاطه السياسي والدور المنوط به من خلال قيادته لجمعية العمل الوطني الديمقراطي.
وظلت روحه حاضرة ترفرف وأفكاره تلوح.. إلى ان ترجل عن جواده، وفارقت روحه مكانها، لتطوى صفحة أمل من كتاب وطن.
 
لم يكل ولم يتعب، فعاد ليؤسس جمعيته، كأول جمعية سياسية يتم الترخيص لها، وكانت محل أنظار الديمقراطيين ليس في البحرين فقط، بل على مستوى الخليج والعالم العربي، لتكون جامعة للديمقراطيين وموحدة لهم في إطار مؤسساتي واحد… ولكن لم تأت الرياح بما اشتهاه النعيمي. سرعان ما تردد اسم النعيمي في آذان الشباب، بأن هناك رجلا يساريا قوميا يقف على تلك المنصات بشموخ ويلقي خطاباته التي لا مجاملة فيها لأحد، رجل.. المذاهب لا تحدد مواقفه، وعينه على طريق واحد هو وحدة هذا الوطن والعيش فيه بتقدم.
 
كان له صوت بارز بعد ان عاد مع رفاقه من دمشق حيث كان يقيم، ليأتي المشروع الإصلاحي ويعود به الى البلاد، ليواصل حراكه من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل، وهي العبارة التي تعتبرها جمعية العمل الوطني شعارا لها، وتكتب في اعلامها.
 
اتفقنا او اختلفنا مع النعيمي، إلا انه رجل يتم الإصغاء إليه حين يتحدث، لأنه غير متملق ولا من الذين تستهويهم الطائفيات ولا أي من هذه العناوين غير الحقة، سوى انه يريد ان يواصل الطريق الذي ابتدأه، مع علمه انه لن يكون معبدا بالورود، بل هو طريق الشوك الوعر العسير. غاب بجسده منذ دخوله في غيبوبته، إلا انه كان حاضرا بفكره وروحه ووطنيته، تماما كما هو أحمد الذوادي. رحيلهما لا يحتاج الى مقالات او عبارات او حفلات تأبين أو رثاء، بقدر ما يحتاج ان يتم اعادة التفكير مجددا بـ (وحدة التيار الديمقراطي)، بعيدا عن اية خلافات، بل جمع كل هذه الخلافات التي مرت عليها أعوام دون معرفة أسبابها والتي هي في الغالب شخصية، ورميها في سلة المهملات، لأن القادم يحتاج الى ان تكون كلمة التيار الديمقراطي واحدة، لأنه التيار الوحيد القادر على ان يكون جسرا قويا وصمام امان للوحدة الوطنية. رحيل النعيمي مفجع وصعب على رفاقه ومن عرفوه، ولكن الاصعب حين تذهب المبادئ والقيم التي غرسها هباء منثورا، وحاشا ان تكون كذلك، فقد خلف النعيمي صفوفا من الرجال والنساء تربوا على تلك القيم.
 
رحلت يا أبا امل وفي القلب ما زالت أشجان وأشجان، كم نحتاج الى مثلك في زمن لا يعرف إلا لغة النصرة للمذاهب. رحلت يا أبا أمل والحال ليس كما هو الحال الذي فارقتنا عليه حين دخلت في غيبوبتك. رحلت ونحن نترقب ونترقب.. ونأمل بأمل جديد وفجر جديد وحين يبزغ الفجر الجديد ستكون ذكراك حاضرة يا أبا الأمل.
 
 
الأيام 2 سبتمبر 2011

اقرأ المزيد

ما بعد الحوار الوطني


اختتم الحوار الوطني بخطاب ملكي من عاهل البلاد جلالة الملك، أكد متابعته لنتائج الحوار الوطني، حيث أمر جلالته بتفعيل المرئيات المتوافق عليها ومن ضمنها تحسين الوضع المعيشي للمواطنين من خلال زيادة عمومية في الرواتب شملت القطاع العام من المدنيين والعسكريين والمتقاعدين، بينما القطاع الخاص لم يكن مشمولاً بهذا القرار، ما ولد إحباطاً عاماً لدى العاملين به، ونتمنى أن يصدر قراراً مكملاً ليشمل العاملين بالقطاع الخاص.
 
الأرقام التي نشرتها «الوسط» بتاريخ 4 أغسطس/ آب 2011 كشفت أن 67 مليوناً فقط كفيلة برفع رواتب القطاع الخاص بنسبة 15في المئة، وباستطاعة الدولة حل هذه المشكلة وبدعمٍ أقل بكثير من هذا المبلغ من خلال توجيه قرار من القيادة العليا بالدولة إلى الرؤساء التنفيذيين بالشركات الكبرى ضمن «ممتلكات»، (بابكو وبتلكو وبني غاز وألبا وطيران الخليج وأسري…) والمؤسسات المالية التي تندرج تحتها شركات التأمين وبنوك الأفشور والبنوك التجارية، والذي يتفاخر رؤسائها التنفيذيون دائماً في الصحف بما حقّقوا من أرباح عالية بالملايين. أفلا يتطلب الموقف الراهن تضحية من هذه الشركات بجزء من أرباحها لرفع الأجور وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين بالقطاع الخاص؟ ألم يحن الوقت ليساهم رجال الأعمال والشركات كما ساهم رجال الأعمال الكويتيون في رفع مستوى معيشة المواطن الكويتي، دعماً للاقتصاد والقرار السياسي الكويتي؟ وبهذه الخطوة سينحصر الدعم فقط للعاملين في المؤسسات الصغيرة التي لا يستطيع أصحابها القيام بهذه المهمة.

