المنشور

تفعيل الديمقراطية بشكلها الحقيقي في البحرين الطريق المعبد لعبور النفق السياسي المظلم


بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية الذي صادف
 15  سبتمبر 2014, و المرتبط  بحلم الشعوب التي تعاني من اوضاع سياسية صعبة
نتيجة لحكم  انظمة دكتاتورية. إن هذه
الشعوب تناضل وهي   تتمنى أن يحالفها الحظ و أن تعيش  في واقع سياسي 
جديد تسود فيه الممارسة الديمقراطية لما تقدمه الديمقراطية من اعطاء
الفرصة  للشعوب من اجل  التعبير عن الرأي, و من ثم تعطي الحق للشعوب  في نيل الحرية بدون خوف او قلق. و كان شعب البحرين
 سباق في النضال من اجل الديمقراطية ذلك
بعد ان نال الاستقلال الوطني بعد نضال طويل و عسير ضد وجود الأستعمار البريطاني,
الا إن خيبة الامل  قد رسمت على وجه الشعب
و القوى المعارضة  بعد ان توقف العمل
بدستور عام 1973 وضرب الحياة البرلمانية في عام 1975 و شن اجهزة الامن  الهجمة الشرسة على المعارضة التي كانت تقودها
القوى اليسارية والوطنية آنذاك بحجة وجود إنقلاب شيوعي, وما اكثر هذه الحجج كلما
انتفض الشعب البحراني من اجل التغيير, ثم كانت في تلك الفترة من فترات النضال الوطني
السرى للشعب في البحرين و بتا ريخ 12 من ديسمبر عام  1976  قد
سقط لنا شهيد جراء التعذيب الوحشي  في
السجون  وهو الرفيق المناضل  الشاعر سعيد العويناتي, و ايضا  بتا ريخ  18 من سبتمبر عام 1986  قد سقط لنا شهيد اخر  تحت التعذ يب  وهو الرفيق المناضل الدكتور هاشم العلوي.  


و مع  اغتيال الرفيقين  المناضلين وتعرض الكثيرين من المناضلين للزج في
السجون و بدون محاكمات  لمدة طويلة و
نفي  اخرين,  حينها اغتيلت الديمقراطية الوليده  في المهد على ايدي من هم لا يؤمنون بشي اسمه
الديمقراطية, ذلك خوفاً من ان شعب البحرين  يعمل على تحقيق احلام أجداده في الحرية و الانعتاق
من العبودية, حقيقة و لحد الان شعبنا يناضل و قدم تضحيات جسام و في المقدمه  المائه من الشهداء و الالوف من  المعذبين في السجون  و المحرومين من ابسط الحقوق  و المشردين على مدار عقود من الزمان,  كل ذلك في سبيل نيل الحرية والديمقراطية
الحقيقية.


في حقيقة لقد حضرت مع بعض من الرفاق من اعضاء
التقدمي ملتقى نداء الديمقراطية في 13 من سبتمبر 2014 بنادي العروبة, و ايضاً  كنت متواجداً  في الندوة التي اقيمت  في حرم المنبر الديمقراطي التقدمي بعنوان “نحو
تحولات ديمقراطية”  بتاريخ 14  سبتمبر 2014 كل ذلك بمناسبة اليوم العالمي
للديمقراطية, حيث كانتا تلك  الندوتان في
غاية من  الاهمية وقد حاضرت  فيهما 
نخب وطنية مرموقة مثل الرفيقة الدكتورة منيرة فخرو, والرفيق الدكتور حسن
مدن, و الرفيق الدكتور حسن العالي, و المحامي سامي سيادي و اخرون يهمهم الشأن
الوطني والديمقراطي و الحرية لشعب البحرين,  و قد تطرق المحاضرون  لعناوين عديدة مهمه للغاية في حضرة الديمقراطية
و ماذا تعني الديمقراطية و انواع الديمقراطية و السبل التي ممكن ان تتطور فيها
الديمقراطية, و الاوضاع التي ممكن ان تموت فيها اسس الديمقراطية و قوة الديمقراطية
في حل الكثير من العقد الاجتماعية والسياسية و المذهبية, خصوصاً في ضرورة قيام
انظمة ديمقراطية بحيث ان يصبح فيها التشريع الاقوى مع فصل السلطات التنفيذية و
التشريعية واستقلالية القضاء ليسمو بالنزاهه,  و إعطاء الحق للمعارضة  الوطنية  المشاركة في الحياة السياسية بدون قيود  بصفة ان الديمقراطية  تمثل القوى الشعبية,  و الابتعاد عن العقلية التسلطية و عدم  احتكار  السلطة في يد حزب او اسرة او قبيلة.


كل ذلك كان جميلاً جداً في المو سوعة
الديمقراطية, لكن يجب ان نطرح أسئله مثل هل نحن في البحرين نعيش  اجواء من  الديمقراطية الحقيقية و من ثم ان  الخلاف هو فقط علي تفسيرها بين المعارضة و
السلطة؟ و هل  نعيش في  ظل نظام مطاوع رشيد يتقبل التغيير الوطني  الديمقراطي و الحداثة ويعمل بشعار المواطنة؟  بمعنى تثبيت  الحكم الرشيد المبني على أسس من ممارسة العدالة
الاجتماعية و تقبل القوى السياسية  المعارضة
كي يحدث التلاقي و يستمر الحوار المثمر و الجاد, ذلك  من اجل بناء وطن ديمقراطي تعلو فيه مسألة
المواطنة وحقوق الانسان و العدالة الاجتماعية,  ومن ثم ياخذ المجتمع المدني الدور الريادي في
تطوير العملية الديمقراطية من الاسفل للأعلى تدريجيا حسب ما يقال ان الديمقراطية
تتطور مع التجارب التي تعطي للشعوب فيها 
الفرصه لتعيش في اجواء  آمنه و في
حرية كي يستطيع الشعب أن يتحرك  من خلال
هذه الحرية, و ان تناضل القوى الوطنية  من
اجل  حياة كريمة خاليه من الاستغلال و
القيود.


في
الواقع  نحن لحد الان في البحرين  لا يزال شعبنا 
يناضل  من اجل التغيير الحقيقي و في
سبيل  ان ينال  الديمقراطية الحقيقية المفقوده,  بمعنى نحن لحد الان بعيدين كل البعد عن
الديمقراطية بحيث  قد اصبح  الحديث  عن الديمقراطية فقط هو من باب الهموم و النظريات
بعيداً عن مسالة التطبيق في ظل دستور 2002 غير المتفق عليه بين المعارضة الوطنية
والنظام, و في ظل  اوضاع سياسية صعبة و
معقده  للغاية الا انه سوف  يبقي تفعيل الديمقراطية في البحرين الامل
المرهون بتغيير حقيقي  مع اعطاء الشعب
المزيد من الحقوق المشروعة ليزداد الامل في اوساط  جماهير الشعب, و في المقدمة  المناضلين الشرفاء مثلما سوف يبقي ان تفعيل  الديمقراطية الحقيقية في البحرين هو بمثابة
الجسر لعبور النفق السياسي المظلم و كي يتخلص الشعب من جذور التسلط و القهر و
الاستبداد الذي يعاني منه شعبنا منذ عقود طويلة من الزمن و لحد الآن.