المنشور

الوقت تغطي مؤتمر الحوار الوطني


 
بمشاركة 500 شخصية من المفكرين وأعضاء الجمعيات السياسية ومسؤولين بارزين
الحوار الوطني يؤكد تكريس المواطنة المتكافئة في محاربة التمييز



الوقت – عيسى الدرازي، جواد مطر:


رأى المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني الثاني للجمعيات السياسية الذي أقيم أمس (السبت) أن ‘سيادة الانتماء الوطني هو الضمانة الحقيقة للحفاظ على النسيج الموحد في المجتمع البحريني القائم على التعددية الطائفية والاجتماعية والسياسية’، لافتين إلى أن ‘التعددية في المجتمع تحتاج تأكيد ما يجمعها ويوحدها في العيش المشترك’.
وكان المؤتمر قد استعرض على مدى عدة ساعات جملة من أوراق العمل التي تصب في اتجاه شعار المؤتمر، وهو ‘الثوابت الوطنية، فوق الانتماءات الطائفية’، وذلك بمشاركة 500 شخصية من المفكرين والمثقفين ورؤساء وأعضاء الجمعيات السياسية وممثلي منظمات المجتمع المدني، كما حضر المؤتمر مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية محمد المطوع ووزير الدولة للشؤون الخارجية نزار البحارنة ورئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح.
وأكد المشاركون أن ‘مسؤولية الدولة في أن تكون ضامنا للوحدة الوطنية عبر تكريس قيم المواطنة المتكافئة والتعامل مع مكونات المجتمع المختلفة وأفراده بروح المساواة، وتعميم الخدمات الاجتماعية على مناطق المملكة بعدل ومساواة، ومحاربة مظاهر التمييز في التوظيف والترقية وسواها أيا كان باعث هذا التمييز’.
ودعا المشاركون إلى ‘تكريس ثقافة المواطنة المتكافئة من خلال المناهج التربوية في الجامعات والمدارس والبرامج الإعلامية في التلفزيون والإذاعة والمطبوعات’، لافتين إلى ‘دور المجلس الوطني بغرفتيه، وخصوصا مجلس النواب، الذي يفترض منه أن يعزز الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية ويبتعد عن الأهواء والميول المذهبية’. وتابعوا ‘ما يدور في المجلس ينعكس بصورة سلبية على المجتمع ويساهم في تعميق الاحتقان الطائفي وتغذية نوازع الفرقة والانقسام بدلاً من تعزيز القواسم المشتركة’.
كما لفت المؤتمر إلى ‘الحاجة إلى ضرورة تعديل النظام الانتخابي في البحرين وطريقة رسم الدوائر الانتخابية في البلد بعيداً عن الاعتبارات الطائفية، بما يتيح للقوى الاجتماعية المختلفة حتى لو لم تكن كبيرة أن تجد لها موقعاً في المجالس المنتخبة بما يكسر حدة الانقسام الطائفي في هذه المجالس، ويوسع دائرة التمثيل الشعبي فيها’. كما طالب المشاركون من وسائل الإعلام المستقلة، خصوصا الصحافة ‘النهوض بدورها في صون الوحدة الوطنية للمجتمع والنأي عن كل ما من شأنه الإسهام في التجييش الطائفي وتغذية الميول المذهبية وهذا يتطلب إعادة النظر في السياسات التي تحرض على ذلك، وتجد لها أصداء في بعض الكتابات الصحافية والمواقع الالكترونية التي تصب الزيت على نار الفتنة’.
كما طالب المشاركون مؤسسات المجتمع المدني المختلفة ‘تعميق الوعي بالوحدة الوطنية وبناء المؤسسات المشتركة، بدءاً من المؤسسات الخيرية وانتهاء بالجمعيات السياسية، مروراً بالنقابات والاتحادات الجماهيرية والمؤسسات المهنية’. إلى ذلك، طالب المشاركون في ورشة عمل ‘الإعلام والوحدة الوطنية’، السلطة التنفيذية ‘الإسراع لإحالة مقترح بقانون المقدم من مجلس الشورى إلى السلطة التشريعية وتوفير البنية التشريعية بالنسبة لإصدار قانون للإعلام المرئي والمسموع’. كما دعا المشاركون القائمين على الصحافة والأجهزة الإعلامية إلى ‘ضرورة التوافق على معايير وممارسات عمل لإرساء ميثاق عمل صحافي ذاتي الضبط والتنظيم، يفرض الالتزام الأخلاقي ببنوده على المؤسسات الإعلامية والصحافية ويؤخذ بعين الاعتبار مجموعة مشتركة من المبادئ والممارسات لضبط الإعلام المهني وتنميته’.
كما ناشد المشاركون وزارة الإعلام ‘إعادة النظر في السياسة الإعلامية والشروع في انتهاج سياسة تعكس واقع القوى المجتمعية والسياسية في برامجها الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة’.


