المنشور

كيف للرياضة أن تتطور في البحرين و غالبية الشعب يعيش حاله من القمع و التهميش و الفقر؟!


من المعروف ان الرياضة قد اصبحت على مستوى
العالم ركن من اركان الحياة  الضرورية,
بحيث ان  للرياضة   شأن في
الاوساط   الجماهيرية الواسعة على مستوى العالم,  ثم لها اثر في  الاقتصاد و السياسة و الحراك الاجتماعي و العلاج,
 و هناك وزراء في اغلبية الدول يتبوؤن حقيبة
وزارة  الرياضة, هذا عوضاً عن ان جماهير  الرياضة هم من مختلف الطبقات و الفئات
الاجتماعية و العمرية,  و في بعض من
البلدان يستفيد منها المترشحون  لخوض الانتخابات
البرلمابية و البلدية و هم القريبون من الاندية الرياضية, و عليه فأن البلدان
المستقرة شعوبها التي تعيش تحت مظلة انظمة سياسية  ديمقراطية تطبق فيها القوانين علي الجميع بدون
تمييز عرقي او طائفي بين مكونات شعوبها و بناء اسس حقيقية لمفهوم العدالة
الاجتماعية و التي تتحسن فيها الحياة المعيشية, 
تبقى فيها الرياضة متطورة او متقدمة و العكس صحيح في الدول التي يعاني
شعبها  من انواع الاضطهاد و التمييز مثل ما
نحن عليه في البحرين.  


حقيقةً على ضوء دورة كأس الخليج  العربي في خليجي 22, هذه الدورة التي اصبح عمرها
44 عام  و بغض النظر عن نتائج منتخبنا لكرة
القدم  السلبيه و عدم حصوله على بطولة
واحدة فيها طوال هذه السنوات,  و تبؤه ذيل
البطولة  في الرياض  و الذي كان هو المتوقع لكل المتابعين للرياضة في
البحرين, ذلك على ضوء اوضاعنا الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية المتأزمة في المرحلة
الراهنة.  حقيقة لما للرياضة من اهمية في
حياة الشعوب و ما تملكه من جماهيرية عارمة 
لقد كان لي توجه في الكتابة  في
شؤون الرياضة  ذلك بحكمي من عشاق الرياضة  بكونها شيء اساسي في الحياة, و قد نشر لي في
صحيفة الايام البحرينية على صفحة الرياضي العديد من المواضيع التي قد تفاعل معها
العديد من الرياضيين و الجمهور الرياضي لأنها  كانت في صلب الهموم الكبيرة للشارع الرياضي
البحريني و للرياضيين انفسهم  و من كانوا
يتفاعلون مع مشاكل الرياضة في البحرين, و قد تطرقت في بعض من المواضيع الى قضايا
رياضية عديدة محلية و عربية و منها لاندية عربية و عالمية, و هذه بعض من العنا وين
التي اختر تها عشوائياً من الملف و التي قد نشرت في الملحق الرياضي بصحيفة الايام
قبل اعوام  لكي  نكون في موقع المصداقية:


1_ ليس لهذا الحد من العناد يا اتحاد كرة
القدم, و ملاعبنا القاحلة تتحدث.


2_ النادي الاهلي  يعيش اليوم حالة من الغيبوبة.


3_ 
البطل العالمي سامي الحداد يستحق الاهتمام.


4_ هل الاندية في البحرين قادرة علي انتاج
لاعبين كبار؟


5_ من يعيد الجماهير الرياضية للملاعب؟


6_ أين دور المدارس في تخريج دفعات من الشباب
الرياضي؟


7_  لماذا
هذه المشاركة الخجولة في اولمبياد بكين يا عرب؟


8_  اسباب النتائج المخيبة لامال جماهير الكرة في
البحرين.


9_ كلاسيكو اسبانيا .. حديث الملايين!


10_ 
نادي النصر يعيد الفرحة لعشاق كرة الطائرة البحرينية.


11_ المطلوب الاهتمام بفرق الناشئة و الشباب.


نعم هذه بعض من العناوين الكثيرة التي كتبتها
عبر فترات من الزمن, وهناك العديد منها و التي تفاعل معها جمهور القراء خصوصا
زملائي في العمل ومنهم من محافظة المحرق, 
وهكذا لقد تحدثت بصدق عن خفايا واقعنا الرياضي المملوء بالاخفاقات ان كان
على مستوى دورات  كاس الخليج  العربي او الاسيوي, او على مستوى ضعف الاندية في
البحرين اوحتى  اخفاق الادارات للإتحادات
البحرينية و منها المؤسسة العامة للشباب و الرياضة.


