المنشور

حنين إلى الماضي النضالي


الشرارة تتطاير والتقدمي يحتضن جماهير التيار الوطني الديمقراطي والمكتسبات الوطنية يجب ان يسعى الجميع لتحقيقها والحراك الشعبي يموج ويموج وينطلق في أعماق الأعماق الشعبية وتقذف به وتقذف بها في ساحات النضال…..وهي ساحات كثيرة منها النضال الجماهيري السري الذي يفرض على ساحة الجماهير الواسعة قسراً في مختلف سوح النضال ضمن النطاق العلمي المتسلح بالنظرية العلمية المادية ضمن الصراع الطبقي الذي يحدد المسار في حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية

صوفيا قد تشرفت في آوائل الستينات من القرن الماضي بحضور أول مهرجان شبابي عالمي بقيادة المواطن البحراني المناضل الذي رحل عن عالمنا في 6 سبتمبر 2012 في ستوكهولم بالسويد البعيدة جداً عن وطننا، الصغيرة القريبة من قلوبنا وهو الزعيم المناضل الطيب الذكر الباسل الدكتور علي عبدالله دويغر لحيويته المكافحة ومواقفه الإنسانية وأفكاره النيرة التي ما زال تنظيم جتوب يحتضنها ويؤمن بها كل الإيمان ويسير على خطاها ويؤمن بأفكارها ويعيش حيويتها ويتفاقم مع روحها محققة أهدافها وآمالها ورغباتها ومناها. ان رفيقنا المناضل علي دويغر قد سعدت باحتضان جثته ستوكهولم، انه يرقد هناك محاطاً بالرحمة والتسامح والأفكار المحررة والنضال المنطلق دائماً وابداً لنشر أفكار الحرية والتقدم والعدالة والسلام. كما ان قبره المنير المتلالأ تحيط به باقات الزهور التي تحف بالقبر الحي النير وخاصة من زوجته السويدية الأصيلة التي غالباً ما تزوره اسبوعياً وتقدم له باقة من الورد فواحة الرائحة جميلة المنظر فهنيئاً لك يا رفيقنا أبا فريد بوجودك في تلك الأرض التي كسبتها قدسية وقوة وجمالاً لا يفوق جمال ولا يحده مجال ولا يتوقف عنده نضال. لقد كان علم جتوب يلف جثمانك الطاهر وهو نفس العلم بالتمام والكمال الذي رفعته انت أيها المناضل الغيور في مهرجان صوفيا الشبابي العالمي في الستينات من القرن الماضي وهذا ما سجله النضال لدورك البارز في هذا المهرجان الأممي. لقد كان هذا العلم الجبهوي يرفرف عملاقاً شامخاً رافع الرأس عزيز النفس عظيم المنزلة. لقد كنت تحمله محتضناً إياه بساعديك القويتين البحرانيتين الرأس رمانيتين وقد كانت تحيط بك مجموعة من الشبيبة الحية التي كان منهم الرفيق عزيز الشيخ علي آل عباس أبو هاني الذي يعيش بين احضاننا إلى يومنا هذا ووقتنا هذا…لقد كانت تحيط بك كوكبة من شبيبة جتوب من المناضلين الأقوياء قدموا مثلك من داخل البحرين العزيزة المقهورة مرسلين ضمن تنفيذ قرار لجنة القيادة في جبهة التحرير الوطني البحرانية، إضافة كلمة البحرين الحبيبة المسلوب حريتها آنذاك من قبل الإمبريالية والرأسمالية المتوحشتين قبيل الاستقلال والتخلص من الاستعمار البريطاني شكلاً والمتواجد عملياً قبل عام 1970، قد أرغمت الجماهير على اجبار السلطات الاستعمارية على الرحيل من الخليج العربي إلى حدوده الطبيعية البعيدة عن سلطة الجماهير والبعيدة عن سلطة تنفيذية حقيقية.