 


 لافتاً إلى «تجاهله قيود قانون التجمعات والمسيرات”


إسماعيل: تقرير حقـوق الإنسـان أغفـل التمييـز وأزمـة السكن

 

سجل المحامي حسن إسماعيل في ورقة العمل التي قدمها لمؤتمر الحوار الوطني، جملة ملاحظات، تتعلق بتقرير البحرين الأول بشأن المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان للعام الجاري، معتبرا التقرير الرسمي ‘يتجاهل جوهر ملاحظات القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني’.
وقال ‘في الوقت الذي اعتمد فيه المفوض السامي في تقريره الموازي على تقارير تسلّمها من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، وتوصيات من لجان تابعة للأمم المتحدة بشأن أوضاع حقوق الإنسان في البحرين، ولم يتم تنفيذها حتى الآن، فإن تقرير حكومة البحرين اعتمد على وجهة النظر الحكومية ولم يعر اهتماما لما يدور في المجتمع من احتقان على كافة الأصعدة’.
وتابع ‘ولم يرصد الملاحظات والانتقادات الواسعة لما أصاب المشروع الإصلاحي من تراجع سجلته القوى السياسية، والحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني الأهلية، بل وتجاهل جوهر تلك الملاحظات التي قدمتها بعض هذه المؤسسات كالاتحاد النسائي أو تلك التي قدمها المنبر التقدمي حول قانون الجمعيات السياسية’. وأشار إسماعيل إلى أن التقرير ‘أغفل أهم ملفات التمييز وضرورة إصدار قانون يجرمه، كما أغفل التقرير الرسمي ما أشار اليه التقرير الموازي من وجود تمييز ضد المرأة في الحياة العامة والتوظيف، ومثال ذلك أن النساء يحصلن على رواتب أقل من الرجال في البحرين’.
وتابع ‘في الوقت الذي تحدث فيه التقرير الموازي عن حملات التجنيس التي أدت إلى آثار سلبية على المواطنين ولاسيما فيما يتعلق بالوظائف والإسكان والتعليم والصحة’، وعن موضوع الدوائر الانتخابية، اعتبر توزيعها ليس عادلاً واستهدف الحصول على تشكيلة محددة في الانتخابات، وانتقد ‘خلو التشريعات البحرينية صراحة من منع استخدام التعذيب، فإن التقرير الرسمي يصمت إزاء هذه القضايا’.
وأشار إسماعيل في ورقته إلى أن التقرير ‘تجاهل توصيات لجنة مكافحة التمييز العنصري ومبادىء باريس بضرورة تشكيل هيئة وطنية لحقوق الإنسان بالتشاور مع مؤسسات المجتمع المدني (…) كل ما ورد في التقرير الرسمي بهذا الشأن هو أن (البحرين ملتزمة بإنشاء هيئة وطنية لحقوق الإنسان في أسرع وقت ممكن، مع أخذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالاعتبار ومن المتوقع أن تقوم الهيئة، بعد إنشائها بوضع خطة وطنية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في المملكة )’.
وأوضح إسماعيل أن ‘التقرير الرسمي يتجاهل أن البحرين من دون قانون للأحوال الشخصية، في الوقت الذي يؤكد التقرير الموازي أن (البحرين مازالت من دون قانون للأحوال الشخصية لتنظيم الزواج والطلاق وحضانة الأطفال والميراث كما جاء في تقرير هيومن رايتس ووتش الذي تسلمته المفوضية، والقضاة في المحاكم الشرعية لا يمتلكون الكفاءة أو التدريب بالمستوى الذي يؤهلهم إلى إصدار أحكام عادلة، وإنما يستخدمون آراءهم الشخصية التي تتغير بين فترة وأخرى)’. وقال إسماعيل إن ‘التقرير الرسمي التزم الصمت وخلا من أي إشارة بضرورة إصدار مثل هذا القانون، حتى أنه حين عدد نشاط المجلس الأعلى للمرأة لم يذكر ما قام به هذا المجلس من حملة واسعة خلال عام 2007 من أجل إصدار قانون أحكام الأسرة’.
وأضاف أنه ‘رغم أن الاتحاد النسائي أورد في مرئياته المقدمة لوزارة الخارجية أنه (من الضروري لتعزيز حقوق المرأة وتوضيح الحقوق والواجبات بين الجنسين وتنظيم العلاقات الأسرية العمل على الإسراع بإزالة المعوقات المتعلقة بإصدار قانون الأحوال الشخصية)، إلا أن التقرير الرسمي لم يتبنّ هذه الدعوة رغم أهميتها في المجتمع وفي تعزيز حقوق الإنسان’.
كما سجل إسماعيل في ورقته جملة ملاحظات على التقرير الرسمي بشأن حقوق الإنسان في البحرين، منها أنه ‘جاء يتيما من أية إشارة للتمييز ضد المرأة في قانون الجنسية، تجاهله استمرار حالات التعذيب وعدم وجود نص في التشريعات يمنع استخدامه، ولم يشر على الإطلاق إلى المرسوم بقانون رقم 56 لسنة ,2002 الذي ساوى بين الجلاد والضحية، واشتمل على تمييز واضح ضد اللذين ناضلوا واستشهدوا ودخلوا السجون وتعرضوا لصنوف التعذيب من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية’.
وأضاف إسماعيل أن التقرير ‘يتجاهل التقرير القيود التي نص عليها قانون الجمعيات السياسية في العمل السياسي، ولا يتحدث عن أزمة السكن أو التمييز في حق السكن، يتناسى وجود التمييز ضد المرأة في الحياة العامة وفي التوظيف، يتجاهل أن قانون مكافحة الإرهاب يعتدي وينال من حقوق الإنسان، ويتجاهل القيود التي نص عليها قانون التجمعات والمسيرات على حرية التجمع السلمي’.



