المنشور

بصراحة: ( رجال دين ) مشاريع للفتنة والفرفة ؟

السؤال الأهم الذي يدور في تفكير أي إنسان عاقل  يعيش في القرن الواحد
والعشرين ، لمصلحة من أذكاء نار الطائفية في البحرين والبلدان العربية ،
ومحاولة العودة للماضي من خلال الإسقاطات التاريخية على الواقع الحالي من
قبل ( أصحاب مشاريع الفتنة والفرفة في بلداننا العربية  ) الهدف منها أشغال
الناس في قضايا مختلف عليها منذ ١٤ قرن لدى العديد من المذاهب والفرق 
الإسلامية ، حيث توجد  قراءات  واجتهادات متعددة لذلك التاريخ من قبل
مفكرين وأتباع تلك المذاهب الطائفية ومن قبل المهتمين بالتاريخ  والتراث في
الوطن العربي والعالم  ، أعتقد في  ظل الوضع الراهن  المتأزم على العقلاء و
الحكماء ومعهم المثقفين في البحرين والبلدان العربية ،   قراءة الواقع
المملوس  في بلدانهم والبحث عن حلول لتلك الأزمات والمشاكل التي تفاقمت
بعد  ( الربيع العربي ) وقيام الثورات والانتفاضات التي أسقطت أنظمة
دكتاتورية و استبدادية  بفضل ثورة الشباب  في البلدان العربية ولكنها سرقت
من قبل تيارات الإسلام السياسي  الذي يمارس اليوم  نفس أساليب تلك الأنطمة
المقبورة  وأكثر منها ، على صعيد بلدنا البحرين ، مطلوب   أخراج البلاد من
أزمتها الحالية  ،بالإصغاء لمطالب الشعب العادلة  ، وتحقيق الديمقراطية
الحقة بشقيها السياسي والاجتماعي وتعزيز الحريات العامة والخاصة وذلك نبذ
الطائفية والتمييز وإدانة العنف بكل أشكاله والتأكيد علي إعادة اللحمة
الوطنية ورفض دعوات الفرقة والكراهية من أي طرف كأن ، وبث روح التسامح
والمحبة والتعايش بين الناس ، بهذا الصدد كتب  د. حسن مدن ، قائلاً  ( فيما
نحن نفتقد التسامح حتى مع أنفسنا  ، و بين الآراء المختلفة في أوساطنا  ،
وتشيع ثقافة التكفير والتخوين  والإقصاء والنبذ ) .  قد تختلف الآراء
وتتعدد المواقف من القوي السياسية والمجتمعية في البلاد حول أجندة الحل
السياسي  للأزمة الحالية ولكنها ربما تتفق حول حقوق المواطن في ( التعليم
والعمل والسكن والخدمات الصحية ) ، المشاركةالسياسية ، حرية الرأي والتعبير
، تحترم آدميته كإنسان ، ان يعيش  حياة كريمة في وطنه ، بكلمات البحرين في
حاجة لكافة أبناءها ، وأعتقد أن  الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على
التعدد والتنوع الفكري والسياسي ، والعدل والمساواة و سيادة القانون ، بحيث
الجميع امام القانون سواسية ، هي التي تؤمن وتصون حقوق المواطن ،    أن
الخطورة اليوم  تكمن في من يفترض بأنهم ( رجال دين ) سواء في البحرين أو
البلدان العربية ، أصبحوا  مشاريع للفتنة والفرفة ، هؤلاء يخدموا أطراف
عديدة، تهدف من  خلال مخططاتها ومشاريعها بأن لا تتطور البلدان العربية
والإسلامية ، تريد لهم بأن يغوصوا في بحيرات من الجهل والتخلف ويرجعوا
ببلدانهم قرون للخلف ، والكل يعتبر نفسه هو الفرفة الناجية ، والمصيبة
الكبري هناك قطاعات واسعة من شعوبنا  تسير خلف هؤلاء ( رجال الدين ) أو
بشكل أصح ( رجال الفتنة ) ، بوعي وبدون وعي ، من المفترض بأن يكونوا رجال
الإصلاح والتعايش  والمحبة  ، ليس دعاة للقتل والترهيب والفتن ، يجب أن
يكونوا دعاة  من أجل التوحيد والتسامح ، لا دعاة للفرقة وبث الكراهية في
المجتمع ، ان التاريخ و التراث العربي والإسلامي زاخر بالكتابات القيمة بما
في ذلك من مفكرين ورجال دين كبار من امثال عبدالرحمن ألكواكبي ومحمد عبده
وجمال الدين الأفغاني ، وأخرون في القرنين الماضيين ساهموا في تطوير
المفاهيم والمبادئ  الإسلامية بما يتعاطي مع واقع بلدانهم والتطورات التي
حدثت فيها ، بعكس ما يفعلوا  ( رجال الدين ) اليوم بشعوبنا وبلداننا 
بأشغالهم بالصراعات والفتن  الطائفية والمذهبية  .