المنشور

مُصارحة مع الشيخ عادل


بيننا وبين الشيخ عادل المعاودة، وكذلك مع جمعية الأصالة التي ينتمي إليها، علاقات ود واحترام، رغم بُعد الشقة بيننا في الفكر. لذا أردت هذه المصارحة مع الشيخ عادل المعاودة على أرضية الود الذي لا يفسده الخلاف، حول ما قاله في الحلقة الأخيرة من برنامج «في الميزان» حول مسألة الحوار الوطني الشامل، ودور مجلس النواب في هذا الحوار.
 
 لا توجد لدى المنبر التقدمي مشكلة مع مجلس النواب، ولا مع دوره في مختلف القضايا التي ننشغل بها، بما فيها مسألة الحوار الوطني، لأننا ننظر إلى المجلس بصفته إحدى أهم المؤسسات الدستورية القائمة في البلاد. وليس عبثاً أن أول خطوة قمنا بها بعد الإعلان عن تفاصيل مبادرتنا للحوار الوطني، هو اللقاء برئيسي مجلس النواب والشورى لتسليمهما نص المبادرة ووضعهما في أجواء محتواها، مؤكدين على تطلعنا لدور محوري للمجلسين في مسألة الحوار الوطني الشامل.
 
لكننا قلنا أن المجلس الوطني في وضعه الراهن لا يمثل كل مكونات المجتمع، وبالتالي لابد من التفكير في صيغة لتمثيل من هم خارج المجلس من قوى. وهذا ما أخذه الشيخ عادل المعاودة وسيلة للتعريض بنا وبسوانا حين قال: «الشعب اختار نواب هذا المجلس، ورفضكم حين رشحتم أنفسكم في الانتخابات، وبالتالي فإنكم ليسوا مقبولين من الشعب، فكيف تكثرون على من انتخبهم الشعب حقهم في تمثيله، بما في ذلك في مسالة الحوار».
 
 وليسمح لنا الشيخ عادل بالقول أن كلامه تعوزه الدقة، وهو إلى التهويش الإعلامي أقرب منه إلى المنطق السياسي، أفليس من حق آلاف المواطنين الذين صوتوا لعبد الرحمن النعيمي ولزميلك في المجلس السابق عبدالنبي سلمان الذي حصد في دائرة وفاقية مغلقة نحو ألفين وخمسمائة صوت، وكذا نحو ألف وسبعمائة مواطن ومواطنة صوتوا لمرشح المنبر التقدمي علي حسين في الرفاع، فضلاً عن الآلاف الذين صوتوا للدكتورة منيرة فخرو والسيدة فوزية زينل وآخرين، أن تكون لهم كلمتهم، فهم يا شيخ عادل لم يختاروكم وإنما صوتوا لسواكم. أليس لهؤلاء من رب يحميهم، فتكون لهم كلمتهم في شؤون الوطن؟

وفي كلمات أخرى نقول : أعطونا نظاماً انتخابياً آخر غير المعمول به حالياً، وتوزيعاً آخر للدوائر غير القائم الآن، ستجدون ممثلينا وممثلي سوانا من القوى موجودين إلى جانبكم، في حدود ما نملكه من تأثير في مجتمع البحرين، ولعل نفوذنا لا يضاهي ما لكم من نفوذ اليوم في مجتمع البحرين، ليس لأنكم أكثر إيمانا أو إخلاصاً منا، وإنما لأن الأيام، يا أبا عبد الرحمن، دُول، ولستُ أكثر تفقها في الدين منك لأُذكرك بقول المولى عز وجل في سورة آل عمران: «وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس» . والشاعر العربي القديم يقول: «فلا تغرنك من دنياك غفلتها»، فالدوائر يا شيخنا تدور كما دارت، ومن آية المؤمن تواضعه، فلا تخدعه مظاهر الأمور، فمن تستخف بهم ليسوا طارئين على السياسة وعلى العمل الوطني، فقد عركتهم الدنيا، وذوت أجساد الكثيرين منهم في السجون والمنافي، في وقتٍ كان فيه من يتصدرون المشهد اليوم نسياً منسيا. والمسألة أولاً وأخيراً ليست في كثرة العدد ، والله سبحانه وتعالى يقول في سورة البقرة: «كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ».