المنشور

المعارضة… مَن أنتم؟! – مريم الشروقي

قالها أحدهم للمعارضة: مَن أنتم؟ ونحن نعيد السؤال للتأكيد: مَن أنتم يا معارضة؟ هل أنتم حفنة من الصغار الذين تريدون أن يُسمع لكم صوت؟ أم أنتم عملاء «إيران» وتريدون البطش ببلادنا؟ أم أنّكم رافضة ما بيتّم النيّة إلاّ من أجل القضاء على مذهبنا؟ قبلَ أن نسأل عن ماهية المعارضة، لنجوب أنحاء البحرين، ولنستفتي الشعب على مرئيات الحوار، حتى لا نقول بأنّ المعارضة أخفت شيئاً كانت في ضغينتها من أجل نشر مذهبها وقتل المذهب الآخر!

قبل هذا وذاك، فليفتح كل واحد منّا محفظته، ولينظر في وسط الشهر وآخره، إن كان هناك دينار أو ديناران من أجل شراء بعض الأمور الشحيحة، وليتساءل لماذا قام البعض بالمطالبة والتساؤل عن أموال النفط وغيرها؟ لأنّ كثيراً منّا يعاني الأمرّين من ضعف الحال وكثر الفساد والنهب والنصب والاحتيال.

ليس هناك شكّ بأنّ الأمور لن ترجع إلى سابق عهدها كما يحلم البعض، والحوار لن يتم من دون دراسته بطريقة دقيقة متروّية، فهذه المرّة وعى الناس إلى معنى تلك المادّة في الدستور التي تقول بأنّ الشعب مصدر السلطات جميعها.

الشعب مصدر السلطات جميعها، ولكن في الوقت نفسه نحن لا نجد أحداً يسأل عن ملفّات الفساد، حتى جعجعة المعاودة اختفت وأصبحت في السماء، وما مطالباته ومناوراته إلاّ قشّة في مهب الريح، فما أن تأتي الحاجة إلى التحدّث عن المطالبة، فإنّنا وجدناه أكثر من يُطالب، وما أن يجد الريح عكسها لم نجده غيّر اتّجاهه، بل وجدناه لا يتذكّر ما قاله، لا بطّيخ صيفي ولا هم يحزنون.

أوتعلمون من المخلص لهذا الوطن؟ المخلص هو من رفض الفساد، ورفض التقييد، ورفض قول الزور، لا لشيء ولكن حرصاً على مصلحة وطنه وشعبه، وما الدنيا إلاّ عبرٌ وقصص يتداولها النّاس بطريقة مختلفة.

إنّ الحكمة ضالّة المؤمن وفانوس العالم، وهي التي نهتدي بها من أجل الثبات على الحق وإحداث التغيير، أما الجعجعات والكلمات الفارغة فإنّها تدل على أصحابها، وتدلّ على مستواهم المنحط وعلمهم الشحيح بكيفية إدارة الموقف من ضدٍ إلى معَ!

المعارضة من أنتم أم مع مَن أنتم أم ضدّ مَن أنتم؟! السؤال وجَبَ أن يكون أصعب قليلاً: نحن جميعنا مع مَن؟ أنحن مع الوطن أم ضد الوطن أم للوطن؟ فلنفكّر في هذا السؤال علّ أحدهم يجيبنا في يوم ما، لأنّ الأسئلة كثرت ولا مُجيب لها طوال الأحيان!

تذكير لتجمّع الفاتح: ما هي الـ 80 في المئة من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟ تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات!

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال (على قولة المعاودة)؟

اقرأ المزيد

السر غير المُعترَف بوجودهِ


بقلم: Costas Christodoulides، رئيس قسم الشئون الأوروبية وعضو اللجنة المركزية للحزب الشعب العامل القبرصي ” الشيوعي” AKEL

ترجمة : غريب عوض

مع مرور الزمن سوف نكتشف نحنُ جميعاً في قبرص السر غير المُعترفَ بوجودهِ، ألا وهو أن الاتحاد الأوروبي ليس هو أبعد من أن يكون نادياً من الملائكة فحسب، بل هو اتحاد تعتمد أعماله على قوانين السوق وعلى أعلى درجات الرِبحية. ونظراً لأن قوى ودوائر سوف تقول مباشرةً “إذاً لماذا وافق الحزب الشيوعي القبرصي على دخول قُبرص الاتحاد الأوروبي”، سوف نُعيد للذاكرة أن الحزب الشيوعي القبرصي صرح، أثناء قرار الموافقة التي تمت في انعقاد مؤتمرهِ الثامن عشر، “بأن تقديرات ورأي الحزب فيما يتعلق بوضع الاتحاد الأوروبي كشكلٌ مُتقدم من التجمع الرأسمالي السياسي والاقتصادي لم يتغيّر”.

ويُبيّن نفس القرار بأن “الحزب يعتقد بأن مسير انضمام قُبرص للاتحاد الأوروبي لا يمكن أن تكون لهُ نتائج إيجابية إلا إلى درجة أن يُعزز هذا الإجراء الجهود للتوصل إلى حل المُعضِلة القبرصية ضمن إطار الأمم المُتحدة واتفاقيات المُستوى العالي”. ويطرح القرار الشروط الإستباقية التَكَهُنية التالية:

1) المحافظة على الحقوق النقابية وعلى مُكتسبات العمال (مكافئة تكاليف المعيشة، التأمين الاجتماعي، إلى آخرهِ).

2) المحافظة على استقلالية الإطار المؤسساتي العملي الديمقراطي للحركة التعاونية.

3) المحافظة على الشكل الاجتماعي لمنشئات المنفعة العامة وعلى الدور الاجتماعي للدولة بصفة عامة.

4) توفير الحماية والدعم لقطاعات الإنتاج الحساسة (الصناعة، الزراعة)، بالإضافة إلى دخل المُنتجين.

إن الأيام القادمة مهمة جداً للبعض في أن يوزع بسخاء “الحِكَمُ الموجزة” عن “العمل ضد مصلحة أوروبا” في حين أن الحقيقة ساطعة كعين الشمس. واليوم يتم ابتزاز قُبرص من خلال تصريحات أطلقها مسئولون رسميون في الاتحاد الأوروبي، التي يقول نَصَها’ إذا رفضت قُبرص الشروط التي تفرضها هذهِ الجماعة المُتنفِذة فإنها، أي قُبرص، سوف تتعرض للإفلاس وذلك بواسطة حِرمانها من الودائع والضمانات المصرفية. ويستهدف هذا الابتزاز المقصود الرأسمال الأجنبي الموجود في البنوك القُبرصية من ناحية، والثروة القُبرصية، الطبيعية وغيرها من ناحية أخرى.

وقد طلب الاتحاد الأوروبي في السابق أن يتم وضع القطاع التعاوني تحت السيطرة، وذلك عن طريق تغيير الصفة المستقلة للمؤسسة الاقتصادية الوحيدة التي هي تاريخياً، ولكن أيضاً في شكلها المُعاصر، تُقدم الدعم للطبقة العاملة الكادحة في قُبرص. لقد سَعت، وحققت جزئياً، وضع القيود على المكافأة التلقائية لغلاء المعيشة، بتوجيهها ضربة إلى دخل الشعب، وفي نفس الوقت لم يتم “الحد من” ارتفاع أسعار السِلَع.

