المنشور

عروش الحكام العرب اهتزت بنيران البوعزيزي


محمد بوعزيزي من مدينة سيدي بو زيد من تونس الحرة، والذي لم يكن يعرفه أو سمع عنه احد في الوطن العربي قبل السابع عشر من ديسمبر عام 2010، ، انه شاب يتيم وعاطل عن العمل، ولم يكمل دراسته الجامعية لظروفه المعيشية الصعبة، وفق ما صرحت به شقيقته لإحدى المحطات الإذاعية ، أصبح هذا الشاب مشهور ، قصته بدأت عندما رفض الإهانة، من الرجل الذي صفعه وحاول ان يأخذ حقه الأدبي والأخلاقي من خلال القانون، حيث شكي حاله إلى مسئولي البلدية أو الشرطة في مدينته ولكنه حصل على مزيد من الاهانات والشتائم، بل تم الاعتداء عليه من خلال قلب عربته التي كان يبيع عليها الفواكه والخضروات، لم يتمالك نفسه هو العاطل عن العمل، فأشعل النار في جسده، وكأنه يقول للحكام العرب، بأنني أشعل النار لتهتز عروشكم، لم يدرك الحكام وأسيادهم وعبيدهم، بان النار المشتعلة في جسد البوعزيزي سوف تتطاير شراراتها لتنتشر، أولاً في وطنه تونس، وإذا بها تصل إلى أغلبية البلدان العربية، لتقول لشعوبها، قد دقت الساعة، عليكم، بكنس تلك الأنظمة الدكتاتورية الجاثمة على صدوركم لعقود من السنين، وهي التي سرقت ثرواتكم، وأفسدت البلاد والنفوس، وحرمتكم من إبداء الرأي والتعبير، والتنظيم، ومارست ضدكم شتى أصناف الترهيب والتعذيب، وشكلت العصابات الإجرامية من الفاسدين والمارقين وحثالة الناس، ليمارسوا الإجرام وترويع الناس والمعارضين، وتأخر النمو الاقتصادي في بلدانكم، وهجرت العقول المتعلمة والمتدربة إلى بلدان المهجر القريبة والبعيدة للاستفادة من تلك الخبرات والمهارات، التي حرمت من طاقاتها وقدراتها وإبداعاتها بلداننا وشعوبنا العربية.

 صادروا الحريات العامة والديمقراطية وانتهكوا حقوق الإنسان وأصبح الإنسان العربي، خائف على نفسه في وطنه، والذي إذا لم يعتقل أو يسجن أو يمنع من العمل أو يحرم من السفر، فإنه حتما سيصاب بالأمراض المزمنة والنفسية.

 هؤلاء حكام لا يحبون أوطانهم لكي يحبون شعوبهم وما فعله أتباعهم في تونس بعد سقوط الدكتاتور الهارب زين العابدين بن علي، وما فعلوه أيضاً في مصر شاهد على تلك الأفعال الإجرامية، أنهم قتلة وليسوا دعاة إصلاح أو تغيير، قادة ورؤساء وشعوب العالم مذهولون مما يحدث في البلدان العربية، تونس ومصر وغيرهم، إنها الطاقات الكامنة في النفوس لقد تفجرت بعنفوان الشباب، هذا الجيل الذي لم يراهن عليه احد في السابق.

اليوم يكتب تاريخاً جديداً في صفحات ناصعة البياض من اجل أن تشرق شمس الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في بلداننا، جيل التغيير والانتفاضات المجيدة، أنهم يرددون شعر، الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي و قصيدته المعروفة إرادة الحياة،” إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر.. ولابد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر”، هؤلاء الحكام والقادة القلقون على عروشهم، الآن بدءوا يشعرون بأخطائهم وجرائمهم  بحق شعوبهم وبلدانهم، وبدأو يطلقون صيحات الإغاثة، وليس التغيير والإصلاح السياسي، وبدأت ترتجف الأيدي والأرجل، كانوا يريدون أصلاح مبتور وتغيير ناقص، وديمقراطية مجزئة، لا يريدون وجوداً قويا للمعارضة في بلداننا العربية، يريدون الأبواق التابعة  والوصوليين والانتهازيين، الذين شكلوا طبقات طفيلية فاسدة في معظم بلداننا العربية، ساهموا معهم في سرقة المال العام وأموال الناس.

لا بد من تغيير جدري وإصلاح حقيقي وديمقراطية حقيقية وليس ديكور، وإصدار دساتير عقدية، من خلال هيئات شعبية منتخبة، وحق إبداء الرأي والتعبير والتنظيم، وحرية الإعلام وجميع وسائله المرئية والسمعية، وحق التظاهر والاعتصام وعدم انتهاك حقوق الإنسان أو مصادرة الحريات العامة والشخصية، حقوق مدنية من اجل دول مدنية وديمقراطية حديثة.