المنشور

قصيدة الرفيق الشاعر عبد الصمد الليث بمناسبة الذكرى الـ 30 لاستشهاد الرفيق د. هاشم العلوي

هاشم العلوي .. ثلاثون عاماً…!

 

يا جرح لا تنـعى احـبـابي

يا جرح روّح عن اصحابي

يا جرح لا تكتب امصابي

يا جرح بالأمل طگ بابي

والفرح اعزف تلاحينه

تشعّ ذكرى

بضيا العبرة

هاشم يهاشم يا نجم في درب الاحلام

اسمك نشيد المرجلة اشما طالت ايام

 

و ما زلت أتلو بعضَ يومٍ مراثيا

و ما زلت لـلفقد الرفاقيِّ ناعيا

و ما زال للشجو الممض بواحهُ

ليبرح ما قد كان بالستر خافيا

فكيف السلوُ الـمرُّ والجرحُ غائرٌ

وقد ذهبت ريحٌ لما كان زاهيا

فإلفٌ نمتهُ المدلهماتُ بالأذى

تقاذفهُ سيلٌ من الهمِّ جاريا

فقد زويتْ مِن بَعدِ وحدةِ موقفٍ

لباناتُ حلمٍ تجعل الغصنَ راويا

فيورقُ أفكاراً ويعلو براعماً

ليحنو غداً مِن مثمرِ الفعل جانيا

ولكنها الأيامُ كالرِّيحِ إن جرت

على عكس ما سَيرُ السفائن راجيا

تناوشنا موجُ التشتُّتِ إذ رمى

فعزَّ لنا بعد الكلامِ التلاقيا

و مادت بنا أرضُ الوئامِ فما انجلى

غبارُ التجافيْ فاستطال التنائيا

وليس عتاباً ما نقول ندّعي

و لكنّه رصُّ الصفوفِ المؤاتيا

هلمّوا بنو حزبي الى بيتِ حبِّكم

و صونوا بناءً صار بالكلِّ عاليا

فمنبركم منكم ويبقى إليكمُ

فكونوا لهُ من عاصفِ الدِّهرِ واقيا

وعودوا كما كنتم مصاديقَ وحدةٍ

فسِفْرُ( جتوبِ)الشّعبِ يُنشرُ باهيا

بكمْ يا رفاقَ الحزبِ يُقوى رصينـُهُ

فيعلو رصيدٌ يستزيدُ و ضافيا

أما صَكَّ سمعَ الأكرمين هديرُ ما

جرى عبر تأطير الرُّؤى و المراميا

بطأفنةٍ أدمت شروخاً بوحدةٍ

و أنتجت الأضغانُ فعلاً منافيا

أرتنا العوادي أنجمَ الظُّهرِ بالدُّجى

فمارت صدورُ الثاكلين بواكيا

فليس لنا إلّا التَّمسكَ بالحَجى

و نبذَ الذي قد صار للشقِّ داعيا

فنأخذ مِن ذكرى الشَّهيدِ و خطِّـهِ

مساراً لتوحيد الجماهيرِ منجيا

فمن(هاشمِ)المقدامِ نستلهمُ النُهى

بإيثارِ من ضحّى وريداً تفانيا

وليس حديثاً أن يكون مُضمَّخاً

بحنّاءِ شريانِ الشَّبيبةِ قانيا

وليس قصيداً يستثير مشاعراً

بوصفِ طبيبٍ عالج الموت فانيا

ولكنه طعمُ الرَّدى إذ تُجرَّعتْ

به حشرجاتٌ تجعل العمرَ ماضيا

تمثلتُهُ في قبوِ عتـمٍ وقد جلا

بطلعتِهِ خيطَ السَّوادِ المداجيا

يناجيْ هواهُ والنِّصالُ تحزُّهُ

بشفرتِها والفكرُ حُرٌّ مناجيا

سأمضي الى حيثُ الخلودِ منافحاً

عن العشقِ كالشمعِ المنوِّرِ فاديا

و(هاشمُ)لم يخشَ الرَّدى فاستطابهُ

ككأسٍ من الشَّهدِ المعتَّقِ ساقيا

فظنَّ البهيمُ العسفُ أن جمارَهُ

قد انطفأت لكنَّه ظلَّ واريا

كشعلةً فكرٍ للنضالِ مضيئةٍ

ليَهدى سناها للصفوفِ تواليا

فضمّته والنَّخلِ الحبيبِ وأهلِه

(أوالُ) المعالي فاستطابت معانيا

ثلاثون مرّت من سنينِ مفاخرٍ

بها كتب التأريخُ للعشقِ ماضيا

تألقت(البحرين)حاضرةً بــهِ

كموئلِ شعبٍ دام بالسِّلمِ بانيا

اقرأ المزيد

كلمة قوى التيار الوطني الديمقراطي في الذكرى الثلاثين لاستشهاد الرفيق المناضل الدكتور هاشم العلوي