بالإضافة إلى أن الاتحاد الأوروبي يحاول تفكيك الاتفاقيات الجماعية وإضعاف دور النقابات العمالية.

وفيما يتعلق بمنشآت المنفعة العامة، لقد تنبأ الحزب الشيوعي القبرصي من خلال التحليل الديالكتيكي بأن صفاتها سوف يتم الاختلاف حولها في الاتحاد الأوروبي، وكذلك حول الحد الأدنى للدور الاجتماعي للدولة، وهي الظاهرة التي نراها اليوم أكثر وضوحاً، والتي تأخذ شكل الاستقطاعات، وما هو مُفترض أن تكون سياسات مُستهدفة تُصيب بالضرر العائلات الكبيرة، والأشخاص من ذوي الإعاقات، والقطاعات الضعيفة في المجتمع.

إن الطبقة الحاكمة التي تحكم الاتحاد الأوروبي لم تُطبق جميع هذهِ السياسات بواسطة مذكرة التفهم فقط، وإنما أيضاً بواسطة مجموعة من القرارات في شكل توجيهات وقوانين. وعن طريق ما يُسمى توجيه الخدمات Bolkestein، في الأسواق المحلية، مُنذُ عام 2006 مَهَدَ الاتحاد الأوربي الطريق للشركات مُتعددة الجنسية لِتطرح في أي دولة، شروط التوظيف، على سبيل المثال، المفروضة في جمهورية أستونيا، بالإضافة إلى تصدير الأيدي العاملة لديهم إلى الخارج.

ومن فترة ليست بالبعيدة قدمت المُفوضية الأوروبية مُقترح لمراجعة قانون العمل في الدول الأعضاء ليخدم احتياجات المنافسة، في حين مع مراجعة ميثاق الاستقرار مطلوب من الدول الأعضاء من ناحية أخرى تخفيض ميزانيات مدفوعاتها بنسبة النصف في المائة إلى أن يصبح هذا فائض دون حتى النظر إلى موضوع السياسة الاجتماعية والتنموية. ومن المُهم أيضاً التذكير أنهُ مُنذُ انضمام قُبرص إلى اتحاد النقد الأوروبي واعتماد عُملة اليورو طُلِبَ من شعبنا تطبيق سياسة التقشف، وكذلك زيادة تعزيز فوائد اجتماعية مُستهدفة لعدد آخذ في الانخفاض من السُكان.

هذهِ هي نتيجة ميزان القوى في أوروبا، وائتلاف القوى الدولي، ولكن أيضاً قوى المُعاهدة الأوروبية للتأسيس التي هي من خلال تعزيز مُعاهدة لِشبونة ومن ذلك الحين فصاعداً أصبح جعل المؤسسات الرسمية تؤمن بالرأسمالية أمرٌ غير كافٍ، وإنما المطلوب أيضاً تطبيق السياسات من أجل المنافسة الجامحة وزيادة خلق الاحتكارات والتنافس بينها. وبتعبير آخر، لقد انتقل الاتحاد الأوروبي، وهذا يجب أن يتم تقديره، إلى مستوى آخر. وقد رفض الحزب الشيوعي القبرصي كُل هذا وهو يتحمل المسئولية أمام شعبنا، وبالتالي يُثير غضب هؤلاء الذين يحتفلون اليوم بانتصار قوى اليمين.

إنهُ من الصعب على هؤلاء الذين يخفون هذهِ الحقيقة تقدير الذي سوف يأتي تبعاً وهُم يقولون أنهم يعملون على نحوٍ إيجابي من أجل مصلحة قُبرص. إن القضية هو أن تلتزم بموقف سياسي ثابت يتضمن دعم وتأييد مقاومة الشعب العامل إلى أعلى درجة مُمكنة والنضال ضد هذهِ السياسات.

ويستمر المأزق الحقيقي. أي، فيما إذا كانت هذهِ الصِفة الرجعية العدوانية للإتحاد الأوروبي، والتي هي تتعارض على نحواٍ متزايد ملحوظ مع المصالح الطبقية والمصالح “الوطنية” للدول الأصغر التي تُضحي من أجل تكامل مُبهم والذي هو في الحقيقة يُحافظ على الحركة الحُرة للعمال واستغلال الموارد وقوة العمل في بيئة من توحش الرأسمالية، ويصب في مصلحة الشعب العامل القبرصي، ورجال الأعمال المتوسطين والصغار وجيش مُتنامي من العاطلين. بالإضافة إلى أن بيع قطاع الدولة للقطاعات المُتنفِذة الكبيرة هي قضية حاسمة واضحة في حياة قُبرص حيثُ ستحاول الحكومة والقوى المحلية تسليم البُنية التحتية، والعمل والشعب العامل بذاتهِ للشركات التضامنية. ولا شك أن نفس الفلسفة سوف لن تترك الغاز الطبيعي سليم، ليس بسبب الاتفاقيات الثُنائية الإستراتيجية فحسب، بل من خلال مُهمة استغلالها لمجموعات العمل في القطاع الخاص.

وفي نفس الوقت، مع اختيار قُبرص أن تُصبِح عضو في الاتحاد الأوروبي، أصبح من الضرورة تنظيم وتوسعة ومضاعفة النضال على المستويين المحلي والدولي لتلك القوى في الجبهة الأمامية من النضال وعلى جانب غالبية الشعب، والشعب العامل، والفقراء، والشباب اليائس من الحصول على وظيفة. سوف تقف هذهِ القوى كزاوية مُحصنة للاتفاقية الضمنية بين السُلُطات السياسية والاقتصادية المحلية، مع الطبقة الحاكمة في الاتحاد الأوروبي لتسليم القطاعات المُهمة من الاقتصاد للرأسمال الكبير تحت عباية ظروف الطوارئ. إن عواقب إعادة رأسملة بنوك قُبرص أصبحت تظهر نتائجها السلبية على الشعب القبرصي العامل بنفسه بشكل متزايد واضح. وفي نفس الوقت، تُقدم، هذهِ التحليلات المعروضة في وسائل الأعلام والتي تُنادي “بالمسؤولية” في مواجهة الاستقطاعات والفقر والتي تحث بوعي على الخصخصة كخروج من الأزمة، تقدم للشعب فرصة لِيُقدر في النهاية بطريقة واضحة جداً من الذي يعمل وما هي المصالح التي يعمل من أجلها.

والطريق الوحيد أمامنا هو الاستجابة الشعبية القوية والإعداد للمقاومة الشعبية، وتعميم الرؤية من أجل تحرير قُبرص من براثن الاحتكارات الخانقة؛ وهو الطريق الذي سوف يُحرِرُنا من كابوس البطالة، والفقر، وسوف يُقدم لنا أملاً حقيقياً لما هو يبدو مأزقاً أوجدهُ “الخبراء العارفين”، ووسائل الأعلام، والقيادات الرسمية للكنيسة، وأطراف اتفاقية الاستسلام والخضوع، كطريق وحيد أمامنا. إن هذا الطريق من النضال سوف يطلب من الرجال والنساء العاملين، والعاطلين، والنساء العاملات بوظائف مؤقتة، وصغار المُتعهدين، بأن يقرروا بوعي النزول إلى الشوارع ليناضلوا كما تفعل الشعوب الأخرى في أوروبا وفي بقية أنحاء العالم.

