المنشور

بصراحة | الدولة و خطاب الكراهية

يرتبط خطاب الكراهية بالمستجدات أو بالتغيرات الإجتماعية في البحرين خلال الثلاث السنوات
الماضية ، نعتقد بأنه أخطر شيء حدث في البلاد ، هو  الذي مزق وشطر الوحدة
الوطنية و النسيج الإجتماعي  لشعبنا ، لقد كتب د. نادر كاظم في جريدة الوسط
، قبل أربعة أعوام  العديد من المقالات عن الكراهية ، يقول في أحد مقالاته
: (  ما تعمله الكراهيات في المجال العام وتكنولوجيا الاتصال والإعلام
تعمله، كذلك، في مجال الدولة، ويضيف قائلا : إلا أن للدولة شأناً خاصاً؛
لأن الدولة هي الميدان الأساسي للصراع على السلطة، وفي هذا النوع من
الميادين يمكن توظيف الكراهيات واستخدامها كسلاح أو كتكتيك من تكتيكات
الصراع على السلطة، وإلاّ كيف نفسّر تعامل الدولة الانتهازي والمصلحي مع
الكراهيات؟ ولماذا نرى الفاعلين السياسيين الممسكين بالسلطة والطامحين إلى
الإمساك بها ينخرطون، سراً أو علانيةً، في سياسات التحريض على الكراهية
الجماعية وقت ما يجدون في ذلك مصلحة سياسية لهم؟ ألا تقرّ هذه الدولة تلك
الكراهيات وتشجع عليها حين تتغافل عن تجّارها وصنّاعها؟ ثم من ذا الذي يجرؤ
اليوم على المجاهرة علناً، ودون لفّ أو دوران، بكراهية منفلتة من ذلك
النوع الصادم الذي يذكّر بتلك الكراهيات الحادة التي انتعشت في التاريخ ) ،
د. نادر تحدث عن الدولة بشكل عام ( كقوة سلطوية حاكمة ) في أي بلد من
بلدان العالم ، دعونا نتحدث عن الدولة في البحرين ، منذ اندلاع أحداث
الرابع عشر من فبراير عام 2011م ، عملت الدولة على بث خطاب الكراهية في
المجتمع من خلال الماكنة الإعلامية الرسمية ، المرئية والمسموعة ، خطاب
إيذاء الآخر والإيقاع به  ، الخطاب الذي يحث على البغضاء والكراهية
والتمييز بين أبناء الشعب ، خطاب لا مثيل له في السابق من خلال إعلاميين
وكتاب  ورجال دين معروفين في البحرين ، لعبو دوراً قذراً في بث سموم
الكراهية والطائفية ،ساهمو بشكل كبير مع الطائفيون والمأزومون من المنتفعين
في تشطير وتقسيم شعب البحرين ، هذه أخطر ظاهرة إجتماعية برزت في البحرين
خلال الثلاث السنوات التي مضت ولازالت تداعياتها مستمرة ، الطامة الكبرى
عندما شارك البعض مما يعرف بمثقفي الحداثة والتنوير في حفلة الزار الماجنة
للرقص على آهات وآنين قطاع واسع من الشعب ، و كرسوا وقتهم وجهدهم لخطاب
الكراهية في المجتمع ، بدلاً من  الحث لإعادة اللحمة والوحدة الوطنية  ،
عمقوا من الجرح الذي كان ينزف دماً من الجسد البحريني  ولن يتشافى منه
لسنوات  قادمة، إذا لم يعمل الحكم في البحرين على إيجاد الحل السياسي الجاد
والشامل للازمة السياسية المتفاقمة .سوف يستمر الوضع المأزوم لسنوات .

فاضل الحليبي