الرفيق خليل يوسف الأمين العام للمنبر التقدمي

العزيزة رفيقة درب الشهيد إيمان شويطر

الاعزاء عائلة الشهيد د.هاشم العلوي

الر فاق اعضاء واصدقاء المنبر التقدمي

الحضور الكريم

اسعد الله مساءكم جميعا،،،

 

اسمحوا لي في البداية، باسمي ونيابة عن قوى التيار الوطني الديمقراطي ان أحيي هذا الحضور الجميل الذي يسجل موقفا تضامنيا مع أسرة الشهيد ورفاقه ومحبيه، ويؤكد رفضه لكافة اشكال التعذيب النفسي والجسدي، باعتباره جريمة يعاقب عليها القانون الدولي وكل المواثيق ذات الصلة.

نحيي اليوم ذكرى أحد الكوادر المتقدمة في جبهة التحرير الوطني، الذي قضى تحت التعذيب النفسي والجسدي البشع. تعذيب لا يمت للإنسانية بأية صلة.. نحتفي بذكرى مرور ثلاثين عاما على استشهاد الرفيق الدكتور هاشم العلوي، الذي ناضل ورفاقه في جبهة التحرير وفي الحركة الوطنية البحرينية من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في دولة مدنية تحتضن جميع ابنائها ولا تفرق بينهم بناءا على انتماءاتهم القبلية أو المذهبية أو العرقية، بل أن المواطنين في الدولة التي ننشدها سواسية كأسنان المشط، والمعيار فيها الانتماء للوطن والكفاءة وليس الانتماء للهويات الفرعية.

لقد استشهد الدكتور هاشم العلوي اثناء سريان قانون تدابير امن الدولة الذي أسس لحقبة امنية سيطرت على مفاصل البلاد، فتعززت في سنواته العجاف الدولة الشمولية التي لا يسمح لأبنائها من التعبير عن آرائهم في شئون حياتهم السياسية والاجتماعية والمعيشية. كان ذلك القانون ومحكمته العنوان الرئيس لمرحلة معتمة من تاريخ بلادنا، فزج بالمئات في السجون وقتل بعضهم تحت التعذيب الوحشي، كما هو الحال مع الشهيدين محمد غلوم بوجيري وسعيد العويناتي، وعشرات من المناضلين الذين لم تتم معاقبة من عذبهم، فاستمر التعذيب وحالات الإفلات من العقاب، الأمر الذي حدا بالقوى الوطنية المعارضة سرعة التحرك والمطالبة بالإنصاف ومحاكمة من تسببوا في قتل المواطنين خارج القانون، وتقدمت بمشروع الانصاف والمصالحة الوطنية في عام 2005، ومن ثم جرى اطلاق هذا المشروع من قبل اكثر من اثني عشر منظمة سياسية وحقوقية وأهلية، وأعيد تقديمه في حوار التوافق الوطني في يوليو 2011، إلا ان الطريق كان مسدودا امام تطبيق مثل هذا المشروع الحضاري، فتم ركنه على الرف كما العديد من المقترحات والمشاريع التي تطالب بالإصلاح الحقيقي في مختلف الجوانب الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ان موقفنا الثابت والمبدئي يتمثل في مناهضة وإدانة التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون السياسيون والذي راح ضحيته العشرات منهم طوال السنوات الماضية، وفق ما وثقته اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق، والتي طالبت بتقديم من مارس التعذيب للعدالة، وعدم الاعتداد بأي اعترافات أنتزعت من المعتقل بسبب هذا التعذيب واعتبارها أقوالا كأن لم تكن، وفق ما جاء في الدستور في الفقرة (د) من المادة التاسعة عشر والتي نصت على: “لا يعرض أي انسان للتعذيب المادي أو المعنوي، أو للإغراء، أو للمعاملة الحاطة بالكرامة، ويحدد القانون عقاب من يفعل ذلك. كما يبطل كل قول أو اعتراف يثبت صدوره تحت وطأة التعذيب أو بالإغراء، أو لتلك المعاملة أو التهديد بأي منها”.