اقرأ المزيد

لمن تُصرف المليارات؟! – د. بدر الديحاني


من المفروض، نظرياً ودستورياً أيضاً (مادة 123)، أن مجلس الوزراء هو الذي يرسم السياسة العامة للحكومة ويشرف على تنفيذها، ولكن المتابع لتصريحات وزراء حكومتنا لا بد أن يلاحظ أن لكل واحد منهم “سياسته الخاصة”، فلا سياسة عامة ولا هم يحزنون!


خذ، على سبيل المثال لا الحصر، ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية، ففي الوقت الذي يحضّ رئيس الحكومة الشركات الصينية على… “المشاركة والإسهام في تنفيذ مشروعات خطة التنمية التي تفوق قيمتها 125 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة”، وفي الوقت الذي يَعِد وزير الإسكان الناس، كما أشار “مانشيت” إحدى الصحف بأنه “سيبني دولة أخرى… في الكويت”! نجد أن وزير البلدية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء يقول أثناء مخاطبته للشباب في مؤتمرهم الحكومي الذي عقد أخيراً إنه قلق للغاية على مستقبل ابنه الوظيفي لأنه قد لا يجد له وظيفة عندما يتخرج بعد ثلاثة أعوام، لأن القطاع الحكومي يوظّف الآن ثلاثة أضعاف احتياجاته الفعلية!


وبالرغم من “نبرة التذاكي” الواضحة في تصريح الوزير وكأن الناس لا يعرفون “البير وغطاه”، حيث إن ابن الشيخ الوزير لن يواجه إطلاقا مشكلة توظيف في المستقبل، فالدرجات القيادية محجوزة سلفاً بانتظاره، هذا إن كان بحاجة إلى الوظيفة الحكومية أصلاً، فإن السؤال هنا هو كيف لا يجد الخريجون الجدد وظائف في الوقت الذي “يبشر” فيه رئيس الحكومة من جانب ووزير الإسكان من الجانب الآخر بمشاريع “خطط التنمية”؟! فعن أي تنمية تتحدث الحكومة؟!


ثم إن الشباب الذين يخاطبهم وزير البلدية وشؤون مجلس الوزراء ليسوا مسؤولين عن فشل السياسات الحكومية كسياسة استثمار الموارد البشرية التي يشارك الوزير ذاته في رسمها، ويتحمل مسؤولية فشلها أيضاً، بل إن الشباب يعانون أشد المعاناة من سوء مخرجاتها، ومن ضمنها البطالة المقنعة وارتفاع معدلات البطالة السافرة التي يكتوي بنارها الخريجون الجدد من الطبقتين الوسطى والفقيرة!


لهذا، فبدلاً من محاولة الظهور بمظهر “الغلبان” الذي لا يستطيع عمل أي شيء، وهو مظهر خادع لا يليق بحكومة دولة نفطية لديها ثروة ضخمة وقوى بشرية متعلمة ومؤهلة من جهة، وتتمتع بموقع جغرافي مميز ومساحتها صغيرة وعدد سكانها محدود من جهة أخرى، فإن الحكومة مطالبة بالإجابة عن أسئلة في غاية الأهمية مثل: ما فائدة ما يسمونه “مشروعات خطط التنمية” التي “تفوق قيمتها 125 مليار دولار” إذا كانت لا تخلق فرصاً وظيفية جديدة؟!


ولمن ستذهب هذه المليارات التي يسمع عنها الناس منذ سنوات بينما لا يرون نتائجها على أرض الواقع، إذ لا وظائف، ولا سكن إلا بعد انتظار قرابة العقدين، والخدمات الاجتماعية الأساسية رديئة؟!


لقد ذكر تقرير التنمية البشرية لعام 2013 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي… “أن النمو الاقتصادي وحده لا يحقق تقدماً تلقائياً في التنمية البشرية، فالسياسات المناصرة للفقراء والاستثمارات في إمكانات الأفراد بالتركيز على التعليم والتغذية والصحة والتشغيل هي التي تتيح للجميع إمكانات الحصول على العمل اللائق وتحقيق التقدم الثابت”. كما جاء في التقرير أيضاً…. “تتولى الدولة الفاعلة والمسؤولة وضع السياسات للقطاعين العام والخاص مستندة إلى رؤية ثاقبة وقيادة قوية ومعايير مشتركة وقوانين ومؤسسات تبني الثقة والتماسك للمستقبل. ويتطلب تحقيق التحوّل بخطى ثابتة من الأمم العمل على وضع نهج منسّق ومتوازن للتنمية”. انتهى الاقتباس.


فأين نحن من ذلك يا ترى؟


د. بدر الديحاني

اقرأ المزيد

الرأسمالية و تسليع العلاقات الانسانية و الانسان


لقد أصبح الإنسان مجرد مُشاهِد لكل ما يحصل لوجوده الخاص، عاجزاً عن تغييره، وأصبحت علاقاته سلوكاً تحدده منظومة الأشياء. باختصار: إنه إنسان مسلوب الهوية والإنسانية والاجتماعية والتاريخية، وهذا يعني أنه ملغى ولا تساوي قيمته أكثر من قيمة الشيء.


ان النظام الرأسمالي ليس نظاما اقتصاديا فحسب , بل علاقات اجتماعية و سياسية منبثقة من علاقات الانتاج الاقتصادية الرأسمالية ايضا , فطبيعة الانتاج و العلاقات المنبثقة منه هي التي تحدد شكل علاقة الانسان بنفسه مع بيئته الصغرى و علاقته ببيئته الكبرى و كل ما يحيط به من ظواهر.


ان الشكل المنبثق لعلاقة الانسان مع نفسه في النظام الرأسمالي نابع من الدوافع الاقتصادية التي تمليها الظروف المحيطة عليه , و بالتالي الظروف الاجتماعية .


لم يعد الفرد ينظر إلى نفسه بوصفه فاعلاً مفكراً حاملاً للقدرات الإنسانية، بعد اندماجه عن ـ وعي أو بغير وعي ـ في الماكينة الرأسمالية، بل إنّه أضحى يحدد علاقته بنفسه على أساس أنه شيء يمكن استخدامه بنجاح في السوق، مادة خام قد تستثمر بنجاح، إذا أحسن استثمار نفسه، وهدفه أن يجني أكبر كم ممكن من المال جرّاء عرضه. فإذا جنى الكمّ المطلوب فهو ناجح، وإذا لم يجن فهو فاشل.


