المنشور

سيرة المناضل علي دويغر

فقدت البحرين صبيحة الجمعة 6 سبتمبر/أيلول 2013 أحد مناضليها
العنيدين الأشداء “علي عبدالله دويغر”  عن 74 عاما، وهو يعد احد ابرز
القامات الوطنية التي عرفت بتاريخها النضالي الحافل  ضد الاستعمار ومن اجل
العدالة والحرية والتقدم، وممن عرفوا بجسارة وصلابة مواقفهم  واسهاماتهم
المؤثرة في الحركة الوطنية  البحرانية ولم يعرفوا الإنهزام والأنكسار في
سبيل حقوق شعب أوال العظيم. 


ولد علي عبدالله دويغر وأحد أبرز مؤسسي جبهة التحرير الوطني
البحرانية “جتوب” في رأس رمان في العام 1938، توفي والده وهو لم يتجاوز
الخامسة من عمره ما اجبر والدته على الأعتناء به وإخوته ورعاية عمه محمد
علي دويغر. 


درس المرحلة الأبتدائية في المدرسة الشرقية وانهاها في العام
1950 بعدها انهى دراسته الثانوية في  مدرسة المنامة الثانوية في العام
1955، ابان ذلك تأثر المناضل الراحل بالحركات الثورية التحررية ضد
الأستعمار والأمبريالية في العديد من البلدان وعلى وجه الخصوص العالم
العربي وثورة الضباط الأحرار بمصر في العام 1952 بقيادة الزعيم الراحل جمال
عبدالناصر. 


ألهمت تلك الأنتصارات والثورات المناضل الراحل كالعديد من
شباب جيله الذين تأثروا بالأفكار الماركسية الثورية، ليحذوا هو ومجموعة من
رفاقه لتأسيس أول تنظيم سياسي سري في البحرين والخليج بتاريخ 15 فبراير
1955 تحت مسمى جبهة التحرير الوطني البحرانية “جتوب” متبنين النظرية
الثورية العلمية كمنهج لهم. 


أخذ المناضل الراحل على عاتقه ورفاقه مهام كبيرة في نشر أفكار
الجبهة ، وفضح دسائس الاستعمار البريطاني وأعوانه من السلطات الرجعية،
وعلى أثر نشاطه اعتقل هو ورفاقه في العديد من الأوقات والمراحل اولها في
العام 1964 لثمانية أشهر وتكرر ذلك ابان انتفاضة مارس 1965 المجيدة حتي تم
نفيه في العام 1968 إلى الكويت منها سافر الى السويد لأستكمال دراسته
العليا فيها. أثناء إعتقاله مكث في سجنه الأنفرادي وهو مقيد بالسلاسل
والأصفاد الحديدية لفترة طويلة . 


تم انتخابه في العام 1958 سكرتير اول للجبة داخل البحرين في
مؤتمر سري وانتخب المناضل الراحل أحمد الذوادي سكرتيراً ثانيا خارج
البحرين، وأوكلت له مهمة كتابة برنامج الجبهة وأول وثيقة تنظيم سياسي سري
في البحرين والذي صدر في العام 1961 تحت عنوان الحرية والإستقلال الوطني
والمساواة والعدل والتقدم الإجتماعي. 


شارك في العديد من المؤتمرات الخارجية لايصال معاناة الشعب
البحريني من السلطة الرجعية والأحتلال منها مهرجان الشبيبة والطلبة العالمي
الثامن في فيينا أو هلسنكي في عام 1959م كان المناضل الراحل علي دويغر
لوحده من يمثل البحرين في ذلك المهرجان وتوقيع اتفاقية مع جامعة الصداقة
بموسكو لأرسال الطلبة البحرينيين للدراسة فيها. 


عاد في العام 1973 الى البحرين ليشارك في صياغة برنامج كتلة
الشعب في برلمان 1973 ما دعى السلطات البحرينية لأجباره على مغادرة البلاد
قبل الإنتخابات بثلاث أشهر وكان قد انتهى في حينه مع زملائه من إعداد خطة
عمل ل «كتلة الشعب». 


قدم العديد من الدراسات المهمة؛ منها: 


-          الرأسمال الأجنبي والنمو السكاني. 
-          العمل في الزراعة (سياسات الاصلاح الزراعي) 
-          البيروقراطية في المرحلة الانتقالية 
-          دراسات مقارنة في الإدارة العامة في البحرين