المنشور

أيها الغارق في متاهات الوهم أما آن لك أن تكف عن الوهم !!

لم يكن المنبر التقدمي في رؤيته و نشاطه منذ الـتأسيس واهما بأن التيارات الدينية على اختلاف مشاربها قادرة على أن تقدم طرحا ديمقراطيا ووطنيا جامعا ، أوتكون الوفاق وفاقية في تشكيل كتلة وطنية إنتخابية تجمع كل الاطياف بعيدا عن مرجعياتها المختلفة  ، ولم ينجرالمنبر لإي من من هذه التيارات فيما تطرحه من رؤى وموافق  غير واقعية أو متطرفة وكان على الدوام متميزا في موقفه من مجمل القضايا الوطنية برؤية واقعية وتقدمية ، غير انه في ذات الوقت لم يتجاهل ما للتيارات الدينية من دور وطني وجماهيري  قدمت هي الأخرى تضحيات جسام من اجل العدالة الاجتماعية ، وقد شاركها المنبر وبفعالية في مشتركات القضايا الوطنية ،ابرزها ملف التعديلات الدستورية ، وقدم وثيقة لتعديل الدستور مرتبطة بواقع الفصل التشريعي الأول ، كما شارك المنبر التيارات الدينية في الملفات المتعلقة بحقوق الأنسان  برؤية نقدية متقدمة لقانون الجمعيات السياسية ، وقانون التجمعات والمسيرات ، وشاركها في ملف التجنيس وقضايا التعذيب والعدالة الانتقالية وملفات أخري يتشارك في طرحها وأن اختلف معها أحيانا في اساليب النضال من اجل معالجتها.
وفي هذا الإطار لم يكن الرفيق عبدالنبي سلمان بصفته الجديدة واهما فيما صرح به بأن على الوفاق أن تتحمل ( مسؤولية استثنائية ) في العمل مع الآخرين لإيصال الكفاءات الوطنية المتنوعة إلى البرلمان. كونها ( قوة جماهيرية كبرى في الشارع ). وأن عليها أن توصل عناصر وطنية (بمقاييس كتلة النواب الديمقراطيين في برلمان 2002 ) . فتصريحه هذا يمثل دعوة وطنية صريحة للوفاق بأن تعيد حساباتها من خلال تجربتها في الحياة النيابية ، ولا نجد في هذه الدعوة اية دموع أو رغبة ( في الانضمام لكساء الكتلة الإيمانية للوصول إلى البرلمان وجنة تقاعده )  كما حاول ان يصوره الواهم في مقاله المنشور في صحيفة الوقت بعنوان ( متاهة الوهم ) ، ولعل تجربة عبد النبي سلمان في انتخابات 2006 ورفاقة في كتلة الوحدة  الوطنية اللذين قدموا برنامجا وطنيا ديمقراطيا متقدما مختلفا في طرح القضايا الوطنية عن برنامج الكتلة الايمانية ، تثبت أن ابا سلمان قد خاض الانتخابات في دائرة وفاقية مغلقة ، وأن الكتلة الايمانية قد وقفت في مواجهته واستخدمت كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للحيلولة دون فوزه ورغم ذلك حصد اصوات مرتفعة  فخسر البرلمان  ما كان يملكه من شجاعة ومن تجربة نيابية سابقة مثلما خسرالاستاذ المحامي على الايوبي لما يملكه من قدرات قانونية ودستورية ، وهو ما كانت تفتقر إليه كتلة الوفاق في الفصل التشريعي الحالي رغم استعانتها بالخبرة القانونية من خارج المجلس ورغم ما قدمته من أداء خلال أدوار الانعقاد الثلاثة ، ومن هنا  جاءت هذه الدعوة وجاء تساءل الرفيق على مجيد ‘ماذا سيضر الوفاق لو أنهاتنازلت عن عدد من المقاعد لصالح حلفائها؟’ تساؤلا وطنيا مشروعا ، لا بصفته عضوا في قيادة المنبر ، بل بصفته صحفيا له رأيه الشخصي ، وهو سؤال لا  ( يلخص جزءًا من تفكير سائد في المنبر التقدمي )  كما توهم  الواهم في مقاله المشار إليه  ذلك لانه ببساطة لايوجد مثل هذا التفكير عند  التقدمي على الاطلاق ، وان من يعتقد غير ذلك فهو من  يعيش لا في متاهة وهم واحدة بل في متاهات متعددة ، تمتد إلى اعتقاد مضحك بأن ( توجه المنبر لتوثيق تاريخ الحركة الوطنية كي لا يشوهه ‘الساحرٌ’ أو’الحاقدٌ’ أو يستولي