المنشور

حوار الريح والليل

أغمسُ يَدِي في الرِيحِ
فربّما تُلامسُ يدي ريحها
تلك التي لم تأتِ بعد انتظارٍ
واحتِرَاق تَاريخٍ
وعَصف مَسَافات نَارٍ
وَعدَتني في حُلمِ ليلةٍ
أنها سَتأتي طَالعةً من قهوتي
أو من دُخانِ سَجائري
لكنها أخلفتْ وعدَها
غَادرتْ الى وُجهةٍ أُخرَى لا تَحملُ اسمي
على فَرسٍ يَعدُو
نحو مَساءات لا أوجدُ فيها
شَممتُ عِبقَ حنّائها
وعطرَ جَسَدِها الخَفي
يَتناثرُ على أصَابعي
لكن التي تَأتي لم تأتِ
فَولّيتُ وَجهِي صَوبَ القَصِيدةِ
فربَّما أجدُها في حَرفٍ
أو في قافيةٍ
أو في انهِمارِ الوَحي على تَراتيلِ عَرّافٍ
أو في تَعويذاتِ سَاحرةٍ
لكنني رأيتُ الظلمةَ تَضحكُ ملء عُتمتها
وهى تَرى وجهي يشعُّ منه ألقَ الجُنون
رأيتُ يدَ الليلِ تَدفَعني كي أنَام
قبل أن تنفجر القَصيدةُ في وَجهِي