إن هذا النص واضح ولا يحتاج الى قواميس اللغة لكي يفهم، كما ان المواد التي تبيح حرية الرأي والتعبير هي كثيرة في الدستور والميثاق، فضلا عن وجودها في المواثيق الدولية التي وقعت وصادقت عليها حكومة مملكة البحرين. وعليه فإن جبر الضرر وتعويض ضحايا التعذيب وأسرهم، يعتبر ضرورة من أجل الإنصاف وتحقيق العدالة المطلوبة التي من شأنها التخفيف عن هذه الأسر، وحماية للسلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي.

الحضور الكريم،،،

بعد خمس سنوات ونصف السنة على الحراك الشعبي السلمي في البحرين، لا تزال بلادنا تعاني من ازمات تناسلت من رحم الازمة السياسية الدستورية، التي استفحلت والقت بظلالها على القضايا الاقتصادية والمعيشية للمواطن، كما هو الحال في تفاقم العجز المتراكم في الموازنة العامة وتضاعف الدين العام الى مستويات خطرة، ولجوء الحكومة الى رفع الدعم عن المواد الاساسية وزيادة واستحداث رسوم وضرائب جديدة على المواطن الذي يعاني أصلا من محدودية دخله، وتضخم البطالة وزيادة اعداد المنتظرين في طوابير الخدمات الاسكانية وتراجع الخدمات في المرافق الهامة مثل التعليم والصحة. ومن المتوقع ان نشهد المزيد من هذه الاجراءات التي تمس المواطن في لقمة عيشه، ومنها مسألة الضمان الاجتماعي الذي تحوم الشائعات حوله واحتمال تغيير قانون التقاعد بما يمس بمكتسبات المتقاعدين، وهي خطوة ينبغي التحذير من الانجرار اليها لما لها من عواقب وخيمة على السلم الاهلي في البلاد، وما تجره من عملية افقار لمن امضى جل عمره في خدمة هذا الوطن العزيز.

اننا في قوى التيار الوطني الديمقراطي، نرى ضرورة الخروج من عنق زجاجة الازمة السياسية الدستورية عبر الانفراج الأمني والسياسي واحترام المواثيق الدولية وعلى رأسها الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والثقافية، ووقف الاندفاعة الامنية الأحادية. فالأمن للجميع وفي كل المناطق…الامن الذي يخدم التنمية المستدامة ويعزز الحريات ويؤسس للديمقراطية التي ننشدها، والعدالة الاجتماعية التي نطالب بها في الدولة المدنية الديمقراطية التي ترتكز على المواطنة المتساوية، وتحارب الفساد المالي والإداري وتحافظ على المال العام من العبث.

ان الخروج من عنق الزجاجة يبدأ بالحوار الجاد الذي بفرز خلاصات تترجم ايجابا على كل مكونات الشعب البحريني بعيدا عن الاملاءات والشروط المسبقة، وبوقف التحريض وبث الكراهية والذي يكثر في اغلب وسائل الاعلام. حوار قادر على اعادة اللحمة الوطنية ووحدة النسيج الداخلي لبلادنا التي تواجه تحديات كبرى بسبب ما فعلته سنوات الازمة ونظرا للتوتر الحاصل في المنطقة. حوار يقدم حلولا عادلة ودائمة للأزمة السياسية ويضع بلادنا على السكة والضفة الصحيحة من التاريخ.

نريد لبلادنا البحرين ان تكون واحة أمن وسلام وحرية وديمقراطية. نريد للفساد أن يستأصل من جذوره.

نريد ان تكون البحرين لكل ابنائها بغض النظر عن انتماءاتهم الايدلوجية والفكرية والسياسية. ونريدها حيث يكون التنوع عنصر قوة لا سبب شقاق وانقسام. كما نريد للمصالحة الوطنية أن تشق طريقها من أجل كل البحرينيين، من أجل مستقبل أكثر اشراقا.

في الذكرى الثلاثين لاستشهاد الرفيق الدكتور هاشم العلوي، نترحم على روحه الطاهرة، ونتضامن مع أسرته ورفاق دربه، كما نترحم على كل شهداء الوطن.