حقيقةً و منذ زمن و الشارع الرياضي في
البحرين  يعيش اجواء من التذمر جراء
الاخفاقات و النتائج السلبية لعموم الرياضة في البحرين خصوصاً كرة القدم بصفتها
اللعبة الواسعة الانتشار عالمياً,  و على
سبيل المثال لو اخذنا بطولة كاس الخليج العربي و التي كانت اول بطولة لها اقيمت في
البحرين و منذ  استمرار الدورة الاولى  و لغاية الان لم تحظي البحرين ببطولة خليجية, و
اخرها خليجي 22 الاخيرة في الرياض  مع العلم
ان كل المنتخبات الخليجية حازت على بطولة الا المنتخب اليمني و الذي ظهر بانه افضل
من المنتخب البحريني في بطولة خليجي 22, مما جعل المنتخب الوطني في مؤخرة المجموعة
 و ايضاً لقد تطرقت في مواضيع سابقة  لمشاكل التجنيس الرياضي خصوصا في العاب القوى
وها نحن الان يعاني الوطن و المواطن من خطورة التجنيس السياسي,  و ايضاً تحدثت عن  مسالة اهمال تطوير الاندية الرياضية و عدم وجود
ملاعب لكرة القدم متطورة,  ذلك على مستوى
الاندية او الملاعب العامة  و عدم وجود
صالات رياضية حديثة على مستوى جيد على الاقل مثلما هو مو جود في دول الخليج.  و لو تطرقنا بشكل عام فإن هذه الاخفاقات في عموم
الرياضة في البحرين  مرتبطة بالقصور في
المشاريع الرياضية الحيوية لاستقطاب انواع الالعاب التي نحن لا يمكن ان ننافس  في العديد منها حتى في الدورات الخليجية و
العربية!   فكيف نصل للأسيوية او  للعالمية؟  ثم تطرقت لاسباب كانت و لا تزال  تساعد ان تكون الرياضة في البحرين تأخذ سلم
الانحدار جراء الاخفاقات في الرياضة, منها الاتنقاء للاعبين على شكل من المحسوبية
و التمييز الطائفي حتي قبل التحركات الشعبية في عام  2011, كما اشرنا لاسباب عديدة منها الفساد
المالي و الاداري و البيروقراطية  المستشرية  في المؤسسات الرياضية  في المملكة و منها المؤسسة العامة للشباب و
الرياضة,  ايضا اشرت الى مسالة اقصاء
الكوادر الرياضية البحرينة و منها الاكاديمية و الاعتماد على عناصر تفتقر للمواهب
و  للتخصصات و المستوى العلمي  في شئون الريلضة مثل التدريب و الادارة  و اعطائها المناصب القيادية  في الرياضة فقط لانها تنتمي لعوائل معينة محسوبة
و  قريبة من اصحاب القرار السياسي بعيداً
عن الحس الوطني و المصلحة الوطنية.


وها نحن الان قد وصلنا  في الرياضة الى قمة  الانحدار 
ذلك عندما طال القمع و التهميش جموع الرياضيين لاسباب التمييز الطائفي  و اخرى سياسية, ثم ان هناك 75%  من الاعبين و الاداريين في الشئون الرياضية هم
اليوم يعانقون السجون ذلك حسب بيان لمنظمات حقوقية بحرينية, و اخرون محرومون من
العمل اللائق  هذا بالرغم من ان الوضع
الاجتماعي في البحرين مصاب بتوتر  الازمة  السياسة الخانقة و تداعياتها السلبية الخطيرة
على اكثر الطبقات و الفئات الاجتماعية البحرانية.  في الواقع ان  القوى الوطنية في البحرين و من اجل خلق مناخ
جديد و أمن للجميع كي تزدهر الرياضة في ظل استقرار سياسي و اجتماعي فأن القوى
الوطنية  تطالب  بحلول سياسية جذرية لحلحلة الوضع المتأزم, و
العمل  من اجل ارجاع  الكرامة والحرية لعموم الشعب,  وتفعيل دور المواطنة و المساواة بين افراد
المجتمع البحراني بدون تمييز يذكر في ضرورة  تفعيل  لحقوق
الانسان و تفعيل الديمقراطية الحقيقية  و العدالة
الاجتماعية التي هي غائبه تماماً عن اجواء البحرين  و التي لها انعكاس واضح و  خطير على مجمل الانشطة الاجتماعية  وغيرها في وسط المجتمع المدني, و منها  مسألة الرياضة و الرياضيين الذين هم ينحدرون من
صلب الشعب البحراني الاصيل, و عليه فانهم حتماً يتحسسون الاوضاع القمعية و
يعيشونها كل يوم وهم جزء من المجتمع المتأثر بتدهور الاوضاع السياسية و الاجتماعية
و المعيشية لغالبية سكان البحرين,  نعم هذه
فقط نبذه قصيرة عن اسباب رئيسية و التي حتماً  تساعد في تسلسل الانحدار المستمر للرياضة في
البحرين منذ عقود و لحد الان. 


جواد المرخي