أما مقياس النجاح, فهو النقود, الملكية, الأشياء , أي رموز الغنى . و في الركض وراء النجاح , يرى الفرد في قريبه اما منافسا و اما وسيلة لبلوغ هدفه بالذات . و تولد علاقات قائمة على الحساب الصرف, على اعتبارات الربح. و في هذا الصدد كتب عالم الاجتماع الأمريكي مرتون يقول( ان مفهوم النجاح, بمعنى الحصول على المال , باعتباره هدفا وارد في الثقافة الأمريكية) و الأصح القول في الثقافة البرجوازية الأمريكية , في العلاقات الرأسمالية, و على هذا الأساس تبنى الدعاية البرجوازية التي تقدم بأشكال و صور متنوعة لصيقة اعلانية كتب عليها (بوسع كل مرء أن يصبح مليونيرا)


ان الفرد في ظل النظام الرأسمالي لديه شعور في كثير من الأحيان بتشيؤه، وانقياده وراء مقولة “أنه حر في اختياراته”، إذ إنّ عدم الشعور والوعي بفقدان الشعور الإنساني لديه هو من أبرز ما يساهم في استشراء هذه الظاهرة وتعميمها مجتمعياً، وترسيخ عقلية السوق على أنها النموذج الحضاري الجديد الذي يستحق الاحتذاء به.


لا تقتصر ظاهرة تسلع الانسان على علاقته مع نفسه فحسب بل و تنتقل الى علاقته العائلية ,ففي العائلة كما في قطرة ماء تنعكس العلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع, فان العلاقات الاقتصادية والحقوقية والاخلاقية والدينية تترك خاتمها على طابع العلاقات في العائلة , ففي اقتصاد السوق تضحي العلاقات العائلية علاقة مركنتيلية (تجارية صرف) , و تصبح مصالح العائلة هي انعكاس لمصالح السوق و للعلاقات الاقتصادية السائدة.


وكنتيجة لذلك باتت العلاقات الرابطة بين إنسان وآخر، هي نفسها العلاقات الرابطة بين شيء وآخر، تحكمها قيم السوق وتجسّد صورة حركة السلع المادية، أي صارت عبارة عن علاقات آلية غير شخصية، وموضعاً للتبادل التجاري والاستغلالي، وبالتالي فإنها أصبحت علاقات مجردة بين أشياء أو بين آلات حيّة تتنفس تأكل وتشرب وتموت، وكل آلة تستخدم الأخرى لأغراض شخصية مادية بالدرجة الأولى، وبذلك أصبحت المجتمعات الحديثة مؤلفة من ذرات منفصلة وجزئيات يغترب بعضها عن بعض، لكنها تتماسك بالمصالح الأنانية وضرورة استفادة كل طرف من الآخر.


و لا يقصر الأمر على ما سبق و حسب بل لقد و صل الى ان الكثير من النظريات البرجوازية صورت الجماهير على انها سلح (تكسد) , و (تفسد) فنظرية مالتوس عن السكان التي تقول ان هنالك فائض سكاني هائل هو الذي يسبب الفقر و المجاعات , فيعتبر هؤلاء حسب نظرية مالتوس بأنهم سلع كاسدة (زائدة) و يجب القضاء عليها , و تعطي النظريات البرجوازية المشابهة الذريعة للدول الامبريالية باستخدام (المبيدات البشرية) لاتلاف هذه (السلع الكاسدة) , و أيضا لأجل شن حروبهم اللصوصية ضد الشعوب للحد من تحررها.


ففي عام 1981 هلك في كوبا 99 طفلا, لقد سقطوا ضحايا وباء حمى (دنغة) النزيفية الذي أزهق أرواح 156 شخصا. لقد تفشى هذا الوباء في بعض مناطق البلاد في ان واحد, علما بأنه لم ترد أي معطيات عن اصابات بهذا المرض في الدول الاخرى في المنطقة . وفي أقل من ثلاث سنوات اصيبت الماشية والمزروعات في كوبا خمس مرات بأوباء خطيرة : في البدء (طاعون الخنازير) ثم (الفطر الأزرق) الذي ضرب مزارع التبغ , والمرض المسمى (رويا) في مزارع قصب السكر و فيما بعد تفشت وسط السكان حمى دنغة النزيفية و التهاب الملتحمة النزيفي. واتهمت كوبا علنا الدوائر الحكومية للوليات المتحدة باستخدام السلاح البيولوجي ضدها. وأثبت الخبراء الكوبيون والأجانب , نتيجة للأبحاث التي أجروها, أن فيروس (دنغة – 2) نشر في كوبا بطريقة اصطناعية , واستنادا الى التحليل المتظم والشامل للأنباء الواردة من مصادر مختلفة ثبت أنه لم يجر في أي بلد واحد من البلدات التي تقيم كوبا علاقات معها تسجيل تفشي الوباء الذي يثيره الفيروس المكتشف في كوبا , الا أنه من المعروف أن مراكز أبحاث الوليات المتحدة التي تتعاطى صنع الاسلحة البيولوجية ركزت اهتمام هائل على هذا الفيروس.


و يعتقد أن الوليات المتحدة الأمريكية تستخدم قارة افريقيا لتجاربها لنشر فيروس الايدز هناك .و الجدير بالذكر أن ان وباء الايدز يتسبب في حصد ارواح 91% من الوفيات في 29 دولة افريقية, ويذكر تقرير إحصائي نشره المؤتمر الدولي الرابع عشر الذي عقد أوائل يوليو/ تموز الجاري ببرشلونة بإسبانيا أن معدل العمر بخمس دول أفريقية أصبح تحت الـ40 سنة نظرا لانتشار مرض الإيدز، وهي: بوتسوانا وموزمبيق وليسوتو وسوازيلاند وجنوب أفريقيا.


و بما انه ليس هناك اي مصلحة مالية ربحية من صد هذا الوباء , فلن يتم التصدي له.


فهذه (السلع ) قد (كسدت) و حان وقت اتلافها..

المصادر :
1- اقتباس من منشورات (الارهاب الأمريكي) الصادرة عن دار التقدم
2-المادية التاريخية ل فلاديسلاف كيللة و ماتفي كوفالسون في دراسة نظرية المجتمع الماركسية.
3- تم اخد الاحصائات من موقع منظمة الصحة العالمية
4- التقرير الاحصائي الذي نشره المؤتمر الدولي الرابع عشر في اسبانيا.

منقول عن موقع الحوار المتمدن.

اقرأ المزيد

التعصب شحنة عنف


لفهم ظواهر العنف التي تجتاح عالمنا العربي اليوم، علينا ملاحظة أنه يتخذ، في بعض حالاته، أشكالاً رمزيةً مهذبةً في الظاهر، لكنها تنطوي على شحنات من العنف الكامن، بما فيه ما يمارسه الشخص على ذاته من عنف، تماهياً مع ما هو سائد أو اتساقاً قسرياً معه .

بعض من درسوا ظاهرة العنف السائدة في أكثر من بلد عربي نبّهوا إلى الترابط الوثيق بين العنف السياسي والعنف الاجتماعي، لا بل والثقافي من زاوية أن الأول ينتج في أشكاله الصارخة عن الاثنين الأخيرين .

يذهب الدكتور فؤاد زكريا، ومثله الدكتور حسن حنفي، إلى أن التعصب ينطلق من اعتقاد المرء بأن الفئة التي ينتمي إليها، سواء كانت قبيلة أو وطناً أو مذهباً فكرياً أو دينياً، أسمى وأرفع من بقية الفئات التي هي، بالنتيجة، أحط من تلك التي ينتمي إليها هو .