المجد والخلود للشهداء،،،

الحرية لكل معتقلي الرأي والضمير،،،

والسلام عليكم

اقرأ المزيد

كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي في الذكرى الثلاثين لاستشهاد الرفيق الدكتور هاشم العلوي

في الثامن عشر من سبتمبر من كل عام وتحديدا منذ ما بعد العام 1986 و كوادر  واعضاء واصدقاء جبهة التحرير الوطني البحرانية ولاحقا كوادر وأعضاء  المنبر التقدمي باعتباره امتدادا فكريا ونضاليا لتراث ونضالات الجبهة ، اعتدنا أن نحتفي بهذه الذكرى الأليمة ، ذكرى استشهاد المناضل البطل الدكتور هاشم العلوي، التي تمر اليوم الذكرى الثلاثين لاستشهاده على يد جلاوزة جهاز  أمن الدولة السيء الصيت. في هذه الذكري  الأليمة نستذكر بكل الفخر ما جسدته تضحيات كل المناضلين الشرفاء الذين سقوا  بدمائهم الزكية ولا زالوا أرض اوال العطشى للحرية والكرامة والعدالة،  ومن بين هؤلاء وفي مقدمتهم نستذكر روح  وتضحيات  ومبادئ الرفيق المناضل الشهيد الدكتور هاشم العلوي، وهي مناسبة نستحضر فيها ايضاً تلك النضالات والتضحيات التي سطرها مع رفاقه في فترة قانون امن الدولة حيث القمع والاعتقال والتعذيب والموت في غياهب السجون والمعتقلات التي تنعدم فيها ابسط شروط العدالة والإنسانية وهو ما ووجه ويواجه به كل المطالبين بالحرية والعدالة والديمقراطية.

لقد كانت الهجمة الشرسة التي تعرض لها كوادر جبهة التحرير الوطني البحرانية في منتصف عقد الثمانينات من القرن الماضي وتحديدا في عام 1986  حين تم اتخاذ قرار  سحق جبهة التحرير الوطني بشكل كامل حيث استشهد رفيقنا الدكتور هاشم من جراء  وطأة التعذيب وحكم على عدد كبير من مناضلي الجبهة  بالسجن لفترات طويلة بعد اعترافات كاذبة وغير قانونية رداً على تصعيد الجبهة لحملات المطالبة بإستعادة الديمقراطية والحياة النيابية.

لقد كان مطلب تحقيق الديمقراطية واشراك الشعب في عملية اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي  على الدوام في مقدمة اولويات مطالب جبهة التحرير الوطني البحرانية والحركة الوطنية عامة، حيث  قدم فيها شعب البحريني بمختلف فئاته وقواه الوطنية الكثير من التضحيات الجسام ( فقد  دعا اول برنامج لجبهة التحرير الوطني البحرانية الصادر في ديسمبر  1962 والمعنون “ببرنامج الحرية والاستقلال الوطني والديمقراطية والسلم”، إلى إقامة دولة ديمقراطية مستقلة ذات سيادة، وإلغاء معاهدة الحماية البريطانية آنذاك وإيجاد حكومة وطنية ديمقراطية تعمل لصالح الشعب البحريني وتطهير جهاز ادارة الدولة من الإداريين الإنجليز، وإقامة مؤسسات ديمقراطية تكفل الحريات الديمقراطية للشعب البحريني، ومجالس برلمانية وبلدية ينتخبها الشعب من أجل وضع دستور للبلاد يقوم على أساس ديمقراطي)·  تلك كانت المطالب التي من اجلها قدم الشعب البحريني التضحيات الجسام طوال تاريخه الحافل بصنوف شتى من الاعتقال والتعذيب والملاحقة وقطع الارزاق والنفي والتنكيل بالمناضلين الشرفاء من أبناء شعبنا طوال تلك الفترات المريرة والتي اثبتت الأحداث المتلاحقة  إستحالة تجاوزها دون الأستجابة لهذه المطالب المشروعة والعادلة، والتي لازالت  تكتسب ديمومتها في ظل واقع مرير لازال يعيشه أبناء شعبنا  وهي مطالب لازالت تحتل موقع الصدارة في  سلم اولويات منبرنا التقدمي، والذي يتطلب مسار  الكفاح الوطني في سبيل تحقيقها ضرورة  تلازم مسار المطالبة بالديمقراطية والعدالة ضرورة الحرص  من قبل كل المعنيين بالوحدة الوطنية وصيانتها من دوافع العبث وبث نزعات الفتن والكراهية،  وهي أمور طالما سعى المستعمر  واعوانه على اشعالها ودق اسفين التفرقة بين مكونات شعبنا، والذي  استطاع شعبنا تجاوزها بارادة ووعي وإسهام مسؤول من قبل قواه الوطنية والتي طالما تصدت لكل ذلك  وأستطاعت ان تعيق مخطاطات التفرقة وتتغلب عليها في صيرورة نضالية عظيمة آن لنا  ان نستعيدها لمواجهة ما يحاك لبلادنا وللمنطقة  من حولنا من مخططات إجرامية وارهابية عن طريق اشغالها بحروب وفتن طاحنة الهدف منها استمرار استنزاف خيرات هذه المنطقة وتكريس نهج الهيمنة والتخلف وإعاقة تطورها وتنميتها المنشودة.

