المنشور

مؤتمـــر الهــوية


نظم معهد البحرين للتنمية السياسية مؤتمراً هاماً عن الهوية في الخليج العربي, كان محط اهتمام للعديد من الإعلاميين ليس على مستوى الخليج فحسب بل على المستوى العربي والعالمي أيضا.

 ويأتي هذا الاهتمام بسبب التحديات المهمة التي تمر بها المنطقة, إقليميا ومحلياً, بشتى صور هذه التحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية. ولعل من حق دول الخليج ان تبدي قلقاً أكبر من ذاك القلق الذي أثير في مناقشات المؤتمر,خصوصاً انها مرتبطة بمصير مشترك.

خليجياً, فإن ملف الهوية ملف شائك, وشائكيته بعيدة كل البعد عن (العصبية القومية) التي أرادت إحدى الماجدات ان تثيرها في المؤتمر, فما كان لوزير العمل إلا ان يكون لها بالمرصاد, الحديث عن الهوية أبعد من ذلك بكثير.

كان واضحاً جداً ان حتى مقدمي الأوراق لم يستطيعوا ان يفصلوا ملف الهوية عن المواطنة وهمومها, واجباتها وحقوقها, وحتى ولاءات الجمهور. وبالتالي فإن الهوية يمكن لها ان تتعرض لمخاطر جمة, إذا لم يؤخذ بعين الاعتبار ملف المواطنة الحقيقية بصورها وأنماطها, وهذا أيضا مرتبط بالولاءات التي ما برح البعض يشكك فيها.
ان تعزيز الهوية والمحافظة عليها متشعب ومرتبط بالسياسة العامة للدول العربية, وهي بالطبيعي ليس بمعزل عن المجتمع, فالمعنيون بالهوية هم دول ومجتمعات وأفراد, فالهوية ليس محافظة على اللغة العربية فقط, ولا الخروج في تظاهرات تنديداً بالاحتلال, ولا رفع صور لزعامات او البكاء على اللبن المسكوب, أوعلى من يحمي تلك البوابات العربية الشرقية أو الغربية.

معهد التنمية السياسية سيواصل دوره في ملف التنمية ونأمل ان نصل الى أصل الفكرة ومعدنها حتى نرى كيف نعززها.