المنشور

المؤتمر الخامس للمنبر التقدمي.. حقائقه وتداعياته

جاء المؤتمر العام الخامس للمنبر الديمقراطي التقدمي المنعقد في جمعية المهندسين بتاريخ 15 مايو 2009 وبحضور 186 عضوا.. مبعث فخر الشخصيات والقوى الوطنية والنقابية والنسائية الممثلة للجمعيات السياسية والاتحاد النسائي والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين التي أشادت في كلماتها وخطاباتها من على منصة المؤتمر بإنجازات المنبر الديمقراطي التقدمي وفي مقدمتها مبادرة المنبر التقدمي التي حملت في جوهرها دعوة إلى الحوار الوطني وما يتمخض عنه بالحفاظ على ثوابت الوحدة الوطنية ومكافحة الاصطفافات الطائفية والانقسامات المذهبية وحلحلة الأوضاع السياسية والملفات المهمة الساخنة التي تئن من الانتظار الطويل الأمد في أدراج السلطتين التشريعية والتنفيذية وبالتالي إخراجها من بوتقة الجمود والمراوحة ومظاهر البيروقراطية والفساد..
ويأتي شعار المؤتمر العام الخامس للمنبر التقدمي “الحوار الوطني الشامل طريق لوقف التراجعات السياسية وصون الحريات ونبذ الطائفية”. ليؤكد دعائم مبادرة المنبر الوطنية والمبدئية في أرضية الواقع المجتمعي الملموس.
ولتجد مفاهيم ومغازي هذا الشعار طريقها إلى ذاكرة أعضاء المنبر التقدمي خاصة وذاكرة الأجيال عامة.
ولعل القول يبقى صحيحا انه بقدر ما حفل المؤتمر بالخطابات الوطنية التي أشاد أصحابها بإنجازات ومكتسبات المنبر الوطنية السياسية والاجتماعية.. فإن شخصية وتاريخ ومقومات المنبر من خلال مؤتمره العام الخامس جاءت محط اعتزاز أعضائه وكوادره ومناضليه.. لكونها تجسد بكل جلاء (الذراع للمصب الوطني) بآليات وبرنامج المنبر التقدمي بفعالياته الوطنية ونشاطاته السياسية وما يترتب عليها من المفاهيم الديمقراطية والنهضة الحداثية والواقعية السياسية.. مثلما تنمو هذه (الذراع السياسية) وتقوى ساعده من قامة (الجسد الشامخ) والمتمثل في (المنبع المبدئي) إزاء نضالات وتضحيات جبهة التحرير الوطني البحرانية طوال خمسة عقود ونيف من الزمن.. بحسب ما جاءت نتائج انتخابات المنبر التقدمي مبعث حضور الجمعية العمومية للمؤتمر العام الخامس، التي اقترنت بالإرادة العامة والحرة واتسمت بطابع المناخ الحر بإدلاء الأصوات عبر صناديق الاقتراع العام الحر والنزيه.. وبالتالي إعلان النتائج بفوز 25 عضوا منتخبا للجنة المركزية للمنبر من 29 مترشحا..
جاءت هذه النتائج مطعمة بالوجوه الجديدة والضاخة لدماء جديدة، منهم من الشباب والشابات في تميزهم بطاقاتهم الإبداعية الخلاقة وبروح من الإصرار والتحدي والرغبة الأكيدة هي وقائع ودلالات تمثل انتصارا للمرأة وانتصارا للشباب والقوى الشبابية أو بالأحرى (جيل الشباب) الذي سيواصل حمل وتأدية المهمات الوطنية والسياسية والمبدئية المنوطة به، على خطى الدرب الوطني لـ (جيل الكبار) الذين حافظ بعضهم على عضويتهم في اللجنة المركزية عامة والمكتب السياسي على وجه الخصوص.. سينهل (جيل الشباب) روافد الحكمة الإنسانية ودعائم التجربة النضالية وحصيلة الخبرة الوطنية من معين الرموز الوطنية لـ (جيل الكبار) الذين ناضلوا طوال خمسين عاما من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة ومن أجل تحقيق الشعار المبدئي “وطن وشعب سعيد” يسترشد (جيل الشباب) دربه النضالي من اشعاعات قبس (جيل الكبار) بنضجهم الفكري ووعيهم الاجتماعي وإدراكهم السياسي والتزامهم الأيديولوجي الذي يتمتعون به من خلال عملية تراكمية جدلية بمقاييسها الكيفية والنوعية. ولعل ما يفخر به المنبر الديمقراطي التقدمي وبحسب ما تعتز به جبهة التحرير الوطني البحرانية أن نتائج انتخابات المؤتمر العام الخامس للمنبر التقدمي جاءت مشرفة، بقدر تألق أعضائه بالارتقاء السياسي والالتزام المبدئي، مثلما ضربوا أنبل المواقف الوطنية بروح من الشفافية والديمقراطية اتسمت بالمشاركة الجماعية من دون تمييز ما بين (جيل الكبار) و(جيل الشباب) وبلا تفرقة ما بين (رجال ونساء) ومن دون فرض الوصايا الفوقية أو طغيان الأهواء الشخصية أو الفئوية أو الفردية.. أو محاولة إقصاء أو تهميش (جيل الشباب) أو استئثار (جيل الكبار) واحتكارهم المناصب الإدارية أو السياسية أو التنظيمية.. بل إيمان الرموز الوطنية من (جيل الكبار) بالكفاءات الجديدة الشابة لـ (جيل الشباب) والسعي إلى تهيئة المناخ الملائم أمامهم وتوفير الفرصة السانحة لهم وإعطائهم عميق الثقافة لمسئولياتهم الوطنية ورسالتهم التاريخية وفتح المجالات أمامهم واسعة لممارسة مهماتهم التوعوية والتنويرية وبالتالي تجسيد الوحدة الوطنية والفكرية والأيديولوجية والاجتماعية والسلوكية ما بين (جيل الكبار) و(جيل الشباب) عبر مبدأ الانصهار في بوتقة المفهوم السياسي والالتزام المبدئي ومبدأ التواصل المجتمعي إزاء الفعاليات والنشاطات والحراك السياسي والحراك الاجتماعي ومن أجل النهوض بالمنبر التقدمي سياسيا واجتماعيا وثقافيا وفكريا واستيعاب أعضائه وكوادره وجه المقارنة ما بين ما هو سياسي وما يتمخض عنه من الواقعية السياسية والقواسم المشتركة وبين ما هو مبدئي وما يترتب عليه من ثوابت المواقف المبدئية والفكرية.

صحيفة اخبار الخليج
12 يونيو 2009