وفي احتفاءنا بإستشهاد  رفيقنا الدكتور الشهيد هاشم العلوي نحتفي بالقيم النضالية والأهداف الوطنية التي ناضل من اجلها، هو ورفاق كثر من ابناء جبهتنا، وغيرهم من ابناء الوطن،   وحري بنا جميعا في هذه المناسبة ان نستذكر هذه القيم، وان ندعوا في نفس الوقت الى مسارعة الخطى وباخلاص في تكريس وحدتنا الداخلية والسعي مع كل المخلصين لإشادة تحالفاتنا وعملنا النضالي المشروع على أسس وطنية راسخة احتراما لمبادئنا وتاريخنا النضالي الحافل  واسهاما منا في تقدم ونهضة وطننا وتحقيق طموحات شعبنا على طريق تحقيق الممارسة الديمقراطية وإشاعة الحريات والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان، وفاءا لدماء وتضحيات وعذابات وحرمان كل الذين ضحوا  على مدى العقود والسنوات دون كلل أو خوف أو انكسار في سبيل وطن حر وشعب سعيد.
تحية لشهيدنا المناضل الدكتور هاشم العلوي ولكل شهداء البحرين والمجد والخلود لهم

اقرأ المزيد

مطالبات مطلبية ومعيشية

من ايجابيات التحركات والأنشطة المتجهة نحو القضايا المطلبية والمعيشية للشعب انها تتجه نحو العوامل الموحدة والجامعة للعمال والموظفين وكافة الشرائح صاحبة المصلحة  في النهوض بأوضاعها المعيشية  ونيل حقوقها النقابية، في مواجهة تنامي النزعات الطائفية والمذهبية التي ألحقت أشد الضرر بوحدة الطبقة العاملة، هذه الوحدة التي صهرها النضال المشترك، والتي تعد المكسب الأبرز للكادحين من مختلف المناطق والطوائف.

ويبرهن التاريخ المديد للنضال المطلبي في البحرين منذ منتصف الفرن العشرين على الأقل، إن النأي عن التحركات ذات الطابع الفئوي، وتكريس الطابع الجماعي المشترك لهذه التحركات يشكل ضمانة رئيسية من ضمانات نجاح هذه التحركات في نيل ما يطالب المشتركون فيها من حقوق .

إن هذا الأمر يضع مهاما كبرى على عاتق الحركة النقابية ومختلف النقابات العمالية في تعزيز وحدة الحركة العمالية والنقابية وإكسابها أكثر فأكثر الطابع الوطني الجامع، من خلال دور القادة النقابيين المعبرين عن مثل هذه التوجهات.

ولا أساس جدياً للدعاوى التي تهول من المطالبات المعيشية والتصدي لأوجه الفساد، وتصورها على انها أعمال تحريضية، أو الاساءة للوطن، فيما هي مطالبات مشروعة تتصل بحقوق نصَّ عليها ميثاق العمل الوطني ودستور البلاد، وتدخل في اطار الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني، الذي يجب الاصغاء لمطالباته من قبل الحكومة والشركات وأرباب العمل لتحسين أوضاع العاملين والموظفين.

إن ضمان حقوق المواطنين، من عمال وموظفين ومتقاعدين، والتصدي لأوجه التعدي على هذه الحقوق، فضلاً عن كونه واجبا أخلاقيا  وإنسانيا، هو  ضرورة من ضرورات التنمية، وضمان تطور البلاد وتقدمها.

