المنشور

موقفنا – الصهاينة غير مرحّب بهم في البحرين

تحتضن مملكة البحرين خلال الفترة من 15-18 المؤتمر العالمي لريادة الأعمال، الذي كان يمكن أن يكون محل ترحيب المجتمع البحريني كاملاً، لولا إن أحد أبرز ضيوفه وزير اقتصاد العدو، وأربع متحدثات إسرائيليات، فضلاً عن وفد يضم حوالي 50 إسرائيلياً.
وتأتي هذه “الإستضافة” لوفد من دولةٍ ما زالت وستطل بالنسبة لشعبنا، كما لكل الشعوب العربية، عدوة طالما هي مستمرة في احتلال الأراضي العربية، ومنكّلة بالشعب الفلسطيني الشقيق، بعد أسابيع قليلة جداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن “يهب” هضبة الجولان، إلى إسرائيل، وهي البقعة الغالية من سوريا، احتلتها إسرائيل عام 1967، كما احتلت، يومها، شبه جزيرة سيناء المصرية، وأراضي الضفة الغربية وغزة الفلسطينية.
وأتى قرار ترامب هذا إكراماً لعيني حليفه في تل أبيب بنيامين نتنياهو، بعد أن أعتبر القدس عاصمة أبدية لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها. وفي الحالين كان ترامب يتحدى لا الفلسطينيين والعرب وحدهم، وإنما المجتمع الدولي كله الذي تنص قرارات هيئاته الكبرى على أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة، وأن الجولان أرض سورية محتلة بالقوة الغاشمة من إسرائيل، عليها أن تعود للوطن الأم ويعود أهلها لأحضان شعبهم السوري.
كأن هذه الاستضافة لوفد إسرائيلي بهذا العدد الضخم، والاعتراض هنا ليس على العدد وحده وإنما على الفكرة من أساسها، هو بمثابة هدية أخرى ينالها نتنياهو ودولة الاحتلال كاملة، في سياق مسلسل التطبيع الجاري سيره على قدم وساق من جانب بعض الدول العربية، ولا يمكن لشعبنا البحريني أن يوافق على أن تكون بلدنا واحدة من هذه الدول التي تفتح أبوابها لممثلي دولة الاحتلال والعدوان، في وقت يستمر فيه قضم الأراضي الفلسطينية في غزة عبر سياسات الاستيطان غير المسبوقة، فضلاً عن العدوان المستمر على أشقائنا في قطاع غزة، والذي بنتيجته يسقط عشرات الشهداء كل أسبوع.

لقد قلنا من قبل إنه لا يمكن السكوت عن المنطق الرسمي السائد الآن، في الساحة العربية: “سنقيم التطبيع رغم إرادة شعوبنا”، فهي خطوة تنطوي على استفزاز كبير لكل المشاعر ولما استقرّ من مواقف في وجدان الناس، حول عدالة قضية الشعب الفلسطيني الشقيق الذي ما زال محروماً من أبسط حقوقه الشرعية، فكيف تكافىْ دولة الاحتلال بالتطبيع معها.

ونعيد إلى الأذهان هنا الموقف الشعبي البحريني الجمعي ضد زيارة وفد من رجال الأعمال الصهاينة، مصطحبين معهم فرقة موسيقية استفزت المشاعر بتقديمها عرض في قلب العاصمة، وهو نفس الموقف الذي تجلى ضد زيارة وفد بحريني إلى القدس المحتلة بحجة زيارة الأقصى الشريف، وها هو الموقف نفسه يتجلى بوضوح ضد مشاركة الوفد الإسرائيلي في المؤتمر العالمي لريادة الأعمال.