لذلك فإن المتعصب يميل إلى إلحاق الضرر بالغير ممن يشعر تجاههم بالحقد أو الحسد أو الاحتقار .

والتعصب لهذا السبب ليس جرعةً زائدةً من التدين مثلاً، بقدر ما هو موقف فكري وسياسي مبني على تعبئة نفسية خاطئة كونها لا تخاطب عقل الإنسان ووعيه، وتدفعه إلى التصادم والمواجهة ليس مع السلطات وحدها، وإنما مع المجتمع برمته عندما يُرمى بالكفر والفُسق، من الموقع الذي أسماه أحد الكتاب “الاستعلاء بالإيمان” الذي يفترض أن صاحبه أكثر إيماناً من بقية الجماعة، وأنه وحده على حق فيما الآخرون على خطأ وضلال .

الدعوة إلى التسامح والاعتدال ليست مجرد دعوة أخلاقية في ظرفنا الراهن، إنما هي واجب على عاتق الجميع مهما تعددت تلاوينهم الفكرية لمواجهة الهاوية التي تندفع إليها مجتمعاتنا .

ويتطلب هذا رد الاعتبار إلى العمل الإصلاحي الإسلامي والتنويري الذي عرفناه في مراحل سابقة من تاريخنا، بوصف هذا العمل فضاءً يتسع لحقول الفكر والتربية والمعارف والأخلاق، ونبذ التطرف والتعصب من حيث هما نفيٌ للآخر وإيمان بالمطلق، وتعلم القدرة على التعايش مع الأفكار الأخرى، ومقارعتها بالحجة وقوة المنطق لا منطق القوة .

اقرأ المزيد

رفض النقاط التسع واحدة بعد أخرى

من المفترض أن تناقش جلسة الحوار التاسعة التي تعقد اليوم النقاط التي لم يتم حسمها من الورقة المقدمة من (الجمعيات السياسية الست) والمؤرخة في (28 يناير/ كانون الثاني 2013).

حتى قبل أن يبدأ الحوار تقدمت الجمعيات السياسية المعارضة برؤيتها عن آليات وأجندة الحوار عبر رسالة خطية لوزير العدل، تتضمن 9 نقاط أساسية، وهذه النقاط هي التي مازالت تناقش حتى الآن وبعد 8 جلسات، في حين كانت الجمعيات السياسية المعارضة تطمح في أن يتم الاتفاق عليها قبل العاشر من فبراير/ شباط الماضي أي قبل عقد أولى الجلسات ليكون الحوار فاعلاً ومنتجاً.

ورغم أن الأطراف الأخرى لم تطرح أي مرئيات حتى الآن وإنما اكتفت بالاعتراض على ما تطرحه الجمعيات المعارضة من مرئيات، فإن البعض يتهم المعارضة بتعطيل جلسات الحوار.

وكانت النقطة الأولى تتصل بمفهوم الحوار والتفاوض حيث ان المعارضة تفهم الحوار على انه تفاوض بين الأطراف المختلفة بغية الوصول إلى اتفاق نهائي وتسوية دائمة تحقق مصالح الجميع دون أن تنتقص من حق أي مواطن أو فئة.

أما النقطة الثانية فقد أكدت المعارضة فيها أن السلطة طرف أساسي في الحوار، وهي المسئولة عما جرى في البلد، ولذلك يجب أن تمثّل بالجلسات، في حين تشكل المعارضة الطرف الآخر في الصراع، وهذه النقطة تشكل المعضلة الأساسية.

النقطة الثالثة هي أن تكون نتائج الحوار قرارات وصيغاً دستورية ملزمة للسلطة والمعارضة ومؤسسات المجتمع المدني، أما النقطة الرابعة فهي تتصل بأجندة المفاوضات وتحتوي على تشكيل السلطة التنفيذية المنتخبة التي تعبر عن الإرادة الشعبية وتشكيل وصلاحيات السلطة التشريعية والنظام الانتخابي العادل واستقلالية السلطة القضائية وتحقيق الأمن للجميع والتجنيس السياسي والفساد المالي والإداري والتمييز بجميع أشكاله وتنفيذ الحكم توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وتوصيات مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية.

النقطة الخامسة هي آليات التحاور أو التفاوض، حيث ترى الجمعيات المعارضة أنه تمهيداً لإنجاح الحوار لابد أن يكون عن طريق التقاء السلطة بالأطراف المختلفة كل على حدة لمناقشة رؤيتها في التغيرات المطلوبة تمهيدا للجلسات المشتركة بين جميع الأطراف.

النقطة السادسة هي التمكين المتكافئ للأطراف؛ حيث يجب أن تكون مشاركة الأطراف السياسية المشاركة متكافئة من حيث تمثيل المعارضة من جانب والسلطة من جانب آخر.

أما النقطة السابعة فهي الجدول الزمني للمفاوضات، والنقطة الثامنة هي آلية تنفيذ الاتفاقات والنقطة التاسعة بشأن مَن سينفذ هذا الاتفاق، وهي تتصل بضمانات التنفيذ.

ما حدث حتى الآن هو القفز على نقطتين من النقاط التسع، برفض تمثيل السلطة في الحوار، وفرض تمثيل غير عادل تماماً، فعملياً هناك 21 مشاركاً في الحوار من الجانب الرسمي أو التابع له في حين تمثل المعارضة بـ8 ممثلين فقط، ويبدو أن التوجه يسير بشكل أكثر حدة نحو فرض المزيد من التنازلات، لتفريغ جميع النقاط التسع من محتواها واحدة بعد أخرى، عن طريق التوافق الذي لم يحدد حتى الآن ما الذي يعنيه، ولا أحد يفهم مدلولاته.

اقرأ المزيد

هل البحرين جدية في عملية الاصلاح؟ – سارة ليا ويتسن



تقول الأسرة الحاكمة في
البحرين وحليفتاها واشنطن ولندن إنهم يعقدون آمالهم على “حوار وطني” جديد
لتجاوز حالة الجمود المريرة التي تسيطر على علاقة الحكومة بالمعارضة
السياسية. لكن التسوية العادلة للأزمة
تبقى بعيدة عن المنال إلى أن تفي الحكومة بإصلاحين لم يتم الوفاء بهما بعد:
المحاسبة لأعلى مستويات قوات الأمن على رد فعلها المنتهك لحقوق الإنسان
على انتفاضة 2011، وتحرير قيادات المعارضة السياسية وحركة حقوق الإنسان
المسجونين بشكل مجحف. 