اقرأ المزيد

فعاليات: المجالس الأهلية «عابرة للطوائف» وساهمت في تعزيز الوحدة الوطنية

مدينة عيسى – حسن المدحوب

06 سبتمبر 2016

شددت فعاليات مجتمعية على أن المجالس الأهلية في البحرين عابرة للطوائف، وساهمت في تعزيز الوحدة الوطنية، رغم الشق الذي حدث في هذه الوحدة بسبب عوامل مختلفة.

وأكدت هذه الفعاليات في ندوة أقيمت في مقر جمعية المنبر التقدمي في مدينة عيسى مساء الأحد (4 سبتمبر/ أيلول 2016) على أن «صيانة اللحمة الوطنية مسئولية مشتركة لكل مؤسسات المجتمع المدني وليس المجالس الأهلية فقط»، داعين الجميع إلى تحمل مسئولياتهم الوطنية وصونها وحمايتها وعدم المساس بها».

ومن جانبه، قال ممثل عن المجالس الأهلية في المحافظة الجنوبية محمد الحوسني: إن «المجالس الأهلية تم توارثها جيلا بعد جيل، وهي امتداد إلى مجالس الماضي، حيث كانت المجالس في زمن الغوص تقتصر على النواخذة ويتناقش فيها الطواويش والبحارة، بالإضافة إلى مجالس العائلات، التي تختص بالجوانب الاجتماعية والخيرية وخاصة في المناسبات كالأعياد وشهر رمضان، وهناك أيضا مجالس اجتماعية ودينية، وكان هناك أيضا دور خاصة بأهل الفن والطرب».

وأضاف الحوسني «بعد النفط بدأت الأمور تتغير وأخذ الناس يتجهون إلى العمل في النفط بدلا من العمل في البحر، واختفت مجالس النواخذة والدور أيضا، ولكن بقيت مجالس العوائل، وظهرت الأندية الثقافية التي تهتم بالجانب الثقافي، وكان الناس يجتمعون في هذه الأندية من اجل أن يتثقفوا، حيث كان الناس محبين للقراءة والاطلاع، وبعدها أخذت الأندية الرياضية تنتشر أكثر، وكانت كل هذه المجالس تحقق الوحدة الوطنية لأنها تتألف من كافة الأطياف».

وأردف «وفي العهد الإصلاحي لجلالة الملك ظهرت الجمعيات السياسية التي هي مجالس أيضا يأتيها روادها من كل مكان، وإن كانت تختص بفكر وتوجه معين، وجاءت أيضا المجالس الأهلية بعد ميثاق العمل الوطنية واليوم في العام 2016 تضاعف العدد بشكل كبير، والظهور الطيب لهذه المجالس سببه العهد الإصلاحي، وباتت تتعاطى مع مختلف الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحلية والإقليمية، وصارت هذه المجالس يتوجه لها الناس من مختلف مناطق البحرين».

وتابع «المجالس اليوم تجسد روح المواطنة والوقوف مع قيادتنا الحكيمة، وهنا ليست المجالس فقط بل حتى الأندية والجمعيات السياسية والمجالس الشبابية، وهناك توجه يتماشى مع رؤية البحرين 2030، بإعطاء المبادرة للشباب».

وأكمل الحوسني «اللحمة الوطنية عشناها منذ أزمنة بعيدة، وهي موروث لطبيعة أهل البحرين، ومنا من عاصر الأزمنة الذهبية لهذه اللحمة الوطنية لأهالي البحرين، والناس كانت تأتي إلى البحرين وترى شعبها متحابا ومترابطا، ولم نكن نميز بين أي طائفة من الطوائف بسبب هذه اللحمة الوطنية، وهناك مواقف أذهلت الجميع من هذه الروح الوطنية».

وواصل «وجاء المساس باللحمة الوطنية نتيجة لمتغيرات إقليمية منها الحرب العراقية الإيرانية في البداية، وحدثت هناك زعزعة لهذه الروح الوطنية، ولكنها أمور خارجة عن البلد، وأصبح الجيل الجديد يميز بين فئة وأخرى، مع التنويه إلى أن هذه الوحدة ظلت على مستوى كبير من القوة حتى بعد كل هذه المتغيرات».

