المنشور

نحن وفلسطين

القضية العادلة للشعب الفلسطيني منغرسة في وجدان الشعب البحريني عبر عقود، منذ أن قام الصهاينة باحتلال الأرض الفلسطينية وشرّدوا شعبها من أراضيه، بدعم من الإمبريالية العالمية، والبريطانية منها بشكل خاص، فمنذ أربعينيات القرن العشرين، على الأقل، وشوارع المدن في البحرين شاهدة على المسيرات التضامنية مع شعب فلسطين وقضيته الوطنية.

وما أكثر الشبان البحرينيين الذين تطوعوا للقتال مع المقاومة الفلسطينية، ومنهم من استشهد في صفوفها، ومع كل هبة أو انتفاضة في الأراضي المحتلة، يخرج البحرينيون إلى الشوارع لإعلان تضامنهم مع فلسطين، ويقيموا الندوات والمهرجانات، ويجمعوا التبرعات، ويرسلوا الوفود التضامنية، بمن فيهم الأطباء الذين يذهبون للتطوع في علاج الجرحى جراء العدوان الصهيوني.

وكانت فلسطين الأرض والشعب، حاضرة في الأدب والفن البحرينيين، فعنها كتبت القصائد والقصص، وغُنيّت الأغنيات، والمثل الساطع هو ما قدّمته فرقة “أجراس” ومؤسسها الفنان التقدمي والوطني الراحل سلمان زيمان، حيث يشكل عدد الأغاني التي قدّمتها الفرقة عن فلسطين النسبة الأكبر بين الأغاني المشابهة في البلدان العربية، والكثير منها جرى انتقاء كلماتها من قصائد شعراء المقاومة الفلسطينية مثل توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم وغيرهم.

لذلك شكّل إعلان تطبيع العلاقات بين البحرين ودولة الكيان صدمة كبيرة لكل البحرينيين، الذين هالهم أن يروا بلدهم يقيم علاقات مع العدو ويتبادل معه السفراء، ويستقبل مسؤولين صهاينة على ارضه، حيث بدا ذلك استفزازاً وإهانة لمشاعرنا كبحرينيين، تربطنا بفلسطين وشعبها أقوى الأواصر، ولقت الخطوة استنكار وإدانة كافة الجمعيات والقوى السياسية والمجتمعية، ومؤسسات المجتمع المدني وكل أبناء وبنات شعبنا.

وعلى عهدهم، جدّد البحرينيون موقفهم الذي لا يحيدون عنه حين اندلعت، مؤخراً، هبة أهل مدينة القدس احتجاجاً على توجه قطعان المستوطنيين، مدعومين من المؤسسة الصهيونية وأجهزة أمنها ومحاكمها، لمصادرة بيوت العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح في المدينة، والتي أشعلت غضباً شعبياً في كامل فلسطين، في الأراضي المحتلة عام 1948، وفي الضفة الغربية، و قطاع غزة الذي واجه ببسالة، وعلى مدار 11 يوماً متواصلة القصف الصهيوني الهمجي بالصواريخ والطائرات والقذائف من البحر والجو والأرض، ما أوقع مئات القتلى والجرحى، غالبيتهم الساحقة من المدنيين، خاصة النساء والأطفال، وأحدث دماراً مريعاً.

أمس واليوم وغداً؛ سيظل البحرينيون رافضين للتطبيع مع العدو، مطالبين بوقفه، والعودة إلى الالتزام بمبادىء المبادرة العربية للسلام وبالحق الفلسطيني الشرعي.