هذه الدولة الجزيرة الصغيرة ذات الخمسمائة ألف مواطن و600 ألف
وافد و15 ألف جندي في الأسطول الأمريكي الخامس، والتي زلزلتها خمسة أسابيع
من الاحتجاجات في عام 2011، نالت نصيباً من الاهتمام الدولي على مدار
العامين الماضيين. مقارنة بعدد السكان، فإن مشاركة مئات الآلاف من
المواطنين البحرينيين في المظاهرات قد تمثل رقماً قياسياً جديداً للمظاهرات
الجماهيرية لم يشهده العالم من قبل. هل هناك دولة أخرى يمكنها أن تقول بأن
أغلب سكانها خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج في مناسبة من المناسبات؟ 


انتهت الانتفاضة عندما أعلن حُكام البحرين حالة طوارئ
وقامت قوات الجيش والأمن بمعاونة من قوات سعودية، بمهاجمة المتظاهرين
الذين تجمعوا في دوار اللؤلؤ وقبضوا على النشطاء في مداهمات منتصف الليل من
بيوتهم. قُتل الكثيرين وأصيب المئات واعتقل الآلاف من بين من طالبوا
بالإصلاح، وبتغيير النظام في بعض الحالات. رفعت الحكومة حالة الطوارئ في
يونيو/حزيران 2011 لكن ما زالت تحظر التظاهر
في العاصمة. تستمر الاحتجاجات في بعض القرى الشيعية المحيطة بالعاصمة
ليلاً، وتتخذ طابع العنف في بعض الأحيان، حيث تلعب الشرطة لعبة القط والفأر
مع شباب صغير عنيد يرمي الشرطة بالحجارة والمولوتوف في حين تمطر الشرطة
الأحياء بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع. 


برغم القمع الذي تشهده البحرين، يبدو أن الحكومة تعتقد أنها
قادرة على إقناع حلفائها في الغرب بأن ثمة عملية إصلاح حقيقي تتم حالياً.
في أواخر فبراير/شباط، زرت البحرين برفقة بعض زملائي. وفي اجتماع بوزارة
الداخلية كان من بين من حضروه رئيس شرطة ولاية ميامي الأمريكية السابق جون
تيموني – المستشار لدى الحكومة؛ قام رئيس الشرطة الجديد اللواء طارق حسن
بتقديم عرض باور بوينت، وقد تحدث عن إنشاء مكتب أمين عام التظلمات، وتحسين
عملية تدريب الشرطة (مع إبداء تأييد البحرين في الوقت نفسه لحق المرأة في
التصويت والمرأة في البرلمان). وشدد وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبد الله
آل خليفة، على دعم المملكة بشكل عام للسلم والأمن. 


لكن فيما يخص التحقيقات الداخلية في إخفاقات الشرطة في عام 2011
– الموضوع الذي صممنا على مناقشته وصادف الانزعاج بلا شك من ممثلي الوزارة
– لم يُذكر الكثير. بعد استنفاد كافة خيوط الأسئلة والمناقشات، أكد الوزير
أخيراً أنه رغم كل ما حدث من تحقيقات داخلية فلم يتبين أن مسؤولاً واحداً
حتى، أعلى من رتبة قائد فصيل في الشرطة، وقائد كتيبة في إدارة التحقيقات
الجنائية، قد تبينت مسؤوليته عن أية مخالفة، أو تم نقله أو خفض رتبته أو
وقفه عن العمل أو إنهاء عمله بموجب الأدلة الإرشادية والإجراءات الداخلية. 


ولم تكن إجابات الأسئلة الموجهة إلى النائب العام علي فضل
البوعينين ورئيس وحدة التحقيق الخاص نواف حمزة بدورها بالإجابات المبشرة،
فيما يخص الملاحقات القضائية للمسؤولين رفيعي المستوى. قالا إن التحقيقات
ستنتهي بحلول الصيف، لكن لم يتمكنا من توفير معلومات بشأن مجال التحقيق
والاستجواب أو ما إذا كان سيتم محاسبة أي مسؤولين كبار على إخفاقات وأخطاء
“القيادة والسيطرة”. 


عيّنت المملكة خبراء دوليين في اللجنة البحرينية المستقلة
لتقصي الحقائق، وقد انتهوا بعد أكثر من عام أنه من المستحيل أن انتهاكات
عام 2011 قد وقعت دون علم كبار المسؤولين، لكن تقول الحكومة بأن كبار
المسؤولين لم يقترفوا أية مخالفات. وتبدو السلطات غير مستعدة أو غير قادرة
على الإقرار بأن من المكونات الأساسية لاستعادة الثقة في الشرطة إظهار أنه
يمكن على الأقل إبعاد كبار المسؤولين الذين أخفقوا في الاضطلاع بواجباتهم
عن مناصبهم، هذا إن لم يكن رد الفعل هو ملاحقتهم أمام القضاء.


كما يبدو أن الحكومة غير مستعدة للإقرار بأن الحوار الوطني لن
يؤدي إلى نتيجة عادلة طالما قيادات حركة المعارضة وحقوق الإنسان ليسوا على
طاولة المفاوضات. بل هم يشقون وراء القضبان إثر اعترافات منتزعة بالإكراه
ومحاكمات غير عادلة بشكل بيّن. قال الرئيس باراك أوباما عام 2011 متحدثاً
عن الأزمة: “لا يمكن عقد حوار حقيقي في حين يقبع بعض عناصر المعارضة
السلمية في السجون”. 


إن الحكومة بسماحها لنا بزيارة السجن ومقابلة وتصوير
هؤلاء المحتجزين، أظهرت بكل إسهاب كم أن ظروف احتجاز هؤلاء الرجال إنسانية
وجيدة. كان من المريح لنا ومما أصابنا بكل الحسرة في الوقت نفسه أن نرى
عبد الهادي الخواجة, عبدالجليل السنكيس ونبيل رجب – ثلاثة نشطاء حقوق إنسان
عملوا مع هيومن رايتس ووتش لسنوات – يشددون علينا أن نبقى على التزامنا
بالدفع من أجل السلم والإصلاح في البحرين. لكن الحقيقة أنهم في السجن لمجرد
الدعوة للتغيير السياسي والتظاهر السلمي. 


إن العديد من هؤلاء المحتجزين، وبينهم رجال دين وقياديين
لأحزاب يسارية ودينية وباحثين، كانت لديهم روايات عن تجارب أسوأ بكثير.
قالوا إنهم تعرضوا لتعذيب غاشم، بما في ذلك الصعق بالكهرباء، والضرب بقسوة
لدرجة أن ثيابهم كانت غارقة في الدماء، والاعتداءات الجنسية.  
كان من الصعب للغاية إخبار المحتجزين بأنه في الحقيقة لا يوجد
طرف دولي قادر على إلزام الحكومة بالإفراج عنهم. إن الأمر يعود للملك
الآن، أن يدرك أن سجنهم سيُبقي بلاده سجينة حالة النزاع. 




سارة ليا ويتسن هي المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش.

اقرأ المزيد

من أولويات العمل الوطني

أحد ضحايا الأزمة الحالية يتعلق ب «العقد الاجتماعي»… والمقصود بالعقد
الاجتماعي ليس بالضرورة الدستور المكتوب، وإنما يتمثل في مجموع التوقعات
المغروسة في نفس الإنسان عندما يعيش في بيئة اجتماعية – سياسية، وإن
الإنسان يتنازل عن بعض حقوقه للسلطة القائمة مقابل الحصول على الحماية
والأمن والمحافظة على الكرامة.