 
معتبرا أن “تحليل الأحداث صار يعتمد على الطائفية”
البقارة يطالب بتعديلات دستورية “توافقية” وتعزيز “المواطنة”


اعتبر رئيس لجنة التنسيق بين الجمعيات السياسية علي البقارة ، مؤتمر الحوار الوطني ‘فرصة حقيقية لتحمل المسؤولية كأفراد ومنظمات وهيئات حكومية ومنتخبة وجمعيات أهلية للحفاظ على النسيج الوطني والوحدة بين أفراد هذا الشعب من خلال ثقافة اللاطائفية ووحدة المصير وتوزيع الخدمات العامة على جميع المناطق بالتساوي’.
وأشار البقارة في كلمته بافتتاح مؤتمر الحوار الوطني الثاني للجمعيات السياسية إلى أن ‘صدور الدستور الحالي للبحرين وإبداء الكثير من القوى السياسية والمدنية عدم رضاها عنه بسبب بعض الثغرات، وأنه لن يحقق طموحاتها المتمثلة في الفصل بين السلطات الثلاث، يدعونا لمطالبة السلطة التشريعية بالعمل على إدخال تعديلات دستورية تتلافى هذه الثغرات’.
وتابع ‘وبالتوافق مع الدولة المدعوة للعمل على التوافق مع البرلمان والقوى السياسية والمجتمعية في القضايا المتصلة بقضية الاصلاح السياسي والتي يجب أن تحافظ على حيويتها التي عرفناها في مشروع الملك’.
وطالب البقارة ‘إزالة كل ما يعترض هذه المسألة من معوقات وخصوصا بإعادة النظر في التشريعات المقيدة للحريات وتعزيز مبدأ الشراكة مع المجتمع المدني ووضع خطط وتدابير صارمة لمجابهة الفساد والتوجه الجدي لمعالجة هموم المواطنين، وفي مقدمتها أزمات الأراضي والأزمة الإسكانية والبطالة والتمييز وانتشار التجنيس وتسوية ملف ضحايا التعذيب، بما يبدد مشاعر التوجس والخوف على مستقبل العملية الإصلاحية’.
ورأى البقارة أن ‘البحرين تتهددها الكثير من المخاطر، نتيجة انتشار ظاهرة الطائفية وانعدام مبادئ التسامح الديني والاجتماعي، حيث نشأ وضع جديد سادت فيه روح الطائفية البغيضة التي تكاد تنتشر في جميع مجالات الحياة’.
وتابع ‘ أصبح تحليلنا للأحداث والقضايا المهمة التي يعاني منها المجتمع البحريني وعملنا في البرلمان والأجهزة الحكومية من خدمات وتعليم وإعلام وصحافة يعتمد على الطائفية والتمييز وليس المصالح العليا للوطن والمواطن، ولم ينج من ذلك حتى العمل النقابي والجمعيات المهنية والأهلية وجميع نواحي حياتنا’. وأضاف أن ‘ كل ذلك، يؤثر بشكل سلبي على العملية الإصلاحية ومستقبل التنمية الاقتصادية والبشرية وموقع البحرين في هذا المجال’
وأشار البقارة إلى أن ‘منظمات المجتمع المدني بكل مجالاتها في حاجة ماسة إلى تضافر الجهود وتحمل المسؤوليات للتصدي لمخاطر الانقسام وصيانة الوحدة الوطنية لشعبنا وعلى نحو ما فعل اسلافنا في الخمسينات من القرن الماضي، قضوا على الفتنة الطائفية وعززوا الوحدة الوطنية في العمل المشترك من أجل الاستقلال الوطني والإصلاحات السياسية وإطلاق الحريات النقابية’.
وقال البقارة إن ‘ الأجيال المقبلة ستحاسبنا إن تقاعسنا عن القيام بدورنا في هذا المفصل من التاريخ’، داعياً إلى ‘ الانصراف نحو معالجة هذه الأمور ومناقشتها بكل شفافية ومن دون حساسية ومن منطلق الاحترام المتبادل والاستماع الجيد للآخر’.
 
 
معتبرة أن «الممارسة السياسية جعلتها أكثر نضجاً»
“الجمعيات”: لا تطور اقتصادياً من دون بيئـة تحتـرم الحـوار

