المنشور

الامبريالية والصهيونية … وجهان لعملة واحدة

في ذكرى النكبة الستون للشعب الفلسطيني المناضل نحني هاماتنا أمام نضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني وصموده طوال تاريخ المأساة التي لازال يعيش فصولها ، عندما شرد وطرد وقتل واحتلت أرضه من قبل عصابات الصهاينة ، فبعد قرار التقسيم في 29نوفمبر عام 1947، من قبل هيئة الأمم المتحدة وقيام دولة الكيان العنصري إسرائيل على ارض فلسطين في 15 مايو عام 1948، بدأت رحلة العذاب والمعاناة لهذا الشعب وأصبح لاجئاً في وطنه وبعض البلدان العربية وبعدها في معظم بلدان العالم، بعد سنوات طويلة من الكفاح والنضال على مدار ستة عقود من أجل استرجاع الأرض وعودة اللاجئين إلى ديارهم، يُحرم من أقامت دولته الوطنية المستقلة على أرضه وإعلان القدس عاصمة لها، حتى بعد عودة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 1993، بعد اتفاقية أوسلو، لم يتحقق ذلك الحلم الفلسطيني بل ازدادت همجية وعدوانية قوات الاحتلال في قتل الفلسطينيين وإقامة المستوطنات الجديدة على أراضي الضفة الغربية والاستمرار في بناء مزيد من الجدار العازل، وحصار وتجويع الفلسطينيين في غزة، تذرعاً بسيطرة حماس على قطاع غزة بعد الاقتتال مابين فتح وحماس في يونيه عام 2007، وهيمنة حماس على قطاع غزة.
وبمناسبة مرور ستون عاماً على قيام دولة إسرائيل العنصرية الصهيونية، واحتفالاتها بذكرى احتلالها الأرض الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني، وحرمانه من قيام دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس يأتي الرئيس الأمريكي جورج بوش، ليهنئ الشعب اليهودي على قيام دولته على حد قوله، ويؤكد من جديد على دعمه للكيان العنصري، ومباركة له على جرائمه ومجازره التي ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني، ويواصل حديثه بأنكم عدتم إلى أرض أجدادكم أرض إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، لم يبقى له إلا بأن يعدد سائر الأنبياء، عجباً لهذا القول الذي يدغدغ عواطف الصهاينة ويثير فيهم المشاعر الدينية الحاقدة للديانات الأخرى، ولا نعرف هل بوش والخط الديني الذي يتبناه وتعصبه يبعده عن الحقيقة التي يعرفها جيداً وهي بأن هناك شعب مشرد ولاجئ وسلبت أرضه، وثمة شيء يعرفه بوش وهو لم تسلب إرادة المقاومة والنضال من اجل طرد المحتلين الصهاينة وقيام دولته الوطنية الفلسطينية، وليس مستغرب من قائد أكبر قوة عسكرية في العالم، بان يستمر في دعمه للكيان العنصري في فلسطين، مادياً وعسكرياً، وأن يدخل في حروب مع الجميع من اجل إسرائيل، فالمصالح مشتركة، فالصهيونية هي الوجه الآخر من الإمبريالية العالمية ، واليوم الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تعزيز سيطرتها وهيمنتها على البلدان والشعوب العربية، طالما هناك قيادات وأنظمة سياسية تمتثل لمشيئتها ومسلوبة الإرادة والسيادة الوطنية فهي تعتمد على إسرائيل، وتشكل الصهيونية رأس الحربة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، لتنفيذ مآربها ومخططاتها، فالإمبريالية والصهيونية وجهان لعملة واحدة، ألا يخجل قادة النظام السياسي العربي عندما يصرح جورج بوش في الكنيست الإسرائيلي بأن إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، إلا تشكل هذه إهانة لهم وعلى أنظمتهم السياسية ، وهم الذين يتوجهون في صلاتهم اتجاه القبلة في واشنطن، صباحاً ومساءً.
ففي هذه الذكرى الأليمة، على قادة الشعب الفلسطيني وتحديداً قيادات فتح وحماس، بان يبدءوا الحوار الوطني الفلسطيني الذي تطالب به كل الفصائل والأحزاب وقوى ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني والشعب الفلسطيني بأسره من أجل انجاز الوحدة الوطنية، كفى الشعب الفلسطيني قتل وتهجير، عليهم تغليب المصلحة الوطنية، ووضعها فوق المصالح الفئوية والحزبية الضيقة، بوحدة الشعب الفلسطيني ونضاله ومقاومته تقام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، فالسلام العادل لن يتحقق إلا بالإرادة الوطنية والتمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
 
خاص بالتقدمي