 وقد حركت جماهير شعبنا المناضلة بعد إعلان يوم الاستقلال الوطني  الشكلي في 14 أغسطس 1970، يعترف جماهير شعبنا وشعوب وسلطات حكومية عربية وعالمية الاعتراف الواقعي بذلك التوثيق للاستقلال الذي وقعت على اتفاقيته كل من حكومة البحرين ممثلة في الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها آنذاك وممثل الحكومة البريطانية في 14 أغسطس 1970 وبعد هذه الاتفاقية قد أودعت في وثائق الأمم المتحدة بعد ان اجتمع مجلس الأمن الدولي لإقرارها وكذلك في رفعها إلى جامعة الدول العربية حسب الأصول البروتوكولية المعمول بها عربياً ودولياً وهذا ما دعا حكومة البحرين بعد ذلك لتقديم رسالة إلى جامعة الدول العربية حيث اعترف بها كدولة عربية جديدة حرة مستقلة ذات سيادة تامة وناجزة والتي عين على أثرها الأستاذ تقي الحاج مكي محمد البحارنه كسفير اول في الجامعة العربية وسفير في جمهورية مصر العربية بدرجة وزير مفوض فوق العادة في عام 1970 ، كما ان البحرين قد انضمت فيما بعد إلى منظمة الأمم المتحدة اثر اعتراف مجلس الأمن الدولي بالاتفاقية المبرمة المذكورة عين كذلك الدكتور سلمان الحاج محمد إبراهيم الصفار سفيراً بدرجة وزير مفوض فوق العادة لدى واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1971، وهكذا فإن البحرين أصبحت معترفاً بها على المستويين العربي والدولي ثم بدأت البحرين تخطو خطواتها الأولى في السياسة وتحديد المسؤوليات وقررت الدولة تأسيس رئاسة مجلس الوزراء بعد ان كان يدير شؤونها مديرون تنفيذيون لكل دائرة وحولت هذه الدوائر إلى وزارات حكومية وحول المسؤولون الآخرون إلى مديرين ووكلاء مساعدين حسب التنظيم الإداري الجديد وقد أسندت رئاسة هذه الوزارة إلى الشيخ خليفة بن سلمان آل الخليفة الذي ما زال يتربع على عرشها إلى اليوم.

لقد توسعت الوزارات الحكومية بعد ان أنشئت مرافق كثيرة ومشاريع متعددة ودوائر جديدة وسارت الأمور في هدوء حيث أنشئت الميزانية المتاحة والمساعدات القادمة من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الأمارات العربية المتحدة حتى بدأت تكبر الطموحات التي يريدها الحكم وكان التركيز فيها كثيراً وبصورة عميقة على أجهزة الجيش والعسكر والحرس الوطني والشرطة وأجهزة المخابرات العسكرية والمدنية خاصة في هذه البلاد التي تحتضن أربعة أجهزة مخابرات يصرف عليها مبالغ طائلة كل ذلك على حساب التعليم والصحة والتنمية المستدامة والمشاريع الإنشائية وبناء الجسور والشوارع والمرافق العامة والمطار والأجهزة الحكومية والتدريب والتخطيط الذي لا تؤمن به حكومة البحرين ابداً وهناك برهان حينما قدمت مجموعة من مجلس النواب في 2002، مذكرة تحث على إيجاد وزارة للتخطيط الشامل إلا ان هذا المشروع ووجه بالرفض التام خلال اربع وعشرين ساعة مدعية الحكومة بإنه لا داعي لهذا المشروع خاصة لوجود دوائر تخطيط شاملة عاملة في كل الوزارات.

هذا وأملنا كبير في ان تقوم الدولة وترتكز على أسس سليمة وقواعد قوية لبناء دولة ديمقراطية مدنية مستقرة وقوية.


  
 ألأستاذ محمد حسن نصر الله
من نشرة التقدمي العدد 92
السنة الثالثة عشر- يونيو 2015