طالبت الجمعيات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، الذي بدأ أعماله أمس ‘السبت’ بالعمل على ‘ضرورة حماية المجتمع من الطائفية والتمييز، وذلك لحماية الوطن من الكثير من الموبقات التي تعرضه لأخطار جسام’، مشيراً إلى أنه ‘ من دون بيئة سياسية صحية، تقبل الآخر وتحترم الحوار، لا يمكن أن يحدث أي تطور علمي أو اقتصادي’.
وأوضح عضو كتلة المنبر الإسلامي النائب علي أحمد في الكلمة التي ألقاها في مستهل المؤتمر، نيابة عن الجمعيات السياسية أن ‘الممارسة السياسية، جعلت الجمعيات أكثر نضجاً وأنها خطت خطوات في سبيل تعزيز الديمقراطية والحرية بالمملكة’، مستدركا ‘لكن أمامها الكثير من التحديات والخطوات العملية التي يجب اتخاذها لإثراء الحياة السياسية بما هو أكثر لتحقيق ما يصبو إليه مجتمعنا’.
ورأى أحمد أن ‘الاختلاف ثروة بشرط أن يتحلى بآداب الحوار ويبتعد عن التطرف والغلو في التعاطي مع الأحداث، وأن تتسم لهجة الخلاف بالعقلانية والبعد عن الطرح الطائفي والضجيج الإعلامي وتجييش الشارع’.
وتابع ‘كل ذلك يفسد أكثر مما يصلح ويعمق الهوة بين المتحاورين أو المختلفين في الأطروحات والرؤى، الأمر الذي يزيد الأمور تعقيداً وتأزماً ويبعدنا عن تحقيق الإصلاح والمصلحة العليا للوطن’. وأضاف أحمد أن’ الجمعيات السياسية اليوم مدعوة للإلتفاف حول نقاط إتفاق والاتفاق على قواسم مشتركة للعمل من خلالها على رفعة هذا الوطن، مطالبة بالوقوف خلف المشروع الاصلاحي والعمل على حمايته من العواصف والأمواج العاتية التي تحاول النيل منه، للحيلولة دون إنزلاق المملكة إلى أزمات سياسية نحن في غنى عنها’، حسب تعبيره.
وأوضح أحمد أن ‘الجمعيات السياسية مطالبة بالحفاظ على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والتنمية الاقتصادية عن طريق البعد كل البعد عن الاطروحات الضيقة التي تثير النعرات الطائفية’.


 





سيادي: عدم وجود بناء تشريعي لمواجهــة التمييـز يـهــدد الوحــدة


رأى المحامي سامي سيادي أن ‘ظاهرة التمييز متعددة في أي مجتمع، إلا أن مظاهرها، إذا لم تواجه ببناء تشريعي قائم على أساس من المساواة، فإن استمرارية هذا النمط سوف يستمر ضاغطاً على إمكان وجود الوحدة الوطنية بين مكونات المجتمع ونسيجه الاجتماعي’.
ولفت سيادي في ورقة عمل قدمها إلى المؤتمر أمس ضمن محور القوانين والتشريعات المناهضة للتمييز، إلى أن ‘صور التمييز في التشريعات البحرينية، تتمثل على سبيل المثال في قانون الجنسية البحرينية، ففي حين ما زال بعض المولودين في البحرين والمقيمين فيها والذين لم يعرفوا وطناً غيرها لا يحملون الجنسية، يتم تجنيس أعداد كبيرة بصورة خارجة عن القانون ضمن منطلقات سياسية لا تخدم المجتمع’.
وتابع ‘ كما يأتي التمييز في صورة أخرى متمثلاً في المساواة أمام القانون حيث إن قانون الخدمة العسكرية لم ينطوِ في حد ذاته على شروط استبعاد لفئة معينة أو عقيدة محددة إلا أن الواقع التحكمي غير الموضوعي كرس أن هناك طائفة وأعراقا بالمجتمع، حرموا من أداء أسمى الواجبات الوطنية وبالتالي فإن ذلك يعد تمييزا’.
وأشار إلى المادة (30) الفقرة (ب) من الدستور والتي نصت على ‘الدولة وحدها التي تنشئ قوة الدفاع والحرس الوطني والأمن العام ولا يولى غير المواطنين هذه المهام إلا في حالة الضرورة القصوى وبالكيفية التي ينظمها القانون’.
وأشار سيادي إلى ‘التمييز في قانون مباشرة الحقوق السياسية حيث إن هذا القانون وإن كان منظما لمباشرة ذلك الحق إلا انه انطوى على نصوص جاءت بالتمييز في تحديد المناطق والدوائر وذلك بانتقاص الحق والإخلال بمبدأ الدستور’.
وأكد سيادي على أن ‘الدولة والجهة التشريعية وضمن نطاق المسؤولية الدستورية، عليها أن تتبنى عدة خطوات للخروج من حالة التمييز، أهمها إصدار قانون مكافحة التمييز بكافة أشكاله وتشكيل هيئة وطنية لمكافحة التمييز، تشكيل لجان تحقيق في طريقة التعيين والترقي في الوزارات والمؤسسات الحكومية التي يمنع فيها بشكل واضح أبناء طائفة أو عرق معين من دخولها أو إعاقة الحصول على مراكز قيادية فيها، وضمان الانتماء للمؤسسة العسكرية والأمنية لجميع المواطنين’. 
 



داعياً إلى الممارسة الفعلية والسلوكيات اليومية

الرميحي: التاريخ لن يرحمنـا لو فرطنـا في وحدتنـا الوطنية

 


