المنشور

لتتضافر الجهود لاحتواء الجائحة

شهدت الأسابيع القليلة الماضية انخفاضاً ملموساً في عدد الإصابات اليومية بوباء “كورونا” في البحرين، ونقصت أيضاً أعداد من هُم في غرف العناية القصوى، وإن كانت نسبة الوفيات لا تزال تتراوح بين انخفاض وارتفاع، لكن الأمور تسير نحو انخفاض كبير في هذه الوفيات، كما تفوقت وبشكل كبير أعداد المتعافين بالمقارنة مع عدد المصابين.
وضعنا بات أفضل بكثير مقارنة بما كانت عليه الحال قبل شهر أو شهرين، حيث بلغت الإصابات رقماً قياسياً غير مسبوق، وكذلك عدد الوفيات اليومية، وأعداد من يدخلون إلى العناية القصوى، والذين ينتهي الأمر بالكثير منهم، ومن مختلف الأعمار بالوفاة، ويمكن الحديث عن نجاح الإجراءات التي اتخذت بالاغلاق الجزئي، الذي شمل الكثير من الخدمات، ووضع ضوابط أكثر صرامة في استقبال المسافرين القادمين من البلدان الموبوءة، خاصة تلك التي تفشت فيها السلالات المتحوّرة من الفيروس، والتي تعدّ أكثر فتكاً وأوسع انتشاراً، ووصلتنا البحرين بسبب التساهل السابق في استقبال المسافرين القادمين منها.
استقبلت الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المسؤولة بقبول شعبي واسع، كون الناس كانت تنتظرها وتطالب بها منذ أن ازداد عدد الإصابات والوفيات، وبلغ الأمر حدّ تصنيف البحرين من قبل بعض دول العالم في “القائمة الحمراء”، أي بين الدول التي يتفشى فيها الوباء على نطاق واسع، بعد أن كانت البحرين، وخلال أكثر من عام، تعدّ من الدول الناجحة في التعامل مع الوباء، وهي أيضاً بين أوائل الدول وأسرعها في تطبيق خطة التلقيح.
واقترنت الإجراءات الناجحة التي اتخذتها الجهات المسؤولة بتزايد الوعي الشعبي بخطورة الوباء وعدم الاستهانة بفتكه، وتمثّل ذلك من جهة في التقيّد بتوجيهات الفريق الطبي، بالحدّ من التجمعات العائلية، والالتزام بتدابير التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وغيرها من اجراءات، ومن جهة أخرى في إزدياد الإقبال على أخذ اللقاحات، بما فيها الجرعة التنشيطية التي قررتها الجهات الطبية.
اليوم بوسعنا القول، وبدرجة معقولة من الاطمئنان، إننا عدنا ثانية إلى الطريق الصحيح، وأننا سائرون فيه، في اتجاه محاصرة الوباء في أضيق نطاق، لكن طالما الوباء ما زال موجوداً في العالم، وعليه تدخل تحويرات تجعله أكثر خطورة، فإنه من الضروري التأكيد على أن الخطر ما زال ماثلاً، وأنه من الضروري تضافر جهود الدولة والناس معاً لمواصلة الحذر والحزم، والموازنة المسؤولة والواعية بين الضروررات الاقتصادية واجراءات محاربة تفشي الوباء.