المنشور

بمناسبة اليوم العالم لمهارات الشباب التقدمي عبر لجنة قطاع الشباب والطلبة مطلوب سياسات وطنية تنهض بواقع شباب البحرين وتمكينهم من مجابهة التحديات “ملف البحرنة”.. قضية وطنية تخص كل مكونات المجتمع ولابد من مواجهة جادة للبطالة

يصادف 15 يوليو، اليوم العالمي لمهارات الشباب تحت شعار “مهارات لشباب مرن في عصر كوفيد 19 وما بعده”، وهذه المناسبة وإن كانت تهدف إلى إذكاء الوعي بأهمية دعم وتنمية مهارات الشباب وتعزيز قدراتهم فى جهود التنمية المستدامة ورفع جاهزيتهم بمواجهة التحديات، إلا أنها تأتي هذا العام في ظرف استثنائي جعلت الشباب الذين هم دعامة كل دولة أمام العديد من التعقيدات والتحديات والتحولات التي تفرض أن تكون موضع البحث والاهتمام .

إن لجنة قطاع الشباب والطلبة بالمنبر التقدمي وهي تحي هذه المناسبة الأممية لتجدها فرصة لتعرب مجدداً عن خالص التقدير والاعتزاز للكوادر الشبابية من أبناء البحرين التي تصدرت الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة كورونا كوفيد 19 من أطقم طبية وصحية وكوادر مهنية وعمالية وكل من كانوا على خط المواجهة الأول مع الجائحة، ومنهم شباب وشابات البحرين الذين انخرطوا فى فرق تطوعية وشاركوا فى مجابهة الوضع الحالي إزاء مواجهة الجائحة، وسجلوا مواقف وبطولات مشرّفة لا تنسى، كما تنوه اللجنة بتقدير مماثل لكل المبادرات الشبابية في مختلف ميادين الابداع والأفكار المبتكرة في مختلف الميادين وتدعو إلى تقديم كل أوجه الدعم لتنمية هذه المبادرات.

وفي الوقت ذاته تبدي اللجنة قلقها البالغ من انعكاسات جائحة كورونا على الوضع الاقتصادي وبالتالي على فرص التدريب والتوظيف والعمل أمام الشباب، وعلى مشاريعهم الصغيرة حتى بعد انقشاع الأزمة الحالية، مما يزيد من مخاوف زيادة معدلات البطالة فى أوساط الشباب البحريني حتى فى أوساط الخريجين وأصحاب المؤهلات العليا، في غياب رؤية واضحة ومدروسة تعطي الاعتبار اللازم للبحرنة، وإعطاء الأولوية للعنصر البحريني مما يعمق من التحديات التي تواجه سوق العمل البحريني، ونشدد على أهمية التعامل بمنتهى الجدية مع معضلة البطالة فى أوساط الشباب، والمسارعة فى إيجاد المعالجات الحصيفة والسريعة واللازمة والتى تعيد الاعتبار للبحرنة، وتعطي الدفعة المطلوبة لتجهيزهم بالمهارات اللازمة للنجاح والتعاطي الأمثل مع الأزمات، وتدعو إلى التعامل مع هذا الملف كقضية وطنية تخص مختلف مكونات المجتمع.

إن المناسبة تأتي هذا العام فى سياق صعب واستثنائي بسبب جائحة كورونا التي امتدت آثارها الى إغلاق الكثير من مؤسسات التعليم والتدريب التقني والمهني وتعطيل منظمات تنمية المهارات في بلادنا وفى العديد من بلدان العالم، الأمر الذي ألقى بضلال ثقيلة على تنمية مهارات الشباب التي أصبحت اليوم أكثر احتياجاً وإلحاحاً لتمكين الشباب من مواجهة التحديات الناشئة عن فيروس كورونا والتحديات الأخرى فى المستقبل ومنها بفرص العمل والمهارات التي يتطلبها ويفرضها عالم الغد، داعين إلى إعادة النظر فى تفعيل هدف تطوير منظومة التعليم والتدريب المهني والتقني وتنمية المهارات بشكل يتناغم مع هدف تقوية قدرات ومهارات شبابنا ومجتمعنا لمواجهة التحديات، مشددين على أهمية تجاوز المراوحة حيال هدف ربط التعليم باحتياجات سوق العمل، وهو الهدف الذي عادة ما يرتبط بالمفاتيح الأساسية للولوج إلى المستقبل بنجاح، وأمامنا تجارب مذهلة للعديد من الدول التي تقدمت وحققت الكثير من الانجازات بفضل ما بلغته على صعيد هذا الهدف، ومما يؤسف له أن هذا الهدف ظل شعاراً يتردد فى المناسبات دون تحقيق الربط الحقيقي والفاعل والمنشود بين التعليم وسوق العمل وتنمية مهارات الشباب، وجاءت جائحة كورونا كوفيد 19 لتكشف لنا العديد من أوجه القصور في هذا المجال التي ينبغي تكون موضع اهتمام ومعالجة.

إن لجنة قطاع الشباب والطلبة بالمنبر التقدمي وهي تثمن استمرار جهود وعطاءات شباب البحرين وإظهار قدراتهم على التكيف والمرونة في ظل جائحة كورونا لتدعو كل الأطراف المعنية إلى وضع ملف الشباب فى صدارة الاهتمام، والعمل على إطلاق سياسات وطنية تنهض بواقع قطاع الشباب ومهاراتهم فى كافة المجالات والميادين، سياسات تزيل كل التراكمات التي عطلت أو حدّت من عطاءات شبابنا ومهاراتهم وقدراتهم على التغيير والتطوير والإصلاح، مع التأكيد مجدداً على ضرورة تعزيز وتطوير منظومة التعليم والتدريب وجعل التعليم والتدريب عن بعد منهج جديد في التعامل من المستقبل، ووسيلة تلعب دوراً محورياً في توفير فرص عمل جديدة تتماشى مع الاحتياجات المتجددة لسوق العمل، وفي الوقت ذاته تقضي على البطالة في صفوف الشباب، وتعطي الفرص اللازمة للكفاءات والإبداعات الشبابية، داعين إلى تذليل كل ما يعيق مسارات عمل شبابنا وإبراز مهاراتهم وأخذ ما يستحقونه من مكانة في كافة مجالات العمل والانتاج.

وفي الختام تؤكد اللجنة بأن ملف الشباب البحريني يستحق أن يكون ضمن أهم الملفات التي تستحق النقاش المستفيض حولها لبلوغ ما يخلق أمل في الدفع بما يعطي زخماً قوياً في مسيرة شباب الوطن في مرحلة ما بعد جائحة كورونا في المعنى والفعل والموقع والوجود والمنظور المستقبلي.

المنبر التقدمي – البحرين
15 يوليو 2020