تزامناً مع انطلاق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 47 أطلقت مؤسسة ثقافية مصرية مبادرة أثارت نقاشاً بعنوان «كتاب ورغيف»، هدفها تشجيع الشباب والسكان عامة على القراءة. وحسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني لهيئة «بي بي سي»، فإن مؤسسة «بتانة» الثقافية، مطلقة المشروع، لقيت دعماً وتشجيعاً من من وزارتي الثقافة والتموين في دعم مشروعها.
وفكرة المشروع هي استخدام البطاقة التموينية للمواطن لشراء الكتب بأسعار مخفضة، تماماً كما هي الحال مع السلع الغذائية الضرورية، وتصل نسبة التخفيض على أسعار الكتب إلى 90%. واتخذت المؤسسة المذكورة من شعار: «تشجيع القراءة ومكافحة الإرهاب» عنواناً لحملتها .
وتشمل المبادرة، فيما تشمل، إطلاق سيارات تجوب محافظات مصر «بهدف نشر التوعية الثقافية في المناطق النائية التي تعاني فقراً ثقافياً»، كما جاء في بيان إطلاقها، وتحمل المبادرة عنوان «تشجيع القراءة ومواجهة الإرهاب»، وهو عنوان يتسق مع الشعار الذي تنعقد تحته الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو «الثقافة في المواجهة»، والقصد هنا مواجهة التطرف والإرهاب الذي تعانيه المنطقة العربية، ويطال مصر أيضاً، في إشارة إلى أنه حيث يعم الجهل يتفشى الإرهاب.
ومع أن المبادرة واجهت تحفظات ومآخذ من قبيل أنه «لا ينبغي للدولة أن تجعل من الكتاب سلعة تموينية لتشجيع القراءة، فهناك العديد من الطرق الراقية التي تليق بالكتاب دون الحاجة إلى اللجوء لاستخدام بطاقة التموين لتقديم خصم على سعر الكتب أسوة بمشروعات ثقافية أخرى»، إلا أن التوجه للتعامل مع الكتاب على أنه في أهمية الرغيف، من حيث دوره في تغذية العقول وتنمية الوعي فكرة نبيلة. وهو ما عبر عنه بيان المبادرة الذي أوضح أن الهدف هو«بناء صورة ذهنية مشتركة بين الرغيف والكتاب بوصفهما مكونين أساسيين لأي تنمية مرتقبة، ونشر الثقافة ورفع معدلات الإفادة من المنتج الثقافي المصري».
وأمام العزوف عن القراءة وانصراف الناس إلى تدبّر أمورهم الحياتية الكثيرة، فإن الأسعار المرتفعة للكتب تبدو بالفعل عائقاً بوجه شرائح كبيرة منهم، لا في مصر وحدها، وإنما في البلدان العربية الأخرى أيضاً أمور مؤدية إلى الانصراف عن الاهتمام بالقراءة والثقافة عامة.
أية مبادرة تحمل هذه الأهداف يجب أن تقترن باستراتيجيات شاملة، توحّد التعليم والثقافة، في تنمية الإعداد الذهني للأجيال كي تكون منفتحة على كنوز الثقافة والفنون، وتنأى بأصحابها عن التعصب والتطرف والعنف.
حرر في: 04/02/2016