عليه ‘الطارئون’.. هو بداية للعودة إلى الذات ونهاية لنهج استسهل مُروِّجوه تأجير ذلك التاريخ لمن يدْفع ) ، ذلك أنه ليس من بين أعضاء التقدمي من استسهل تاريحنا الوطني ، فذات المنبر التقدمي تمثله قدرة أعضاءه  منذ التأسيس على التعاطي مع الحراك السياسي بواقعية يمتاز بها عن سائر القوى السياسية ، كما تتمثل في قدرته على معالجة قضاياه الداخلية وفي المجتمع بروح رفاقية عالية ، يختلف أعضاءه ويتوافقون في اطار ما رسمه النظام الداخلي والبرنامج السياسي ، ويستلهمون هذه القدرة الذاتية في المعالجة من تراث تاريخنا الوطني ومن تراث امتدادنا التاريخي لجبهة التحرير الوطني البحرانية  وبما يملكونه  من معرفة وتجربة،  ولم تكن الدعوة  لتوثيق تاريخ الحركة الوطنية وليدة اليوم ، ولم نجد من رفاقنا في المنبر التقدمي  من حاول أن يؤجر هذا التاريخ لمن يدفع ، فعن اي بداية وعن اي نهاية يتحدث هذا المتوهم الغارق في متاهات الوهم  ؟ أما آن له ان يزيل الغشاوة عن بصيرته وأن يفهم أن الاتجاه الذي ينمو في صفوف المنبر لتقييم المرحلة السابقة هي من اجل تعزيز دور المنبر في الحياة السياسية أستنادا للقواعد التي بناها رفاقنا منذ التأسيس وفي برنامجه السياسي ووثائقه المقرة من المؤتمرات العامة طوال السنوات الثمان الماضية ، وليس أستنادا إلى الوهم الذي صنعه بنفسه بما سماه  ( معالجة التراجعات التي أحدثتها الممارسات البراغماتية والمتمصلحة في السنوات الثماني الماضية ).
أن دعوة عبدالنبي سلمان ، وتساؤل على مجيد لا ينال منهما ما صرح به نائب الأمين العام لجمعية الوفاق بإن الوفاق ليست الطرف الذي يجب مخاطبته لإشراك أطياف المعارضة وأن تركز جهودها في ‘المطالبة بالتوزيع العادل للدوائر الانتخابية تحت معيار أن لكل مواطن صوتا’.. نعم أن موقف الوفاق معروف منذ سنوات كما يرى المتوهم ، غير ان ذلك لا يعدم وسيلة الدعوة من أجل تعيد حساباتها في ظل المتغيرات التي عاشتها وفي ظل التجربة التي خاضتها، سواء قبلت بها أم لم تقبل فذلك شأنها ، وكان يتعين على نائب الامين العام لجمعية الوفاق أن يفهم أن اطراف المعارضة الوطنية هي في مقدمة الصفوف للمطالبة بإعادة النظر في النظام الانتخابي وتعديل الدوائر الانتخابية ، وان المنبر التقدمي قد طرح رؤيته القانونية والسياسية بهذا الشأن ، وكان عليه أن يدرك  ان المطالبة بتعديل الدوائر الانتخابية لاتنفصل عن الدعوة من أجل كتلة وطنية انتخابية تجمع كل الاطياف تخوض انتخابات 2010، فليس في هذه الدعوة وهم ، بل تأتي استجابة لمتغيرات الاحداث ، غير أن الركون لهذه الدعوة على انها هي التي تحدد بوصلة اليسار في خوض الانتخابات ، أو تجعل منه أسيرا تبعيا للتيارات الدينية ، هي بمنأى عن سياسية المنبر التقدمي الذي لم ولن يتنازل عن مواقفه التي حددها برنامجه السياسي في سبيل كرسي البرلمان ، فالتجربة تؤكد ان التقدمي خاض الانتخابات السابقة  ببرنامجه المتقدم المطروح للناس ، وحصل مرشحوه على أصوات الناخبين طبقا لهذا البرنامج دون يستجدي أحد.
لا نريد في المنبر التقدمي ما اسبتشر به الواهم في متاهات الوهم في مقاله المشار إليه، فهذه البشرى كما قال عنها كانت محْض سراب. في وقت كانت كل معلوماته المنقوله إليه عن حياة المنبر الداخلية هي وهم  وسراب  ، فالحال في الصف القيادي في المنبر يتعزز ويتطور بدخول رفاق جدد ومن بينهم الرفيق عبدالنبى سلمان ، عقدوا العزم على تعزيز دور المنبر وتطويره في الحياة السياسية.
 
خاص بالتقدمي