المنشور

يا ليتنا كنا معهم

لفت انتباهي قبل فترة وجيزة في إحدى الصحف المحلية خبر مؤطر يلفت النظر مفاده بأن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قرر خلال جولة تفقدية في بعض الإمارات إنشاء ( 40 ألف فيلا) للمحتاجين و إعدادها للسكن و أمر بتخصيص ميزانية ذلك المشروع ( 4 مليارات دولار) ” يعني بالبحريني 1512000000 دينار “. ودعا إلى أن يتم الانتهاء وعلى وجه السرعة من جميع الفلل وإعدادها للسكن في مدة لا تتجاوز 4 سنوات.  في نفس اليوم وقعت عيني على إحدى الصحف المحلية الأخرى تبشر المواطنين بأن الحكومة تعتزم البدء في مشروع لإنشاء 100 ألف (( وحدة سكنية)) خلال 25 سنة (( ربع قرن)). الفرق بين الفلل الإماراتية و الوحدات السكنية البحرينية في كمها 60 ألف وفي فترتها الزمنية 21 سنة !!! أي أن الإمارات إن شاءت سوف تنتهي من بناء 100 ألف فيلا  في مدة أقصاها 10 سنوات،و الكل يعرف مفهوم “الفيلا” عند الإماراتيين وهي تختلف اختلافا كليا، و تكاد أن تكونا مفردتين مختلفتين عن ” الفيلا البحرينية. لإخواننا الإماراتيين الهناء و البركة في فللهم، لست بحقود ولا بحاسد لما هم عليه من عز، وبلادي وإن جارت علي عزيزة، لكل دولة خصوصيتها وإمكانياتها ولن أخادع نفسي فإمكانيات إمارة “دبي” تفوق بكثير “مملكة البحرين” ولكن حال المواطن المعدم لا يطلب الفلل المفروشة  و السيارات الألمانية الفاخرة ولا يطلب المستحيل. رفع مستوى المعيشة لكل المواطنين ليس حلما ورديا صعب المنال, فكيف لمواطن أن يحب بلده وهو يشيح وجهه متعمداً كل مساء عن أطفاله حتى لا يلمح غرق أعينهم في بحر من دموع؟ هو واقع شئنا أم أبينا، ولا أحد يستطيع نكران ذلك لأنها ليست محصورة في محافظة دون أخرى أو على مجموعة من الناس. الفقر لا يعرف هوية و يخرق الجيوب الواهنة دون رحمة. قبل أن ننادي بالمواطنة يجب أن تملئ بطون من تتنادون فيهم بواجب المواطنة إلى ذلك نقول ” ناموا جياع الشعب نامي، حرستك آلهة الطعام”. 
 
خاص بالتقدمي