رأى المدير التنفيذي لمعهد البحرين للتنمية السياسية ابراهيم الرميحي ‘ضرورة أن يخرج مفهوم الوحدة الوطنية من حيز السطور والتنظير إلى الممارسة الفعلية والسلوكيات اليومية’.
واعتبر أن ‘التاريخ لن يرحمنا وكذلك الأجيال المقبلة لو فرطنا في الحفاظ على وحدتنا الوطنية’
ولفت الرميحي في كلمته بافتتاح مؤتمر الحوار الوطني الثاني للجمعيات السياسية إلى أن ‘شعار المؤتمر (الثوابت الوطنية فوق الانتماءات الطائفية) هو ما يحتاجه المجتمع البحريني في الوقت الراهن تعميقاً لروح الأخوة والمواطنة والتي تذوب فيها كل أشكال الانتماءات الأخرى’.
وأوضح أن ‘ دعم المعهد للمؤتمر، يأتي انطلاقاً من دور المعهد في نشر وتعزيز ثقافة الحوار وقبول الآخر بعيداً عن التعصـــب والتطرف من أجل تعزيز الشراكــة الفعليــة بين المعهـــد ومؤسســات المجتمــع المدني’، مضيفـــا أن ‘مسؤولية الحفاظ على الوحدة الوطنية، تضعنا أمام مسؤولية تاريخية عظيمة من خلال الدور الكبير الذي يجب أن نلعبة داخل مجتمعنا للحفاظ على الهوية الوطنية’.
ونوه الرميحي إلى أن ‘مسؤولية الحفاظ على الهوية الوطنية وبناء مجتمعنا من بين أهم الموضوعات التي يجب أن تأخذ دوراً كبيرأ في اهتمام أصحاب القرار بالمجتمع (…) هي أيضاً مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني والحركات الفكرية والسياسية والمنتديات الثقافية وعلماء الدين ووسائل الإعلام المتنوعة، والتي يجب أن يكون لها دور متميز في الحفاظ على هذه الهوية’.  



معتبراً أنه «متى استقام العود سيستقيم الظل»





بشمي: إذا كان الجميع ضد الطائفية.. إذاً من هو الطائفي؟


 

رأى عضو مجلس الشورى، رئيس هيئة تحرير ‘الوقت’ إبراهيم بشمي أن ‘هناك ازدواجية في خطاب القيادات السياسية، تتمثل في رفضهم جميعاً للطائفية، في الوقت الذي تبقى المشاهدات الطائفية واضحة أمام الجميع’، لافتا إلى أن ‘الصحافة مرآة عاكسة للوضع العام في المجتمع’.
وقال ‘إذا كانت كل الخطابات التي سمعناها صباح اليوم ضد الطائفية، إذاً من هو الطائفي؟’.
وطالب بشمي في ورشة ‘الإعلام والوحدة الوطنية’، ضمن فعاليات المؤتمر ‘العمل على تفريغ الشحن الطائفي من عقولنا، بما فيه من إيديولوجيا عدائية أو طبقية (…) من المشين أن يقدم فرد ما على تفجير جماعة من المصلين، فأي مذهب يجيز قتل المصلين، سواء كانوا شيعة أم سنة؟’.
وتساءل ‘هل تكمن الخطورة في عدم وعي الأهالي بمدى خطورة الشحن الطائفي، أم في المتغيرات المختلفة التي تشهدها المنطقة؟ هل الديمقراطية فتحت باب الشرور والطائفية، أم أن الطائفية كانت موجودة وبانتظار كشف الستار عنها؟’. وشدد بشمي على أن ‘الصحافة ستبقى الظل الملاصق للمجتمع، ومتى استقام العود، سيستقيم الظل’، معتبرا أن ‘السلطتين التنفيذية والتشريعية، تتحملان مسؤولية تشخيص الواقع الطائفي وعلاجه، وتشاركهما تلك المسؤولية أجهزة الإعلام المختلفة، بما فيها من رؤساء تحرير، وصحافيين، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني’.


