المنشور

انتخابات 2010 والتداعيات



 

في البدء نتقدم بالتهنئة لجميع الذين فازوا في الانتخابات، ففي الانتخابات هناك قاعدة رئيسية تقوم عليها وتتأسس الانطلاقة منها، وهما الفوز والخسارة، هذا يحدث في الانتخابات الخاصة للأندية الرياضية أو الاتحادات المهنية والنقابية والصناديق الخيرية وفي العديد من منظمات وهيئات المجتمع المدني.
 
 لا يختلف اثنان على تلك القاعدة، وهي الأساس في أي انتخابات، فكيف الحال في انتخابات مجلس النواب أو مجلس الأمة أو الشعب وغيرها من التسميات في بلداننا العربية.
 
قراءة متواضعة لبعض التداعيات التي حدثت في الانتخابات:- 

أرى من الضرورة الحديث عن فشل قوي التنسيق السداسي في تشكيل قائمة وطنية موحدة للمعارضة في البحرين، حيث سعينا ومعنا آخرون من اجل تحقيق ذلك ولكننا لم نستطع انجاز تلك المهمة الوطنية، لتمسك البعض بقناعاته وساق العديد من التبريرات، كان ذلك على مدار أكثر من عام، وحاول الأمناء العامون للتقدمي ووعد والقومي، فيما بعد مواصلة المشاورات والحوارات، ولم تجدي نفعاً، كان علينا ان نتخذ قراراً بالمشاركة والمنافسة مع بعضنا البعض كقوى معارضة على أسس المنافسة الشريفة، بعيداً عن التسقيط أو التشهير.
 
طالما الآخرين أصروا على موقفهم، وان نزل في المناطق التي نريد فيها حظوظ لنا وتحديداً المناطق المختلطة، وهذا يعود بشكل رئيسي، لكون تنظيماتنا السياسية وتحديداً نحن أبناء الحركة الوطنية البحرينية قائمة على أسس انصهار معظم مكونات وأعراق أبناء شعبنا فيها، كما توجد مناطق فيها لنا تواجد تاريخي ، وتحديداً الدائرة الثانية في العاصمة، حيث ترشحت فيها، في تلك المنطقة ولدت وترعرعت ولا زلت اسكن فيها، وهو قرار جاء بعد دراسة واستطلاع بعض آراء أهالي المنطقة، لن ادخل في التفاصيل، في خصوصية تلك المنطقة.
 
ولكن الحديث الذي نحن بصدده هو لماذا شنت علينا تلك الحملة الظالمة، والتي استخدمت فيها كل الأساليب التي لا تمت بصلة إلى تنافس شريف والذي كان يجب ان يكون على أسس البرامج ويترك الحرية للناخب ليحدد خياراته، بدل من سوق الأباطيل والأقاويل والافتراءات، تارة بأنهم ملحدين وكفار وعلمانيين، فإذا كنا ذلك، فلماذا التنسيق والتعاون معنا طوال أربع سنوات من خلال التنسيق السداسي، وقيام الفعاليات والأنشطة المشتركة.
 
نتساءل لماذا يجلس رجال الدين والمشايخ مع العلمانيين واليساريين والشيوعيين هل يجوز هذا شرعاً والاتفاق معهم على قضايا تهم الوطن والمواطن، فلماذا هذه الانتقائية في المواقف، والأكثر من هذا وذلك، إدخال الرعب والخوف في قلوب البسطاء من الناس بطرق الترهيب والترغيب، بان من يصوت لتلك القائمة سوف يدخل النار، كان البعض منهم يبشر الناس البسطاء بان من ينتخبوا فلاناً سوف يدخلون الجنة، وكأن  مفاتيح الجنة أصبحت في جيوبهم، هكذا مارسوا الدجل والكذب والنفاق على الناخبين.
 
 سوف احكي إليكم قصة ذلك الشاب المختل عقلياً، ظل شقيقه وآخرون يحاولون إقناعه بالتصويت لمن يريدونه، لأكثر من أربع ساعات، وفبركوا له حكاية لكي يصدقهم وهو في وضعه، في النهاية تحقق ما أرادوه، جاءني لحظة خروجه من المركز الانتخابي، ليعتذر مني، لأنه صوت لمن لا يريد، واعتذر في اليوم الثاني لشقيقي، هذه حكاية من عشرات الحكايات.
 
أرسلوا المسجات التحريضية والتخوينية، يقول احدها “إن الإدلاء بصوتك لمن يحارب الدين، خيانة للدين، انظر لمن تعطي صوتك”، هذا واحد من عشرات.
 
الصقوا خطاب ديني لأحد رجال الدين المعروفين تحت صوري تدعوا الناخبين للتصويت “للمؤمنين”، وعرفنا رجل الدين الذي قام بالصاق الصورفي منطقتنا، و

قبل الانتخابات بعام تحدثت مع الأمين العام لأحد الجمعيات السياسية، قلت له، انتم تريدونها منافسة، فلتكن منافسة شريفة، وافقني الرأي، وكررت عليه ذلك في فعالية التضامن مع جمعية حقوق الإنسان البحرينية، بعد حل مجلس إداراتها، فذكرته إياه بكلامه السابق، وكذلك وقع البعض على ميثاق الشرف بين المتنافسين وأخلاقيات المنافسة الانتخابية، السؤال: أين  التطبيق؟ أوليس هذا العمل يعد إنتهاكا صارخا للمنافسة الشريفة ولميثاق العمل الذي وقعه المرشحون قبل الانتخابات وإعتداء وتخريب ليس من الإيمان في شيئ؟



أيها الإخوة،

كان الواقع غير ذلك، طلبت من احدهم وهو كادر متقدم في منطقتنا زارني في مقري الانتخابي، قلت له، بدل تلك المسجات والأقاويل والأباطيل، لماذا لا تنظم مناظرة علنية، وتطرح فيها كل التساؤلات من قبل الناس، لم احصل على جواب.
 
أيها الإخوة،
 
اطرح تلك المنغصات وما حدث في الانتخابات، من اجل توثيق الأحداث وحقيقة ما جرى وهي كثيرة ربما نتحدث عنها في مناسبات أخرى، مطالبين بوقفة جادة من الجميع إزاء ما حدث، عظة للمستقبل.