هذا المطلب جزء أساسي من هموم المواطنين بكل تياراتهم من موالاة ومعارضة، وستظل تساؤلات المعارضة مشروعة حول المرئيات غير المتوافق عليها، علماً أن رئيس مؤتمر الحوار خليفة الظهراني أكد في افتتاحه على رفع كل المرئيات المتفق والمختلف عليها لجلالة الملك. ونحن نعرف أن جوهر المشكلة هي المرئيات غير المتوافق عليها، من برلمان كامل الصلاحيات وحكومة تمثل إرادة الشعب ودوائر انتخابية عادلة، وعلاج ملف التجنيس ومحاربة الفساد الإداري والمالي. وسيظل السؤال مشروعاً: لماذا لم ترفع المرئيات غير المتوافق عليها؟ وهل هناك تصور بمؤتمر حوار وطني آخر بين المعارضة والسلطة؟ وهل مؤشرات التي تطرق بها ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة (حفظه الله) بأن مؤتمر الحوار الوطني ليست نهاية الطريق، بل هو البداية.

إن الاستقرار الأمني مرتبط بالاستقرار السياسي والاقتصادي، وأيضاً بدرجة الإصلاح واستمراريته، لتتلاءم مع الموجات المتصاعدة المطالبة بالتغيير في الوطن العربي، من مصر وتونس إلى اليمن والمغرب والأردن.
 
إن الخطوات الإصلاحية التي تمت بداية 2001 أصبحت بحاجة إلى تطوير لتلبي ظروف المرحلة، ولابد من السعي لوضع حلول سريعة للتحديات التي تواجه البلد، لئلا تتأزم الأمور أكثر، وعدم ترك القارب تتلاعب به الأمواج.
 
التحدي الأول: الانتخابات التكميلية التي أعلنت الجمعيات المعارضة عدم دخولها بسبب الظروف التي دفعت لانسحاب النواب من البرلمان ومازالت موجودة، ولا أعتقد أن من مصلحة الحكم أن يكون البرلمان لا يمثل المعارضة ما يزيد الفجوة بين المعارضة والسلطة، ويبتعد أكثر عن هموم الجماهير وقضاياها، وعن المطالب الحقوقية والسياسية والدستورية، ما يزيد من حالة الاضطراب.
 
التحدي الثاني: المسرحون من القطاع العام والخاص بلغ عددهم 2593 مسرحاً حسب مصادر الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، إذا كانوا يعيلون أسراً متوسط أفرادها 5 أشخاص، فهذا يعني أن عدد المتضررين من التسريح بلغ 12965 شخصاً، وهذا بحد ذاته قنبلة موقوتة قابلة للانفجار بأي وقت. ونتذكر أنه في العام 1965 تسبب تسريح 1500 عامل من بابكو أدى إلى انتفاضة استمرت عدة أشهر، فلهذا لابد من وضع حل لهذه المشكلة قبل أن تتفاقم.
 
التحدي الثالث: مشكلة البطالة، فحسب إحصائيات وزارة العمل بلغ عدد العاطلين 5394 عاطلاً، وبنسبة قدرها 3.7 في المئة، بينما هناك مصادر أخرى تؤكد أن نسبة العاطلين بلغت 15 في المئة، أي 21867 عاطلاً، علاوة على ذلك خريجي الثانوية العامة لهذا العام بلغت 1423 من البنات وأكثر من ذلك من البنين. وإذا افترضنا أن المتسربين من هذه المرحلة الثانية بحسبة 25- 30 في المئة لا يستطيعون مواصلة الدراسة الجامعية لظروف مادية، وكذلك الخريجين الجامعيين الذين يزيد عددهم على 2000 خريج جامعي سنوياً، فإن هذه الأرقام ستكون مخيفة بتراكمها عبر السنوات، ما لم يوضع حل جذري للمشكلة، وخصوصاً أنها مشكلة عالمية تعاني حتى الدول المتقدمة تكنولوجياً، والتي تمتلك قاعدة تصنيعية وتنمية حقيقية.
ولتخفيف نسبة البطالة عموماً، لابد من رفع مستوى التنمية الاقتصادية عبر تنشيط الصناعات الصغيرة والمتوسطة، ما يوسع مجال الخدمات في البنوك والتأمين والسياحة والفندقة لاستيعاب أكبر عدد من العاطلين، ولكن في ظل عدم الاستقرار السياسي تتفاقم مشكلة البطالة وما يرتبط بها من ظواهر اجتماعية من ارتفاع معدل الجريمة والسرقة والانحراف الخلقي والمخدرات والعنف.
 
التحدي الرابع: الملف الدستوري، وهو أهم الملفات وأساس الحركة المطلبية التي تبنتها المعارضة بكل تياراتها، بما فيها شخصيات من رجال الأعمال التي يهمها تطور الحركة الإصلاحية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
وباعتقادي جدية الحوار بين المعارضة والسلطة سيوصلنا إلى عوامل مشتركة يتوافق عليها الجميع حتى لو تطلب الخلاف إجراء استفتاء شعبي عام ليكون الحكم الحاسم من أجل مصلحة الوطن ووحدته الوطنية وقيادته الحكيمة.
 
في نهاية المطاف نريد وطناً آمناً للجميع، وشعباً متعايشاً ومتسامحاً، بعيداً عن كل أشكال التطرف والتمييز الطائفي. كما نريد وحدة وطنية وترابطاً بين كل أطراف المجتمع، وتجنب كل العوامل التي تفكك وحدتنا وعلاقتنا المتينة والتمسك بكل ما هو مشترك لما فيه خير ومصلحة الجميع
 

صحيفة الوسط البحرينية – 28 أغسطس 2011م
 

اقرأ المزيد