وأوضح الحوسني أن «البحرين كانت تتكون من مكونين أساسيين فقط في الماضي، ولكنها اليوم تتكون من مكونات عديدة، ونحن نتكلم الآن عن جميع التوجهات والأفكار»، مشيرا إلى انه «حدثت تدخلات أجنبية لزعزعة اللحمة الوطنية في كل دول الخليج العربي، وجاء الخريف العربي كما اسميه، من اجل شق اللحمة الوطنية في جميع الدول التي حدث فيها، وشاهدنا ما حل من دمار في هذه الدول، لذلك نجد اليوم شقا كبيرا بين فئات المجتمع».

وأضاف «نحن في البحرين ولله الحمد، وجدنا أن المجالس الأهلية أصبح لها دور كبير في تعزيز اللحمة الوطنية، التي هي أمانة على الجميع في صونها، وان كنا نرى أن هناك شق حدث بعد أحداث الخريف العربي في العام 2011، ولكن يحسب لقيادة البحرين أنها لم تسمح لأي شخص بزعزعة شق الصف في أي مكون من المكونات في المجتمع».

وختم الحوسني «في شهر رمضان الماضي كنا نزور مجالس في سار وبني جمرة ونحن كنا نمثل مجالس الرفاع، لذلك مازلنا نقول إن اللحمة الوطنية بخير، واليوم وصلنا إلى اللحمة الخليجية، وأصبحت هذه المجالس تطالب بالاتحاد الخليجي، وقد زرنا مجالس أهلية في المملكة العربية السعودية، فهذه مطالبة ليست من المجالس فقط بل هناك دور أيضا يقف على عاتق الجمعيات السياسية أيضا».

أما المحامي إبراهيم المناعي، فقال: «اشعر بالتفاؤل عندما أرى النخب المثقفة أمامي، ونحن نطمح إلى تيار ديمقراطي يحمل لواء الوطنية الصادقة التي تحمي الوطن والمواطن من كل سوء».

وأفاد المناعي «مسئوليتي الوطنية هي أن أكون عنصرا ناتجا في المجتمع وأتبنى قضاياه الوطنية، هذا المجتمع الذي يضم كل مناطق البحرين، وندعو إلى نبذ العنف ونبذ الطائفية لأن هذا الأمر هو الطريق إلى الوحدة الوطنية».

وأضاف «أرى أن المجالس الأهلية أنشط من الجمعيات السياسية، وهنا أود أن اشكر أي مواطن فتح مجلسه إلى المواطنين، ولكن لدي شعور قوي بأن بعض المجالس الأهلية في البحرين مختطفة من قبل جمعيات سياسية أو مكونات أخرى في المجتمع من اجل التوجيه، الجمعيات السياسية تسعى إلى الانتخابات والمكتسبات في البرلمان والمجالس البلدية، ولذلك عليها أن تسعى إلى المجالس والأندية بصفتها مكانا لتواجد الناس».

وأردف المناعي «بعض الجمعيات السياسية تقوم بالرعاية المالية واللوجستية لبعض المجالس من اجل توجيه المجتمع إلى قضايا محددة، من ضمنها البرلمان والمجالس البلدية».

وأكمل «وهذا لا يمنع المجالس الأهلية من أن تناقش القضايا المهمة في المجتمع، كبرنامج الحكومة والموازنة العامة وتقارير الرقابة المالية والدين العام، ولكن كل ذلك جعجعة بدون طحين، وإذا أردت أن تعرف هذه المجالس تتبع من، فانظر إلى رواده ومن يحاضر فيه، وما الموضوعات المطروحة فيه، حينها ستعرف الى من ينتمي هذا المجلس».

وواصل «هناك موضوعات لا يمكن مناقشتها في المجالس الأهلية كالأزمة السياسية وملف الإسكان والتعليم والصحة، وإذا تم تناولها بأن النقاش يتم في حلقة مفرغة».

وختم المناعي «نتمنى من المجالس الأهلية أن يتحملوا دورهم في تعزيز اللحمة الوطنية، وادعوهم إلى تأسيس اتحاد عام للمجالس الأهلية إذا كانوا جادين في العمل الوطني».

العدد 5113 – الثلثاء 06 سبتمبر 2016م الموافق 04 ذي الحجة 1437هـ

اقرأ المزيد

فعاليات نقابية وسياسية: صون الوحدة الوطنية أولوية لا يجوز التفريط فيها

مدينة عيسى – حسن المدحوب

30 أغسطس 2016

شددت فعاليات نقابية وسياسية على أن صون الحركة الوحدة الوطنية أولوية لا يجوز لأي جهة التفريط بها او المساس بحق المجتمع في سيادتها وترسيخها.