فاضل: صراع الهويات وراء الطرح الطائفي


من جهته، أرجع رئيس نقابة الصحافيين (تحت التأسيس) محمد فاضل، بروز الطائفة في المملكة إلى عوامل عدة ، منها ‘تزايد وتيرة صراع الهويات في مختلف أنحاء العالم، بعدما كان الصراع سياسيا أو إقليميا، وذلك ببروز الهوية الأصغر، على حساب الهوية الجامعة’، مشيراً إلى أن ‘الصحافة وسيلة حيوية تجسد حق المواطنين الثابت في إبداء حرية التعبير وتناقل المعرفة، كما أنها تعبر عن زمنها، إذ تعكس في نهاية المطاف ما يدور من أفعال في المجتمع، سواء بوعي أو بدون وعي’. وتابع ‘مع نهايات الحرب الباردة، تغيرت مفاهيم الصراع السياسي في العالم أجمع، حيث لم يعد بين كتلة شرقية وغربية، أو بين كتل طبقية، أو معارك استقلال، ولكن تحول إلى صراعات ذات علاقة بالهوية المكونة لفئة ما، سواء أكانت دينية أم غير ذلك’.
واستدرك ‘نظراً لكون الصحافة وسيلة مهمة للتعبير، فإنها بقدر ما تبدو أداة مسؤولة بشكل أو بآخر عن المساهمة في تعميق الانقسامات الطائفية، أو زيادة الشحن الطائفي بالنقل أو التعبير، فإن علينا أن نتذكر بأن الصحافة لم تخلق الطائفية، وإنما الطائفية وصلت إليها، وسعت إلى توظيفها في السياق الطائفي’.
واعتبر فاضل أن ‘صحافة سبعينات القرن الماضي عموما، لم تكن تعبر بأي حال عن أي ميول طائفية، بعكس واقعنا اليوم، وتبرمنا من استفحال الطرح الطائفي مع كوننا في العام .’2008
ولفت فاضل إلى أن ‘خطورة دور الصحافة يتضح من خلال إساءة استغلالها في نقل الحقائق، فالصحافيون أنفسهم، من المحتمل أن يتأثروا ببيئتهم بشكل من الأشكال، وبالتالي طرح ما يصب في الخندق الطائفي دون وعي’، مشيراً إلى أن ‘الطائفية لم تعد أسلوب تفكير، أو أداة لقياس نخبة محدودة، وإنما منطق وأسلوب تفكير غالبية متنامية من الأهالي’.
وأشار فاضل إلى ‘وجود صحافيين مهنيين، يتمتعون بحس احترافي عال، لا يمكن استدراجهم نحو الطأفنة (…) أمام الصحف للنأي بنفسها عن وحل الطائفية خياران، أولهما امتناعها عن نشر ما ترى أنه يسهم في الشحن والتحريض الطائفي، والآخر نشر ما يدخل في باب الشحن الطائفي، ولكن تعمل في نفس الوقت على محاربته عبر التوعية بمخاطر هذا النوع من الشحن’.
وتابع ‘الخيار الأول يحتاج إلى مرجعية من نوع ما، للحكم على ما هو طائفي من عدمه، ومع حسن نوايا البعض أحياناً، فإن ما يقومون به يدخل ضمن الشحن الطائفي، وبامتناع الصحف عن نشر هذا النوع من الأخبار، ستكون قد اختارت العزلة نوعاً ما، ومع كون العزلة مدروسة، إلا أن الصحف لا تفضل ذلك، كونها بحاجة إلى خيارات واعية ومبررة مهنياً واقتصادياً كي تستمر’.
أما الخيار الثاني، بحسب فاضل، فهو اتفاق الصحف على الحد الأدنى من عناصر مرجعية مهنية، وأخلاقية، سياسية، كي تؤهلها للحكم على ما ترصده يومياً من وقائع، ورسائل وتصريحات، إلا أن الإشكالية في ذلك، مدى قدرتها على فعل هذا، وهل هي من مسؤولياتها أم لا. وقال فاضل ‘هناك صحف تسهم في الشحن الطائفي، وصحافيون يزيدون من اشتعال السجال الطائفي، ولكنهم يظلون مخطئين كما تخطئ نخب وفئات واسعة، أصبحوا قادة لتيارات سياسية بأكملها، لأنهم اختاروا المنطق الخطأ منذ البداية للدخول في ساحة الجدل العام’.


من جهته، رأى نائب رئيس جمعية الصحفيين عادل المرزوق أن ‘الصحافة ابنة الشارع، وحال إصابة المجتمع بداء الطائفية، فإنها أول من يتلقى العدوى’، مبيناً في الوقت نفسه أن ‘المتغيرات الدولية الراهنة، وعدم استقرار الواقع الصحافي في المملكة، زاد الطين بلة في تأثر الصحافة سلباً بالطائفية’ وتابع ‘كل هذه العوامل خلقت إشكالية كبيرة بالصحافة المحلية، خصوصاً أنها تتمتع بمساحة واسعة من حرية التعبير، دون أن يتبعها نتاج وتأثير ديمقراطي لتلك الحرية’.
ولم ينفِ المرزوق عن الصحافة تهمة الشحن الطائفي الحالي، مشيراً إلى أن ‘إصلاح الإشكالات المعلقة، التي تعزف الطائفية على وترها، سيترتب عليه إصلاح للواقع الصحافي’.
من جهته، رأى النائب ناصر الفضالة ‘تأثر المملكة بخطط خارجية فيما يتعلق بالمسألة الطائفية’، متسائلاً ‘هل يمكن لهذه الخطط أن تسير في اتجاهها الصحيح، دون وجود أعوان أو منفذين لها؟’. ولفت الفضالة إلى ‘وجود صحف تمارس الطائفة، وتكرس الصراع الطائفي (….) الصحافة سلطة رابعة، وتلعب دوراً بالغاً في التوعية، وتحقيق التوازن المجتمعي، ويجب أن تنأى عن أي دور طائفي في ممارستها لمهنتها’. 

  

 

 
الموسوي: قانون عصري للصحافة يمكن أن يسهم في الحد من الطأفنة

 

إلى ذلك، شبه الكاتب الصحافي والناطق باسم جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) رضي الموسوي، وجود طائفية في المملكة، دون وجود طائفيين، بالقضية نفسها التي تناولتها الصحافة في صفحاتها الأولى، والمتمثلة في وجود فساد دون وجود مفسدين.
واعتبر الموسوي في مداخلة له أن ‘عدم أخذ الجهة التنفيذية بالآراء التي خلصت إليها اللجنة الفرعية المكلفة بصياغة قانون عصري للصحافة قفزة كبيرة على إرادة مؤسسات المجتمع المدني’. وأشار إلى ‘النقطة الجوهرية في القانون، كانت تتعلق بالحريات، التي تؤصل لعرف عالمي في القانون، بأن حسن النية في الطرح هو الأصل، وليست الشبهة’، مشيراً إلى أن ‘صياغة قانون عصري يتماشى مع الأعراف الدولية، يمكن أن يسهم في الحد من الطأفنة الحاصلة، والتخفيف من وتيرة الطرح الطائفي عبر الصحافة والإعلام’.
وانتقد الموسوي في الوقت نفسه ‘تقاذف قانون الصحافة بين المجلسين، واشتماله على مواد تحول الصحافيين على مجرمين’.
أما عضو جمعية العمل الإسلامي يونس الموسوي، فرأى أن ‘الممارسات الطائفية ليست قاصرة على المؤسسات المهنية فحسب، وإنما تعدت ذلك لتشمل بعض الأجهزة الرسمية’، موضحاً أن ‘اقتصار نقل صلاة الجمعة مثلاً على طائفة معينة، يسهم في النهاية بزيادة الشحن الطائفي، وشعور فئة كبيرة بأنها مهمشة’.
وطالب الموسوي بـ ‘تحقيق التوازن في إدارة المطبوعات والنشر، وذلك تمثيلاً للخليط المتجانس في المملكة، وتعميم هذه الحالة من التوازن على كافة الإدارة والجهات في المملكة’.  
 