العقد الاجتماعي – بهذا المفهوم –
يتولد تلقائيّاً منذ ولادة الفرد ضمن مجتمع مَّا، إذ يكبر الفرد ليعطي
السلطة شرعيتها، وذلك من خلال موافقته على تولي السلطة تنظيم الشأن العام
وتحديد مسار حياته وحياة الآخرين ضمن إطار من التوقعات العقلانية (المكتوبة
وغير المكتوبة).

المواطن في أي بلد ينظر إلى الحقوق من عدة زوايا،
فهناك الحقوق السياسية، ومن أهمها حقُّ المواطن في المشاركة في إدارة الشأن
العام بحسب الطرح الديمقراطي المتعارف عليه دوليّاً. والمواطن – بغض النظر
عن انتمائه أو خلفيته – يطمح ويسعى دائماً إلى أن يعامل بصورة إنسانية
راقية بأن تكون له فرصة لممارسة حقه السياسي من دون انتقاص. وفي حال تم
انتقاص هذا الحق؛ فإن هناك مهدئات «مؤقتة»، مثل العطايا التي توزعها الدولة
على الجميع، أو ضمان مستوى معيشة محترم، إلخ.

هناك حقوق من نوع آخر،
وهي الحقوق المدنية التي تتعلق بمساواة المواطن في المعاملات مع غيره من
المواطنين، بما في ذلك الحصول على الخدمات التي توفرها الدولة في العمل
والصحة والتعليم والإسكان والتنقل والتمتع بالطبيعة وتوافر البنية التحتية،
إلخ… وفي هذا المجال؛ فإن المواطن يقنع بما توفره الدولة شريطة أن تكون
هناك «مساواة مع غيره» ممن يعيش معه في الحدود الجغرافية التابعة للدولة.
أما إذا استنقصت الحقوق المدنية بشكل فاضح؛ فإن العقد الاجتماعي يتخلخل؛
لأن الإنسان بطبعه يرفض أن يحتقر أو يستصغر أمام غيره، أو يتم تنزيل درجته
المدنية مقارنة مع الآخرين.

ما نحتاج إليه هو إيجاد وسائل لإعادة
تكوين «عقد اجتماعي» يجمع المواطنين على حقوق مدنية متساوية بصورة لا لبس
فيها، وأن نحقق تماسكاً اجتماعيّاً يحفظ الشرعية السياسية. كما اننا بحاجة
الى منظومة متطورة تتناسب مع العصر لضمان الحقوق للجميع. وبحرينيّاً؛ فإننا
ملزمون بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ولذلك فإن تنفيذ
هذا العهد على أرض الواقع يجب أن يكون من أولويات العمل الوطني.

اقرأ المزيد

الوطنية هي الحل



في
عام 2009 أصدر الدكتور أنور عبدالملك كتابه “الوطنية هي الحل”، والكتاب
الضخم الذي يقع في أكثر من ستمئة صفحة، وهو في الأصل مجموعة مقالات مُطولة
نشرها عبدالملك في الصحافة المصرية، وأعاد تحريرها، توخياً لمحورتها حول
الفكرة التي حملها عنوان الكتاب، لكن يلفت نظر من يعود لهذا الكتاب بعض
العناوين التي اختارها لفصوله، في معالجته لأبعاد الأزمة التي تعاني منها
مصر، والتي أفصحت عن نفسها في الانفجار الذي لم يكن بالوسع تفاديه، فكان ما
كان في ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 .


بل
أنه في الباب الأول الذي خصصهُ للبحث في أصول مصر، يطرح في أحد العناوين
الفرعية: “لماذا التوهان”، تعبيراً عن حيرة مصر لحظة وضع الكتاب حول
مستقبلها القريب والبعيد، وهو السؤال الذي لم يكن أنور عبدالملك وحده من
انشغل به، فمثله فعل مفكرون ومثقفون وساسة مصريون كُثر .


يتحدث
المؤلف عما وصفه ب: “تغييب مصر”، وهو في أحد مواضع الكتاب يذهب نحو وجهة
غير مطروقة كثيراً في تفسير أسباب وهدة مصر وتخليها عن دورها، تجاه نفسها
أولاً، كبلد عظيم، وتجاه محيطها كدولة تملك كل أسباب التأهل لأن تكون قوة
محورية، وهذا ما فعلته بالفعل في تاريخها البعيد والقريب أيضاً .


تعطيل
دور مصر ابتدأ بالاقتصاد: وقف الإنتاج المصري، عدا الصناعات الخفيفة،
تمهيداً لتفكيك القطاع العام واستبدال الإنتاج بالاستيراد، أي نقل السلطة
المجتمعية من رأسمالية الدولة إلى رأسمالية رجال الأعمال السمسارية، وبذا
انتقلت مصر من الاقتصاد الوطني، قاعدة السيادة، لتجد نفسها، فجأة، في مصاف
الدول المعتمدة على المساعدات والمنح الأجنبية السنة تلو السنة، حيث ارتفع
الدين العام الى أرقام خرافية، وتصاعدت أبراج السماسرة الجدد وازدادت
معاناة الفقراء والطبقة الوسطى .


مصر
التي انتظرت الخلاص من هذا وناضلت في سبيله، تجني اليوم الثمار المُرة
للتجليات السياسية لذلك النهج الذي خرّب مصر وأفقدها دورها، وجعلها فريسة
سهلة للطارئين على مجدها وتراثها العظيم . 


“إن
إله مصر لقويٌ، تقول الحكاية الفرعونية القديمة على لسان ابن آمون، وهو من
القوة بحيث لا يسمح للبرابرة بالاقتراب من طريقه، لكني الآن وسط أعداد لا
تحصى منهم، وأنا الآن بمفردي ولا أحد معي” . وبرابرة اليوم الذين يستهدفون
مصر ليسوا من خارجها فقط، إنما من داخلها . لكن مصر الوطنية تظل أقوى .


اقرأ المزيد

السلطة والسياسة العربية بين مرحلتين – شفيق الغبرا

 

تصنع السلطة السياسية قرارات يصعب على الفرد والجماعة القيام بها منفردين، ولهذا تطورت الحاجة إليها في كل دولة ومكان. وبينما استمدت السلطة السياسية الأوروبية في القرون الوسطى قوتها من إمكاناتها العسكرية والاقتصادية المتوافرة لها ومن حق إلهي مطلق، إلا أن هذا لم يصمد أمام آليات التغيير في المجتمعات وإصرار الشعوب على دورها ومكانتها في كل مجال يمس حقوقها وحياتها.

كانت الدول تدور في فلك ملوك وقادة لا علاقة لهم بالعامة وبسطاء الناس. وقد عبَّر ملوك فرنسا وبريطانيا وأوروبا القديمة عن هذا الانفصال كما عبر عنه نابليون الإمبراطور الفرنسي الذي جاء بعد ثورة دموية. لكن الثورات والحركات الشعبية التي بدأت بالثورة الفرنسية وانتفاضات وثورات أخرى، طوّرت مع مرور الوقت مفاهيم السلطة والقوة لصالح سلطة مساءلة.

