المنشور

جدد التحية لعمال البحرين واستنكر تصريحات قائد القوات البحرية الإيراني التقدمي يدعو إلى مراجعات جادة في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات العامة

عقد المكتب السياسي للمنبر التقدمي اجتماعاً يوم السبت الماضي بحث فيه التطورات على مختلف الأصعدة وأثر جائحة كورونا على الجوانب الاقتصادية والسياسية والمجتمعية، وتوقف مطولاً لمناقشة الأثر الفاضح الذي كشفت عنه الأزمة الصحية في السياسة النيوليبرالية التي طالما روجت لها الأنظمة الرأسمالية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ليتبيّن للعالم حقيقة وواقع هذه الأنظمة بعد أن انكشف غطاء الشعارات الرأسمالية المدعوم بالماكينة الإعلامية لتصبح هذه الأنظمة النموذج الأكثر مثالاً لفشل هذه السياسات الاقتصادية.

وفي هذا السياق دعا المكتب السياسي إلى مزيد من التباحث في آلية العمل مع فصائل ومنظمات المجتمع الأهلية والسياسية التي من خلالها يمكن له تشكيل أداة مؤثرة تدفع إلى قيام مراكز القرار الرسمي باتخاذ خطوات عملية تعكس الحاجة الفعلية والماسة لمراجعة التوجه الرسمي في مملكتنا في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات العامة في مجملها، التي تسير نحو سياسة اقتصادية على نموذج السياسة الأمريكية والأوربية كما يراد، ويقف خلفها ويدعمها منظمات دولية تابعة لها وفي المقدمة منها البنك وصندوق النقد الدوليين، وخاصة فيما يخص بيع الضمانات الاجتماعة مثل الصحة والتعليم وقطاع المحروقات إلى القطاع الخاص، الذي له مصالح منفصلة عن المصالح العامة وغير منقادة إلى القيود التي تتطلبها الوظيفة الاجتماعية للقطاع العام وقد تجلى هذا بوضوح في تنصل معظم شركات التأمين الصحي عن دورها الاجتماعي في الدول التي انتهجت المسار المنفتح والخصخصة.

وفي هذا السياق جدد المكتب السياسي بمناسبة ذكرى الأول من مايو – عيد العمال العالمي – تقديره إلى الطبقة العاملة في البحرين والأبطال الذين يتصدرون الصفوف الأمامية في الأزمة الراهنة من أطباء وممرضين وفنيين ومسعفين ومتطوعين وعمال في كل مواقع العمل والانتاج التي لم تتوقف، ومن جهة أخرى أشاد بالكيفية التي أحيا فيها قطاع النقابات العمالية والمهنية في المنبر التقدمي الاحتفال بهذه الذكرى بمعية الرفاق من الحركة التقدمية في الكويت عبر وسائط الميديا ومشاركة الرفاق من الحزب الشيوعي العراقي.

كما بحث المكتب السياسي الوضع المأساوي للعمالة الوافدة، إذ كشفت أزمة كورونا عن مدى الجشع والأنانية التي يتصف بها الكثير من أرباب العمل حين اتضح خلو مساكن العمال الوافدين من أبسط الشروط الإنسانية الواجب الإلتزام بها، مما ساهم في سرعة انتشار الوباء بينها مهددة حياة المئات منها. وجدد المكتب السياسي رفض التقدمي لكل أشكال العنصرية والتي حاول البعض ترويجها اتجاه العمالة الوافدة.

ومن جهة أخرى عبر المكتب السياسي عن استنكاره الشديد للتصريحات التي أطلقها قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني رضا تنغسيري، الذي ساق الأكاذيب بادعاءه تبعية مملكة البحرين لإيران، مؤكداً أن هذا النهج الذي يسير عليه الحرس الثوري الإيراني، يتلاقى مع نهج الكيان الصهيوني في النزعة لاغتصاب أراض الشعوب الأخرى وتزوير التاريخ لتمرير سياساتها التوسعية وهيمنتها على شعوب المنطقة.

كما بحث المكتب السياسي الوضع السياسي في العموم والعلاقات مع المنظمات والأحزاب السياسية، واستعرض البيانات التي شارك فيها ووقّع عليها مع العديد من الأحزاب السياسية في العالم، وتوقف في الشأن الداخلي عند حرية الرأي وأهمية الدفع المستمر نحو مساحة أرحب توفر الضمانات الكفيلة بصون حرية النقد والتعبير كضرورة وشرط أساسيين لتعبيد الطريق نحو بيئة تنموية قادرة على محاربة الفساد والمحسوبية وقادرة أن تحفظ الكرامة الإنسانية للمواطنين والمقيمين على اختلاف تجذرهم التاريخي واعتقادهم الفكري وانتماءهم الطبقي.

المكتب السياسي للمنبر التقدمي – البحرين
3 مايو 2020