داعيا إلى “ميثاق للوحدة الوطنية”
الجودر: أنصاف المتعلمين يعرضون الأمة لسموم الفتنة الطائفية

 

اعتبر العضو البلدي السابق الشيخ صلاح الجودر أن ‘(انصاف المتعلمين)، هم من يحاولون تعريض الأمة لسموم الفتنة الطائفية’، مضيفا أن ‘الحوارات الوطنية تحتاج إلى شخوص تتخلى عن أطروحاتها إذا تعارضت مع مصلحة الوطن’.
وتمنى الجودر في ورقة عمل للمؤتمر ‘ لو عقد المؤتمر في مناسبة وطنية كاليوم الوطني أو ذكرى الشهداء، وان يكون جزءا من البرنامج تكريم من ضحى واستشهد من أجل الوطن’.
وقال ‘ نحن بحاجة إلى من يؤمن أن لكل مشكلة حلا، ولكل داء دواء، فمنبع أي إشكالية بيننا، اختلاف زوايا النظر إليها، مما يؤدي إلى اختلاف زوايا التفسير والاستنتاج، فما بالنا إذا تعددت مذاهبنا الدينية وتياراتنا السياسية وتضاعفت أطيافها وألوانها ومناهجها؟’.
وأضاف الجودر أن ‘المجادلة بالتي هي أحسن، من وسائل العقلاء، فالحوار أداة وعي مشترك بين أطراف مختلفة، تتعدد فيها الآراء، ووسيلة من وسائل الشورى والتناصح والتعاون على البر والتقوى، وهذا هو طريق النضج، وسبيل الكمال في أي مجتمع يبحث عن أسباب الرقي والتقدم والنماء’.
ولفت إلى ‘حاجة مجتمعاتنا للتخطيط الفكري السليم الذي يبدأ بإقامة مراكز للحوار الوطني، ومن أجمل ما وجدت كلمة الملك (الحوار أو الاختلاف حول أي قضية يجب ان يكون موضوعياً وبعيداً عن إثارة أية حساسيات دينية ومذهبية أو فكرية..)’.
وأشار الجودر إلى ‘الحاجة الماسة إلى جلسات مطولة من الحوار وعصف الأفكار، تبدأ بالمصارحة الوطنية وتبادل الثقة بين القوى الدينية والسياسية وتتسم بلغة العقل وأخذ العبر من الغير، وتدار بأسلوب علمي رصين يكون شعاره (قولك حق، يحتمل الخطأ)’.
وتساءل ‘هل رموزنا الوطنية قادرة على وضع الأسس والمعايير والثوابت التي من أجلها يمكن تعزيز الوحدة الوطنية والتصدي للطائفية؟، وهل هي جادة في دعم مسيرة الإصلاح؟ أم هي مجرد شعارات رنانة يتم إطلاقها في الندوات العامة والمجالس الخاصة؟’.
وقال الجودر ‘لقد انتكست طموحات الكثيرين من أبناء الوطن وهم يرون حالات التخوين والتشكيك والتمترس خلف الكيانات الطائفية، هذه الانتكاسة التي بدأت تلاحظ في الشوارع والسيارات والملصقات وعبر المسجات المسمومة التي انتشرت بين أبناء الطائفتين، وتوزع بنفس الدرجة والعدد على الطائفتين، وليس لتلك الممارسات إلا تفسير واحد، وهو رغبة البعض، تجزئة الوطن وتقسيمه تمهيداً لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير’.
ورأى الجودر أن ‘فعاليات المجتمع المدني أغفلت نشر الوعي الوطني بين الناس وتحصينهم من ملوثات القرن الجديد وانصرفت إلى قضايا، لم تعد لها فائدة’، داعيا إلى ‘ميثاق للوحدة الوطنية، نبلور من خلاله ثوابت الوطن التي نعمل من أجلها، ويحتوي أهم التحديات التي تواجه الوطن ومستقبله’. 