لم يسر التاريخ بصورة مستقيمة، ظل متعرجاً في مساره، تقدم هنا وتراجع هناك، لكن الاتجاه العام للمجتمعات وعلاقتها بالسلطة والقوة تغيّر رويداً رويداً لصالح الحقوق والمشاركة. وبينما دشنت الثورات الفرنسية وغيرها من الثورات حق الثورة ضد سلطة جائرة، إلا أن الخوف من الثورات تحديداً ومن أثرها حوَّل حق المجتمعات في الثورة على الظلم إلى حق أصيل في ممارسة الإصلاح والعمل السياسي الذي يهدف إلى تغير الحكومة والسلطة بوسائل سلمية لا تنطوي على الثورة والعنف. الواضح أن الإصلاح السياسي لم يكن ليتحقق بصفته أسلوباً يحافظ على نظام سياسي ويطوره لولا جنون الثورات والخوف منها.

ويمر العالم العربي بالظروف نفسها التي مرَّ بها غيره، فالحالة العربية تبين مدى تعطش المواطن للشراكة الحقيقية مع السلطة التي تحتكر السياسة باسمه وتصنع القرارات والقوانين المؤثرة في مستقبله. ثورات الشعوب العربية وتمردها وإعلانها عن آلامها ومخاوفها تعبيرٌ عن وصول موجة المساءلة والمشاركة إلى العالم العربي. فالسعي العربي الجديد هدفه حكومات تمارس السياسة بمسئولية وتحترم الرأي العام وتقر بحقوقه، كما تسعى إلى تلبية حاجاته بما في ذلك وضع آليات للتغير عبر انتخابات تتنافس عليها تيارات سياسية وأحزاب. لهذا تحديداً نحن في بداية طريق ديمقراطي طويل يهدف إلى جعل السلطة العربية مساءلة أمام شعوبها قبل أن تكون مساءلة أمام نخب سياسية فردية أم عائلية أم حزبية. بمعنى آخر؛ نحن في طريق سيخرج السياسة العربية من الروح النخبوية الضيقة إلى الفضاء الشعبي العام.
إن السلطة غير المساءلة هي من أكثر السلطات تراجعاً في التاريخ، كان العالم كله تقريباً يعيش في ظل هكذا سلطات، وإذا برقعتها تتقلص إبان عقود القرن العشرين وثوراته الديمقراطية. السلطة غير المساءلة خاسرة تاريخيّاً بسبب قوتها المبالغ بها تجاه سكانها، والتي تؤدي حتماً إلى أزمات وتحديات ورفض ومقاومة.

إن مأزق السلطة غير المساءلة الرئيسي أنها تقرر ما لا يمكن تقريره، وتتحكم بالقوانين والقضاء والسجون والعقوبات، وتقرر الحياة والموت والمستفيد وغير المستفيد وكل توزيع واحتكار. السلطة العربية غير المساءلة تمتلك كل الأدوات، إذ لديها احتكار السلاح والمخابرات والأمن، ولديها القدرة على القمع في أبسط الأمور وأعقدها. وفي النظام غير المساءل تتضخم سلطة الفئات ذات المصالح الضيقة وذلك بحكم الصلاحيات المفتوحة التي تمتلكها. وهذا الأمر يؤدي إلى تحكم قلة من الأفراد ببقية المجتمع. وفي هذه الحالة بإمكان من في السلطة أن يمارس ظلماً واضحاً بحق الآخرين من دون أدنى مساءلة. إن طبيعة السلطة غير المساءلة تفتح الباب للممارسات التعسفية بكل أشكالها بهدف إبقاء صلاحيات السلطة كما هي، وهذا يفتح الباب للمقاومة كما يؤسس لصراعات واضحة ومخفية تستنزف السلطة وتصب في عملية إضعافها.

إن جوهر الخلاف بين العرب في هذه المرحلة يتعلق بمصدر السلطات السياسية.
فهل مصدرها: طبقة، أو فئة، أم أن المصدر يعود إلى مؤسسة الجيش أو إلى حزب سياسي حاكم جاء إلى السلطة بعد ثورة، أم أن مصدر السلطات هو الشعب والرأي العام ورغباته في ظل تداول سلمي على السلطة ضمن قواعد متفق عليها؟ الزمن الجديد بعد الثورات العربية يمثل بداية دخول الشعب كعامل تغير وقوة جديدة تطرح معادلات جديدة وتسقط معادلات قديمة.

إن المشكلة العربية الأساسية التي سببت الغضب الشعبي والثورات تتلخص في الآتي: انفصال السلطات غير المساءلة عن واقع المجتمعات والتغير. فمن اعتاد على سلطة لا تُساءل؛ يجد صعوبة في الحد من صلاحياته، ومن اعتاد أن يرى الدنيا من أعلى الجبل؛ لن يرى الحقيقة كما يراها من يختبر قرارات السلطة وأثرها فيه وهو في أسفل الجبل وبين شعابه وفي سهوله. لهذا؛ فإن رفض التغير من قبل النخب السياسية العربية كبير حتى الآن، وسيسبب هذا الرفض المزيد من الاحتجاجات وربما الثورات. ويتضح جليّاً أن السلطات الجديدة التي تشكلت بعد الثورات في كل من مصر وتونس تواجه مصاعب جمة في ممارسة سلطة مساءلة، كما تتفادى الاستماع إلى نبض الشارع. هذه ثقافة ستتطلب وقتاً للنضوج والارتقاء في المجتمعات العربية.

ليس العرب وحدهم الذين لديهم سلطات تحتكر السياسة والاقتصاد والإعلام والحريات، فحتى في الدول الديمقراطية توجد سلطات منتخبة تميل إلى الاحتكار في مشهد يقترب من تحويل الانتخاب إلى عملية شكلية لا تغير الكثير، وعندما يتضح ذلك تبدأ المجتمعات بالنقد وتميل إلى الانسحاب من الأحزاب الرسمية والخوض في تجارب شعبية جديدة كما حصل مع «احتل وول ستريت»، ومع تيار «حفلات الشاي» الأميركية الناقم على الأحزاب التقليدية. الفارق بين واقعنا وواقعهم أن حق العمل السياسي العلني لتغيير حكومة يتميز بالنضج لديهم، وأنه بإمكان أفراد تلك المجتمعات العمل علناً على تغيير حكوماتهم من دون أن ينتهي بهم الأمر بين السجن والنفي.

إن دور السلطة وحدودها وغاياتها ومعانيها في العالم العربي يمر بمرحلة إعادة تشكيل، وذلك بعد أن تبين أن لدى الشعوب وبسطاء الناس أدوات فعالة للتغيير والتأثير، منها الاحتجاج السلمي والتعبير العلني والعمل السياسي المباشر بكل أشكاله وطرقه. وعي المجتمع بحقوقه السياسية وأسس التغير والممارسة السياسية هو الفيصل في المرحلة المقبلة، لكن استجابة السلطات لمعنى المرحلة وطبيعتها وضرورات الإصلاح هي العنصر الذي لو وقع على مراحل ووفق رؤى تتمتع ببعد النظر لوفر على الشعوب العربية والدول العربية الكثير من الآلام.

اقرأ المزيد