المنشور

ترجمان الأشواق

على خديكِ تَطوفُ النُّجومُ
كأنّهما فَلَكٌ
وإنّي عاشقٌ ضوءيهما
يا لعَينيكِ قَمرينِ
وإنّي كَوكبٌ
لا يَدوران عليَّ
بل أنا حَوليهِما

فلتفيضي مِن جَمالِ الوَجدِ
ما فاضَ عليكِ
مِن سَحابِ الله
أمطاراً
لأُروى مِنهُما
ألستِ تَدرينَ
بأنّ الوَجد إن فاضَ عَليَّ
تتوارى الكَلِماتُ
وتَجُفُّ أَحرفُ التّاريخِ
واللُّغَةُ الأمُّ تُصبِحُ نسياناً
وأهوي مِنهما

قالَ شيخي
إذا اتسعَ المعنى
ضاقت العِبارة
وعِباراتي لا تَعبُرُ البَحرَ
مِنَ العَقلِ إلى العَقل
وأسمالي تُهرِئها الرِّياح الذاريات
ونُجُومي لم تعد رجومًا للشياطينِ
ففي الضِّدين
أراكِ وأراني
واصطفاني واصطفاكِ
وبقينا نركبُ الزّورق المثقوبَ
لكي ننجوا من سلاطين السماءِ
وسُرّاق الضمائر
وفَسادُ الحالمينَ الطامعين
ليَ الحاضرُ
ولي أنتِ
وكلامُ الله
عندما أوقفني
وقال:
عِش وسالِم كل مَخلوقٍ وخالِق
ولا تقتُل بأسمائيَ أسماءً
ولا تتبع النُّساكَ
وتَقليدَ الرِّجالِ
ولا هَديَ الدَّوائر

سيدي
كُلَّ ما شِئت هنا
لا كما أَخبرتني
فهل اخترت رِجالك؟
أم تُراك
عندما قَررت خلقي اخترتني؟
ثُمَّ صار العَقلُ مخلوقًا وخالِق!
أم تُراكَ اخترتَ
أن ترقُدَ في صمتٍ؟
وأصبحنا مِثلَ ذرّاتِ الهواءِ
تتهادى نحو مائك
سيدي!
قُلتَ لي:
لا تَقُل لي سيدي
فالحَبيبُ النِّدُ لا الضِّدُ
والعَبدُ والسَيِّدُ ضِدانِ
وإنّي مُتّحد
مثلما أنتَ تراني
هاأنا صِرتُ أراك
فإذا حِدتَ أَحِد
فاتَّحِد بي
لترى مائي هواءً
وترى الأرضَ سماءً
وأنا… بينهما