المنشور

لماذا سرقوا أموال الفقراء ؟


كيف أستطاع النصابون الاحتيال على الناس الطيبين وسرقوا أموالهم، عندما أوهموهم بأن هناك شركات استثمارية تدر عليهم أرباحاً طائلة، ما عليكم إلا أن تدفعوا بعض الآلاف من الدنانير وسوف تتضاعف أموالكم شهرياً، وبالفعل حدث ذلك منذ العام الأول مثلما ذكر العديد من المواطنين الذين سرقت أموالهم، بأن العام الأول للبعض منهم كان جيداً وآخرون شهور وآخرون شهرين أو أقل.


ثم ماذا بعد ؟

ضاعت من العديد منهم “تحويشة العمر” سواء من خلال المشاركة بأموال التقاعد، مثلما ذكر مواطن بأنه دفع مبلغ عشرين ألف ديناراً، مبلغ التقاعد الذي حصل عليه، والآن يندب حظه العاثر، لم يبقَ معه مال، وآخرون لازالوا يدفعون شهرياً أقساط القروض للبنوك، كانت الخطة مبيتة من قبل النصابين، رفعوا شعار الثقة والالتزام الديني ليضللوا الناس، كانوا موضع ثقة في تلك المناطق التي سرقت أموال أبنائها وبناتها، ولكن تبقى الأسئلة، أين ذهبت الأموال؟ ولماذا أفرج عن المتهمين الرئيسين في تلك الشبكات الاستثمارية والمالية الوهمية، والبعض غادر البلاد.
فهل الأجهزة المعنية غير قادرة على الوصول إلى الرؤساء الرئيسين في تلك الشبكات الوهمية، وبالأخص في بلد مثل بلادنا صغيرة المساحة وقليلة في عدد السكان ، كيف لا يستطيع الوصول إليها وتفكيك تلك الجماعات السارقة وفتح الخطوط المترابطة ، ستبقى تلك التساؤلات قائمة ومشروعة، ولماذا الكرة تتدحرج الآن وبسرعة بعد أن تم كشف قضية الوزير السابق في غسيل الأموال، ولا يعرف الناس إلى أين وصل التحقيق في القضية، التي شغلت الرأي العام لأكثر من أسبوعين.
 
وإذا كان هناك من دروس وعبر على الناس وتحديداً بسطاء شعبنا، بأن لا يخدعهم مظهر الإنسان الخارجي، فالظاهر غير الباطن، لا يثقوا بكل إنسان، ويسلموا أموالهم المتواضعة أو تحويشة العمر على أساس الثقة العمياء، السارقون والنصابون والمحتالون يبدعون في برامجهم ومخططاتهما اللصوصية ويستغلون البساطة والالتزام الديني ليحققوا أهدافهم المغرضة، والضحية بسطاء وفقراء شعبنا.