 
الموسوي: الأرقام المطروحة في الورقة سبق أن أعلناها أمام المسؤولين
مطالبات بشطب ورقة الوفاق من مؤتمر الحوار

الوقت – فاضل عنان:

أثارت الورقة التي ألقتها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية يوم أمس في مؤتمر الحوار الوطني احتجاج بعض المشاركين في المؤتمر والذين طالبوا بعدم اعتماد الورقة.
وكان عضو جمعية الوفاق هادي الموسوي ذكر في ورقة جمعية الوفاق بعض الأرقام التي أكدت فيها مدى التمييز الطائفي، وقد رأى بعض المشاركين في تلك الأرقام أنها تعمق الخلاف الطائفي، حيث شككت عضو مجلس الشورى سميرة رجب في حقيقة هذه الأرقام متهمة جمعية الوفاق بأنها تحمل أجندة خارجية.
الى ذلك طالب عضو جمعية الوسط العربي إبراهيم جمعان بشطب ورقة الوفاق من مؤتمر الحوار الوطني الثاني.
من جهته قال عضو جمعية الوفاق الوطني الإسلامية هادي الموسوي إن هذه الورقة تعكس حقائق وأرقاماً لطالما أعلنتها جمعية الوفاق أمام كثير من المسؤولين في البلد، ومن ضمنهم لقاءات سابقة جمعت مسؤولي الجمعية مع رئيس الوزراء، وأن على من ينكر هذه الأرقام الرجوع الى الإحصائيات ليكتشف بنفسه صحتها.
وأضاف الموسوي ‘نحن أبعد ما نكون عن الطائفية، لأننا أكثر من يكتوي بنارها، وإذا كانت هذه الأرقام قد أزعجت البعض، فعليه أن لا يكون كالنعام يدفن رأسه في الرمال بل عليه أن يعمل على تصحيح الوضع وترسيخ مبدأ المواطنة بدلا من ترسيخ الطائفية بالسكوت على ممارساتها’ مشيرا في الوقت ذاته الى أن الورقة تحدتث عن ممارسات الحكومة في ترسيخ الطائفية ولم تتهم جماعة أخرى.
من جهته قال رئيس المجلس البلدي في المحافظة الشمالية يوسف البوري والذي كان مشاركاً في الحوار إن المطالبة بشطب هذه الورقة هو مصادرة لحق الوفاق، ومصادرة للرأي الآخر، ونحن في هذا المؤتمر جئنا لنتحاور، وعلى الآخرين تقبل وجهة نظرنا، كما يريدون منا تقبل وجهة نظرهم، وإذا كانت الأرقام تثير القلق لدى البعض فليعمل الجميع على تصحيحها من خلال سن التشريعات والقوانين التي تحد من الممارسات الطائفية.
وكانت جمعية الوفاق قد طالبت في ورقة عمل للمؤتمر ‘إصلاح دستوري حقيقي فيما يعطيه الدستور من هيمنة للسلطة التنفيذية ويعرقل مهام السلطة الرقابية’، داعية إلى ‘أن يكون التدريس في المدارس والجامعات شاملاً وليس على أساس المذاهب، إذ إن هذه الآلية تكرس الطائفية’.
ورأت الوفاق ‘ضرورة أن تقدم الحكومة تقاريرها الحقوقية إلى لجنة مناهضة التمييز، حتى وإن كانت قوانين الأمم المتحدة تسمح بتأجيلها، وينبغي أن تكون ملامسة للواقع ولا تذكر فقط ما في الدستور من مواد تمنع التمييز’، مشددة على ‘إشراك هيئات المجتمع المدني عند صوغ الحكومة تقاريرها المتعلقة بحقوق الإنسان’.
ودعت الوفاق السلطة إلى ‘قراءة واقع الطائفية والتمييز الطائفي الذي خلقته، والعمل على تقديم الحلول على أسس سليمة وإنشاء هيئة مستقلة تضم الجانبين الرسمي والشعبي مهمتها مكافحة التمييز الوظيفي من خلال الرصد والمتابعة للعمل على معالجته ومحاسبة المتسببين في ذلك’.
وتابعت ‘العمل على تشريع قوانين تعاقب على ممارسة التمييز وعلى مجلسي الشورى والنواب، بحث كيفية تطبيق البحرين لاتفاقية مناهضة التمييز وتوافق التشريعات الموجودة لهذا التطبيق، اعتراف الحكومة بوجود تمييز طائفي وإقامة مؤتمر وطني لمناقشة هذه المشكلة ومحاولة إيجاد أنسب الحلول بمشاورة القوى السياسية والشخصيات الوطنية’.
واعتبرت جمعية الوفاق أنها وحدها لا تستطيع محاربة التمييز الطائفي لأسباب عدة على رأسها ‘أنها المبتلاة البلاء الأكبر منه، إلى جانب التركيبة الحالية لمجلس النواب والتي لا تسمح بتحقيق إنجازات فاعلة في هذا الملف’.
ورأت الوفاق أن ‘التمييز بات واقعاً لا يمكن الاختلاف عليه وستكون المعالجة بطيئة جدا نظراً للأعداد القليلة التي تتقاعد سنويا ويتم استبدالها (….) ما يفسر وجود الطائفية واستمرارها، غياب الإدارات الإصلاحية أولاً وتجاهل السلطة للمشكلة وانغلاقها على نفسها من خلال غلق أبواب الحوار وتبعثر جهود النخب السياسية الوطنية ثانياً واحباطات الشارع ثالثاً’.
واعتبرت الورقة أن ‘أخطر ما يهدد المواطنة هو التمييز الاجتماعي والطبقي، والدولة إذا ما مارست التمييز سينعكس ذلك على ثقافة المجتمع إضافة إلى الموروث الثقافي للمجتمع نفسه’، داعية الحكومة إلى ‘الاعتراف بوجود مشكلة التمييز وبالأرقام حتى لو لم ترد الحكومة أن تناقش أسباب المشكلة فلتعترف بوجودها على الأقل’.