وأشارت هذه الفعاليات في ندوة أقيمت في مقر جمعية المنبر التقدمي في مدينة عيسى مساء الأحد (28 أغسطس/ آب 2016)، على أن «الحركة النقابية والسياسية يجب أن تتعاونا في صون هذه الوحدة الوطنية من دون المساس باستقلال كل جهة عن الأخرى».

ومن جانبه، قال عضو الأمانة العامة للاتحاد العام لنقابات العمال خليل جعفر: «هناك التقاء حقيقي بين الحركة العمالية والوحدة الوطنية، وعندما يكون هناك أجواء تشجع على ذلك».

وأضاف جعفر «في العام 2010 دعا الاتحاد العام الجمعيات السياسية وقد شاركت فيها كل الجمعيات بلا استثناء، إلى مسيرة عمالية تحت عنوان «إلا لقمة العيش»، وقد كانت مسيرة استثنائية، وكان الحضور متميزا جدا، وعلى ضوء هذا الصوت الوطني الجامع تم إلغاء قرار رفع أسعار المحروقات وقتها».

وتابع «لذلك أقول أننا نحتاج جميعا إلى أن نلتقي كنقابات عمالية وجمعيات سياسية على الهموم الوطنية، مع الفصل بين ما هو نقابي وبين ما هو سياسي».

وذكر أن «الحركة العمالية حاليا ضعيفة لا تستطيع أن تصل إلى هذا الالتقاء، ويعود ذلك إلى عدة أسباب، أهمها أن الحركة النقابية العمالية لا تغطي كل المساحات في هذا الوطن، فهي لا تغطي القطاع العام، كما أنها لا تغطي إلا مساحة قليلة من القطاع الخاص، فهذا الأمر يضعف الحركة النقابية في البحرين ولا يجعلها تصل إلى قوة القرار الفاعل».

وواصل «والأمر الآخر أنه كان من المؤمل أن تسود الحركة العمالية ويكون لها نصيب أكبر مما هي فيه في العمل الوطني، إلا أنه بسبب تردي الأوضاع السياسية تراجع هذا الدور، فهذا الأمر أثر على حراك النقابات العمالية، وحتى على قراراتها التي تحتاج كثيرا إلى التريث فيها».

وأفاد أن «مستوى البحرنة مازال بالمستوى غير المطلوب، وهناك مخاوف عديدة من مختلف الجهات على ضم العمالة الوافدة إلى الحركة النقابية، سواء من الجهات الحكومية أو من التجار أو من الحركة العمالية الوطنية نفسها».

وشدد على أن «الاتحاد العام لنقابات البحرين يتفق مع الجميع على أن توحد الحركة العمالية ضرورة، ولكن خلق حركة نقابية رصينة يحتاج إلى ظروف أفضل، لأن الأجواء حاليا ليست مؤاتية لتحقيق ذلك».

وختم جعفر «اتحاد العمال على مستوى علاقاته دوليا وعربيا، وضعه ممتاز، ونحن ملتزمون بقرارات منظمة العمل الدولية فيما يخص العمالة المهاجرة، والمحافظة على حقوقها، مع تأكيدنا على أن شعب البحرين ليس طائفيا، ولا يوجد شعب طيب كشعب البحرين في المنطقة ويقدم السلام والمحبة لكل الناس كما هو حال شعبنا، ونحن ليس لدينا مختلفات فكرية حقيقية بين أبناء الشعب».

ومن جانبه، قال نائب الأمين العام للشئون السياسية بمجمعية المنبر التقدمي فلاح هاشم: «الوضع الحالي والانقسام الحاصل يحتاج منا إلى تسليط الضوء عليه، وعلينا أن نعترف أن هناك عملية خطيرة يتعرض إليها مجتمعنا بأكمله، هناك انقسام حقيقي في المجتمع، وهذا ليس في البحرين فقط بل في كل المنطقة».

وأضاف هاشم «نحن نتحدث عن مصالح لأصحاب العمل ومصالح أخرى للعمال، وإذا كان لنا دور في التيار الوطني فإن علينا أن نساهم في تقوية الحركة العمالية».

العدد 5106 – الثلثاء 30 أغسطس 2016م الموافق 27 ذي القعدة 1437هـ

اقرأ المزيد